إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حلقة 17 من المعركة,,هذه هي عائشة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلقة 17 من المعركة,,هذه هي عائشة

    أم المؤمنين من خلال هذه الحرب :


    استعرضنا من حرب الجمل ما يساعدنا على دراسة شخصية أم المؤمنين من قريب أو بعيد . فوجدناها في هذه الحرب تجمع الناس على حرب علي بعدما بويع بالخلافة باسم الطلب بثأر عثمان ، وتؤمر على جيشها أشد المؤلبين على عثمان ( طلحة والزبير ) من بعد بيعتهما لعلي .

    وعلي ينادي في خطبه ويقول : بايعني طلحة والزبير ثم ما لبثا أن أستأذناني إلى العمرة ، فسارا إلى البصرة فقاتلا فيها المسلمين وفعلا بها الافاعيل ، ونكثا بيعتي ، وألبا عدوي . ويقول لهما : إنكما بايعتماني ، ونكثتما بيعتي ، وزعمتما أني قتلت عثمان ، فبيني وبينكما من تخلف عني وعنكما من أهل المدينة ، ثم يلزم كل امرئ ما احتمل .

    يقول هذا وأمثال هذا في كل مجتمع ويتبرأ من دم عثمان ، والناس يصدقون التهمة عليه ، وذلك لمكانة أم المؤمنين في النفوس . على أن براءة علي من دم عثمان وتبعة طلحة والزبير وعائشة في دم عثمان كانتا معروفتين يوم ذاك .

    فقد قال ابن سيرين : ما علمت أن عليا أتهم بدم عثمان حتى بويع ، فلما بويع اتهمه الناس ( 291 ) .

    وقال أبو الأسود لطلحة والزبير : إنكما وعائشة كنتم أشد الناس عليه وأعظمهم إغراء بدمه فأقيدوا من أنفسكم ، وأما إعادة الخلافة شورى فكيف وقد بايعتم عليا طائعين غير مكرهين .

    وقال عمار لعائشة : . . . . . . . * ومنك الرياح ومنك المطر وأنت أمرت بقتل الامام * . . . . . . وجاء عبد الله بن حكيم بكتب كانا كتابها إليه ، فقال لطلحة : يا أبا محمد ! أما هذه كتبك إلينا ؟ قال : بلى ! قال فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان وقتله حتى إذا قتله أتيتنا ثائرا بدمه ؟ !

    وقال سعيد بن العاص الأموي لمروان بعد خروج الجيش من مكة : أين تذهبون وثأركم على أعجاز الإبل ؟ ! - يقصد بهم عائشة وطلحة والزبير

    ( 291 ) العقد الفريد 4 / 305 . ( * )

    - ج 1 ص 255 -


    اقتلوهم ثم ارجعوا إلى منازلكم ! ولذلك لما التحم الجيشان في البصرة رمى مروان طلحة بسهم فقتله . وإنما تمكنت من تجهيز جيش لجب لمقاتلة علي البرئ من دم عثمان باسم الطلب بدم عثمان لمكانتها في النفوس ، وطواعية الناس لها ، ومقدرتها السياسية والخطابية ، وإدراكها ما يؤثر في النفوس . وأما مقدرتها الخطابية بلاغتها في المحاورات فمن مواردها جوابها لام سلمة عندما أحرجتها أم سلمة بخطابها الطويل تلومها فيه على خروجها ، فقالت عائشة في جوابها : " لنعم المطلع مطلعا أصلحت فيه بين فئتين متناجزتين " .


    وليت شعري أين كان التناجز لو جلست هي في بيتها ولم تتجشم الأهوال لإقامة الحرب على علي ؟ !

    وأين كانت الفئتان المتناجزتان لو لم توجدهما هي بخروجها إلى البصرة ؟ !

    ومنها قولها لأهل البصرة في المربد عندما اختلفوا بعد خطاب طلحة والزبير " قتلتموه بعد توبته . . " وهي في هذا القول كما قالت القائلة : رمتني بدائها وانسلت . فمن قتل عثمان إن لم يكن بنو تيم ألبوا عليه وجلبوا حتى قتلوه ؟ !

    وتفصح بعد هذا عن مكنون خاطرها حين تقول : " وبايعتم ابن أبي طالب بغير مشورة من الجماعة ابتزازا وغصبا . . ألا وإن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته ، فإذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ، ثم اجعلوا الأمر شورى بين الرهط الذين اختارهم عمر ، ولا يدخل فيهم من شرك في دم عثمان . . " . إنها بقولها هذا فسخت بيعة علي وأبطلتها ، ثم أعادت الأمر شورى بين من اختارهم عمر على شرط أن لا يكون ممن شرك في دم عثمان .


