إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شرح إذن دخول بيوت النبي (ص) - القسم الأول = جميل جدا =

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح إذن دخول بيوت النبي (ص) - القسم الأول = جميل جدا =

    شرح إذن دخول بيوت النبي (ص) - القسم الأول

    شرح إذن دخول حرم الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم والأئمة الأطهار عليهم السلام
    اَللّـهُمَّ
    اِنّي وَقَفْتُ عَلى
    باب مِنْ اَبْوابِ
    بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِه،
    وَقَدْ مَنَعْتَ النّاسَ اَنْ يَدْخُلُوا إلاّ بِإذْنِهِ، فَقُلْتَ يا أَيُّها الَّذينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبيِّ إلاّ اَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ،
    اَللّـهُمَّ إِنّي اَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذَا الْمَشْهَدِ الشَّريفِ في غَيْبَتِهِ كَما اَعْتَقِدُها في حَضْرَتِهِ،
    وَاَعْلَمُ أََنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أََحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ ,
    يَرَوْنَ مَقامي،
    وَيَسْمَعُوَن كَلامي،
    وَيَرُدُّونَ سَلامي، وَاَنِّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ،
    وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ، وَاِنّي اَسْتَأذِنُكَ يا رَبِّ أوَّلاً وَأََسْتَأذِنُ رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ثانِياً،
    وَاَسْتَأذِنُ خَليفَتَكَ الإِْمامَ الْمَفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ (فُلانَ بْنَ فُلان) (واذكر اسم الإمام الذي تزُوره واسم أبيه ، فقل في زيارة الحسين "عليه السلام" مثلاً : الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ وفي زيارة الإمام الرّضا "عليه السلام" عَلِيِّ بْنَ مُوسَى الرِّضا عَلَيْهِ السَّلامُ وهكذا)
    ثمّ قل: وَالْمَلائِكَةَ الْمُوَكَّلينَ بِهذِهِ الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ ثالِثاً، أَاَدْخُلُ يا رَسُولَ اللهِ، أَاَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللهِ أَاَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللهِ الْمُقَرَّبينَ الْمُقيمينَ في هذَا الْمَشْهَدِ، فَأذَنْ لي يا مَوْلايَ في الدُّخُولِ اَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لأَحَد مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإنْ لَمْ اَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ . ثمّ قبّل العتبة الشّريفة وادخل وقُلْ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ وَفي سَبيلِ اللهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ )

    1 الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمّد و آله الطاهرين و لعنة الله علي اعدائهم اجمعين .
    من أعظم النعم الإلهية على العباد أن هداهم للإيمان،ورغم أنه تعالى لا يمن على عباده بالنعم التي منحها إيّاهم رغم كثرتها ووفورها(وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(إبراهيم/34). إلا أنّه تعالى قد منَّ عليهم بخصوص هذه النعمة العظيمة حيث قال تعالى يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لاَ تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)(الحجرات/17). فيا ترى ما هو الإيمان ؟



    قد ورد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في معركة الأحزاب حيث قال في شأن علي عليه السلام:" برز الإيمان كله إلى الشرك كله" وقال تعالى وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ)(المائدة/5). وفي حديث الإمام الباقر والصادق عليهما السلام أنّ الإيمان هنا هو الولاية ، فلابد من أن نشكر هذه النعمة الجسيمة بمقدار المستطاع وذلك في مجالات ثلاثة وهي :
    1- معرقة حقّهم .
    2- محبتهم .
    3- إطاعتهم
    والإطاعة تعنى تجسيدالولاية في حياتنا وذلك بالعمل بتعاليمهم وبالصلاة عليهم وبزيارة مشاهدهم المشرفة فإنّ آثارها كبيرة ، وقد ورد في زيارة الجامعة الكبيرة : "وَجَعَلَ صَلَواتِنا عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طيباً لِخَلْقِنا، وَطَهارَةً لاَِنْفُسِنا، وَتَزْكِيَةً لَنا، وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا "
    فالزيارة تعني اللقاء وهو يعني الإرتباط المعنوي بالإنسان الكامل حيث يتحقق حضور الزائر لدى المزور ، والمشاهد الشريفة هي الوادي المقدَّس في البقعة المباركة لا يصح دخولها إلا بخلع النعلين والإبتعاد عمّا سوى الله تعالى ثمّ طلب الإذن ممّن يحومون في الحرم من الأنبياء والأولياء والملائكة ، وبما أننا لا نعرف كيف نستأذن ليؤذن لنا، فلذلك وردت عنهم عليهم السلام نصوص تبيِّن لنا أسلوب الإستئذان والدخول ، ومن أهمّها ما ورد في إذن دخول مسجد النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أحد المشاهد الشّريفة لأحد الأئمة (عليهم السلام) .



