و ما يدل على أن ابن تيمية كفر ، قال ابن الوردي في تاريخه : " وفي آخر الأمر ظفروا له – ابن تيمية – بمسألة السفر لزيارة قبور النبيين وأن السفر وشد الرحال لذلك منهي عنه لقوله (ص) : لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مع اعترافه بان الزيارة بلا شد رحل قربة فشنعوا عليه بها وكتب فيها جماعة بأنه يلزم من منعه شائبة تنقيص للنبوة فيكفر بذلك " (1) .
وقال ابن رجب الحنبلي : " وفي آخر الأمر دبروا عليه الحيلة في مسألة المنع من السفر إلي قبور الأنبياء والصالحين وألزموه من ذلك التنقيص بالأنبياء وذلك كفر ، وأفتى بذلك طائفة " ، ووصفهم ابن رجب بأنهم أهل أهواء ، ثم قال : " وهم ثمانية عشر نفسا رأسهم القاضي الأخنائي المالكي وأفتى قضاة مصر الأربعة بحبسه " (1) .
والقاضي الأخنائي هذا الذي وصفه ابن رجب بأنه من أهل الأهواء يقول عنه ابن حجر : " محمد بن أبي بكر تقي الدين اشتغل بالفقه على مذهب مالك وغيره وتقدم وتميز … وذكر في ترجمته أنه قرأ صحيح البخاري في مائتي وعشرة مجالس في مدة سنتين قراءة بحث ونظر وتأمل " (2) .
وقد فصل ابن حجر العسقلاني الأمور التي تعرض لها ابن تيمية بصورة أكبر ، قال : " وأول ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول قام عليه عام 698 قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب فتوى الحموية وبحثوا معه ومنع من الكلام " .
إلى أن قال ابن حجر : " ثم توجه القاضي والشيخ الى القاهرة ومعهما جماعة فوصلا في العشر الأخير من رمضان ، وعقد مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة ، فادعي على ابن تيمية عند المالكي فقال : هذا عدوي ولم يجب عن الدعوى ، فكرر عليه فأصد ، فحكم المالكي بحبسه ، فأقيم من المجلس وحبس في برج ، ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه ، فقال : يجب التضييق عليه إن لم يقتل ، وإلا فقد ثبت كفره فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب ، ونودي بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة " (3) .
(2) الدرر الكامنة ج4 ص247 .(3) الدرر الكامنة ج1 ص 88 .
وأما القاضي المالكي فهو علي بن مخلوف بن ناهض كما صرح بذلك ابن كثير عند نقله للحادثة في كتابه البداية والنهاية قال :
" وادعي عليه عند ابن مخلوف المالكي … فقال – أي ابن تيمية – ومن الحاكم فقيل له القاضي المالكي فقال له الشيخ : كيف تحكم في وأنت خصمي … " (1) ، وقد ذكر ابن كثير ابن مخلوف قائلا : " كان غزير المروءة والاحتمال والاحسان إلى الفقهاء والشهود ومن يقصده " (2) .
وكذلك ذكر المقريزي الحادثة ، قال : " فنودي بدمشق من ذكر عقيدة ابن تيمية شنق ، فاشتد حينئذ ابن عدلان ، وقام معه قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف المالكي ، وحرض الأمراء عليه ، ومازال بهم حتى خرج الأمير ركن الدين العمري الحاجب على البريد بحمله ، وحمل أخيه شرف الدين عبدالرحمن إلى القاهرة ، وطلب الأمير ركن الدين نجم الدين أحمد بن صصرى ووجيه الدين بن المنجا وتقي الدين شقير وأولاد ابن الصائغ ، فأحضرهم يوم الخميس ثاني عشر رمضان فاجتمع القضاة والفقهاء بقلعة الجبل ، وحضر الأمراء فادعى ابن عدلان على ابن تيمية فلم يجبه ، وقام يخطب فصاح عليه القاضي زين الدين بن مخلوف المالكي : نحن أحضرناك للدعوى عليك ما أحضرناك خطيبا ، وألزمه بالجواب ، فقال له : أنت عدوي لا يجوز حكمك علي ، فأمر باعتقاله فأخذ وسجن بحارة الديلم من القاهرة هو وأخوه .
وخلع على ابن صصرى وأعيد إلى دمشق ، ومعه كتاب ليقرأ على الجامع بالمنع من الكلام في العقائد والنهي عن اعتقاد شيء من فتاوى ابن تيمية ، وأن يكتب على الحنابلة محاضر بالرجوع عن ذلك ، وتثبت على قضاة الممالك وتقرأ على المنابر ، ففعل ذلك بدمشق " (3) .
