أسطورة الخائن ((حقيقة إنتماء صدام للمذهب السني ))
لقد صنع إعلام العرب والصهيونية العالمية من الطاغية الخائن المقبور صدام رمزا ً وبطلا ً قوميا ً ، يحرر الأرض ، ويحارب إيران الفارسية ويحمي بوابة الأمة الشرقية ، ويسعى لتوحيد الأمة من أجل محاربة إسرائيل وتحرير القدس ، وهو أول من اعتدى بصواريخه على إسرائيل وأرعبها !!!!!! وهو الوحيد الذي تحدى أمريكا وأذلها حتى آخر لحظة من لحظات حياته !!!!!!!
ومع الأسف الشديد ، ومن المحزن جدا ً ، أن الكثير من العقول العربية والإسلامية لا تزال منخدعة بصورة شاء الله سبحانه وتعالى أن تنكشف وتتحطم وتظهر على حقيقتها عدة مرات وعدا ً منه تعالى بنصر المؤمنين والمستضعفين وقهر الظالمين والمستكبرين في الأرض ودحرهم ، ليختبر سبحانه العباد ، ويلقي عليهم الحجة البالغة ، فلماذا هذا العناد ، وهذه السذاجة في التفكير ، وهذا الحقد الدفين عند البعض ، ومحاولة طمس العين والقلب عن الحقائق ؟؟!!! لماذا لا يبصرون ؟؟!!!! لماذا ؟؟!!!!
حتى نرد على هؤلاء المنخدعين بإسطورة الخائن صدام ، نطلب منهم فقط قليلاً من التأمل بقلب منفتح على الله سبحانه وتعالى ، إنفتحوا على الله قليلاً ، وأطلبوا منه الهداية ، والعطف ، وسلوك الطريق الصحيح ، نحن لا نطلب منكم الدخول في مذهبنا ، فهذا شأن كل إنسان وقناعته ، نحن نطلب منكم أن تكونوا فقط منصفين وعادلين في توصيف الحقائق ووضع الأمور في موضعها الحقيقي وأن لا يوصف شعب عانى من ظلم طاغية خائن مدة 35 سنة بأنه فرح لإعدامه من موقع سنيته ومذهبه ، ولا نريد لما يجري في العراق من أحداث اليوم أن يؤثر على هذا التأمل ، فقط القليل من التأمل يهدي الإنسان إلى الفهم الصحيح ...
في الحلقة السابقة ردينا بإثباتات شرعية وقانونية وإنسانية أن عملية إعدام الخائن صدام لم تكن فعلا ً طائفيا ً ، كما تروجه حكومات العالم العربي وأبواقها الإعلامية الشيطانية ، إنتقاما ً من الشيعة لقائد عربي سني ، بل كانت تطبيقا ً لقصاص إلهي شرعي قانوني بمجرم خائن عميل حبل إعدامه قليل في حقه !!!!!! إن تصوير عملية الإعدام بأنها عمل طائفي متعمد يعتبر كلاما ً يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل التي تهدف إلى تقسيم المنطقة وإشغالها بصراعات مذهبية وطائفية وعرقية ليسهل تحويلها إلى دويلات صغيرة يسهل حكمها والسيطرة عليها !!!! ومع الأسف الشديد فإن شعوبا ً لا تزال منخدعة ببطل من ورق إسمه صدام حسين !!!!!!
عندما يجري الحديث عن صدام القائد البطل العربي السني ، فهل فعلا ً صدام ينتمي للمذهب السني ؟؟؟!!!! هل إنتمائه سياسي أم عقائدي أم الاثنان معا ً ؟؟!!!!! هذا ما سنعرفه في الباب الثاني ...
ثانيا ً : حقيقة إنتماء صدام للمذهب السني .
لقد أجرم إخوتنا السنة في حق مذهبهم عندما صنفوا صداما ً منهم !!!! لا أدري من أي باب ٍ أعتبروه سني ، هل من باب ولادته في قرية سنية (العوجة) في تكريت لأبوين سنيين ، أم لأنه دافع عنهم وعن حقوقهم أم لأنه فعلاً فرد مسلم يعبد الله وفق إحدى المذاهب الأربعة ؟؟!!!!
