إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني:في رحاب الامام موسى الكاظم ومعجزة النبي موسى ع

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني:في رحاب الامام موسى الكاظم ومعجزة النبي موسى ع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في رحاب الامام موسى الكاظم عليه السلام ومعجزة موسى (ع)

    عصر أمس الاربعاء وفي قاعة المسجد الاعظم في مدينة قم المقدسة وبعد أن شرع أستاذنا الوحيد المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني بدرس القضاء الاسبوعي تحول في كلامه للحديث عن ذكرى شهادة سابع الائمة الاطهار الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه وعلى آبائه الاطهار أزكى التحية والسلام والتي تصادف اليوم الخميس .
    فتناول جانبا من سيرة هذا الامام المظلوم الذي أمضى سنوات طوال في سجن هارون الرشيد الى أن قضى شهيدا سجينا في السم .
    وقد سلط استاذنا الضوء على دور الامام عليه السلام وقدرته التي منحه إياه الله تعالى ، فمن ناحية المعاناة الشخصية فإنه يتحمل كل المعاناة والالام حتى يمضي شهيدا بعد سجنه لسنوات ، ومن ناحية ثانية يتصرف بما منحه الله من قدرة ومعجزة عندما يصل الامر الى حالة الاستهزاء بولي الله الاعظم ويرى من الضروري إلقاء الحجة على الاخرين في الاوقات المناسبة .
    فذكر حديثا ثابتا سندا وواضحا دلالة عما فعله عليه السلام في محضر هارون الرشيد عندما جمع نواميس السحرة وأركان الدولة وأراد أن يستهزئ بالامام ويظهر قوته كما فعل فرعون عندما جمع السحرة لاظهار قوته مقابل موسى عليه السلام .
    فما كان من الامام عليه السلام إلا أن أظهر معجزة فاقت بدلالاتها معجزة عصا موسى عليه السلام . وذلك بعد أن جمع هارون كل هؤلاء وجلسوا لتناول الطعام وعندما أراد خادم الامام عليه السلام ان يتناول رغيف الخبز كان كبير السحرة الذي أحضره هارون من بلاد الهند يعمل سحرا جعل رغيف الخبز يطير في الهواء دون ان يلتقطه مما أثار الضحك والسخرية من قبل هارون وبطانته ..
    فما كان من الامام عليه السلام إلا أن التفت الى صورة أسد على ستارة في المجلس وقال : يا أسد الله خذ عدو الله .
    وقبل ان يكمل كلامه أنقض الاسد والتهم الساحر ودب الرعب ، وتوسل هارون بالامام فأمره أن يعود .. وهذا الذي حصل .
    لقد أردت أن أنقل لكم مقتطفات مما ذكره استاذنا كي تعم الفائدة في مناسبة ذكرى شهادة الامام الكاظم عليه السلام
    باب الحوائج الى الله موسى بن جعفر أقدمها الى القراء الاعزاء

    وسأنقل اليكم هذه المقتطفات بعد إعدادها

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    اللهم احفظ علمائنا الابرار واطل في بقائهم ومتعنا بهم طويلا ولا تحرمنا فوائدهم ياكريم بحق محمد وآله الطاهرين صلواتك عليهم اجمعين
    وأعظم الله اجورنا واجوركم بوفاة مولانا باب الحوائج عليه السلام
    احسنت اخي وجزاك الله خير

    تعليق


    • #3
      اسمح لى أخوى مهدى عجبتنى مساهمتك

      اللهم صل على محمد وآل محمد

      اللهم احفظ علمائنا الابرار واطل في بقائهم ومتعنا بهم طويلا ولا تحرمنا فوائدهم ياكريم بحق محمد وآله الطاهرين صلواتك عليهم اجمعين
      وأعظم الله اجورنا واجوركم بوفاة مولانا باب الحوائج عليه السلام
      احسنت اخي وجزاك الله خير


      هذا لك يا مهدى



      لا تعصب على

      تعليق


      • #4
        مقتطفات من محاضرة الشيخ الوحيد (1)