    وإذا عرفنا أن الباقين من أهل الشورى يومذاك هم : طلحة والزبير ، وهما بريئان من دم عثمان في رأيها ! وعلي وهو المتهم به عندها ! وسعد ، وليس بالعسير إشراكه في التهمة إذا اقتضى الامر ذلك ، على أنه إن قدر له ان يجتمع مع طلحة والزبير في الشورى ، فهو واحد في مقابل اثنين . إذا عرفنا هذا عرفنا

    - ج 1 ص 256 -


    أنها في ما عينت من قاعدة لانتخاب الخليفة قد حصرت الأمر في طلحة والزبير ، وكان ذلك هو الهدف المنشود من قتل عثمان وإقامة هذه الحرب .


    ومن موارد مقدرتها الخطابية : قولها لبني ناجية عندما أخذوا بخطام جملها : " صبرا يا بني ناجية ! فإني أعرف فيكم شمائل قريش " من موارد معرفتها بما يؤثر في النفوس فإن بني ناجية كانت مطعونة في نسبها إلى قريش ، فقد قال رسول الله في سامة الذي ينتسبون إليه : " عمي سامة لم يعقب " ( 292 ) وإن أبا بكر وعمر لم يدخلاهم في قريش ( 293 ) .

    وهي بتشريفهم بهذا الخطاب أثارت فيهم النخوة ، ودفعتهم إلى الاستبسال في القتال ، فقاتلوا حول جملها حتى قتلوا .


    وكذلك قولها للأزد عندما التفوا حول جملها بعد ضبة : " صبرا فإنما يصبر الأحرار ، مازلت أرى النصر مع بني ضبة فلما فقدتهم أنكرته " ، فانها بهذا القول حرضتهم على الاستماتة في الحرب فقاتلوا دون جملها قتالا شديدا .


    وكذلك هي في جوابها لعلي حين قال لها بعدما انتصر عليها : " استفززت الناس حتى فزوا والبت بينهم حتى قتل بعضهم بعضا . أرسول الله أمرك بهذا ؟ ! ألم يأمرك أن تقعدي في بيتك ! ؟ " . فأجابته بقولها : " ملكت فاسجح " . ما أبلغه من جواب وأوجزه ؟ استعطاف في لفظ أمر وتهكم ، ومخاطبة ذي مروءة بما يؤثر في نفسه .


    وأما الطاعة الناس لها فقد نشأت عما مهد لها في عصر الخليفتين استنادا إلى أمومتها للمؤمنين وباسم حب رسول الله لها . وكانت هي تدلي بأمومتها للمؤمنين في هذه الحرب فقد كتبت إلى زيد بن صوحان العبدي :

    ( 292 ) الاغاني 9 / 100 ط . ساسي بترجمة علي بن الجهم .
    ( 293 ) شرح النهج 3 / 126 تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم . ( * )

    - ج 1 ص 257 -


    من عائشة ابنة أبي بكر أم المؤمنين ، حبيبة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان . أما بعد . فإذا أتاك كتابي هذا فأقدم فانصرفا على أمرنا هذا فإن لم تفعل فخذل الناس عن علي ( 294 ) .


    وقالت لكعب بن سور حين اعتزل في بيته وطين عليه بابه فركبت إليه وكلمته فلم يجبها : " يا كعب ! ألست أمك ! ولي عليك حق ؟ " فكلمها وخرج معه فاتبعته قبائل الأزد ، ولولا ذلك لقعدت الأزد كلها .


    وباسم أمومتها للمؤمنين كان التفاف الناس حول جملها في هذه الحرب ( 295 ) فقد كان راجزهم يقول :

    ( 294 ) الطبري 5 / 183 184 .
    ( 295 ) على أن قسما من الملسمين يومذاك لم تؤثر فيهم أمومتها لهم ليندفعوا وراءها في هذه الحرب ، فقد كتب زيد بن صوحان في جوابها : أما بعد فأن ابنك الخالص ان اعتزلت هذا الامر ورجعت إلى بيتك والا فأنا أول من نابذك . راجع الطبري 5 / 184 .
    وقال أبو بكرة لقد نفعني الله بكلمة وفي رواية عصمني الله بكلمة سمعتها من رسول الله أيام الجمل بعد أن كدت ألحق بأصحاب الجمل فاقاتل معهم ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله أن أهل فارس ملكوا عليهم بنت كسرى ، قال : لن يفلح قوم ولو أمرهم أمرأة .
    وفي رواية أخرى قال : لما قدم طلحة والزبير البصرة تقلدت سيفي وأنا أريد نصرهما فدخلت على عائشة فإذا هي تأمر وتنهى ، وإذا الامر أمرها فذكرت حديثا كنت سمعت من رسول الله : لم يفلح قوم تدبر أمرهم امرأة ، فانصرفت واعتزلت .