نحن نعرف أن هناك أربعة مذاهب سنية مشهورة ومعروفة ، الحنبلي ، والشافعي ، والمالكي ، والحنفي ... فهل أعتبر إخوتنا السنة حزب البعث مذهبا ً خامسا ً ؟؟!!!!!
إن إعتبار صداما ً فردا ً مسلما ً فيه تجني على الحقيقة ، وترويج لشخصية فاسدة كافرة برسالة السماء وصاحبها نبي الرحمة محمد (ص) ، فمن هو صدام ، وما هو دينه ومعتقده ليعتبر اليوم شخصية مسلمة لها وقارها وإحترامها ؟؟!!!!
السؤال : هل يعتبر صدام ٌ فرد ٌ مسلم بمجرد إنتمائه لدولة مسلمة ، وشعب مسلم ، وقرية مسلمة ؟؟!!!
الجواب: لا طبعا ً ... صدام ٌ ليس بفرد مسلم ، بل ، هو شخص كافر لا ينتمي لأمة الإسلام بشيء ... فقد يسألني أحدهم هنا : ما هي أدلتك وإثباتتك على كفر صدام وعدم إنتمائه لأمة الإسلام ؟؟!!!
الأدلة :
الدليل الأول : لا أحد ينكر أن صدام ينتمي ، ولادة ، لبلد مسلم ، وشعب مسلم ، وقرية مسلمة ، وأبواه مسلمان ، لكنه لا يعتقد بالإسلام دينا ًُ وشريعة ً ومنهج حكم للدولة ، إنما هو شخص يؤمن بالفصل بين الدين والسياسة (يعني علماني العقيدة ) ... هل هذا دليل قطعي نهائي على كفره ، لا ، فهناك أشخاص قد يعتقدون بفصل الدين عن السياسة ، لكنهم يحترمون الدين والعقيدة ، ويؤدون العبادة لله كأفراد مسلمين طائعين ، لكنهم لا يعتقدون أن الإسلام يصلح كنظام حكم ، وإنما الدين له صلة بالفرد فقط ، وفي نفس الوقت نجد هؤلاء على علمانيتهم يحترمون حقوق البشر ومشاعرهم ، فهل ينتمي صدام لهذه الفئة من الناس ؟؟!!!! الجواب ، لا طبعا ً ، إنه لا ينتمي لهذه الفئة من الناس ، بل هو لا يؤمن بالدين أساسا ً ليس فقط لأنه علماني الهوى ، بل قل أي صنف ٍ من العلمانية هو ، إنه ينتمي للتوجه البعثي ، وما هو البعث ، وحزب البعث ؟؟!!!! حزب البعث هو حركة قومية سياسية ، أحد مؤسسيها ، هو ميشيل عفلق المسيحي ، حركة مشبوهة ، ولدت في ظروف غامضة يثار حولها علامات إستفهام كثيرة ، وكذلك علاقة المؤسسين عفلق والبيطار السوريين الأصل بالمخابرات الأجنبية ، وأمور كثيرة أخرى لا يسعنا المقام لذكرها ، لكن يبقى الحديث مرتبطا ً بعقيدة البعث حول الدين الإسلامي ، فعقيدة حزب البعث تتلخص في قول شاعرهم :
رضيت بالبعث ربا ً واحدا ً وبالعروبة دينا ً ما له ثاني
هؤلاء هذا هو دينهم ، فهم يعتقدون أن محمدا ً (ص) ليس بنبي ورسول من السماء بل بطلا ً قوميا ً ومصلحا ً إجتماعيا ً للعرب !!!!! وهم يعتزون بنعرة القومية الجاهلية للعروبة مما يخالف الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض التعصب القومي والعرقي !!!!!!
