بسم الله الرحمن الرحيم
شعرنا بالاشمئزاز ونحن نستمع الى قناة الحرة الفضائية تنقل لنا خبر الاتصال الهاتفي الذي أجراه سماحة السيد محمد رضا نجل المرجع الديني سماحة آية الله السيد السيستاني (دام ظله الشريف) مع رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني في عمّان ووصفه بأنه صمّام أمان العراق.
ونحن في الوقت الذي نشعر بالعاطفة الإنسانية ازاء كل من يمر بمحنة او بلاء وندعو بالخير للجميع فإننا نتوقع من المرجعية الشريفة أن تقف الى جانب الشعب المحروم والمضطهد الذي يشعر بالحَنَق والغضب على المستبدّين المتسلطين على رقاب الناس والمستأثرين بثروات الشعب منطلقين من أنانياتهم ومصالحهم الشخصية غير مكترثين بمظالم الشعب وحرمانه من أبسط حقوق الحياة الانسانية.
وكان آخرشاهد عليها إصرار هيئة الرئاسة على صرف مبلغ يقارب (70) مليار دينار كمخصصات لها من الميزانية لعام 2007 بعنوان (منافع اجتماعية) من غير أن ينتفع بها أحد من الجياع أو المهجّرين أو المحرومين.
إننا نتوقع من المرجعية الشريفة أن تتأسّى بأمير المؤمنين (ع) الذي كتب الى صاحبه الوفي مالك الأشتر لمّا ولاه مصر (وليكن أحب الأمور إليك أوسَطَها في الحق، وأعَمَّها في العدل، وأجمَعها لرضى الرعية، فإن سُخط العامة يُجحفُ برضى الخاصة، وإن سخط الخاصة يُغتفر مع رضى العامة) فالمتوقع من المرجعية النائبة عن الامام المعصوم (عليه السلام) أن تتفاعل مع هموم الشعب وآلامه وتسعى بجدّ لرفع الظلم عنه وتحقيق مطالبه وليس مجاملة المستبدين على حساب الشعب المحروم.
والحد الأدنى مما تقدِّمُه في هذا المجال أن لا تعطي المشروعية للظلم والاستبداد والاستئثار والأنانية وأن لا تبارك مثل هذه الأفعال إن لم تقم جدياً بالإصلاح.
نكرر أسفنا لصدور هذه الكبوة ونأمل عدم تكرارها وأن يعمل الجميع على تجسيد كلام أمير المؤمنين (ع) المتقدم ليكون لنا شفيعاً وإماماً.
جماعة مدرسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف
9/صفر الخير/1428
27/2/2007
تعليق