    هذا الكتاب هو سعي متواضع لشرح اذن دخول حرم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله والأئمّة الهداة عليهم السلام بنحو مختصر لعلَّه يوضِّح بعض الفقرات العرفانية منه فيكون تأثيره في النفوس أوقع وبذلك يتهيأ الزوّار لزيارةٍ مقبولة ذات ثمرات روحانية وآثارٍ ربانية فتكون لهم ثواباً وأجراً ولنا وسيلةً و ذخراً .
    إبراهيم الأنصاري البحراني
    مولد الإمام العسكري 1427



    2 لعلّ قوله "اللهم" يعني إشهد يا الله كما في قول الرسول(ص) " الست أولى بكم من أنفسكم قالوا : اللهم بلى " حيث يعني إشهد يا إلهي أنّنا نعترف بأن النبي هو أولى بنا من أنفسنا ، فهنا تجعل الله شاهداً بأن وقوفك هذا هو وقوف على بابٍ من أبواب بيوت النبي صلى الله عليه وآله ، وأمّا السر في ذكر اسم الجلالة في ابتداء إذن الدخول فباعتبار أنّ الله هو الذي أمرنا بزيارتهم والتوسُل بهم قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(المائدة/35).
    (عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: من زار قبر ولدي علي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة، قال: قلت: سبعين حجة؟ قال: نعم وسبعين ألف حجة، قال: قلت: سبعين ألف حجة؟ قال: رب حجّة لا تقبل من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه...) العيون 2/295 ، أمالي الصدوق ص120
    (وقال الإمام الصادق عليه السلام : من زار جدي الحسين كمن زار الله تعالى في عرشه ..)