فماذا يقال لمن يعتبر محمدا ً زعيما ً وبطلاً قوميا ً للعرب لا نبيا ً ورسولا ً وهو يدعي أنه مسلم ينتمي لأمة الإسلام ؟؟!!!!! والإعتقاد برسالة محمد وبنبوته تعتبر ضرورة أساسية ورئيسية في الدين ، بل هي جزء لا يتجزأ من الدين والعقيدة والإسلامية !!!!!!
الدليل الثاني : إن صداما ً كان طاغوتا ً مستكبرا ً في الأرض ، والطواغيت لا يؤمنون إلاّ بأنفسهم ، وعقيدتهم هي حب التسلط على رقاب البشر ، وإذلالها ، وسفك الدماء البريئة !!!!! لذلك ستجد التكبر ، وحب الأنا (النفس) ، والتجبر ، والطغيان في الأرض صفات متوفرة في كل طاغوت أو فرعون كما يقول الله جل ّوعلا في كتابه المجيد : ((إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحينسائهم إنه كان من المفسدين)) – القصص 6 – 2 . فصدام كان كفرعون في علوه وظلمه للعباد ، فهو إذن شخص مفسد . كذلك فإن سفكه للدماء بغير حق ظلما ً وعدوانا ً يخرجه من ملة الإسلام كما يقول تعالى : (( ومن قتل نفسا ً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ً )) ... قتل العمد ، وقد أجمع العلماء أن قاتل النفس المعصومة عمدا مستحق للقتل إذا انطبقت عليه الشروط ، انطلاقا من قوله تعالى : { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } ( المائدة :45 ) ، فكيف بمن أحلّ دماء الآلاف من الأنفس البريئة بغير الحق ؟؟!!!! فهل من صفات المسلم القتل العمد ؟؟!!!!!
الدليل الثالث : خيانة العهد وصفة الغدر
كانت خيانة العهد وصفة الغدر من الصفات البارزة في شخصية صدام ٍالمجرم ... كانت تجمع بينه وبين إيران إتفاقية تقسيم حدودية وقعها بخط يده مع حكومة شاه إيران المقبور ، وهي إتفاقية الجزائر لسنة 1977م ، ألغاها ومزقها بيده عام 1980م قبل أن يشنّ حربه ضد ّ إيران بأشهر قليلة !!!!!!
ثم غدر بدولة الكويت التي ساندته طيلة 8 سنوات في حربه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما هاجمها وأحتلها عام 1990م !!!!!!! وغدره بزملاء حزبه ، وزملاء النضال من البعثيين !!!!!!!! وغدره بالأحزاب السياسية الأخرى في العراق !!!!!!!! وغدره بإبن عشيرته التكريتي حسن البكر الذي كان له الفضل في بلوغه كرسي النفوذ والسلطة في العراق وعزله عن رئاسة الجمهورية عام 1979م !!!!!!!!! وقتله إبن خاله شقيق زوجته عدنان خير الله طلفاح وزير الدفاع عام 1986م !!!!!! شخص كهذا لا عهد له ينطبق عليه الحديث الشريف : (( من لا عهد له لا دين له )) !!!!! فإذا كان صدام شخص غدار لا يؤمن بإتفاقيات ومعاهدات ، ويمزقها أمام وسائل الإعلام ، فهو لا عهد له إذن النتيجة أن لا دين له ، ومن لا دين له فهو كافر بالله ورسوله ، لأن من صفات المسلم الوفاء ، والأمانة . قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) ورد في كثير من الأدلة أن نقض العهود والمواثيق من صفة المنافقين والفاسقين وفيهوعيد شديد:
قال تعالى: (وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله منبعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)،وقال تعالى: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ما أمر الله به أن يوصل ويفسدونفي الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).
وقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة منالنفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) [71].
وقد قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح هذا الحديث: (والغدر حرامفي كل عهد بين المسلم وغيره، ولو كان المعاهد كافرا، ولهذا في حديث عبد الله بنعمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحةالجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" (خرجه البخاري).
