إن ما حدث ويحدث في العراق هذه الأيام وقبل عام.. ليس مجرد حركة إرهابية أو تكفيرية تـُريد إيقاع الفتنة بين أطياف الشعب العراقي فحسب .. وليست مجرد ضريح لأهل بيت النبوة تم تفجيره بشكل أثار حفيظة الملايين وأجرى الحسرات وأشعل وألهب العواطف فحسب .. بل هي أكبر من ذلك بكثير .. ولها أبعاد خطيرة جدا لا تقف عند حدود الفتنة فقط. فالتاريخ يـُخبرنا عن ما هو أفظع من هذا التفجير .. فلقد قـُتل أبناء رسول الله من ابنته الزهراء شر قتلة .. وكفانا حين نذكر حسيناً وفداحة مقتله بكربلاء وكيف أن الأمويين جاءوا وصنعوا ما لم يفعله العرب في الجاهلية ولا المسلمين في حروبهم وغزواتهم مع الكفار .. ومع من ؟! وبابن من!؟ بابن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله .. حين مثـّلوا بالأجساد وفصلوا الرؤوس عنها ورفعوها فوق أسنـّة الرماح .. والأدهى والأحر والأكثر تأثيرا وحزنا على كل المسلمين الأحرار هو سـبـي بنات علي وفاطمة ( أي جواري وإماء .. يا أمة الإسلام ) فهذا هو مفهوم السبايا. وقد قام يزيد بن معاوية بقصف بيت الله الحرام بالمـنجنيق ، وهو بيت الله وليس مقاماً للإمام أو ولي صالح .. كما استمات الأمويون ومن بعدهم العباسيين في طمس معالم ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بشتى الطرق من تجريف القبر وإغراق الأرض بالمياه والزرع فوق القبر لطمس هويته .. فما استطاعوا أن يمنعوا محبي آل البيت من إعادة البناء وقصده للزيارة في كل مرة.. إذا ما الهدف مما حدث؟ .. إذا كان الجميع يـُدرك استحالة فرض عقائد بالقوة على الآخرين ! الهدف مما حدث في العراق مؤخرا .. يمكن اختزاله في النقاط التالية : أولا: تأجيج الوضع الأمني في العراق ، وتعزيز حالة الفوضى ، وبالتالي دخول البلاد في حالة حرب عصابات إن صح التعبير او حرب طائفية كما تسمى اليوم . ثانياً : سياسياً ، إثبات عجز حكومة الجعفري حتى قبل تشكيلها عن السيطرة على الأوضاع والدفاع عن مقدساته وبالتالي إرغامها على الخضوع لإملاءات القوى الخبيثة في العراق وعلى رأس هذه القوى السفير الأمريكي في العراق خليل زلماي زاده ، المحرك الرئيس لخيوط اللعبة في العراق . ثالثاً : إشعال نيران الفتنة الطائفية وقتال الشعب الواحد فيما بينهم ،والتميـيـز الفئوي بحيث يتم تصنيف المواطن العراقي بناءً على انتمائه الطائفي وليس القومي ، وبالتالي ضياع الهوية الشخصية المميزة للعراق والمعروفة عبر التاريخ بأنها شخصية حضارية لا يمكن تصنيفها طائفياً أو فئوياً . ولا بد هنا من الإشارة عن عجز الدول السابقة بعد الخلافة الراشدة مرورا بالاستعمار الانجليزي وعبر الطاغية صدام حسين إلى عبث الاحتلال الآن عن زرع الفتنة والطائفية في العراق .. رابعا : وهنا نـُريد أن نصل إلى الدور الصهيوني والأمريكي ( اليمين المتطرف في أمريكا بقيادة بوش أو النبي بوش فهو يقول بأن الله أوحى له أن يغزو العراق!! ) وتحالفهما على تدهور الأوضاع في العراق .. فأمريكا تـُريد تبرير احتلالها وإطالة استعمارها في العراق بإثبات عدم مقدرة الشعب العراقي أو الحكومة العراقية على استتباب الأمن والسيطرة على الأوضاع وبالتالي استمرار استغلال ونهب ثروات العراق النفطية الهائلة جدا وتعزيز خططها العسكرية ببناء قواعد ضخمة في القلب ما بين إيران وسوريا الأهداف القادمة للإستراتيجية الأمريكية المستقبلية من خلال الضغط على البناء الحكومي المتوقع للقبول بأسماء تفرضها المصالح الأمريكية وبما يخدم أجندتها . كما يجب أن لا ننسى أن أمريكا تهدف للسيطرة على شريط النفط الممتد من شمال العراق إلى الخليج جنوبا . والصهاينة أيضا لهم أجندتهم الخاصة .. وبضرب أحجار عدة : 1ـ ضمان تدفق رخيص وربما مجاني للنفط العراقي من بوابة الاحتلال أو من خلال تطبيع للعلاقات وأيضا استيراد المياه من نهري دجلة والفرات . 2ـ وهو خطر كبير للغاية .. جس نبض المشاعر الإسلامية من خلال تدمير مقدساتها والتطاول على نبيهم الكريم حتى تستألفه القلوب وتستأنسه العين وصولا إلى حلمهم الكبير في تدمير المسجد الأقصى . 3ـ الهاجس الديني لما ورد في التوراة عن المعركة الفاصلة والحاسمة التي ستقع بين المسلمين واليهود في أرض فلسطين وبأن جيش المسلمين ينطلق بقيادة إمام من المسلمين من العراق لتحرير فلسطين وقتل اليهود .. فهم يحاولون تغيير ما بـشّـر به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وجاء في توراتهم من نصرهم المزعوم من خلال إضعاف العراق الدائم والمستمر وإبقاء حالة الفوضى وتقسيمه إذا استطاعوا ..