- عقائد السنة وعقائد الشيعة - صالح الورداني ص 177 :
* غيبة الإمام :
يؤمن أهل السنة والشيعة بالمهدي المنتظر . غير أن الفارق كبير بين الاتجاهين حول الموقف من المهدي . . فشخصية المهدي عند أهل السنة تختلف اختلافا كبيرا عن شخصيته عند الشيعة . . المهدي عند السنة رجل في علم الغيب ليس معروفا لأحد . ربما يكون قد ولد وربما لم يولد بعد ، يصلحه الله في يوم وليلة .
والمهدي عند الشيعة هو الإمام الثاني عشر الخاتم لسلسلة الأئمة ابن الإمام الحادي عشر وقد ولد عام 255 ه واختفى من عام 260 ه إلى عام 329 ه فيما سمي بالغيبة الصغرى ثم غاب بعد ذلك غيبته الكبرى .
المهدي عند السنة مجهول الشخصية من الممكن أن يتقمص شخصية أي مدع . وآخر صور الادعاء في الوسط السني ظهرت عام 79 م عندما احتل الحرم المكي مجموعة من شباب التيار السلفي معلنين ظهور المهدي وقد باءت حركتهم بالفشل .
أما عند الشيعة فالمهدي شخصية معروفة شاهدها الكثير من المعاصرين قبل الاختفاء كما كان على صلة بشيعته طوال فترة الغيبة الصغرى عن طريق السفراء الأربعة الذين كانوا حلقة الوصل بين الشيعة والإمام ( 1 ) .
المهدي عند الشيعة هو م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وعقيدة الانتظار عند الشيعة عقيدة إيجابية دافعة نحو التغيير والبناء ، فالمؤمن
* ( هامش ) *
( 1 ) أنظر أعيان الشيعة وموسوعة الإمام المهدي وتاريخ الغيبة الصغرى ط . بيروت . . ( * )
- عقائد السنة وعقائد الشيعة - صالح الورداني ص 178 :
الذي يعيش في عصر غيبة الإمام إنما يهيئ النفس ويعدها في حالة ترقب واستعداد لظهور الإمام ليكون من جنده وينال شرف الجهاد تحت لوائه من أجل إعلاء كلمة الله وتحطيم عروش المستكبرين في الأرض . فمن ثم نرى الشيعة يبتهلون إلى الله في صلواتهم على الدوام داعينه سبحانه أن يعجل بظهوره ليضع حدا للظلم والشرك والفساد الذي ساد البلاد والعباد .
ومثل عقيدة الانتظار هذه أن تشكل عامل تعبئة دائمة للمسلم المؤمن بعقيدة الإمامة تجعل منه قوة صدامية في مواجهة الباطل والظلم والعدوان حتى قبل ظهور الإمام . ولولا عقيدة الإمامة ما نجحت الثورة الإسلامية في إيران .
أما أهل السنة فلا عقيدة المهدي أدنى تأثير على سلوكهم ومواقفهم تجاه الواقع والأحداث ، وذلك يعود إلى غموض شخصية المهدي وافتقاد فكرة الإمامة بصورتها الشرعية الصحيحة ، مما جعل من قضية المهدي قضية هامشية عندهم تظل في طي النسيان حتى يظهر من يفجرها .
ولقد شكلت حادثة الحرم المكي التي تزعمها جهيمان العتيبي والتي أعلنت ظهور المهدي عام 79 ، شكلت مفاجأة كبيرة للمسلمين السنة في كل مكان ، وقد انجذب نحو هذه الحركة الكثير من شباب الحركة الإسلامية في مصر والجزيرة واليمن والكويت وغيرها الذين فوجئوا بظهور المهدي .
وبعضهم كان قد رآه في المنام ثم بعد أن فشلت هذه الحركة وقتل المهدي المزعوم اختفت فكرة المهدي من واقع المسلمين وغابت عن الأذهان في انتظار من يحييها بإعلان " مهدي " جديد .
إن فكرة الإمامة المائعة عند أهل السنة والتي دفعت بهم إلى جعل الحكام أئمة ، طاعتهم واجبة وإن جاروا وفسقوا ، قتلت في نفوس المسلمين روح مقاومة الظلم والفساد والتمرد على الواقع الفاسد .
وقتلت بالتالي في نفوسهم عقيدة انتظار المهدي المخلص الذي سوف يقضي على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل والأمان والرخاء . وكان لا بد من قتل هذه العقيدة والتعتيم عليها لأن اعتناقها يشكل تهديدا مباشرا للقوى الحاكمة .