إذن ، وبعد أن بيّنا أن صداما ً العربي السني ، لم يكن سوى شخص علماني الفكر والمنهج ، وليس أي علماني ، بل علماني يؤمن بعقيدة لا تعترف بالإسلام دينا ً ، ولا برسول الله نبيا ً !!!!! بل تعتبر حزب البعث ربا واحداًً والعروبة دينا ً ماله ثاني !!!!! وبعد أن بيّنا أنه كان طاغوتا ً مستكبراً تنطبق عليه صفة المفسد في الأرض كما ورد في القرآن الكريم ، وأنه لا يعبد إلاّ نفسه ، وأن دينه القتل وسفك الدماء البريئة ، وهذا يخالف صفة الإنسان المسلم الذي يحفظ الدماء ويحقنها ، والمسلم لا يعلو في الأرض ولا يستكبر ، ولا يظلم ، ولا يستضعف الناس ، ولا يغدر ، ولا ينقض العهود والمواثيق ، ومن يفعل ذلك فهو منافق ، وفاسق ، ولا دين له ... بعد أن بيّنا كل ذلك في صفات صدام ومعتقداته ، فهل يفترض أن يعتبر هذا الخائن المجرم مسلما ً ، وأنه ينتمي لأمة الإسلام الكبيرة ؟؟!!!!
فإذا جردناه ، بالأدلة الواقعية ، من الإنتماء لدين الإسلام وهو الأساس ، فهل يجوز بعدها القول أنه سني ، والإنتماء للمذهب هو الفرع وليس الأصل ، فالإنسان أولاً يجب أن يؤمن بوحدانية الله ورسالة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فيحرم ماله ودمه وعرضه ، ثم يلتزم بأخلاقيات الإسلام في الأمانة والصدق ، والتقوى ، والورع ، وحسن التعامل مع الآخرين ، وهذه كلها أساسيات الدين الحنيف ، ثم لا بأس أن يقول أن أنتمي للمذهب الفلاني كمرجعية دينية في أحكام العبادات والمعاملات ، لكن أن تنكر رسالة النبي (ص) ودينه ونبوته فهذا يعني نكران الله وعدم الإيمان به ، ثم لا تلتزم لا بأمانة ولا بصدق ، ولا بصلاة ، ولا بطهارة ، ولا بتقوى وورع ، وتحل حرام الله وتحرم حلاله ، وتقتل النفس المحرّمة بغير حق ، وتفسد في الأرض وتعلو فيها ، وتقول بعدها أنا سني أو شيعي !!!!! فهذا ظلم للدين وأهله ، وإن كان أهل الدين مع الأسف الشديد هم من يقبل بأمثال هؤلاء سادة عليهم ...
خلاصة الأمر إن إنتماء صدام للمذهب السني إنتماء سياسي وليس إنتماء عقائدي ، فهو لا يفقه في معنى مذهبه ، ولا في أحكامه وأصوله لأنه لا يعترف بالإسلام دينا ً ، وليس الإسلام فقط ، وإنما حتى عقيدته البعثية ، بشهادة كبار البعثيين الذين أفلتوا من قبضته ، فإنه قد إنقلب عليها وأسس عقيدته هو عقيدة الفرعون والطاغوت الذي يحكم بهواه ومزاجه وقوانينه الشخصية ، فلقد حوّل سيطرة بلاده من حكومة الحزب الواحد إلى حكومة العصابة الواحدة فالعائلة الواحدة ، فلم يعد هناك حزب في العقدين الأخيرين من حكمه يتولى شئون العراق ، بل كانت عائلة تكريتية يتزعمها صدام فقط هي التي تحكم الحزب والدولة ومؤسساتها وجيشها وشعبها !!!!!!
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله ،
بدرالزمان
لقد صنع إعلام العرب والصهيونية العالمية من الطاغية الخائن المقبور صدام رمزا ً وبطلا ً قوميا ً ، يحرر الأرض ، ويحارب إيران الفارسية ويحمي بوابة الأمة الشرقية ، ويسعى لتوحيد الأمة من أجل محاربة إسرائيل وتحرير القدس ، وهو أول من اعتدى بصواريخه على إسرائيل وأرعبها !!!!!! وهو الوحيد الذي تحدى أمريكا وأذلها حتى آخر لحظة من لحظات حياته !!!!!!!
