بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه وبعد،،
اللهم صل على محمد وال محمد
اسطورة عبدالله بن سبأ :
إن قضية إبن سبأ هي قضية ظهرت بين المذاهب الاسلاميه أكثر من كونه رجلا يهودياً وكان له أثراً في أحداث الفتنه و مقتل عثمان ، بل اصبحت هذه القضية من الشخصيات التي كان لها دور في التاريخ الاسلامي ، فقضية إبن سبأ قضية موضوعه طريف جدا ، فقد صنعه قوم واخترعوه اختراعا وأعطوه من الصفات والنعوت ما هو من المعجزات وصنعوا له من القابليات ما لا يمكن نسبته الى احد.
أ - روايات ابن سبأ في مصادر أهل السنه:
إن الروايات الداله على وجود عبدالله بن سبأ في مصادر اهل السنه فهي تنقسم الى أربعة اقسام :
القسم الأول : ما روي عن طريق سيف بن عمر التميمي
القسم الثاني : وما روي من طريق غيره
القسم الثالث : عن طريق السري بن يحيى كما يسميه الطبري ، وهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأن السري بن يحيى الثقة يكون زمانه أقدم من الطبري فقد توفي سنة 167ه.
القسم الثالث : عن طريق شعيب بن إبراهيم الكوفي المجهول
أما الروايات التي جاءت عن طريق سيف بن عمر التميمي فهي روايات موضوعة وضعيفه ، فقد ذكرت بعض كتب التراجم بأنه متروك الحديث وبعض منها تقول بانه ضعيف وغيرها الاقوال ، واليكم ما يلي بعض ما تقول عنه كتب التراجم ما يلي بالحرف الواحد :
1- ابن حبان : كان سيف بن عمر يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا إنه كان يضع الحديث واتهم بالزندقة
2- الحاكم النيسابوري : اتهم سيف بالزندقة وهو بالرواية ساقط .
3- ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها .
4- ابن معين : ضعيف الحديث فليس فيه خير .
5- ابن حاتم : متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي .
6- أبو داود صاحب السنن : ليس بشئ .
7- النسائي صاحب السنن : ضعيف .
8- السيوطي : إنه وضاع .
9- محمد بن طاهر بن علي الهندي : سيف بن عمر متروك اتهم بالوضع والزندقة وكان وضاعا
10- ابن حجر : ضعيف الحديث .
ولا بأس ان ننقل للقارئ الكريم بعض مروياته
تاريخ الطبري ( ج3 ، ص378 ) : و روى الطبري عن هذا الوهم في موضع آخر من كتابه: فيما كتب به إلى السري،عن شعيب،عن سيف،عن عطية،عن يزيد الفقعسي،قال:كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء ، فأسلم زمان عثمان،ثم تنقل في بلدات المسلمين يحاول أضلالهم،فبدأ بالحجاز،ثم البصرة،ثم الكوفة،ثم الشام،فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام،فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم،فقال لهم فيما يقول:العجب فيمن يزعم أن عيسى يرجع و يكذب بأن محمدا يرجع،و قد قال الله عز و جل:إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد (القصص/ .85) ،فمحمد أحق بالرجوع من عيسى.قال:فقبل ذلك عنه،و وضع لهم الرجعة فتكلموا فيها،ثم قال لهم بعد ذلك:إنه كان ألف نبي،و لكل نبي وصي،و كان علي وصي محمد.ثم قال:محمد خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء.ثم قال بعد ذلك:من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و وثب علي وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و تناول أمر الأمة.ثم قال لهم بعد ذلك:إن عثمان أخذها بغير حق و هذا وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه،و ابدأوا بالطعن على امرائكم،و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تستميلوا الناس،و ادعوهم إلى هذا الأمر.فبث دعاته،و كاتب من كان استفسد في الأمصار و كاتبوه،و دعوا في السر إلى ما عليه رأيهم،و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و جعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم،و يكاتبهم اخوانهم بمثل ذلك،و يكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون،فيقرأه أولئك في أمصارهم،و هؤلاء في أمصارهم،حتى تناولوا بذلك المدينة و أوسعوا الأرض إذاعة،و هم يريدون غير ما يظهرون،و يسرون غير ما يبدون...إلى آخر ما يذكره الطبري في المقام»حتى يتوقف عن إيراد هذه الأحداث بعد حرب الجمل و لا يأتي بعد ذلك بشيء عن السبأية.