    3 والوقوف هنا لا يعني القيام على الرجلين فقط وذلك لأن الوقوف جاءت مع الحرف (على) وتعني المعرفة والإطّلاع والفهم فإنّ الإرتباط بهذه البيوت يتطلّب المعرفة الكاملة بها ومن الواضح أنّ موطن المعرفة ليس هو الجوارح بل هو النفس والقلب ، وكأنّه يقول إلهي أنني قد اطلعت على باب من أبواب بيوت نبيِّك وهذا يعني أنّه قد أقرّ واعترف بالإمامة التي هي باب النبوّة ولا يمكن الوصول إلى بيت النبوّة إلا بالمرور من خلال الأئمّة عليهم السلام ، وبما أنّ الأئمّة عليهم السلام قد وصلوا إلى مستوى الفناء في مقام النبوّة بحيث أنّهم جميعاً متحّدون من جهة الولاية وهم جميعاً مصاديق "لمحمَّد" كما ورد " أوّلنا محمّد، أوسْطنا محمد، آخرنا محمد،كلّنا محمّد " فلا بدّ إذن من الذوبان القلبي في فيهم وهم أولياء الله الذين لهم إشراف معنوي وولاية تكوينية على كافة النفوس الإنسانية وقد ورد في زيارة الجامعة الكبيرة (وأنفسكم في النفوس).
    ومن هنا يمكننا معرف كلمة "إنّي" فهي ليست من الأنانية في شيء بل تعني كمال الإرتباط بين نفس المؤمن ونفوسهم ، وهذا الارتباط هو عين الفقر والفاقة إليهم باعتبار أنّهم عباد الله، كما أنّهم أيضاً فقراء إلى الله تعالى، فبالنتيجة تكون الزيارة هي إظهار الذل والعبودية إلى الله تعالى فقط (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) (فاطر/15) وقد أكّد أئمتنا عليهم السلام هذه الحقيقة في كثير من الزيارات والأدعية خاصّة في الدعاء الوارد بعد صلاة زيارة الوارث لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام حيث تقول:
    (اَللّـهُمَّ اِنّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ، لاَِنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا تَكُونُ اِلاّ لَكَ لاَِنَّكَ اَنْتَ اللهُ لا اِلـهَ الاّ اَنْتَ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَاَبْلِغْهُمْ عَنّي اَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ، اَللّـهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنّي اِلى مَوْلايَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَعَلَيْهِ، وَتَقَبَّلْ مِنّي وَأجُرْني عَلى ذلِكَ بِاَفْضَلِ اَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.)
    كما أننا من خلال ذلك نعرف السرّ في الأحاديث التي تؤكّد على أنّ الزيارة المقبولة هي التي تكون مع العرفان وهي كثيرة نذكر بعضها تيمناً وتبرّكاً :
    1. (عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقه كتب الله تعالى له في أعلى عليين)
    2. (وقال عليه السلام : ومن زار قبر الحسين ( عليه السلام ) عارفاً بحقّه كتب الله له ثواب ألف حجة مقبولة ، وألف عمرة مقبولة ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) رواه الصدوق في أماليه : 386 ، والشيخ في أماليه 1: 66
    3. (وقال عليه السلام : من زار قبر أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقه غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر ، وبعث من الآمنين وهوّن عليه الحساب واستقبلته الملائكة فإذا انصرف شيّعوه إلى منزله فإذا مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار الى قبره )
    لا حظ الجملة التي وردت في هذه الحديث "وبعث من الآمنين" فربَّما تشير إلى قوله تعالى (ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ)(الحجر/46). فمن عرفهم فقد دخل من باب الرحمة بسلام وكلّ من لم يعرف حقَّهم فهو لا محالة يكون من التائهين وقد ورد في الحديث " مَنْ مات و لَمْ يَعْرِف إمامَ زَمانه ماتَ ميتةً جاهلية " ، وبما أنّ الجانب الأهمّ في الوقوف هو الجانب القلبي الباطني فلذلك لا تختص قراءة إذن الدخول بالزيارة في مشاهدهم عليهم السلام بل ينبغي أن نسأذنهم عليهم السلام حتّى لو كانت الزيارة من بعيد .
    وهذا لا يعنى أنّ الوقوف الجسماني الظاهري لا تأثير له في الزيارة بل له دور كبير في حصول اللقاء المعنوي بين الزائر والمزور باعتبار أنّها شعيرة من الشعائر التي تنبأ عمّا في الضمير وتدلّ على ما في القلب ، قال تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)(الحج/32). فالمحبّ رغم ارتباطه القلبي بمحبوبه إلا أنّه يشتاق إلى زيارة محبوبه من قريب ليعيش في فناءه فإنّها الروضة حقاً .
    وهذه المرتبة من الوقوف تتطلّب أموراً كمقدّمات وآدابٍ ذكرت في كتب الأدعية تفصيلا وقد تطرق إلى ثمان وعشرين من تلك الآداب المحدّث الكبير الشيخ عباس القمّي رضوان الله تعالى عليه في مفاتيحه نذكر بعضها:
    1- الغُسل .
    2- الطّهارة من الحدث الاكبر والاصغر .
    3- أن يلبس ثياباً طاهرة نظيفة .
    4- أن يسير وعليه السّكينة والوقار.
    5- أن يتطيّب بشيء من الطّيب.
    6- أن يشتغل لسانه وهو يمضي الى الحرم المطهّر بالتكبير والتّسبيح والتّهليل والتّمجيد،والصّلاة على محمّد وآله.
    7- أن يقبّل العتبة العالية المباركة.
    8- أن يكبّر اذا شاهد القبر المطهّر.