ومع الأسف الشديد ، ومن المحزن جدا ً ، أن الكثير من العقول العربية والإسلامية لا تزال منخدعة بصورة شاء الله سبحانه وتعالى أن تنكشف وتتحطم وتظهر على حقيقتها عدة مرات وعدا ً منه تعالى بنصر المؤمنين والمستضعفين وقهر الظالمين والمستكبرين في الأرض ودحرهم ، ليختبر سبحانه العباد ، ويلقي عليهم الحجة البالغة ، فلماذا هذا العناد ، وهذه السذاجة في التفكير ، وهذا الحقد الدفين عند البعض ، ومحاولة طمس العين والقلب عن الحقائق ؟؟!!! لماذا لا يبصرون ؟؟!!!! لماذا ؟؟!!!!
حتى نرد على هؤلاء المنخدعين بإسطورة الخائن صدام ، نطلب منهم فقط قليلاً من التأمل بقلب منفتح على الله سبحانه وتعالى ، إنفتحوا على الله قليلاً ، وأطلبوا منه الهداية ، والعطف ، وسلوك الطريق الصحيح ، نحن لا نطلب منكم الدخول في مذهبنا ، فهذا شأن كل إنسان وقناعته ، نحن نطلب منكم أن تكونوا فقط منصفين وعادلين في توصيف الحقائق ووضع الأمور في موضعها الحقيقي وأن لا يوصف شعب عانى من ظلم طاغية خائن مدة 35 سنة بأنه فرح لإعدامه من موقع سنيته ومذهبه ، ولا نريد لما يجري في العراق من أحداث اليوم أن يؤثر على هذا التأمل ، فقط القليل من التأمل يهدي الإنسان إلى الفهم الصحيح ...
في الحلقة السابقة ردينا بإثباتات شرعية وقانونية وإنسانية أن عملية إعدام الخائن صدام لم تكن فعلا ً طائفيا ً ، كما تروجه حكومات العالم العربي وأبواقها الإعلامية الشيطانية ، إنتقاما ً من الشيعة لقائد عربي سني ، بل كانت تطبيقا ً لقصاص إلهي شرعي قانوني بمجرم خائن عميل حبل إعدامه قليل في حقه !!!!!! إن تصوير عملية الإعدام بأنها عمل طائفي متعمد يعتبر كلاما ً يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل التي تهدف إلى تقسيم المنطقة وإشغالها بصراعات مذهبية وطائفية وعرقية ليسهل تحويلها إلى دويلات صغيرة يسهل حكمها والسيطرة عليها !!!! ومع الأسف الشديد فإن شعوبا ً لا تزال منخدعة ببطل من ورق إسمه صدام حسين !!!!!!
عندما يجري الحديث عن صدام القائد البطل العربي السني ، فهل فعلا ً صدام ينتمي للمذهب السني ؟؟؟!!!! هل إنتمائه سياسي أم عقائدي أم الاثنان معا ً ؟؟!!!!! هذا ما سنعرفه في الباب الثاني ...
ثانيا ً : حقيقة إنتماء صدام للمذهب السني .
لقد أجرم إخوتنا السنة في حق مذهبهم عندما صنفوا صداما ً منهم !!!! لا أدري من أي باب ٍ أعتبروه سني ، هل من باب ولادته في قرية سنية (العوجة) في تكريت لأبوين سنيين ، أم لأنه دافع عنهم وعن حقوقهم أم لأنه فعلاً فرد مسلم يعبد الله وفق إحدى المذاهب الأربعة ؟؟!!!!
نحن نعرف أن هناك أربعة مذاهب سنية مشهورة ومعروفة ، الحنبلي ، والشافعي ، والمالكي ، والحنفي ... فهل أعتبر إخوتنا السنة حزب البعث مذهبا ً خامسا ً ؟؟!!!!!