(2) المصدر السابق ج 14 ص 103(3) السلوك لمعرفة دول الملوك ج2 ص 401
ونقل ابن حجر أمورا أخرى عنه قال : " ومنهم من ينسبه إلى الزندقة ، لقوله إن النبي (ص) لايستغاث به ، وإن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي (ص) ، وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري ، فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك ، قال بعض الحاضرين : يعذر ، فقال البكري : لا معنى لهذا القول ، فإنه إن كان تنقيصا يقتل ، وإن لم يكن تنقيصا لايعذر ، ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ، ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه ، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها ، وانما قاتل للرياسة لا للديانة ، ولقوله إنه كان يحب الرياسة ، وأن عثمان كان يحب المال ، ولقوله أبوبكر أسلم شيخا يدري ما يقول ، وعلي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول ، وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ، ومات ما نسبها من الثناء على …… (1) وقصة أبي العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهومها ، فإنه شنع في ذلك ، فألزموه بالنفاق لقوله (ص) لايبغضك إلا منافق " (2) .
وقال ابن حجر : " وقال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الفتح اليعمري في ترجمته ابن تيمية : ... فوصلوا بالأمراء أمره ، وأعمل كل منهم في كفره وفكره ، فرتبوا محاضر وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر ، وسعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية ، فنقل وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل ، وعقدوا لإراقة دمه مجالس ، وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس ، ما بين مجامل في المنازعة ومخاتل في المخادعة ومجاهر بالتكفير مبادئ بالمقاطعة ، يسومونه ريب المنون وربك يعلم ما تكن صدروهم وما يعلنون ، وليس المجاهر بكفره بأسوء حال من المجامل ... ... " (3) .
أليست كلها نصوص صريحة في أنه كفّر ، أتشك بعد هذا ؟
(3) الدرر الكامنة ج1 ص94 .
(1) تاريخ ابن الوردي ج 2 ص 279 .
وقال ابن رجب الحنبلي : " وفي آخر الأمر دبروا عليه الحيلة في مسألة المنع من السفر إلي قبور الأنبياء والصالحين وألزموه من ذلك التنقيص بالأنبياء وذلك كفر ، وأفتى بذلك طائفة " ، ووصفهم ابن رجب بأنهم أهل أهواء ، ثم قال : " وهم ثمانية عشر نفسا رأسهم القاضي الأخنائي المالكي وأفتى قضاة مصر الأربعة بحبسه " (1) .
والقاضي الأخنائي هذا الذي وصفه ابن رجب بأنه من أهل الأهواء يقول عنه ابن حجر : " محمد بن أبي بكر تقي الدين اشتغل بالفقه على مذهب مالك وغيره وتقدم وتميز … وذكر في ترجمته أنه قرأ صحيح البخاري في مائتي وعشرة مجالس في مدة سنتين قراءة بحث ونظر وتأمل " (2) .
وقد فصل ابن حجر العسقلاني الأمور التي تعرض لها ابن تيمية بصورة أكبر ، قال : " وأول ما أنكروا عليه من مقالاته في شهر ربيع الأول قام عليه عام 698 قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب فتوى الحموية وبحثوا معه ومنع من الكلام " .
إلى أن قال ابن حجر : " ثم توجه القاضي والشيخ الى القاهرة ومعهما جماعة فوصلا في العشر الأخير من رمضان ، وعقد مجلس في ثالث عشر منه بعد صلاة الجمعة ، فادعي على ابن تيمية عند المالكي فقال : هذا عدوي ولم يجب عن الدعوى ، فكرر عليه فأصد ، فحكم المالكي بحبسه ، فأقيم من المجلس وحبس في برج ، ثم بلغ المالكي أن الناس يترددون إليه ، فقال : يجب التضييق عليه إن لم يقتل ، وإلا فقد ثبت كفره فنقلوه ليلة عيد الفطر إلى الجب ، ونودي بدمشق من اعتقد عقيدة ابن تيمية حل دمه وماله خصوصا الحنابلة " (3) .
(1) ذيل طبقات الحنابلة ج 4 ص 401 .
(2) الدرر الكامنة ج4 ص247 .(3) الدرر الكامنة ج1 ص 88 .
وأما القاضي المالكي فهو علي بن مخلوف بن ناهض كما صرح بذلك ابن كثير عند نقله للحادثة في كتابه البداية والنهاية قال :
" وادعي عليه عند ابن مخلوف المالكي … فقال – أي ابن تيمية – ومن الحاكم فقيل له القاضي المالكي فقال له الشيخ : كيف تحكم في وأنت خصمي … " (1) ، وقد ذكر ابن كثير ابن مخلوف قائلا : " كان غزير المروءة والاحتمال والاحسان إلى الفقهاء والشهود ومن يقصده " (2) .