        الحكمة في معرفة الامام
        يقول تعالى في كتابه الكريم : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .
        وقد ورد في تفسير هذه الاية الكريمة أن الحكمة التي هي خير كثير هي معرفة الامام ، وبهذه المناسبة مناسبة شهادة الامام موسى بن جعفر الذي لا يفصلنا عن مرقد شقيقته إلا بضعة أمتار سنحاول التعرف على شيء من حقيقة هذا الامام . فقد روى علي بن يقطين :
        وهو الثقة المؤمن الذي كان يدا لهارون (وقصته ودوره معروفان )
        والحديث من ناحية السند : هو عن الشيخ الاجل محمد بن علي بن بابويه الصدوق يروي عن شيخه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ،الى آخر السند .
        فسند الرواية سند عال عند محققي علم الرجال .

        نص الرواية :
        والحديث هو : و حدثني الشيخ أبو جعفر قراءة عليه قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ره قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و حدثنا سعد بن عبد الله جميعا قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر ع و يقطعه و يخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلما رام خادم أبي الحسن ع تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه و استفز هارون الفرح و الضحك لذلك فلم يلبث أبو الحسن ع أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له يا أسد الله خذ عدو الله قال فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم فخر هارون و ندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم و طارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن ع أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال إن كانت عصى موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم و عصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.
        (الامالي للصدوق صفحة 148 . بحار الانوار الجزء 48 ص41 والجزء107 ص8. وروضة الواعظين ج1 ص 215.وعيون أخبار الرضا ج1 ص95. والمناقب ج4 ص299، مع ملاحظة اختلاف يسير بين النصوص حيث ذكر بعضها ان الامام هو الذي رام تناول الرغيف وليس خادمه . وكذلك في كلام الامام : يا اسد خذ عدو الله . بدل يا أسد الله خذ عدو الله .)

        يتبع

        تعليق


        • #5
          مشكور أخوي أبو محمد العاملي
          على هالموضوع الحلوووووووووووووووووو

          تعليق


          • #6
            مقتطفات من محاضرة الشيخ الوحيد (2)

            محطات مع هذه الحادثة

            يتوقف الاستاذ امام محطات في هذه القصة فيصور الحالة التي كان يعيشها هارون الرشيد في سلطانه ، حيث عقد مجلسا عاما دعى اليه أركان دولته بما كانت تمثله من انتشار ،وسعة، وهم أكابر القوم ، واستحضر كبير السحرة لغاية يريدها ، كما صرح بذلك علي بن يقطين .
            والناموس ، في اصطلاح ارباب علم السحر والعلوم الخفية ، هو اسم لمرتبة خفية من القدرة العالية ، وهذا الناموس قد أحضره هارون .
            وتبدوا الغاية من كل هذا عندما أراد خادم الامام موسى بن جعفر(ع) تناول القرص ليناوله للامام ، فكان أن أعمل ذاك الساحر علمه امام الناس ،وطار الرغيف دون ان يتمكن الخادم من تناوله ليعطيه للامام .
            وهنا يظهر هارون في كمال الابتهاج ، بعد أن نال مقصده من إهانة الامام عليه السلام .
            في تلك اللحظة ، التفت ذاك الشخص الذي عاش في ظلم المطامير في السجون .
            في تلك اللحظة التفت عليه السلام الى صورة أسد ، وقال : يا أسد الله خذ عدو الله ، فبمجرد أن قال هذه الكلمة ، ينقل علي بن يقطين ، وإذ بأسد من أعظم السباع يصير في وسط المجلس وينقض على الساحر . ويخر هارون ومن معه مغشى عليهم، وعندما يفيق من أثر الصدمة يناشد الامام أن يعيد الساحر ، فيجيب الامام عليه السلام ، إن أعادت عصا موسى ما لقفت فإنه يعود .
            بعد هذا السرد التصويري للواقعة ينتقل شيخنا الاستاذ الى بيان ما عبر عنه :
            فقه الحديث :
            قال الشيخ الوحيد أطال الله أيام إفاضاته ، إن التعرف على فقه هذا الحديث لا تكفيه جلسة ولا جلستان ، ولكننا نشير الى محطات في ذلك .
            السحر: لا بد أولا من فهم السحر حتى نفهم ما معنى القدرة على إبطاله . وفي ذلك نرجع الى القرآن الكريم لنرى ماذا يتحدث لنا عن السحر .
            قال تعالى : فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.
            الجملة الاولى قوله تعالى : سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ .
            الجملة الثانية : وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
            الجملة الثالثة : وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.
            فنفهم من ذلك أن مراتب السحر ثلاث :
            المرتبة الاولى : هو سحر لأعين الناس ، وفيه تصرف بالعين فلا يتعدى أثر السحر ما تراه العين.
            المرتبة الثانية : هي جعل الرهبة في قلوب الحاضرين .
            المرتبة الثالثة : السحر العظيم وهو ما اشتهر به أكابر مصر والهند وهم من يتمكنون من استخراج قدرات النفس الانسانية ، وهذا ما كان يختص به سحرة الهند.
            وهناك الشعبة الثانية وهي عمل النواميس ، وعمل النواميس هو مزج للقوى العلوية مع القوى السفلية، وفيها تركيب للروحانية العلمية مع المواد السفلية ، وهو ما يعبر عنه (تلسمات).
            فالسحر الذي كان في مجلس هارون لم يكن من القسم الاول الذي لا يتعدى مرتبة أعين الناس ، وهو ليس سحرا حقيقة.
            بل كان من القسم الذي له تأثير حقيقي بحيث طار قرص الخبز خلافا لقانون الجاذبية.
            ولم يكن ذلك إلا أمام محضر الحكماء والعلماء وما يمكن أن يعبر عنه بمجلس النخبة في الكرة الارضية .
            والهدف من ذلك أن يستهزء بحجة الله على أرضه .
            وهنا كان لا بد للامام من أن يظهر شيئا من علمه ..
            فما الذي حصل ؟ - يتبع