إن إعتبار صداما ً فردا ً مسلما ً فيه تجني على الحقيقة ، وترويج لشخصية فاسدة كافرة برسالة السماء وصاحبها نبي الرحمة محمد (ص) ، فمن هو صدام ، وما هو دينه ومعتقده ليعتبر اليوم شخصية مسلمة لها وقارها وإحترامها ؟؟!!!!
السؤال : هل يعتبر صدام ٌ فرد ٌ مسلم بمجرد إنتمائه لدولة مسلمة ، وشعب مسلم ، وقرية مسلمة ؟؟!!!
الجواب: لا طبعا ً ... صدام ٌ ليس بفرد مسلم ، بل ، هو شخص كافر لا ينتمي لأمة الإسلام بشيء ... فقد يسألني أحدهم هنا : ما هي أدلتك وإثباتتك على كفر صدام وعدم إنتمائه لأمة الإسلام ؟؟!!!
الأدلة :
الدليل الأول : لا أحد ينكر أن صدام ينتمي ، ولادة ، لبلد مسلم ، وشعب مسلم ، وقرية مسلمة ، وأبواه مسلمان ، لكنه لا يعتقد بالإسلام دينا ًُ وشريعة ً ومنهج حكم للدولة ، إنما هو شخص يؤمن بالفصل بين الدين والسياسة (يعني علماني العقيدة ) ... هل هذا دليل قطعي نهائي على كفره ، لا ، فهناك أشخاص قد يعتقدون بفصل الدين عن السياسة ، لكنهم يحترمون الدين والعقيدة ، ويؤدون العبادة لله كأفراد مسلمين طائعين ، لكنهم لا يعتقدون أن الإسلام يصلح كنظام حكم ، وإنما الدين له صلة بالفرد فقط ، وفي نفس الوقت نجد هؤلاء على علمانيتهم يحترمون حقوق البشر ومشاعرهم ، فهل ينتمي صدام لهذه الفئة من الناس ؟؟!!!! الجواب ، لا طبعا ً ، إنه لا ينتمي لهذه الفئة من الناس ، بل هو لا يؤمن بالدين أساسا ً ليس فقط لأنه علماني الهوى ، بل قل أي صنف ٍ من العلمانية هو ، إنه ينتمي للتوجه البعثي ، وما هو البعث ، وحزب البعث ؟؟!!!! حزب البعث هو حركة قومية سياسية ، أحد مؤسسيها ، هو ميشيل عفلق المسيحي ، حركة مشبوهة ، ولدت في ظروف غامضة يثار حولها علامات إستفهام كثيرة ، وكذلك علاقة المؤسسين عفلق والبيطار السوريين الأصل بالمخابرات الأجنبية ، وأمور كثيرة أخرى لا يسعنا المقام لذكرها ، لكن يبقى الحديث مرتبطا ً بعقيدة البعث حول الدين الإسلامي ، فعقيدة حزب البعث تتلخص في قول شاعرهم :
رضيت بالبعث ربا ً واحدا ً وبالعروبة دينا ً ما له ثاني
هؤلاء هذا هو دينهم ، فهم يعتقدون أن محمدا ً (ص) ليس بنبي ورسول من السماء بل بطلا ً قوميا ً ومصلحا ً إجتماعيا ً للعرب !!!!! وهم يعتزون بنعرة القومية الجاهلية للعروبة مما يخالف الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض التعصب القومي والعرقي !!!!!!
إذن صدام حسين الزعيم السني المسلم ينتمي لحزب سياسي لا يؤمن بالإسلام دينا ً ومنهجا ً ، ولا يؤمن بمحمد ورسالته السماوية ، ((ومنلم يحكم بما أنزل اللهفأولئك هم الكافرون)) – آية قرآنية ... و الكفر في اللغة: ستر الشيء. ووصف الليل بالكافر لستره الأشخاص. الكافر: الزرّاع، لستره البذر في الأرض.