اما الروايات التي جاءت عن طريق السري بن يحيى فهي روايات التي ذكرت في الطبري وكما يسميه الطبري بالسري بن يحيى ، فهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأن السري بن يحيى الثقة يكون زمانه أقدم من الطبري فقد توفي سنة 167 ه* .
في حين ولد الطبري سنة 224 ، فالفرق بينهما سبعة وخمسون عاما ، ولا يوجد عند الرواة سري بن يحيى غيره ، ولذلك يفترض أهل الجرح والتعديل أن السري الذي يروي عنه الطبري يجب أن يكون واحدا من اثنين : كل منهما كذاب وهما :
أ- السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ، ترجمته عند كتب التراجم :
1- ابن حجر : متروك الحديث
2- الذهبي : تركوه
3- المزي : ال أبو قدامة ، عن يحيى بن سعيد : استبان لى كذبه فى مجلس
4- صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ليس بالقوى ، و هو أحب إلى من عيسى
الحناط .
5- قال الجوزجانى : يضعف حديثه
6- قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : ضعيف ، متروك الحديث ، يجىء عن الشعبى
بأوابد .
7- قال النسائى : متروك الحديث . و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
8- قال البزار : ليس بالقوى .
9- قال الساجى : ضعيف جدا .
ب - السري ابن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفى سنة 258 ، والذي أدرك ابن جرير الطبري وعاصره أكثر من ثلاثين عاما ،كذبه ابن خراش،و وهاه ابن عدي،و قال: يسرق الحديث،و زاد ابن حبان:و يرفع الموقوفات،لا يحل الاحتجاج به،و قال النقاش في حديث وضعه السري
اما الروايات التي جاءت عن طريق شعيب بن إبراهيم الكوفي فهو راو مجهول ، فقد قال ابن عدي عنه : ليس بالمعروف، و قال الذهبي : رواية،كتب سيف عنه : فيه جهالة .
ب- تضارب الروايات الدالة على وجود عبدالله بن سبأ :
نجد بأن الروايات الداله على الأسطورة ابن سبأ هي روايات متضاربه ومصنوعه من قبل القوم ، ولا بأس ان ننقل لكم بعض هذه الروايات والتحقق منها :
الرواية الاولى : ذكر ابو زهرة في تاريخ المذاهب الاسلاميه (ج1،ص32): قال : كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء فأسلم أيام عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم فبدأ ببلاد الحجاز ثم البصرة ثم الشام ، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فقال لهم فيما يقول : العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجع وقد قال الله تعالى : * ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )* القصص / 85 .
ثم أن محمدا أحق بالرجعة من عيسى ، ثم قال بعد ذلك إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وعلي وصي محمد ، ومحمد خاتم النبيين وعلى خاتم الأوصياء
الرواية الثانيه : (ونعود مرة أخرى في نفس كتابه ص34):عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل الحيرة ، أظهر الإسلام وأخذ ينشر بين الناس أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ، وأن عليا أراد قتله ولكن نهاه عبد الله بن عباس فنفاه للمدائن بدل قتله
الرواية الثالثه : محمد فريد وجدي في دائرة المعارف ( القرن العشرين ج5 ص 17 فصاعدا ) : قال : السبائية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في الانتصار لعلي وزعم أنه كان نبيا ثم غلا فزعم أنه الله ودعا إلى ذلك قوما من أهل الكوفة فاتصل خبرهم بعلي فأمر بإحراق قوم منهم ، ثم خاف من إحراق الباقين أن ينتقض عليه قوم فنفى ابن سبأ للمدائن ، فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه ليس المقتول عليا وإنما هو شيطان صور على صورته وهذه الطائفة تزعم أن المهدي المنتظر إنما هو علي ، وكان ابن السوداء في الأصل يهوديا من أهل الحيرة فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ( ص ) فلما سمعوا ذلك قالوا لعلي إنه من محبيك فرفع علي قدره وأجلسه تحت درجة منبره ثم بلغه عنه غلوه فيه فهم بقتله فنهاه عبد الله بن عباس فنفاه إلى المدائن.
