إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من هو البخاري؟.....حلقة 1

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو البخاري؟.....حلقة 1

    صحيح البخاري أحد الصحاح الذي حاز على منزلة كبيرة لدى أهل السنة ، وقد نقلوا عن البخاري انه قال : لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحا وما تركت من الصحيح أكثر .وقال ابن حجر الهيتمي بأن صحيح البخاري وصحيح مسلم هما أصح الكتب بعد كتاب الله وإجماع من يعتد به
    غير ان ثمة أمورا نقف عندها قليلا :
    الأول : يوجد في صحيح البخاري روايات التجسيم والتشبيه بوفرة وإن حاول شراح الصحيح تأويلها غير انها فشلت جميعا ، لأن ظهورها بمكان يحد من تأويلها والتلاعب بها ، والسبب وراء هذه الكثرة من روايات التجسيم يعود إلى أن البخاري عاش في عصر المتوكل العباسي الذي استخدم طبقة من المحدثين ومنحهم الجوائز في نقل الأحاديث التي تؤيد موقف المحدثين أمام أهل التنزيه من العدلية والمعتزلة
    الثاني : ان البخاري وإن ذكر شيئا من فضائل علي وأهل بيته إلا أن قلمه يرتعش عندما يصل إلى فضائلهم فيعبث بالحديث مهما أمكن ، وإليك نموذجا .
    إن حديث الولاية يعني قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حق علي - عليه السلام - : « علي مني وأنا من علي ، وهو وليكم من بعدي » من الأحاديث المتضافرة الذي أخرجه غير واحد من أئمة الصحاح والسنن وحفاظ الحديث ، وقد نقله جم غفير من كبار أئمة الحديث في كتبهم ، ربما يبلغ عددهم حسب ما استخرجه المحقق المتتبع السيد حامد حسين اللكهنوي ( المتوفى 1306 ه‍ ) في كتابه « عبقات الأنوار » إلى 65 ، وعلى رأسهم :
    1 . سليمان بن داود الطيالسي ( المتوفى 204 ه‍ ) .
    2 . أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ( المتوفى 239 ه‍ ) .
    3 . أحمد بن حنبل ( المتوفى 241 ه‍ ) .
    4 . محمد بن عيسى الترمذي ( المتوفى 279 ه‍ ) .
    5 . أحمد بن شعيب النسائي ( المتوفى 303 ه‍ )

    إلى غير ذلك من أئمة الحفاظ والمحدثين ( 1 ) ، وإليك نص الحديث :
    1 . أخرج النسائي في سننه قائلا : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، عن ابن فضيل ، عن الأعرج ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى اليمن مع خالد بن الوليد وبعث عليا على آخر ، وقال : إن التقيتما فعلي على الناس ، وإن تفرقتما فكل واحد منكما على جنده ، فلقينا بني زبيد من أهل اليمن ، وظفر المسلمون على المشركين ، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى علي جارية لنفسه من السبي ، فكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وأمرني أن أنال منه . قال : فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي ، فتغير وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقلت : هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وألزمتني بطاعته فبلغت ما أرسلت به . فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لي : « لا تقعن يا بريدة في علي ، فإن عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي »

    2 . وأخرج أحمد في مسنده عن ابن عباس ، عن بريدة ، قال : غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يتغير ، فقال : « يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » .
    وما جاء في الحديث الذي أخرجه النسائي من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : « علي مني وأنا من علي وهو وليكم بعدي » لا ينافي المنقول في مسند أحمد ولعل الرسول جمع بين الكلمتين ، أو ان الراوي نقل بالمعنى فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه
    وعلى كل حال فالحديث كان مذيلا بما يدل على ولايته بعد رحيل الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - . ويؤيد ذلك ان الإمام أحمد أخرج الحديث عن عمران بن حصين بالشكل التالي :
    3 . قال : بعث رسول الله سرية وأمر عليهم علي بن أبي طالب - رضى الله عنه - فتعاقد أربعة من أصحاب محمد أن يذكروا أمره لرسول الله ، قال عمران : وكنا إذا قدمنا من سفرنا بدأنا برسول الله ، فسلمنا عليه ، قال : فدخلوا عليه ، فقام رجل منهم ، فقال يا رسول الله : إن عليا فعل كذا وكذا فأعرض عنه . ثم نقل قيام الثلاثة الباقين وتكرارهم ذلك القول وإعراض الرسول عنهم ، حتى انتهى إلى قوله : فأقبل رسول الله على الرابع وقد تغير وجهه ، فقال : « دعوا عليا ، إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي » .

    4 . وأخرج الترمذي عن عمران بن حصين ونقل الحديث مثل ما نقل أحمد ابن حنبل إلى أن قال : فقام الرابع ، فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - - والغضب يعرف في وجهه - فقال : « ما تريدون من علي ! ما تريدون من علي ! ما تريدون من علي ! إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي »
    ترى أن الرواية تنص على الولاية الدالة على أنه الإمام بعد رحيل الرسول لكن البخاري كعادته أخرج الحديث عن بريدة ، فذكر شيئا من الحديث وحذف بيت القصيد منه ، فأخرج الحديث عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بالنحو التالي : قال : بعث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليا إلى خالد ليقبض الخمس وكنت أبغض عليا ، وقد اغتسل ، فقلت لخالد : ألا ترى إلى هذا ، فلما قدمنا على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ذكرت ذلك له . فقال : يا بريدة أتبغض عليا ، فقلت : نعم ، قال : « لا تبغضه فإن له في الخمس أكثر من ذلك » .
    ترى أنه حذف الفقرة الأخيرة من الحديث التي هي بمنزلة بيت القصيد منه وهي : « ان عليا مني وأنا منه ، وهو وليكم بعدي » . هذان الأمران يعربان عن موقف البخاري حيال
    روايات التجسيم والتشبيه ، كما يعربان عن مدى بخسه لأحاديث أهل البيت - عليهم السلام - وفضائلهم .
    كيف لا وهو لم يرو حديث الغدير بتاتا ، كما لم يرو عن الإمام الصادق - عليه السلام - حديثا واحدا مع أنه نقل عن الخوارج والمجبرة والمشبهة ؟ ! !
    فهذا الكتاب الذي يعد أصح الكتب عند أهل السنة بعد كتاب الله بحاجة إلى تنقيب وبحث ودراسة رجاله ودراسة مضمون الأحاديث الواردة فيه .
    وقد قام بهذا الأمر المهم غير واحد من أعلام الفريقين .
    فمن أهل السنة الحافظ ابن الجوزي ( 510 - 597 ه‍ ) حيث ألف كتابا باسم « مشكل الحديثين أو مشكل الصحاح » ولم يزل مخطوطا في أربعة أجزاء .
    وأما من الشيعة ، فقد قام فقيه الطائفة والمتتبع المتضلع الشيخ فتح الله النمازي الاصفهاني المشهور ب‍ « شيخ الشريعة » ( 1266 - 1339 ه‍ ) بدراسة صحيح البخاري في كتاب هو ماثل بين يديك وقد ألفه - قدس سره - ولم يسمه باسم ، غير ان تلميذه المتتبع الشيخ آقا بزرك الطهراني ( 1293 - 1389 ه‍ ) استكتبه لنفسه وأسماه ب‍ « القول الصراح في نقد الصحاح »
    ولعل هناك من يعيب على هذا النوع من التأليف بأنه يثير حفيظة البعض ، لأن كثيرا من أهل السنة تلقوا صحيح البخاري كتابا صحيحا برمته يسمو عن البحث والنقد ، ولكن الحق ان كل كتاب غير كتاب الله خاضع للبحث والنقاش .
    إن السنة النبوية تراث خالد للأمة الإسلامية تعد المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم في مجالي العقيدة والشريعة .
    فالسنة المحكية - أي قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وفعله وتقريره - من الحجج القطعية التي لا تخضع للتمحيص ، كيف لا وهو كلام النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ ! وإنما الخاضع للتحقيق والتنقيب هو السنة الحاكية عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فلا عتب على باحث أن يقوم بدراسة الحديث دراسة موضوعية قائمة على أسس علمية وبلغة هادئة .
    فهذا النمط من البحث لجدير بالاهتمام والعناية من قبل الباحثين والمحققين لما فيه من تقرير للسنة النبوية ، وتمحيصها عما ليس منها .
    وها نحن بحمد الله لم نختلف فيما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولو كان هناك اختلاف فإنما هو في ما روي عنه ، وهذا هو الذي أرشدنا إليه الإمام أمير المؤمنين علي - عليه السلام - ، عندما قال له بعض اليهود : ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم فيه ! ! فقال - عليه السلام - له : « إنما اختلفنا عنه ، لا فيه ، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم : « اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، فقال : إنكم قوم تجهلون » .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X