    وفي المستدرك 4 / 525 قال : لما كان يوم الجمل أردت أن اتيهم أقاتل معهم حتى ذكرت حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله : إنه بلغه ان كسرى أو بعض ملوك الاعاجم مات فولوا أمرهم امرأة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يفلح قوم تملكهم امرأة ، وقال هذا حديث صحيح الاسناد .

    راجع البخاري 3 / 63 في كتاب المغازي وفي 4 / 152 منه باب الفتن مختصرا ، والنسائي 4 / 305 باب النهي عن استعمال النساء في الحكم ، والمستدرك 4 / 524 525 بعبارة أخرى وفي صفحة 291 قريب مما أوردناه والرواية الأخيرة أوردها المفيد في كتابه " الجمل " والترمذي في أبواب الفتن 9 / 119 ومسند احمد 5 / 38 ، 43 ، 47 ، 51 . ( * )


    - ج 1 ص 258 -


    يا معشر الازد ! عليكم أمكم * فإنها صلاتكم وصومكم والحرمة العظمى التي تعمكم

    ويقول الآخر : هذه أمكم نصرها دين ، وخذلانها عقوق .

    وكانت الأزد تأخذ بعر جملها ، وتفته وتشمه وتقول : بعر جمل أمنا ريحه ريح المسك ، وهذا ما لم يفعله أحد مع رسول الله نفسه ! ومن طواعية الناس لها : أن جملها كان لواء أهل البصرة ، ليس لهم لواء دونه ، فلم يؤثر في الجيش نكوص الزبير ، ومقتل طلحة ، وسقوط عبد الله بن الزبير ، بل كانت الحرب قائمة ما زال رأس جملها معتدلا ، فلما عقر انهزم الرجال ، وفروا .


    وأما مقدرتها السياسية فمن أجلى مظاهرها جمعها شتات ذلك الجيش المتنافر الذي يقتل بعضه بعضا ، وقد ظهرت آثار الشحناء والفرقة بينهم منذ انفصالهم عن مكة ، فقد أراد مروان أن يضرب الجيش بعضه ببعض فأذن وجاء ووقف على طلحة والزبير وقال : على أيكما أسلم بالامرة وأؤذن بالصلاة ، فقال ابن الزبير : على أبي ، وقال ابن طلحة ، على أبي ، وتنافروا فبلغ أم المؤمنين الخبر ، فتداركت الأمر وأرسلت إلى مروان تقول له : مالك ؟ أتريد أن تفرق أمرنا ! ؟ ليصل ابن أختي .

    وكذلك فعلت لما تنافس الشيخان على الصلاة في البصرة بعد غلبتهما عليها وتدافعا فإنها تداركت الامر مرة أخرى وأصلحت بينهما وعينت ابن أختها للصلاة على أن يكون الأمر إلى عائشة إن ظهروا ، تستخلف من شاءت .

    إذن فهي ليست بأميرة جيش الجمل فحسب . وإنما هي أميرة المؤمنين تستخلف على المسلمين من تشاء وتحكم لمن تشاء وعلى من تشاء .

    أما رباطة جأشها فلم نجد لها في ربات الخدور من نظير ، تأمر بقتل الاسارى عندما ملكت البصرة في بادئ أمرها فيذبح العشرات منهم ذبح الغنم ، وتباشر الحرب في هودجها آمرة ناهية ، فتطيح حولها الرؤوس عن الكواهل ، والامعاء تندلق من الاجواف ، والأيدي تقطع من المعاصم ، وهي

    - ج 1 ص 259 -


    ثابتة كالطود الاشم لا يرى فيها ضعف النساء ورقتهن .


    هذه أم المؤمنين في بلاغتها ، وقدرتها السياسية ، ونفوذ كلمتها ورباطة جأشها .

    غير أنه كانت فيها نقطة ضعف أتيت منها
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X