الرواية الرابعه : أحمد عطية الله في القاموس الإسلامي (ج3 ص 222): قال : ابن سبأ رأس الفرقة السبائية من الشيعة وهو عبد الله بن سبأ كان من يهود صنعاء وأظهر إسلامه في خلافة عثمان يعرف بابن السوداء انتقل إلى المدينة وبث فيها أقوالا وآراء منافية لروح الإسلام ونابعة من يهوديته ومن معتقدات فارسية كانت شايعة في اليمن ، برز في صورة المنتصر لحق علي ، وادعى أن لكل نبي وصيا ، وأن عليا وصي محمد ، كما ادعى أن في علي جزءا إلهيا ، طاف بأنحاء العراق ناشرا دعوته فطرده عبد الله بن عامر من البصرة فنزل الكوفة وأوغر صدور الناس على عثمان ، وانتقل إلى دمشق في ولاية معاوية وفيها التقى بأبي ذر الغفاري وحرضه على الثورة مدعيا أنه ليس من حق الأغنياء أن يقتنوا مالا ، وأخرج من الشام فنزل مصر فالتف حوله الناقمون على عثمان وفيهم محمد بن أبي بكر وأبو حذيفة ، ووضع على لسان علي أقوالا لم يقلها كادعاء علم الغيب وبعد استشهاد علي قال إنه لم يقتل وسيرجع وبذلك وضع فكرة الرجعة بين الشيعة
تعليق على الروايات الاولى والثانية والثالثة : اقول عجيب أمر القوم ، حيث نجد في الروايتين الاولى والثانيه و نفس الكتاب روايات متضاربه حول قضية ابن سبأ ، فهي قضيه مخلوقه ومصنوعه من قبلهم ، ففي الرواية الاولى ذكر إنه من أهل صنعاء وفي الرواية الثانيه ذكر إنه من اهل الحيره ، وفي الرواية الاولى ذكر انه اسلم في زمن عثمان بن عفان وفي الروايه الثانيه أظهر الاسلام ولم يحدد وقت إسلامه وأن الامام اراد قتله وفي الروايه الاولى لم يذكره.
وفي الرواية الثالثة نجد أنه من أهل الحيرة لا صنعاء ، وأنه ابن السوداء وأن الإمام عليا خدع به ، وأنه ادعى النبوة لعلي ، ثم ادعى له الألوهية ، وايضا نجد في هذه الرواية خلط وتضارب عجيب ، حيث انه ذكر في نهاية الروايه ان علي وصي لمحمد فكيف له ان ينسب الالوهيه لعلي .
وفي الرواية الرابعه : أن ابن سبأ جمع إلى عقائده اليهودية معتقدات أخرى فنقلها للتشيع ومنها الرجعة ولكن الرجعة هنا لعلي وليست لمحمد كما هي عند أبي زهرة ، ومنها أنه أعطى لعلي جزءا من الألوهية لا كلها ، حتى يمكن الجمع بين كونه جزء إله وبين كونه وصيا للنبي ( ص ) ، ومنها الكشف عن هذه الطاقات الهائلة عند ابن سبأ بحيث أن كل الثورات على عثمان ومعاوية كانت من فعله .
وايضاً تجد الروايات بنفس المضمون المتضارب والمختلط والمخترع من قبلهم في كتب كل من فجر الإسلام لأحمد امين ص 276 ، والتمهيد والبيان لمحمد بن يحيى ص 96 ، والأعلام للزركلي ج4 ص 220 ، والعجيب والاعجب ان هناك روايات تقول بأن عبدالله بن سبأ ظهر في ايام الامام علي عليه السلام او بعد موته ومنهم عبدالله بن سعد الاشعري في ( المقالات والفرق ص 15 ) و ابن الطاهر في الفرق ( أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 15 )
الاستنتاج : الروايات الداله على اسطورة عبدالله بن سبأ هي روايات متضاربه ومخلوطه ومخترعه من قبل القوم ، كما قلنا في الروايات السابقه انه تارةً يقولون أنه من أهل الحيرة وأخرى من أهل صنعاء ، وهو عند ابن حزم والشهرستاني وغيرهما ابن السوداء ، بينما يذهب ابن طاهر البغدادي في الفرق بين الفرق والأسفرايني في كتابه التبصير في الدين أن ابن السوداء شخص آخر ليس عبد الله بن سبأ (أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 220)
ج- آراء النقادين / الباحثين / العلماء وتضاربهما في قضية عبدالله بن سبأ :
1) طه حسين :
(طه حسين الفتنة الكبرى فصل ابن سبأ) : دعم رأيه بن شخصية ابن سبأ شخصية وهمية ، حيث انه دعم رايه الى الامور التالية :
أولا :إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا .
ثانيا : إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنه وضاع .
ثالثا : إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض : في منتهى البلاهة والسخف .
رابعا : عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمار وغيرهم .
خامسا : قصة الإحراق وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر .
سادسا : عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان ، وقد انتهى طه حسين إلى القول : أن ابن سبأ شخص ادخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج
2) محمد كرد علي :
قال في خطط الشام ( ج1 ص 251 ) : أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهم وقلة بتحقيق مذهبهم ، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب
3) الدكتور أحمد محمود صبحي :
قال في نظرية الامامة ( ص 37 ) : وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليحدث فتنة وليزيدها اشتعالا وليؤلب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين .
وايضا في كتابه نظرية الامامه(ص37) : ذكر اراء المستشرقين حول قضية ابن سبأ وهؤلاء المستشرقين هم الدكتور برناد لويس و فلهوزن و فريدليندر و كايتاني حيث انتهت نتائجهم بان عبدالله بن سبأ ضخصية وهميه ومن إختلاق المتأخيرن
4) أحمد عباس الصالح :
قال في مجلة الكاتب ( عدد آذار 1965) : عبد الله بن سبأ رجل خرافي بغير شك فأنى هو من هذه الأحداث جميعا وساذج بغير شك الذي يتجه إلى خلق شخصية كهذا ليعطيها أثرا أي أثر فيما حدث من الأحداث إن كل ما حيك من قصص حول عبد الله بن سبأ من وضع المتأخرين فلا دليل على وجوده في المراجع
5) الدكتور عبدالعزيز الهلابي :
قال في كتابه عبدالله بن سبأ ( درسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنه ص71 ): الذي نخلص إليه في بحثنا هذا أن إبن سبأ شخصية وهميه لم يكن لها وجوده ، فإن وجد شخص بهذا الإسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسنده إليه سيف وأصحاب كتب الفِرَق ، لا من الناحية السياسيه ، ولا من ناحية العقيدة
6) الدكتور علي الوردي وكامل الشيبي :
الدكتوران علي الوردي في وعاظ السلاطين ( 274-278 ، عن الصلة بين التصوف والتشيع 1/36) و كامل الشيبي في الصلة بين التصوف والتشيع (1/89) : قد اتفقا على الآتي ، بإن المقصود بابن السوداء عمار بن ياسر وقد رمزت له قريش بابن السوداء ولم تصرح باسمه لأن له ثقلا ومركزا بين الصحابة وكان على رأس الثائرين على عثمان ، فلم ترد قريش أن تضعه مقابل عثمان وبجانب علي لأنه يرجح كفة علي ويهبط بكفة عثمان فرمزوا له وسموه بابن السوداء لأن أمه أمة سوداء ولا وجود لابن سوداء غيره
[ بحث فتى الأحزان ]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه طيبه وبعد،،
اللهم صل على محمد وال محمد
اسطورة عبدالله بن سبأ :
إن قضية إبن سبأ هي قضية ظهرت بين المذاهب الاسلاميه أكثر من كونه رجلا يهودياً وكان له أثراً في أحداث الفتنه و مقتل عثمان ، بل اصبحت هذه القضية من الشخصيات التي كان لها دور في التاريخ الاسلامي ، فقضية إبن سبأ قضية موضوعه طريف جدا ، فقد صنعه قوم واخترعوه اختراعا وأعطوه من الصفات والنعوت ما هو من المعجزات وصنعوا له من القابليات ما لا يمكن نسبته الى احد.
