مقتل الزبير :
وقال الطبري : فلما تواقفوا خرج علي على فرسه فدعا الزبير . فتواقفا . فقال علي للزبير : ما جاء بك ؟ قال : أنت ، ولا أراك لهذا الأمر أهلا ولا أولى به منا ، فقال له علي : لست له أهلا بعد عثمان ( رض ) ؟ قد كنا نعدك من بني
- ج 1 ص 223 -
عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ، ففرق بيننا وبينك ، وعظم عليه أشياء ، فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله مر عليها فقال لعلي : ما يقول ابن عمتك ؟ ليقاتلنك وهو لك ظالم ، فانصرف عنه الزبير ، وقال : فإني لا أقاتلك فرجع إلى ابنه عبد الله فقال : ما لي في هذه الحرب بصيرة فقال له ابنه : قد خرجت على بصيرة ، ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب ، وعرفت أن تحتها الموت فجبنت ، فأحفظه حتى أرعد وغضب وقال : ويحك ! إني قد حلفت له : ألا أقاتله فقال له ابنه : كفر عن يمينك بعتق غلامك سرجس ، فأعتقه وقام في الصف معهم وكان علي قال للزبير : أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته ؟ سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره ( 231 ) .
قد أورد الطبري في هذه الرواية ملخص ما دار بين علي والزبير بين الصفين ، وأورد تفصيله في الرواية الآتية حيث قال فيها : خرج الزبير على فرس عليه سلاح ، فقيل لعلي : هذا الزبير قال : أما إنه أحرى الرجلين إن ذكر بالله أن يذكر ، وخرج طلحة فخرج إليهما علي ، فدنا منهما حتى اختلف أعناق دوابهم ، فقال علي : لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا ، إن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله سبحانه ولا تكونا كالتي " نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دماءكما ؟ فهل من حدث أحل لكما دمي ؟ قال طلحة : ألبت الناس على عثمان ( رض ) ، قال علي : " يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله وهو الحق المبين " ، يا طلحة ! تطلب بدم عثمان ( رض ) ! فلعن الله قتلة عثمان ، يا زبير ! أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه ، فقلت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ؟ فقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله : " صه إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت له ظالم " ( 232 ) .
( 231 ) تاريخ الطبري ، وط . أوربا 1 / 3185 .
( 232 ) تاريخ الطبري ، وط . أوربا 1 / 3175 - 3176 . ( * )
- ج 1 ص 224 -
وفي تاريخ ابن أعثم ( فقال له : ما حملك يا أبا عبد الله على ما صنعت ؟ فقال الزبير : حملني الطلب بدم عثمان ، فقال له : أنت وطلحة وليتماه ، وإنما نوبتك من ذلك أن تقيد من نفسك وتسلمها إلى ورثته ، ثم قال : أنشدتك الله أتذكر . . ) الحديث ( 233 ) .
وفي رواية الطبري بعده ( 234 ) : فقال : اللهم نعم ، ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا ، والله لا أقاتلك أبدا ، فانصرف علي إلى أصحابه ، فقال : أما الزبير فقد أعطى عهد الله ألا يقاتلكم ، ورجع الزبير إلى عائشة ، فقال لها : ما كنت في موطن منذ عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا . قالت : فما تريد أن تصنع ، قال : أريد أن أدعهم وأذهب ، فقال له ابنه عبد الله : جمعت بين هذين الغارين حتى إذا حدد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب ! ؟ أحسست رايات ابن أبي طالب وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد . قال : إني قد حلفت ألا أقاتله . وأحفظه ما قال له . فقال له : كفر عن يمنيك وقاتله ، فدعا بغلام له يقال له : " مكحول " فأعتقه .
فقال عبد الرحمن بن سليمان التميمي : لم أر كاليوم أخا إخوان * أعجب من مكفر الايمان بالعتق في معصية الرحمان
وقال رجل من شعرائهم : يعتق مكحولا لصون دينه * كفارة الله عن يمينه والنكث قد لاح على جبينه انتهى حديث الطبري .
( 233 ) كتاب الفتوح ، 2 / 309 ، ط . حيدر آباد الدكن . ( 234 ) عدنا إلى رواية الطبري . ( * )
- ج 1 ص 225 -
وفي مروج المسعودي ( 235 ) : وخرج علي بنفسه حاسرا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله لا سلاح عليه ، فنادى يا زبير اخرج إلي ! فخرج شاكا سلاحه ، فقيل لعائشة ، فقالت : واحرباه بأسماء ! فقيل لها : إن عليا حاسر فاطمأنت ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه . فقال له علي : ويحك يا زبير ! ما الذي أخرجك ؟ ! قال : دم عثمان . قال : قتل الله أولانا بدم عثمان . أما تذكر . . ؟ الحديث .