            تعليق


            • #7
              مقتطفات من محاضرة الشيخ الوحيد (3)

              التفت عليه السلام الى الصورة وقال : يا أسد الله ..
              الخطاب يكون عادة لمن يملك قابلية الخطاب ، ولا معنى لتوجيه خطاب لمن لا قابلية له لتلقي الخطاب .
              هل الصورة قابلة لتوجيه الخطاب اليها؟
              هنا تبرز عظمة الامام ومدى علم الامام عليه السلام ، فهو لم يستعمل الاسم الاعظم ، لقد استعمل حرف (يا) فقط ، وهو حرف نداء .
              (ووجه النداء الى صورة مع أن الصورة ليست ممن يقبل توجيه النداء ، وكان الجواب أن صارت صورة الاسد ، أسدا حقيقيا من أضخم الاسود واقفا أمام تلك النخبة المترفة من علية القوم ينتظر أمر ولي الله ..)
              ويخاطبه . يا أسد الله ..( لقد انقلبت السخرية والضحك التي عاش فيها هارون ومن معه الى حالة رعب ليس لها حد .. وكأن استعداد الاسد قد زاد لتلقي الامر)
              ويتابع الامام عليه السلام قوله : خذ عدو الله ..
              فينقض الاسد على الساحر ويلتهمه ويخر القوم مغشيا عليهم ..
              ( ويستيقضون بعد هول ما حدث ، ويشعرون بشيء من الاطمئنان بعد أن رأوا الاسد الذي ابتلع الساحر قد عاد صورة على الستارة المعلقة فيرغب هارون في أن يزيل آثار ما حدث .. )
              ويناشد الامام ويستحلفه ان يعيد الرجل ..
              فبماذا أجابه الامام عليه السلام ؟
              إن كانت عصا موسى قد أعادت ما بلعت ، فيعود الرجل ...
              المقارنة :
              وهنا نصل الى المقارنة التي تحكي عظمة الامام عليه السلام .
              إن نبي الله موسى بن عمران عليه السلام عندما ألقى سحرة فرعون حبالهم وسحروا أعين الناس وخيل اليهم انها أفاعي تسعى ..جاءه الامر من الله تعالى بأن ألق عصاك ..فلم يكن موسى ليلقي العصا قبل ان يتلقى أمرا من الله تعالى .
              وأما موسى بن جعفر عليهما السلام فما أن أظهر الساحر سحره وأرد السخرية حتى غير كل شيء بحرف ( يا ) .. بحرف النداء ..
              هذا علم موسى بن جعفر ..
              وختم استاذنا الوحيد كلامه بالدعاء قائلا :
              اللهم صل على وليك موسى بن جعفر عدد ما في علمك ، صلاة دائمة بدوام ملكك .
              والحمد لله رب العالمين