أ - روايات ابن سبأ في مصادر أهل السنه:
إن الروايات الداله على وجود عبدالله بن سبأ في مصادر اهل السنه فهي تنقسم الى أربعة اقسام :
القسم الأول : ما روي عن طريق سيف بن عمر التميمي
القسم الثاني : وما روي من طريق غيره
القسم الثالث : عن طريق السري بن يحيى كما يسميه الطبري ، وهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأن السري بن يحيى الثقة يكون زمانه أقدم من الطبري فقد توفي سنة 167ه.
القسم الثالث : عن طريق شعيب بن إبراهيم الكوفي المجهول
أما الروايات التي جاءت عن طريق سيف بن عمر التميمي فهي روايات موضوعة وضعيفه ، فقد ذكرت بعض كتب التراجم بأنه متروك الحديث وبعض منها تقول بانه ضعيف وغيرها الاقوال ، واليكم ما يلي بعض ما تقول عنه كتب التراجم ما يلي بالحرف الواحد :
1- ابن حبان : كان سيف بن عمر يروي الموضوعات عن الأثبات وقالوا إنه كان يضع الحديث واتهم بالزندقة
2- الحاكم النيسابوري : اتهم سيف بالزندقة وهو بالرواية ساقط .
3- ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها .
4- ابن معين : ضعيف الحديث فليس فيه خير .
5- ابن حاتم : متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي .
6- أبو داود صاحب السنن : ليس بشئ .
7- النسائي صاحب السنن : ضعيف .
8- السيوطي : إنه وضاع .
9- محمد بن طاهر بن علي الهندي : سيف بن عمر متروك اتهم بالوضع والزندقة وكان وضاعا
10- ابن حجر : ضعيف الحديث .
ولا بأس ان ننقل للقارئ الكريم بعض مروياته
تاريخ الطبري ( ج3 ، ص378 ) : و روى الطبري عن هذا الوهم في موضع آخر من كتابه: فيما كتب به إلى السري،عن شعيب،عن سيف،عن عطية،عن يزيد الفقعسي،قال:كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء ، فأسلم زمان عثمان،ثم تنقل في بلدات المسلمين يحاول أضلالهم،فبدأ بالحجاز،ثم البصرة،ثم الكوفة،ثم الشام،فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام،فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم،فقال لهم فيما يقول:العجب فيمن يزعم أن عيسى يرجع و يكذب بأن محمدا يرجع،و قد قال الله عز و جل:إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد (القصص/ .85) ،فمحمد أحق بالرجوع من عيسى.قال:فقبل ذلك عنه،و وضع لهم الرجعة فتكلموا فيها،ثم قال لهم بعد ذلك:إنه كان ألف نبي،و لكل نبي وصي،و كان علي وصي محمد.ثم قال:محمد خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء.ثم قال بعد ذلك:من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و وثب علي وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و تناول أمر الأمة.ثم قال لهم بعد ذلك:إن عثمان أخذها بغير حق و هذا وصي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم فانهضوا في هذا الأمر فحركوه،و ابدأوا بالطعن على امرائكم،و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر تستميلوا الناس،و ادعوهم إلى هذا الأمر.فبث دعاته،و كاتب من كان استفسد في الأمصار و كاتبوه،و دعوا في السر إلى ما عليه رأيهم،و أظهروا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و جعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم،و يكاتبهم اخوانهم بمثل ذلك،و يكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون،فيقرأه أولئك في أمصارهم،و هؤلاء في أمصارهم،حتى تناولوا بذلك المدينة و أوسعوا الأرض إذاعة،و هم يريدون غير ما يظهرون،و يسرون غير ما يبدون...إلى آخر ما يذكره الطبري في المقام»حتى يتوقف عن إيراد هذه الأحداث بعد حرب الجمل و لا يأتي بعد ذلك بشيء عن السبأية.
اما الروايات التي جاءت عن طريق السري بن يحيى فهي روايات التي ذكرت في الطبري وكما يسميه الطبري بالسري بن يحيى ، فهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأن السري بن يحيى الثقة يكون زمانه أقدم من الطبري فقد توفي سنة 167 ه* .