فقال الزبير : أستغفر الله ، ولو ذكرتها ما خرجت . فقال : يا زبير ! ارجع ، فقال : وكيف أرجع الآن وقد التقت حلقتا البطان ، هذا والله العار الذي لا يغسل . فقال : يا زبير ! ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار ، فرجع الزبير وهو يقول :
اخترت عارا على نار مؤججة * ما إن يقوم لها خلق من الطين
نادى علي بأمر لست أجهله * عار لعمرك في الدنيا وفي الدين
فقلت حسبك من عذل أبا حسن * بعض الذي قلت منذ اليوم يكفيني
فقال ابنه عبد الله : أين تدعنا ؟ ! فقال : يا بني أذكرني أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته . فقال : لا والله ولكنك فررت من سيوف بني عبد المطلب فإنها طوال حداد ، تحملها فتية أنجاد .
في رواية ابن أعثم وشرح النهج بعده : فقال الزبير : مالك ! أخزاك الله من ولد ! ما أشأمك ! ( 236 ) .
( 235 ) مروج الذهب ، ط . بيروت 2 / 362 363 .
( 236 ) ابن أعثم في تاريخه ، وشرح النهج 2 / 170 . ( * )
- ج 1 ص 226 -
وفي رواية المسعودي : قال الزبير : لا والله ، ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر ، فاخترت العار على النار . أبالجبن تعيرني ؟ لا أبالك ! ثم أمال سنانه وشد في الميمنة .
فقال علي : أفرجوا له فقد هاجوه ، ثم رجع فشد في الميسرة ، ثم رجع فشد في القلب ثم عاد إلى ابنه فقال : أيفعل هذا جبان ؟ ثم مضى منصرفا حتى أتى وادي السباع والأحنف بن قيس معتزل في قومه من بني تميم ، فأتاه آت فقال : هذا الزبير مار ، فقال : ما أصنع بالزبير وقد جمع بين فئتين عظيمتين من الناس يقتل بعضهم بعضا وهو مار إلى منزله سالما ، فلحقه نفر من بني تميم فسبقهم إليه عمرو بن جرموز وقد نزل الزبير إلى الصلاة فقال : أتؤمني أو أومك ؟ فأمه الزبير فقتله عمرو بن جرموز في الصلاة ( 237 ) .
هكذا انتهت حياة الأمير الأول لجيش أم المؤمنين ، ثم صفت إمارة الجيش لابن عمها ( أي ابن عم عائشة ) طلحة .
لمتابعة الموضوع اضغط على الصفحة التالية أدناه
( 237 ) وذكر المسعودي وأبو مخنف كلاهما قالا : فجاء بسيفه إلى علي . فقال : والله ما كان ابن صفية جبانا ولا لئيما ولكن الحين ومصارع السوء . ثم أخذ سيفه وهزه وقال : سيف طال ما جلا به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال ابن جرموز : الجائزة يا أمير المؤمنين ! فقال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قاتل ابن صفية في النار . فخرج ابن جرموز
خائبا وقال : أتيت عليا برأس الزبير * وقد كنت أرجو به الزلفة
فبشر بالنار يوم الحساب * فبئست بشارة ذي التحفة
لسيان عندي قتل الزبير * وضرطة عنز بذي الجحفة
وقال أبو مخنف : ثم خرج ابن جرموز على علي مع أهل النهر فقتله معهم فيمن قتله .
قد أوردنا ما دار بين علي والزبير من الطبري 5 / 199 و 204 ، وط . أوربا 1 / 3175 ، والاغاني 16 / 126
وأبو مخنف على رواية ابن أبي الحديد عنه كما في شرح النهج 1 / 78 ، وتاريخ ابن أعثم 1 / 281 314 ، ط . حيدر آباد الدكن ،
ومروج الذهب للمسعودي ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 364
وورد تذكير علي للزبير قول الرسول له ورجوعه عن الحرب في الاستيعاب ص 203 ، وأسد الغابة 2 / 199 ،
وتاريخ ابن الاثير 3 / 94 95 ، والعقد الفريد 4 / 322 323 ، والمستدرك 3 / 366 367 ،
والكنز 6 / 82 83 و 85 منه الحديث 1283 و 1290 و 1291 و 1318 و 1319 و 1320 . عن نذير الضبي ، وعن ابن عباس - مختصرا - وعن ابن جرير ، والاسود بن قيس ، وعبد السلام . والذهبي في النبلاء 1 / 38 39 واليعقوبي في تاريخه 2 / 158 والاصابة 1 / 527 الترجمة 2789 . ( * )
وقال الطبري : فلما تواقفوا خرج علي على فرسه فدعا الزبير . فتواقفا . فقال علي للزبير : ما جاء بك ؟ قال : أنت ، ولا أراك لهذا الأمر أهلا ولا أولى به منا ، فقال له علي : لست له أهلا بعد عثمان ( رض ) ؟ قد كنا نعدك من بني
- ج 1 ص 223 -
عبد المطلب حتى بلغ ابنك ابن السوء ، ففرق بيننا وبينك ، وعظم عليه أشياء ، فذكر أن النبي صلى الله عليه وآله مر عليها فقال لعلي : ما يقول ابن عمتك ؟ ليقاتلنك وهو لك ظالم ، فانصرف عنه الزبير ، وقال : فإني لا أقاتلك فرجع إلى ابنه عبد الله فقال : ما لي في هذه الحرب بصيرة فقال له ابنه : قد خرجت على بصيرة ، ولكنك رأيت رايات ابن أبي طالب ، وعرفت أن تحتها الموت فجبنت ، فأحفظه حتى أرعد وغضب وقال : ويحك ! إني قد حلفت له : ألا أقاتله فقال له ابنه : كفر عن يمينك بعتق غلامك سرجس ، فأعتقه وقام في الصف معهم وكان علي قال للزبير : أتطلب مني دم عثمان وأنت قتلته ؟ سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره ( 231 ) .