    4 وأمّا الباب فلا يراد منه الباب الحسّي الظاهري الذي له مصراعان فقط بل هو الباب المعنوي الحقيقي الذي ذكره الله سبحانه في قوله (...َلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (البقرة/189). وفي تفسير الآية المباركة ورد الحديث التالي في كتاب الإحتجاج للطبرسي:
    عن الاصبغ بن نباتة قال: كنت عند أمير المؤمنين عليه السلام فجاءه ابن الكوا فقال: يا أمير المؤمنين قول الله عز و جل: َلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا فقال عليه السلام : نحن البيوت أمر الله أن تؤتى أبوابها، نحن باب الله وبيوته التي تؤتى منه، فمن بايعنا وأقرَّ بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها، ومن خالفنا وفضَّل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها، إن الله عز و جل لو شاء عرف الناس نفسه حتى يعرفونه و يأتونه من بابه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله، وبابه الذي يؤتى منه، قال: فمن عدل عن ولايتنا وفضَّل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها، و إنهم عن الصراط لناكبون) وهذه الآية الأخيرة وردت في سورة المؤمنون حيث قال تعالى (وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخِرَةِ عَنْ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ)(المؤمنون73-74).
    (وأيضاً عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عليه السلام في حديث طويل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : (ألا إنّ فاطمة بابُها بابي، وبيتُها بيتي ، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله ) .
    تلاحظ أنّه لم يقصد من الباب في الحديثين الباب الظاهري الحسيّ بالصراحة ، وإن أشار الحديث الأخير إلى ذلك ، وقد أبدع آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الإصفهاني قدس سرّه في أرجوزته المعروفة في وصف باب الزهراء عليها السلام أيضرم النار بباب دارها *** وآية النور على منارها؟ ، وبابها باب نبي الرحمه *** وباب أبواب نجاة الأُمه ، بل بابها باب العلي الأعلى *** فثمّ وجه الله قد تجلّى).
    وفي زيارة يوم عرفة : " اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أََميرَ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ أَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ" ، وجاء في الصّلاة على أمير المؤمنين عليه السلام) " اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى أَميرِ الْمُؤْمِنينَ عَلِىِّ بْنِ أََبى طالِبَ أَخي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزيرِهِ، وَمُسْتَوْدَعِ عَلْمِهِ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ، وَبابِ حِكْمَتِهِ" وهي إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله أنا مدينة العلم وعلى بابها، و لا تؤتى المدينة إلّا من بابها، وأيضاً " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها "
    كما جاء في زيارة الإمام الحسين عليه السلام: " وَأَشْهَدُ أََنَّكَ وَالأَْئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ". فهم عليهم السلام أبواب جميع الفضائل والأخلاق الحسنة وقد ورد في زيارة الجامعة الكبيرة التي يزار بها جميعهم:" وَأَرْكانَ الْبِلادِ، وَأَبْوابَ الإْيمانِ" .
    الباب المبتلى بها الناس:
    ولكن الذي يبيِّن مرتبتهم السامية ودرجتهم الرفيعة في عالم الملك قوله في زيارة الجامعة الكبيرة : " وَالْبابُ الْمُبْتَلى بِهِ النّاسُ" فالناس جميعاً قد امتحنوا بمحمدٍ وآل محمّد كلٌّ حسب ظرفه وقابليته ، وقد وردت في الأحاديث الكثيرة أنّهم باب حطّة كما في التوحيد باسناده الى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا باب حطته.