وأعظم الكفر جحود الوحدانيّة أو الشريعة أو النبوّة أو ثلاثتها، وذلك من جهة ستر الحقيقة في العقيدة. وقد يُقال: كفر، لمن أخلّ بالشريعة وترك ما لزمه من شكر الله عليه. (راجع موقع بينات لمكتب سماحة المرجع السيد محمد حسين فضل الله) ...فماذا يقال لمن يعتبر محمدا ً زعيما ً وبطلاً قوميا ً للعرب لا نبيا ً ورسولا ً وهو يدعي أنه مسلم ينتمي لأمة الإسلام ؟؟!!!!! والإعتقاد برسالة محمد وبنبوته تعتبر ضرورة أساسية ورئيسية في الدين ، بل هي جزء لا يتجزأ من الدين والعقيدة والإسلامية !!!!!!
الدليل الثاني : إن صداما ً كان طاغوتا ً مستكبرا ً في الأرض ، والطواغيت لا يؤمنون إلاّ بأنفسهم ، وعقيدتهم هي حب التسلط على رقاب البشر ، وإذلالها ، وسفك الدماء البريئة !!!!! لذلك ستجد التكبر ، وحب الأنا (النفس) ، والتجبر ، والطغيان في الأرض صفات متوفرة في كل طاغوت أو فرعون كما يقول الله جل ّوعلا في كتابه المجيد : ((إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحينسائهم إنه كان من المفسدين)) – القصص 6 – 2 . فصدام كان كفرعون في علوه وظلمه للعباد ، فهو إذن شخص مفسد . كذلك فإن سفكه للدماء بغير حق ظلما ً وعدوانا ً يخرجه من ملة الإسلام كما يقول تعالى : (( ومن قتل نفسا ً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ً )) ... قتل العمد ، وقد أجمع العلماء أن قاتل النفس المعصومة عمدا مستحق للقتل إذا انطبقت عليه الشروط ، انطلاقا من قوله تعالى : { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } ( المائدة :45 ) ، فكيف بمن أحلّ دماء الآلاف من الأنفس البريئة بغير الحق ؟؟!!!! فهل من صفات المسلم القتل العمد ؟؟!!!!!
الدليل الثالث : خيانة العهد وصفة الغدر
كانت خيانة العهد وصفة الغدر من الصفات البارزة في شخصية صدام ٍالمجرم ... كانت تجمع بينه وبين إيران إتفاقية تقسيم حدودية وقعها بخط يده مع حكومة شاه إيران المقبور ، وهي إتفاقية الجزائر لسنة 1977م ، ألغاها ومزقها بيده عام 1980م قبل أن يشنّ حربه ضد ّ إيران بأشهر قليلة !!!!!!
ثم غدر بدولة الكويت التي ساندته طيلة 8 سنوات في حربه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عندما هاجمها وأحتلها عام 1990م !!!!!!! وغدره بزملاء حزبه ، وزملاء النضال من البعثيين !!!!!!!! وغدره بالأحزاب السياسية الأخرى في العراق !!!!!!!! وغدره بإبن عشيرته التكريتي حسن البكر الذي كان له الفضل في بلوغه كرسي النفوذ والسلطة في العراق وعزله عن رئاسة الجمهورية عام 1979م !!!!!!!!! وقتله إبن خاله شقيق زوجته عدنان خير الله طلفاح وزير الدفاع عام 1986م !!!!!! شخص كهذا لا عهد له ينطبق عليه الحديث الشريف : (( من لا عهد له لا دين له )) !!!!! فإذا كان صدام شخص غدار لا يؤمن بإتفاقيات ومعاهدات ، ويمزقها أمام وسائل الإعلام ، فهو لا عهد له إذن النتيجة أن لا دين له ، ومن لا دين له فهو كافر بالله ورسوله ، لأن من صفات المسلم الوفاء ، والأمانة . قال تعالى: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا)وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) ورد في كثير من الأدلة أن نقض العهود والمواثيق من صفة المنافقين والفاسقين وفيهوعيد شديد:
قال تعالى: (وما يضل به إلا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله منبعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون)،وقال تعالى: (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ما أمر الله به أن يوصل ويفسدونفي الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار).
وقال رسول الله صلى الله عليهوسلم: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهم كانت فيه خصلة منالنفاق حتى يدعها، إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) [71].