قد أورد الطبري في هذه الرواية ملخص ما دار بين علي والزبير بين الصفين ، وأورد تفصيله في الرواية الآتية حيث قال فيها : خرج الزبير على فرس عليه سلاح ، فقيل لعلي : هذا الزبير قال : أما إنه أحرى الرجلين إن ذكر بالله أن يذكر ، وخرج طلحة فخرج إليهما علي ، فدنا منهما حتى اختلف أعناق دوابهم ، فقال علي : لعمري لقد أعددتما سلاحا وخيلا ورجالا ، إن كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله سبحانه ولا تكونا كالتي " نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا " ألم أكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي وأحرم دماءكما ؟ فهل من حدث أحل لكما دمي ؟ قال طلحة : ألبت الناس على عثمان ( رض ) ، قال علي : " يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله وهو الحق المبين " ، يا طلحة ! تطلب بدم عثمان ( رض ) ! فلعن الله قتلة عثمان ، يا زبير ! أتذكر يوم مررت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في بني غنم فنظر إلي فضحك وضحكت إليه ، فقلت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ؟ فقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله : " صه إنه ليس به زهو ولتقاتلنه وأنت له ظالم " ( 232 ) .
( 231 ) تاريخ الطبري ، وط . أوربا 1 / 3185 .
( 232 ) تاريخ الطبري ، وط . أوربا 1 / 3175 - 3176 . ( * )
- ج 1 ص 224 -
وفي تاريخ ابن أعثم ( فقال له : ما حملك يا أبا عبد الله على ما صنعت ؟ فقال الزبير : حملني الطلب بدم عثمان ، فقال له : أنت وطلحة وليتماه ، وإنما نوبتك من ذلك أن تقيد من نفسك وتسلمها إلى ورثته ، ثم قال : أنشدتك الله أتذكر . . ) الحديث ( 233 ) .
وفي رواية الطبري بعده ( 234 ) : فقال : اللهم نعم ، ولو ذكرت ما سرت مسيري هذا ، والله لا أقاتلك أبدا ، فانصرف علي إلى أصحابه ، فقال : أما الزبير فقد أعطى عهد الله ألا يقاتلكم ، ورجع الزبير إلى عائشة ، فقال لها : ما كنت في موطن منذ عقلت إلا وأنا أعرف فيه أمري غير موطني هذا . قالت : فما تريد أن تصنع ، قال : أريد أن أدعهم وأذهب ، فقال له ابنه عبد الله : جمعت بين هذين الغارين حتى إذا حدد بعضهم لبعض أردت أن تتركهم وتذهب ! ؟ أحسست رايات ابن أبي طالب وعلمت أنها تحملها فتية أنجاد . قال : إني قد حلفت ألا أقاتله . وأحفظه ما قال له . فقال له : كفر عن يمنيك وقاتله ، فدعا بغلام له يقال له : " مكحول " فأعتقه .
فقال عبد الرحمن بن سليمان التميمي : لم أر كاليوم أخا إخوان * أعجب من مكفر الايمان بالعتق في معصية الرحمان
وقال رجل من شعرائهم : يعتق مكحولا لصون دينه * كفارة الله عن يمينه والنكث قد لاح على جبينه انتهى حديث الطبري .
( 233 ) كتاب الفتوح ، 2 / 309 ، ط . حيدر آباد الدكن . ( 234 ) عدنا إلى رواية الطبري . ( * )
- ج 1 ص 225 -
وفي مروج المسعودي ( 235 ) : وخرج علي بنفسه حاسرا على بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله لا سلاح عليه ، فنادى يا زبير اخرج إلي ! فخرج شاكا سلاحه ، فقيل لعائشة ، فقالت : واحرباه بأسماء ! فقيل لها : إن عليا حاسر فاطمأنت ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه . فقال له علي : ويحك يا زبير ! ما الذي أخرجك ؟ ! قال : دم عثمان . قال : قتل الله أولانا بدم عثمان . أما تذكر . . ؟ الحديث .