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                شكرا اخي ابا محمد على هذه المحاضرة
                وبارك الله بمراجعنا العظام وحفظهم

                والسلام عليكم

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم


                  في رحاب الامام موسى الكاظم ومعجزة النبي موسى عليهما السلام

                  آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني

                  في قاعة المسجد الاعظم في مدينة قم المقدسة وبعد أن شرع أستاذنا الوحيد المرجع الكبير آية الله العظمى الشيخ حسين الوحيد الخراساني بدرس القضاء الاسبوعي تحول في كلامه للحديث عن ذكرى شهادة سابع الائمة الاطهار الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه وعلى آبائه الاطهار أزكى التحية والسلام.
                  فتناول جانبا من سيرة هذا الامام المظلوم الذي أمضى سنوات طوال في سجن هارون الرشيد الى أن قضى شهيدا سجينا في السم.
                  وقد سلط استاذنا الضوء على دور الامام عليه السلام وقدرته التي منحه إياه الله تعالى، فمن ناحية المعاناة الشخصية فإنه يتحمل كل المعاناة والالام حتى يمضي شهيدا بعد سجنه لسنوات، ومن ناحية ثانية يتصرف بما منحه الله من قدرة ومعجزة عندما يصل الامر الى حالة الاستهزاء بولي الله الاعظم ويرى من الضروري إلقاء الحجة على الاخرين في الاوقات المناسبة.
                  فذكر حديثا ثابتا سندا وواضحا دلالة عما فعله عليه السلام في محضر هارون الرشيد عندما جمع نواميس السحرة وأركان الدولة وأراد أن يستهزئ بالامام ويظهر قوته كما فعل فرعون عندما جمع السحرة لاظهار قوته مقابل موسى عليه السلام.
                  فما كان من الامام عليه السلام إلا أن أظهر معجزة فاقت بدلالاتها معجزة عصا موسى عليه السلام. وذلك بعد أن جمع هارون كل هؤلاء وجلسوا لتناول الطعام وعندما أراد خادم الامام عليه السلام ان يتناول رغيف الخبز كان كبير السحرة الذي أحضره هارون من بلاد الهند يعمل سحرا جعل رغيف الخبز يطير في الهواء دون ان يلتقطه مما أثار الضحك والسخرية من قبل هارون وبطانته..
                  فما كان من الامام عليه السلام إلا أن التفت الى صورة أسد على ستارة في المجلس وقال: يا أسد الله خذ عدو الله.
                  وقبل ان يكمل كلامه أنقض الاسد والتهم الساحر ودب الرعب، وتوسل هارون بالامام فأمره أن يعود.. وهذا الذي حصل.
                  لقد أردت أن أنقل لكم مقتطفات مما ذكره استاذنا كي تعم الفائدة في مناسبة ذكرى شهادة الامام الكاظم عليه السلام باب الحوائج الى الله موسى بن جعفر عليه السلام أقدمها الى القراء الاعزاء
                  :

                  الحكمة في معرفة الامام
                  يقول تعالى في كتابه الكريم: ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.
                  وقد ورد في تفسير هذه الاية الكريمة أن الحكمة التي هي خير كثير هي معرفة الامام، وبهذه المناسبة مناسبة شهادة الامام موسى بن جعفر الذي لا يفصلنا عن مرقد شقيقته إلا بضعة أمتار سنحاول التعرف على شيء من حقيقة هذا الامام. فقد روى علي بن يقطين:
                  وهو الثقة المؤمن الذي كان يدا لهارون (وقصته ودوره معروفان)
                  والحديث من ناحية السند: هو عن الشيخ الاجل محمد بن علي بن بابويه الصدوق يروي عن شيخه محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، الى آخر السند.
                  فسند الرواية سند عال عند محققي علم الرجال.