وقد قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح هذا الحديث: (والغدر حرامفي كل عهد بين المسلم وغيره، ولو كان المعاهد كافرا، ولهذا في حديث عبد الله بنعمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسا معاهدة بغير حقها لم يرح رائحةالجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" (خرجه البخاري).
إذن ، وبعد أن بيّنا أن صداما ً العربي السني ، لم يكن سوى شخص علماني الفكر والمنهج ، وليس أي علماني ، بل علماني يؤمن بعقيدة لا تعترف بالإسلام دينا ً ، ولا برسول الله نبيا ً !!!!! بل تعتبر حزب البعث ربا واحداًً والعروبة دينا ً ماله ثاني !!!!! وبعد أن بيّنا أنه كان طاغوتا ً مستكبراً تنطبق عليه صفة المفسد في الأرض كما ورد في القرآن الكريم ، وأنه لا يعبد إلاّ نفسه ، وأن دينه القتل وسفك الدماء البريئة ، وهذا يخالف صفة الإنسان المسلم الذي يحفظ الدماء ويحقنها ، والمسلم لا يعلو في الأرض ولا يستكبر ، ولا يظلم ، ولا يستضعف الناس ، ولا يغدر ، ولا ينقض العهود والمواثيق ، ومن يفعل ذلك فهو منافق ، وفاسق ، ولا دين له ... بعد أن بيّنا كل ذلك في صفات صدام ومعتقداته ، فهل يفترض أن يعتبر هذا الخائن المجرم مسلما ً ، وأنه ينتمي لأمة الإسلام الكبيرة ؟؟!!!!
فإذا جردناه ، بالأدلة الواقعية ، من الإنتماء لدين الإسلام وهو الأساس ، فهل يجوز بعدها القول أنه سني ، والإنتماء للمذهب هو الفرع وليس الأصل ، فالإنسان أولاً يجب أن يؤمن بوحدانية الله ورسالة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، فيحرم ماله ودمه وعرضه ، ثم يلتزم بأخلاقيات الإسلام في الأمانة والصدق ، والتقوى ، والورع ، وحسن التعامل مع الآخرين ، وهذه كلها أساسيات الدين الحنيف ، ثم لا بأس أن يقول أن أنتمي للمذهب الفلاني كمرجعية دينية في أحكام العبادات والمعاملات ، لكن أن تنكر رسالة النبي (ص) ودينه ونبوته فهذا يعني نكران الله وعدم الإيمان به ، ثم لا تلتزم لا بأمانة ولا بصدق ، ولا بصلاة ، ولا بطهارة ، ولا بتقوى وورع ، وتحل حرام الله وتحرم حلاله ، وتقتل النفس المحرّمة بغير حق ، وتفسد في الأرض وتعلو فيها ، وتقول بعدها أنا سني أو شيعي !!!!! فهذا ظلم للدين وأهله ، وإن كان أهل الدين مع الأسف الشديد هم من يقبل بأمثال هؤلاء سادة عليهم ...
خلاصة الأمر إن إنتماء صدام للمذهب السني إنتماء سياسي وليس إنتماء عقائدي ، فهو لا يفقه في معنى مذهبه ، ولا في أحكامه وأصوله لأنه لا يعترف بالإسلام دينا ً ، وليس الإسلام فقط ، وإنما حتى عقيدته البعثية ، بشهادة كبار البعثيين الذين أفلتوا من قبضته ، فإنه قد إنقلب عليها وأسس عقيدته هو عقيدة الفرعون والطاغوت الذي يحكم بهواه ومزاجه وقوانينه الشخصية ، فلقد حوّل سيطرة بلاده من حكومة الحزب الواحد إلى حكومة العصابة الواحدة فالعائلة الواحدة ، فلم يعد هناك حزب في العقدين الأخيرين من حكمه يتولى شئون العراق ، بل كانت عائلة تكريتية يتزعمها صدام فقط هي التي تحكم الحزب والدولة ومؤسساتها وجيشها وشعبها !!!!!!
وإلى لقاء آخر نستودعكم الله ،
بدرالزمان
تعليق