فقال الزبير : أستغفر الله ، ولو ذكرتها ما خرجت . فقال : يا زبير ! ارجع ، فقال : وكيف أرجع الآن وقد التقت حلقتا البطان ، هذا والله العار الذي لا يغسل . فقال : يا زبير ! ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار ، فرجع الزبير وهو يقول :
اخترت عارا على نار مؤججة * ما إن يقوم لها خلق من الطين
نادى علي بأمر لست أجهله * عار لعمرك في الدنيا وفي الدين
فقلت حسبك من عذل أبا حسن * بعض الذي قلت منذ اليوم يكفيني
فقال ابنه عبد الله : أين تدعنا ؟ ! فقال : يا بني أذكرني أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته . فقال : لا والله ولكنك فررت من سيوف بني عبد المطلب فإنها طوال حداد ، تحملها فتية أنجاد .
في رواية ابن أعثم وشرح النهج بعده : فقال الزبير : مالك ! أخزاك الله من ولد ! ما أشأمك ! ( 236 ) .
( 235 ) مروج الذهب ، ط . بيروت 2 / 362 363 .
( 236 ) ابن أعثم في تاريخه ، وشرح النهج 2 / 170 . ( * )
- ج 1 ص 226 -
وفي رواية المسعودي : قال الزبير : لا والله ، ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر ، فاخترت العار على النار . أبالجبن تعيرني ؟ لا أبالك ! ثم أمال سنانه وشد في الميمنة .
فقال علي : أفرجوا له فقد هاجوه ، ثم رجع فشد في الميسرة ، ثم رجع فشد في القلب ثم عاد إلى ابنه فقال : أيفعل هذا جبان ؟ ثم مضى منصرفا حتى أتى وادي السباع والأحنف بن قيس معتزل في قومه من بني تميم ، فأتاه آت فقال : هذا الزبير مار ، فقال : ما أصنع بالزبير وقد جمع بين فئتين عظيمتين من الناس يقتل بعضهم بعضا وهو مار إلى منزله سالما ، فلحقه نفر من بني تميم فسبقهم إليه عمرو بن جرموز وقد نزل الزبير إلى الصلاة فقال : أتؤمني أو أومك ؟ فأمه الزبير فقتله عمرو بن جرموز في الصلاة ( 237 ) .
هكذا انتهت حياة الأمير الأول لجيش أم المؤمنين ، ثم صفت إمارة الجيش لابن عمها ( أي ابن عم عائشة ) طلحة .
لمتابعة الموضوع اضغط على الصفحة التالية أدناه
( 237 ) وذكر المسعودي وأبو مخنف كلاهما قالا : فجاء بسيفه إلى علي . فقال : والله ما كان ابن صفية جبانا ولا لئيما ولكن الحين ومصارع السوء . ثم أخذ سيفه وهزه وقال : سيف طال ما جلا به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال ابن جرموز : الجائزة يا أمير المؤمنين ! فقال : أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قاتل ابن صفية في النار . فخرج ابن جرموز
خائبا وقال : أتيت عليا برأس الزبير * وقد كنت أرجو به الزلفة
فبشر بالنار يوم الحساب * فبئست بشارة ذي التحفة
لسيان عندي قتل الزبير * وضرطة عنز بذي الجحفة
وقال أبو مخنف : ثم خرج ابن جرموز على علي مع أهل النهر فقتله معهم فيمن قتله .
قد أوردنا ما دار بين علي والزبير من الطبري 5 / 199 و 204 ، وط . أوربا 1 / 3175 ، والاغاني 16 / 126
وأبو مخنف على رواية ابن أبي الحديد عنه كما في شرح النهج 1 / 78 ، وتاريخ ابن أعثم 1 / 281 314 ، ط . حيدر آباد الدكن ،
ومروج الذهب للمسعودي ، وتهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 364
وورد تذكير علي للزبير قول الرسول له ورجوعه عن الحرب في الاستيعاب ص 203 ، وأسد الغابة 2 / 199 ،
وتاريخ ابن الاثير 3 / 94 95 ، والعقد الفريد 4 / 322 323 ، والمستدرك 3 / 366 367 ،
والكنز 6 / 82 83 و 85 منه الحديث 1283 و 1290 و 1291 و 1318 و 1319 و 1320 . عن نذير الضبي ، وعن ابن عباس - مختصرا - وعن ابن جرير ، والاسود بن قيس ، وعبد السلام . والذهبي في النبلاء 1 / 38 39 واليعقوبي في تاريخه 2 / 158 والاصابة 1 / 527 الترجمة 2789 . ( * )