كما ان ثورة الإمام الحسين (ع ) ودمه الشريف كان السبب في استقامة دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يشير لهذا المعنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (( حسين مني وأنا من حسين )) وقول الإمام الحسين (ع) (( ان كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )) وقوله (ع ) (( خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي ، أريد إن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي)) كذلك فان ثورة الإمام المهدي (ع ) تكون سببا لاستقامة الدين والحفاظ عليه ونشر القسط والعدل، بعد ان أصبح الإسلام غريباً ولم يبق منه إلا اسمه ولم يبق من القران إلا رسمه وبعد تسلط أئمة الضلالة علماء الشر والنفاق على الأموال والأنفس والأرواح وهم يخدعون الناس باسم الدين ويحكون بإسم الإسلام ويدّعون نيابة الإمام كذبا وزورا فيظلمون الناس ويسرقون أموالهم بإسم الإسلام والنبي والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) ، كما فعل علماء السقيفة وبنوا أمية وبنوا العباس حيث ظلموا الناس واغتصبوا حقوقهم باسم الإسلام وبادعائهم كذبا خلافة ونيابة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ومما يشير إلى تلك المعاني : 1- عن الإمام الصادق (ع ) عن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( سيأتي على أمتي زمان ، بطونهم آلهتهم ، ونساؤهم قبلتهم ، ودنانيرهم دينهم ، وشرفهم متاعهم ، ........ ....... ، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه ، ولا من الإسلام إلا رسمه ، ولا من القرآن إلا درسه ، مساجدهم معمورة ، وقلوبهم خراب من الهدى ، علماؤهم اشر خلق الله على وجه الأرض .......... كل درهم عندهم صنم ........ ) . 2- سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الساعة ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) ( أيها السائل عن الساعة : تكون عند خبث الأمراء ، ومداهنة القراء ، ونفاق العلماء ، وإذا صدّقت أمتي بالنجوم وكذّبت بالقدر ، ......... وذلك حين يتخذون الأمانة مغنما ، والصدقة مغرما ، والفاحشة إباحة ، والعبادة تكبرا واستطالة على الناس ) 3- لدفع ذلك الظلم والفساد ، والقضاء عليه ينتفض ويثور الإمام المهدي(ع ) فينشر العدل والصلاح ، ويشير لهذا ما ورد عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( المهدي رجل من ولدي ، .......... ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء ....... ) 4- ولدفع الاعوجاج والانحراف في الدين وللحفاظ على استقامته يعلن الإمام المهدي (ع) ثورته كما أعلن الإمام الحسين (ع ) ثورته ، ويشير لهذا المعنى ما ورد في دعاء الندبة ( أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج ، أين المتخير لإعادة الملة والشريعة ، أين المؤمل لأحياء الكتاب وحدوده ) 5- واليك جهات الشبه في الانحراف في الدين والأخلاق بين المجتمع في زمن الإمام الحسين(ع) وبين المجتمع في زمن الإمام القائم(ع) أ- عن أمير المؤمنين (ع ) وهو يصف حال الناس في عصره والذي أصبح أكثر سوءً في زمن الإمام الحسين (ع ) بعد تسلط بني أمية على رقاب المسلمين حيث قال الإمام علي(ع ) ( واعلموا رحمكم الله أنكم في زمان ، القائل فيه بالحق قليل ، واللسان عن الصدق قليل ، واللازم للحق ذليل ، أهله معتكفون على العصيان ، مصطلحون على الادهان ، فتاهم عارم ، وشائبهم آثم ، وعالمهم منافق ، وقارئهم مماذق ، لا يعظّم صغيرهم كبيرهم ، ولا يعول غنيّهم فقيرهم ) ب- خطب الإمام الحسين (ع) : ( ان الدنيا قد تغيرت وتنكرت ، وأدبر معروفها واستمرت هذّاء ، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء ، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ، إلا ترون إلى الحق لا يعمل به ، والى الباطل لا يتناهى عنه ، فليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا ، فاني لا أرى الموت إلا سعادة ، والحياة مع الظالمين إلا برما )