    وفي روضة الكافى في خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين عليه السلام : (ألا وإنّي فيكم أيّها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في بنى اسرائيل)
    وهناك حديث في مجمع البيان (عن الباقر عليه السلام قال: نحن باب حطتكم ) وهذه الأحاديث تشير إلى قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) (البقرة/58). وقوله تعالى (وَإِذْ قِيلَ لَهُمْ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)(الأعراف/161)
    وهذه الآية تشبه قوله تعالى (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(البقرة/37).
    فهناك تلقى آدم من ربّه أسمائهم حيث توسّل بهم كما تؤكّد الأحاديث على ذلك وبذلك تاب الله عليه وهنا أمرهم بأن يقولوا حطّة ويخضغوا ويتذللوا لهم ليغفر خطاياهم .
    والمراد من "حطّة" هو ما يَحطّ الذنوب فلا تحطّ الذنوب إلا بالإرتباط بهم والتمسك بحبلهم والتضرّع إليهم فهم الوسيلة إلى الله تعالى.
    والجدير أنّه ينبغي لنا أن نجسِّد حقيقة السجدة في قوله تعالى (وادخلوا الباب سجّداً) وذلك بتقبيل العتبة المباركة للإمام المعصوم شكراً لله تعالى على هذه النعمة كما ورد في إذن الدخول( ثمّ قبّل العتبة الشّريفة وادخل وقُلْ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ...)
    كيف لا وقد ذلّ كل شيء لهم كما في زيارة الجامعة الكبيرة ( طَأطَاَ كُلُّ شَريفٍ لِشَرَفِكُمْ، وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ، وَخَضَعَ كُلُّ جَبّارٍ لِفَضْلِكُمْ، وَذَلَّ كُلُّ شَىْءٍ لَكُمْ).
    هذا كلّه بالنسبة إلى حقيقة الباب في عالم المعنى وعندما ننتقل إلى عالم الملك نشاهد الكثرة حيث تتعدد الأبواب فهي ثلاثة عشر باباً كلّها باب بيوت النبي صلى الله عليه وآله ، وكلُّ بابٍ له خصوصيّته التّى تميّزه عن سائر الأبواب، و بدخوله يرتبط الإنسان بشخص الإمام الذي تجلَّت فيه صفاتٌُ خاصةٌ وظهرت فيه خلُقٌ معيَّنه بحيث لا يستغني الإنسان من زيارة سائر الأئمة بزيارة إمام واحد ، فلابد من طلب الحُسنِ عند الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام وطلب الرضا في حرم ثامن الحجج عليه السلام والجود عند الإمام الجواد عليه السلام وهكذا كلّ إمام تتجلّى فيه صفاتٌ معيَّنة ويهدي إلى خلُقٍ خاصٍ فهم نجوم أهل السماء قال تعالىوَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)(النحل/16)(عن ابى جعفر عليه السلام قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه إنّ الله جعل النجوم أماناً لأهل السماء، وجعل أهل بيتي أماناً لأهل الأرض.)

    أبواب السماء :
    ولا يخفى على من له قلب سليم أنّ أهل البيت عليهم السلام هم أبواب جميع الفيوضات الإلهيَّة النازلة من البارئ جلّ وعلا وهم الرحمة الواسعة وباب نجاة الأمّة من ظلمات الجهل والضلالة إلى نور المعرفة و الهداية فمن صدّقهم تنفتح له أبواب السماء ومن كذب بهم فلا قال تعالي (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ)(الأعراف/40) فالتكذيب بآيات الله والإستكبار عنها يؤديان إلى عدم فتح أبواب السماء التي ينزل من خلالها الرحمة الإلهيَّة ، وياترى ما ذا يعني التكذيب بآيات الله ؟ وهل هناك آية أكبر من المعصومين عليهم السلام ؟ قد ورد في الحديث (عن علي عليه السلام : ما لله آية أكبر منّي)
    والجدير بالذكر ما في حديث الإمام الصادق عليه السلام في قول الله: إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ، نزلت في طلحة وزبير والجملُ جَمَلُهم ).


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X