في حين ولد الطبري سنة 224 ، فالفرق بينهما سبعة وخمسون عاما ، ولا يوجد عند الرواة سري بن يحيى غيره ، ولذلك يفترض أهل الجرح والتعديل أن السري الذي يروي عنه الطبري يجب أن يكون واحدا من اثنين : كل منهما كذاب وهما :
أ- السري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ، ترجمته عند كتب التراجم :
1- ابن حجر : متروك الحديث
2- الذهبي : تركوه
3- المزي : ال أبو قدامة ، عن يحيى بن سعيد : استبان لى كذبه فى مجلس
4- صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ليس بالقوى ، و هو أحب إلى من عيسى
الحناط .
5- قال الجوزجانى : يضعف حديثه
6- قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : ضعيف ، متروك الحديث ، يجىء عن الشعبى
بأوابد .
7- قال النسائى : متروك الحديث . و قال فى موضع آخر : ليس بثقة .
8- قال البزار : ليس بالقوى .
9- قال الساجى : ضعيف جدا .
ب - السري ابن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفى سنة 258 ، والذي أدرك ابن جرير الطبري وعاصره أكثر من ثلاثين عاما ،كذبه ابن خراش،و وهاه ابن عدي،و قال: يسرق الحديث،و زاد ابن حبان:و يرفع الموقوفات،لا يحل الاحتجاج به،و قال النقاش في حديث وضعه السري
اما الروايات التي جاءت عن طريق شعيب بن إبراهيم الكوفي فهو راو مجهول ، فقد قال ابن عدي عنه : ليس بالمعروف، و قال الذهبي : رواية،كتب سيف عنه : فيه جهالة .
ب- تضارب الروايات الدالة على وجود عبدالله بن سبأ :
نجد بأن الروايات الداله على الأسطورة ابن سبأ هي روايات متضاربه ومصنوعه من قبل القوم ، ولا بأس ان ننقل لكم بعض هذه الروايات والتحقق منها :
الرواية الاولى : ذكر ابو زهرة في تاريخ المذاهب الاسلاميه (ج1،ص32): قال : كان عبد الله بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء أمه سوداء فأسلم أيام عثمان ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول إضلالهم فبدأ ببلاد الحجاز ثم البصرة ثم الشام ، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام فأخرجوه حتى أتى مصر فقال لهم فيما يقول : العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع ويكذب بأن محمدا يرجع وقد قال الله تعالى : * ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ )* القصص / 85 .
ثم أن محمدا أحق بالرجعة من عيسى ، ثم قال بعد ذلك إنه كان ألف نبي ولكل نبي وصي وعلي وصي محمد ، ومحمد خاتم النبيين وعلى خاتم الأوصياء
الرواية الثانيه : (ونعود مرة أخرى في نفس كتابه ص34):عبد الله بن سبأ كان يهوديا من أهل الحيرة ، أظهر الإسلام وأخذ ينشر بين الناس أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ، وأن عليا أراد قتله ولكن نهاه عبد الله بن عباس فنفاه للمدائن بدل قتله
الرواية الثالثه : محمد فريد وجدي في دائرة المعارف ( القرن العشرين ج5 ص 17 فصاعدا ) : قال : السبائية أتباع عبد الله بن سبأ الذي غلا في الانتصار لعلي وزعم أنه كان نبيا ثم غلا فزعم أنه الله ودعا إلى ذلك قوما من أهل الكوفة فاتصل خبرهم بعلي فأمر بإحراق قوم منهم ، ثم خاف من إحراق الباقين أن ينتقض عليه قوم فنفى ابن سبأ للمدائن ، فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه ليس المقتول عليا وإنما هو شيطان صور على صورته وهذه الطائفة تزعم أن المهدي المنتظر إنما هو علي ، وكان ابن السوداء في الأصل يهوديا من أهل الحيرة فأظهر الإسلام وأراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق ورياسة ، فذكر لهم أنه وجد في التوراة أن لكل نبي وصيا وأن عليا وصي محمد ( ص ) فلما سمعوا ذلك قالوا لعلي إنه من محبيك فرفع علي قدره وأجلسه تحت درجة منبره ثم بلغه عنه غلوه فيه فهم بقتله فنهاه عبد الله بن عباس فنفاه إلى المدائن.