                  نص الرواية:
                  والحديث هو: وحدثني الشيخ أبو جعفر قراءة عليه قال حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ره قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار وحدثنا سعد بن عبد الله جميعا قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال:
                  استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ويقطعه ويخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلما رام خادم أبي الحسن
                  عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه واستفز هارون الفرح والضحك لذلك فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد الله خذ عدو الله قال فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم وطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه فلما أفاقوا من ذلك بعد حين قال هارون لأبي الحسن عليه السلام أسألك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل فقال إن كانت عصى موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاقة نفسه.
                  (الامالي للصدوق ص 148. بحار الانوار ج 48 ص41 وج107 ص8. وروضة الواعظين ج1 ص 215. وعيون أخبار الرضا ج1 ص95. والمناقب ج4 ص299، مع ملاحظة اختلاف يسير بين النصوص حيث ذكر بعضها ان الامام هو الذي رام تناول الرغيف وليس خادمه. وكذلك في كلام الامام: يا اسد خذ عدو الله. بدل يا أسد الله خذ عدو الله)

                  محطات مع هذه الحادثة

                  يتوقف الاستاذ امام محطات في هذه القصة فيصور الحالة التي كان يعيشها هارون الرشيد في سلطانه، حيث عقد مجلسا عاما دعى اليه أركان دولته بما كانت تمثله من انتشار، وسعة، وهم أكابر القوم، واستحضر كبير السحرة لغاية يريدها، كما صرح بذلك علي بن يقطين.
                  والناموس، في اصطلاح ارباب علم السحر والعلوم الخفية، هو اسم لمرتبة خفية من القدرة العالية، وهذا الناموس قد أحضره هارون.
                  وتبدوا الغاية من كل هذا عندما أراد خادم الامام موسى بن جعفر(ع) تناول القرص ليناوله للامام، فكان أن أعمل ذاك الساحر علمه امام الناس، وطار الرغيف دون ان يتمكن الخادم من تناوله ليعطيه للامام.
                  وهنا يظهر هارون في كمال الابتهاج، بعد أن نال مقصده من إهانة الامام عليه السلام.
                  في تلك اللحظة، التفت ذاك الشخص الذي عاش في ظلم المطامير في السجون.
                  في تلك اللحظة التفت عليه السلام الى صورة أسد، وقال: يا أسد الله خذ عدو الله، فبمجرد أن قال هذه الكلمة، ينقل علي بن يقطين، وإذ بأسد من أعظم السباع يصير في وسط المجلس وينقض على الساحر. ويخر هارون ومن معه مغشى عليهم، وعندما يفيق من أثر الصدمة يناشد الامام أن يعيد الساحر، فيجيب الامام عليه السلام، إن أعادت عصا موسى ما لقفت فإنه يعود.
                  بعد هذا السرد التصويري للواقعة ينتقل شيخنا الاستاذ الى بيان ما عبر عنه:
                  فقه الحديث:
                  قال الشيخ الوحيد أطال الله أيام إفاضاته، إن التعرف على فقه هذا الحديث لا تكفيه جلسة ولا جلستان، ولكننا نشير الى محطات في ذلك.
                  السحر: لابد أولا من فهم السحر حتى نفهم ما معنى القدرة على إبطاله. وفي ذلك نرجع الى القرآن الكريم لنرى ماذا يتحدث لنا عن السحر.
                  قال تعالى: فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.
                  الجملة الاولى قوله تعالى: سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ.
                  الجملة الثانية: وَاسْتَرْهَبُوهُمْ
                  الجملة الثالثة: وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.
                  فنفهم من ذلك أن مراتب السحر ثلاث:
