ما حدث في النجف موخرا وبالتحديد في منطقة ( الزركة ) وما اكتنف ذلك من غموض وما احاط بها من تهويلات ومبالغات واشاعات وغير ذلك والتي صورتها اجهزة الدولة لوسائل الاعلام وكيف جابهت الحكومة بالتعاون مع قوات الاحتلال الامريكي هذه المجموعة المنحرفة بقوة السلاح واستخدمت ضدهم العنف والقوة المفرطة المبالغ بها حيث تم استخدام الاسلحة المحرمة دوليا وتم قتل وابادة كثيرمن الزوار الابرياء من الشيوخ والنساء والاطفال الذين كانوا متوجهين الى كربلاء المقدسة لاحياء يوم عاشوراء وكثير من سكنة منطقة الزركة من العشائر المتواجدة هناك ونحن هنا في هذه المقالة لانبحث عن هذه المجموعة ومن هم عناصرها ومن هو قائدها ومن يدعمها وما قيل عنها والاضطراب والتناقض في الروايات التي طرحتها الحكومة لوسائل الاعلام بقدر ما نبحث ظهور هذه المجاميع المنحرفة بافكارها المشوشة والاسباب التي دعت الى ظهورها ، ان الحكومة تتحمل الجزء الاكبر مما حدث لاسباب منها : 1- سوء الاوضاع الامنية وتردي الخدمات وعدم قيام الدولة بوضع المعالجات الجذرية للازمات التي يعانيها الشعب 2- الضياع الذي يعانيه الشباب بسبب عدم قدرة الدولة على استيعابهم وكثرة العاطلين عن العمل مما يسهل انجرافهم في تلك التيارات 3- علماء الدين الذين يتربعون على عرش المرجعيات الذين لم يكلفوا انفسهم بالتصدي للفتن والضلالات التي بدات تنتشر بين الشباب المسلم ووقوفها متفرجة امام ما يحدث من مصائب ومعاناة . 4- ابتعاد اكثر الناس عن المرجعية الحقيقية والوطنية والتي تصدت لهذه التيارات المنحرفة و شخصت العلل ووضعت الحلول والمعالجات بلغة العلم والشرع والاخلاق واقصد بها مرجعية السيد الحسني (دام ظله الشريف) . وكل ذلك يقودنا الى امر مهم هو الفشل الواضح والكبير لهذه التيارات التي تبحث عن الغيبيات وتركت المرجعية الحقيقية وكذلك فشل التيارات الاخرى التي تبحث عن القيادة بمعزل عن قيادة المرجعية الحقيقة ، وايضا فشل الحكومة فشلا ذريعا وتخبطها وضعفها وكان رد الفعل منها ارتجاليا وتخبطيا ومتناقض ان من الملاحظ ومن خلال قراءة سيرة المعصومين ومنهم أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه انه لما كان يواجه الخوارج والمرتدين في المعارك التي خاضها معهم ومنها معركة الجمل والخوارج كان عند ما تنتهي المعركة يدفن الجثث بيده الشريفة ويصلي عليها لا ان يتركها او يدفنها في مقابر جماعية دون غسل او تكفين انما حدث يصور لنا الواقع المتجافي بين الشعب والدولة ومدى الهوة السحيقة التي تعزل احدهما عن الاخر .وايضا ان من الملاحظ ما جاء به هولاء من افكار منحرفة هي بالتاكيد نفس افكار ونظريات عالم سبيط النيلي تماما وهذا يفسر لنا كثرة اتباع هذه الحركة من منطقة النيل في شمال الحلة ويفسر لنا ايضا تصدي المرجع الديني الاعلى سماحة أية الله العظمى السيد الحسني (دام ظله الشريف ) لافكار ونظريات عالم سبيط النيلي وابطاله لها من خلال البيانات والكتب التي خطها قلمه الشريف ، يقول سماحته في كتاب الفصل في التطبيق بين اصل الخلق والطور المهدوي ص 12 مانصه ( مع الاخذ بنظر الاعتبار ان عالم سبيط يبطل علم الرجال وعلم الاصول وكذلك غيرهما ويشن حملة طعن وشتم وتكفير على علماء الرجال وعلماء الاصول وكذلك علماء الفقه وغيرهم ) ، اقول وهذا ماجاء به كتابهم الموسوم( قاضي السماء ) ويقول سماحة اية الله الشيخ احمد الناصري (دام ظله) في كتابه ( تحفة العقول في الرد على سبيط منكر الاصول ) ص17 مانصه لقد واجه اصحاب الاتجاه والتيار السبيطي ونحوهم مشكلة الاخبار الكثيرة والمختلفة التي فيها الغث والسمين والكاذب والصادق عندما لم يسعهم قبول التقسيم الاصولي في الاخبار الى الصحيح المتواتر واخبار الاحاد الثقات ، والى الضعيف وان الاول يؤخذ به والثاني يهجر ، فاضطروا الى قبول جميع الاخبار ولكن كيف ذاك وكثير من الاخبار متناف ومتهافت ومتعارض فيما بينه ومع نصوص القران الكريم وضواهره . ( ان هذه الظاهرة حدت بالبعض الى وجود حاسة سادسة له تمكن من خلالها على تشخيص الخبر الصادق من الكاذب والجمع بين الاخبار وتقديم معان لها توصل ذهنه بسبب الرياضيات النفسية والانكشافات الخاصة الحاصلة له دون غيره فيقدم معاني جديدة لاحاديث اهل البيت (عليهم السلام ) لايعرفها سواه . ويدعي البعض على لسانه او لسان تابعيه ان له اتصالا من قرب او بعد بالانوار الطاهرة (عليهم السلام ) تطلعه بين حين واخر وعن طريق النفث في روعه او بشكل اخر ، على المقصود من احاديثهم عليهم السلام ابو حيدر الجبوري