الرواية الرابعه : أحمد عطية الله في القاموس الإسلامي (ج3 ص 222): قال : ابن سبأ رأس الفرقة السبائية من الشيعة وهو عبد الله بن سبأ كان من يهود صنعاء وأظهر إسلامه في خلافة عثمان يعرف بابن السوداء انتقل إلى المدينة وبث فيها أقوالا وآراء منافية لروح الإسلام ونابعة من يهوديته ومن معتقدات فارسية كانت شايعة في اليمن ، برز في صورة المنتصر لحق علي ، وادعى أن لكل نبي وصيا ، وأن عليا وصي محمد ، كما ادعى أن في علي جزءا إلهيا ، طاف بأنحاء العراق ناشرا دعوته فطرده عبد الله بن عامر من البصرة فنزل الكوفة وأوغر صدور الناس على عثمان ، وانتقل إلى دمشق في ولاية معاوية وفيها التقى بأبي ذر الغفاري وحرضه على الثورة مدعيا أنه ليس من حق الأغنياء أن يقتنوا مالا ، وأخرج من الشام فنزل مصر فالتف حوله الناقمون على عثمان وفيهم محمد بن أبي بكر وأبو حذيفة ، ووضع على لسان علي أقوالا لم يقلها كادعاء علم الغيب وبعد استشهاد علي قال إنه لم يقتل وسيرجع وبذلك وضع فكرة الرجعة بين الشيعة
تعليق على الروايات الاولى والثانية والثالثة : اقول عجيب أمر القوم ، حيث نجد في الروايتين الاولى والثانيه و نفس الكتاب روايات متضاربه حول قضية ابن سبأ ، فهي قضيه مخلوقه ومصنوعه من قبلهم ، ففي الرواية الاولى ذكر إنه من أهل صنعاء وفي الرواية الثانيه ذكر إنه من اهل الحيره ، وفي الرواية الاولى ذكر انه اسلم في زمن عثمان بن عفان وفي الروايه الثانيه أظهر الاسلام ولم يحدد وقت إسلامه وأن الامام اراد قتله وفي الروايه الاولى لم يذكره.
وفي الرواية الثالثة نجد أنه من أهل الحيرة لا صنعاء ، وأنه ابن السوداء وأن الإمام عليا خدع به ، وأنه ادعى النبوة لعلي ، ثم ادعى له الألوهية ، وايضا نجد في هذه الرواية خلط وتضارب عجيب ، حيث انه ذكر في نهاية الروايه ان علي وصي لمحمد فكيف له ان ينسب الالوهيه لعلي .
وفي الرواية الرابعه : أن ابن سبأ جمع إلى عقائده اليهودية معتقدات أخرى فنقلها للتشيع ومنها الرجعة ولكن الرجعة هنا لعلي وليست لمحمد كما هي عند أبي زهرة ، ومنها أنه أعطى لعلي جزءا من الألوهية لا كلها ، حتى يمكن الجمع بين كونه جزء إله وبين كونه وصيا للنبي ( ص ) ، ومنها الكشف عن هذه الطاقات الهائلة عند ابن سبأ بحيث أن كل الثورات على عثمان ومعاوية كانت من فعله .