                  المرتبة الاولى: هو سحر لأعين الناس، وفيه تصرف بالعين فلا يتعدى أثر السحر ما تراه العين.
                  المرتبة الثانية: هي جعل الرهبة في قلوب الحاضرين.
                  المرتبة الثالثة: السحر العظيم وهو ما اشتهر به أكابر مصر والهند وهم من يتمكنون من استخراج قدرات النفس الانسانية، وهذا ما كان يختص به سحرة الهند.
                  وهناك الشعبة الثانية وهي عمل النواميس، وعمل النواميس هو مزج للقوى العلوية مع القوى السفلية، وفيها تركيب للروحانية العلمية مع المواد السفلية، وهو ما يعبر عنه (تلسمات).
                  فالسحر الذي كان في مجلس هارون لم يكن من القسم الاول الذي لا يتعدى مرتبة أعين الناس، وهو ليس سحرا حقيقة.
                  بل كان من القسم الذي له تأثير حقيقي بحيث طار قرص الخبز خلافا لقانون الجاذبية.
                  ولم يكن ذلك إلا أمام محضر الحكماء والعلماء وما يمكن أن يعبر عنه بمجلس النخبة في الكرة الارضية.
                  والهدف من ذلك أن يستهزء بحجة الله على أرضه.
                  وهنا كان لا بد للامام من أن يظهر شيئا من علمه..
                  فما الذي حصل؟
                  التفت عليه السلام الى الصورة وقال: يا أسد الله..
                  الخطاب يكون عادة لمن يملك قابلية الخطاب، ولا معنى لتوجيه خطاب لمن لا قابلية له لتلقي الخطاب.
                  هل الصورة قابلة لتوجيه الخطاب اليها؟
                  هنا تبرز عظمة الامام ومدى علم الامام عليه السلام، فهو لم يستعمل الاسم الاعظم، لقد استعمل حرف (يا) فقط، وهو حرف نداء.
                  (ووجه النداء الى صورة مع أن الصورة ليست ممن يقبل توجيه النداء، وكان الجواب أن صارت صورة الاسد، أسدا حقيقيا من أضخم الاسود واقفا أمام تلك النخبة المترفة من علية القوم ينتظر أمر ولي الله..)
                  ويخاطبه. يا أسد الله.. (لقد انقلبت السخرية والضحك التي عاش فيها هارون ومن معه الى حالة رعب ليس لها حد.. وكأن استعداد الاسد قد زاد لتلقي الامر)
                  ويتابع الامام عليه السلام قوله: خذ عدو الله..
                  فينقض الاسد على الساحر ويلتهمه ويخر القوم مغشيا عليهم..
                  (ويستيقضون بعد هول ما حدث، ويشعرون بشيء من الاطمئنان بعد أن رأوا الاسد الذي ابتلع الساحر قد عاد صورة على الستارة المعلقة فيرغب هارون في أن يزيل آثار ما حدث..)
                  ويناشد الامام ويستحلفه ان يعيد الرجل..
                  فبماذا أجابه الامام عليه السلام؟
                  إن كانت عصا موسى قد أعادت ما بلعت، فيعود الرجل...
                  المقارنة:
                  وهنا نصل الى المقارنة التي تحكي عظمة الامام عليه السلام.
                  إن نبي الله موسى بن عمران عليه السلام عندما ألقى سحرة فرعون حبالهم وسحروا أعين الناس وخيل اليهم انها أفاعي تسعى.. جاءه الامر من الله تعالى بأن ألق عصاك.. فلم يكن موسى ليلقي العصا قبل ان يتلقى أمرا من الله تعالى.
                  وأما موسى بن جعفر عليهما السلام فما أن أظهر الساحر سحره وأرد السخرية حتى غيّر كل شيء بحرف (يا).. بحرف النداء..
                  هذا علم موسى بن جعفر..
                  وختم استاذنا الوحيد كلامه بالدعاء قائلا:
                  اللهم صل على وليك موسى بن جعفر عدد ما في علمك، صلاة دائمة بدوام ملكك.
                  والحمد لله رب العالمين

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                  ردود 2
                  11 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                  بواسطة ibrahim aly awaly
                   
                  يعمل...
                  X