* غيبة الإمام :
يؤمن أهل السنة والشيعة بالمهدي المنتظر . غير أن الفارق كبير بين الاتجاهين حول الموقف من المهدي . . فشخصية المهدي عند أهل السنة تختلف اختلافا كبيرا عن شخصيته عند الشيعة . . المهدي عند السنة رجل في علم الغيب ليس معروفا لأحد . ربما يكون قد ولد وربما لم يولد بعد ، يصلحه الله في يوم وليلة .
والمهدي عند الشيعة هو الإمام الثاني عشر الخاتم لسلسلة الأئمة ابن الإمام الحادي عشر وقد ولد عام 255 ه واختفى من عام 260 ه إلى عام 329 ه فيما سمي بالغيبة الصغرى ثم غاب بعد ذلك غيبته الكبرى .
المهدي عند السنة مجهول الشخصية من الممكن أن يتقمص شخصية أي مدع . وآخر صور الادعاء في الوسط السني ظهرت عام 79 م عندما احتل الحرم المكي مجموعة من شباب التيار السلفي معلنين ظهور المهدي وقد باءت حركتهم بالفشل .
أما عند الشيعة فالمهدي شخصية معروفة شاهدها الكثير من المعاصرين قبل الاختفاء كما كان على صلة بشيعته طوال فترة الغيبة الصغرى عن طريق السفراء الأربعة الذين كانوا حلقة الوصل بين الشيعة والإمام ( 1 ) .
المهدي عند الشيعة هو م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وعقيدة الانتظار عند الشيعة عقيدة إيجابية دافعة نحو التغيير والبناء ، فالمؤمن
* ( هامش ) *
( 1 ) أنظر أعيان الشيعة وموسوعة الإمام المهدي وتاريخ الغيبة الصغرى ط . بيروت . . ( * )
- عقائد السنة وعقائد الشيعة - صالح الورداني ص 178 :
الذي يعيش في عصر غيبة الإمام إنما يهيئ النفس ويعدها في حالة ترقب واستعداد لظهور الإمام ليكون من جنده وينال شرف الجهاد تحت لوائه من أجل إعلاء كلمة الله وتحطيم عروش المستكبرين في الأرض . فمن ثم نرى الشيعة يبتهلون إلى الله في صلواتهم على الدوام داعينه سبحانه أن يعجل بظهوره ليضع حدا للظلم والشرك والفساد الذي ساد البلاد والعباد .
ومثل عقيدة الانتظار هذه أن تشكل عامل تعبئة دائمة للمسلم المؤمن بعقيدة الإمامة تجعل منه قوة صدامية في مواجهة الباطل والظلم والعدوان حتى قبل ظهور الإمام . ولولا عقيدة الإمامة ما نجحت الثورة الإسلامية في إيران .
أما أهل السنة فلا عقيدة المهدي أدنى تأثير على سلوكهم ومواقفهم تجاه الواقع والأحداث ، وذلك يعود إلى غموض شخصية المهدي وافتقاد فكرة الإمامة بصورتها الشرعية الصحيحة ، مما جعل من قضية المهدي قضية هامشية عندهم تظل في طي النسيان حتى يظهر من يفجرها .
ولقد شكلت حادثة الحرم المكي التي تزعمها جهيمان العتيبي والتي أعلنت ظهور المهدي عام 79 ، شكلت مفاجأة كبيرة للمسلمين السنة في كل مكان ، وقد انجذب نحو هذه الحركة الكثير من شباب الحركة الإسلامية في مصر والجزيرة واليمن والكويت وغيرها الذين فوجئوا بظهور المهدي .
وبعضهم كان قد رآه في المنام ثم بعد أن فشلت هذه الحركة وقتل المهدي المزعوم اختفت فكرة المهدي من واقع المسلمين وغابت عن الأذهان في انتظار من يحييها بإعلان " مهدي " جديد .
إن فكرة الإمامة المائعة عند أهل السنة والتي دفعت بهم إلى جعل الحكام أئمة ، طاعتهم واجبة وإن جاروا وفسقوا ، قتلت في نفوس المسلمين روح مقاومة الظلم والفساد والتمرد على الواقع الفاسد .
وقتلت بالتالي في نفوسهم عقيدة انتظار المهدي المخلص الذي سوف يقضي على الظلم والفساد ويقيم دولة العدل والأمان والرخاء . وكان لا بد من قتل هذه العقيدة والتعتيم عليها لأن اعتناقها يشكل تهديدا مباشرا للقوى الحاكمة .
تعليق