وايضاً تجد الروايات بنفس المضمون المتضارب والمختلط والمخترع من قبلهم في كتب كل من فجر الإسلام لأحمد امين ص 276 ، والتمهيد والبيان لمحمد بن يحيى ص 96 ، والأعلام للزركلي ج4 ص 220 ، والعجيب والاعجب ان هناك روايات تقول بأن عبدالله بن سبأ ظهر في ايام الامام علي عليه السلام او بعد موته ومنهم عبدالله بن سعد الاشعري في ( المقالات والفرق ص 15 ) و ابن الطاهر في الفرق ( أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 15 )
الاستنتاج : الروايات الداله على اسطورة عبدالله بن سبأ هي روايات متضاربه ومخلوطه ومخترعه من قبل القوم ، كما قلنا في الروايات السابقه انه تارةً يقولون أنه من أهل الحيرة وأخرى من أهل صنعاء ، وهو عند ابن حزم والشهرستاني وغيرهما ابن السوداء ، بينما يذهب ابن طاهر البغدادي في الفرق بين الفرق والأسفرايني في كتابه التبصير في الدين أن ابن السوداء شخص آخر ليس عبد الله بن سبأ (أنظر هامش منهاج السنة لابن تيمية ص 220)
ج- آراء النقادين / الباحثين / العلماء وتضاربهما في قضية عبدالله بن سبأ :
1) طه حسين :
(طه حسين الفتنة الكبرى فصل ابن سبأ) : دعم رأيه بن شخصية ابن سبأ شخصية وهمية ، حيث انه دعم رايه الى الامور التالية :
أولا :إن كل المؤرخين الثقاة لم يشيروا إلى قصة عبد الله بن سبأ ولم يذكروا عنها شيئا .
ثانيا : إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنه وضاع .
ثالثا : إن الأمور التي أسندت إلى عبد الله بن سبأ تستلزم معجزات خارقة لفرد عادي كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ وسخرهم لمآربه وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض : في منتهى البلاهة والسخف .
رابعا : عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن أبي بكر ، وعمار وغيرهم .
خامسا : قصة الإحراق وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر .
سادسا : عدم وجود أثر لابن سبأ ولجماعته في واقعة صفين وفي حرب النهروان ، وقد انتهى طه حسين إلى القول : أن ابن سبأ شخص ادخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج
2) محمد كرد علي :
قال في خطط الشام ( ج1 ص 251 ) : أما ما ذهب إليه بعض الكتاب من أن مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء فهو وهم وقلة بتحقيق مذهبهم ، ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك علم مبلغ هذا القول من الصواب
3) الدكتور أحمد محمود صبحي :
قال في نظرية الامامة ( ص 37 ) : وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليحدث فتنة وليزيدها اشتعالا وليؤلب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين .
وايضا في كتابه نظرية الامامه(ص37) : ذكر اراء المستشرقين حول قضية ابن سبأ وهؤلاء المستشرقين هم الدكتور برناد لويس و فلهوزن و فريدليندر و كايتاني حيث انتهت نتائجهم بان عبدالله بن سبأ ضخصية وهميه ومن إختلاق المتأخيرن
4) أحمد عباس الصالح :
قال في مجلة الكاتب ( عدد آذار 1965) : عبد الله بن سبأ رجل خرافي بغير شك فأنى هو من هذه الأحداث جميعا وساذج بغير شك الذي يتجه إلى خلق شخصية كهذا ليعطيها أثرا أي أثر فيما حدث من الأحداث إن كل ما حيك من قصص حول عبد الله بن سبأ من وضع المتأخرين فلا دليل على وجوده في المراجع
5) الدكتور عبدالعزيز الهلابي :
قال في كتابه عبدالله بن سبأ ( درسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنه ص71 ): الذي نخلص إليه في بحثنا هذا أن إبن سبأ شخصية وهميه لم يكن لها وجوده ، فإن وجد شخص بهذا الإسم فمن المؤكد أنه لم يقم بالدور الذي أسنده إليه سيف وأصحاب كتب الفِرَق ، لا من الناحية السياسيه ، ولا من ناحية العقيدة
6) الدكتور علي الوردي وكامل الشيبي :
الدكتوران علي الوردي في وعاظ السلاطين ( 274-278 ، عن الصلة بين التصوف والتشيع 1/36) و كامل الشيبي في الصلة بين التصوف والتشيع (1/89) : قد اتفقا على الآتي ، بإن المقصود بابن السوداء عمار بن ياسر وقد رمزت له قريش بابن السوداء ولم تصرح باسمه لأن له ثقلا ومركزا بين الصحابة وكان على رأس الثائرين على عثمان ، فلم ترد قريش أن تضعه مقابل عثمان وبجانب علي لأنه يرجح كفة علي ويهبط بكفة عثمان فرمزوا له وسموه بابن السوداء لأن أمه أمة سوداء ولا وجود لابن سوداء غيره
[ بحث فتى الأحزان ]
تعليق