وكذلك ذكر المقريزي الحادثة ، قال : " فنودي بدمشق من ذكر عقيدة ابن تيمية شنق ، فاشتد حينئذ ابن عدلان ، وقام معه قاضي القضاة زين الدين علي بن مخلوف المالكي ، وحرض الأمراء عليه ، ومازال بهم حتى خرج الأمير ركن الدين العمري الحاجب على البريد بحمله ، وحمل أخيه شرف الدين عبدالرحمن إلى القاهرة ، وطلب الأمير ركن الدين نجم الدين أحمد بن صصرى ووجيه الدين بن المنجا وتقي الدين شقير وأولاد ابن الصائغ ، فأحضرهم يوم الخميس ثاني عشر رمضان فاجتمع القضاة والفقهاء بقلعة الجبل ، وحضر الأمراء فادعى ابن عدلان على ابن تيمية فلم يجبه ، وقام يخطب فصاح عليه القاضي زين الدين بن مخلوف المالكي : نحن أحضرناك للدعوى عليك ما أحضرناك خطيبا ، وألزمه بالجواب ، فقال له : أنت عدوي لا يجوز حكمك علي ، فأمر باعتقاله فأخذ وسجن بحارة الديلم من القاهرة هو وأخوه .
وخلع على ابن صصرى وأعيد إلى دمشق ، ومعه كتاب ليقرأ على الجامع بالمنع من الكلام في العقائد والنهي عن اعتقاد شيء من فتاوى ابن تيمية ، وأن يكتب على الحنابلة محاضر بالرجوع عن ذلك ، وتثبت على قضاة الممالك وتقرأ على المنابر ، ففعل ذلك بدمشق " (3) .
(1) البداية والنهاية ج 14 ص 43
(2) المصدر السابق ج 14 ص 103(3) السلوك لمعرفة دول الملوك ج2 ص 401
ونقل ابن حجر أمورا أخرى عنه قال : " ومنهم من ينسبه إلى الزندقة ، لقوله إن النبي (ص) لايستغاث به ، وإن في ذلك تنقيصا ومنعا من تعظيم النبي (ص) ، وكان أشد الناس عليه في ذلك النور البكري ، فإنه لما عقد له المجلس بسبب ذلك ، قال بعض الحاضرين : يعذر ، فقال البكري : لا معنى لهذا القول ، فإنه إن كان تنقيصا يقتل ، وإن لم يكن تنقيصا لايعذر ، ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي ما تقدم ، ولقوله إنه كان مخذولا حيث ما توجه ، وإنه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها ، وانما قاتل للرياسة لا للديانة ، ولقوله إنه كان يحب الرياسة ، وأن عثمان كان يحب المال ، ولقوله أبوبكر أسلم شيخا يدري ما يقول ، وعلي أسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه على قول ، وبكلامه في قصة خطبة بنت أبي جهل ، ومات ما نسبها من الثناء على …… (1) وقصة أبي العاص بن الربيع وما يؤخذ من مفهومها ، فإنه شنع في ذلك ، فألزموه بالنفاق لقوله (ص) لايبغضك إلا منافق " (2) .
وقال ابن حجر : " وقال شيخ شيوخنا الحافظ أبو الفتح اليعمري في ترجمته ابن تيمية : ... فوصلوا بالأمراء أمره ، وأعمل كل منهم في كفره وفكره ، فرتبوا محاضر وألبوا الرويبضة للسعي بها بين الأكابر ، وسعوا في نقله إلى حضرة المملكة بالديار المصرية ، فنقل وأودع السجن ساعة حضوره واعتقل ، وعقدوا لإراقة دمه مجالس ، وحشدوا لذلك قوما من عمار الزوايا وسكان المدارس ، ما بين مجامل في المنازعة ومخاتل في المخادعة ومجاهر بالتكفير مبادئ بالمقاطعة ، يسومونه ريب المنون وربك يعلم ما تكن صدروهم وما يعلنون ، وليس المجاهر بكفره بأسوء حال من المجامل ... ... " (3) .
أليست كلها نصوص صريحة في أنه كفّر ، أتشك بعد هذا ؟
(1) قال محقق الكتاب : بياض في الأصل .
(2) الدرر الكامنة ج1 ص93 ، الظاهر أن المنقول كلام الأقشهري في رحلته .
(2) الدرر الكامنة ج1 ص93 ، الظاهر أن المنقول كلام الأقشهري في رحلته .
(3) الدرر الكامنة ج1 ص94 .
تعليق