بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين
أما بعد
هداني الله إلى مذهب آل البيت في مقتبل العمر ولم أكن حينها تجاوزت الثامنة عشرة وبعد مجاهدة وبحث ودراسة مستفيضة التحقت بمذهب آل البيت وهدفي الوحيد كان ولم يزل الحقيقة أولا ومن ثم العمل بها.
إلا أن هناك أمرا لا يزال يثير في نفسي الضيق أحيانا وإن كنت أؤمن بأن الله ورسوله وآل بيت نبيه هم هدفي ورضاهم غايتي. هذا الأمر أنني ما حضرت مجلسا شيعيا إلا وكانوا يقولون عني الأخ فلان ( متشيّع) أو مستبصر. عجباً فهل كانوا يقولون عمن أسلم في زمن الرسول مستسلم
أو ليس الإسلام هو الدين الذي يجب ما قبله. إلى متى ستبقى هذه الصفة تلاحق أحدنا. أنا لآ أحب الألقاب ولم أحبها يوما فأنا عبد يعبد ربّا يستحق أن يعبد وهذا ما أؤمن به.
و أحس بالرغم من الاهتمام الواضح من قبل الاخوان بالمستبصرين إلا أن هناك معاملة وإن كانت ترتقي إلى أحسن المعاملات تجدها متميزة عن غيرها. و أقصد هنا أن هناك شيئاً يجعلك دائما تتذكر الحال التي كنت فيها وبالرغم من جميع ما تتوصل إليه من العلم والتقوى والورع إلا أن الإخوة لا يعاملونك على أنك منتمٍ إلى مذهب آل البيت عليهم السلام بل دخيل عليه.

وكيف بي وأنا العبد الضعيف الذليل الذي ترك سنة والديه وأخوته ورفاقه واختار طريق آل البيت وتمسك بحبلهم عليه السلام فاعتزله من كان قريبا وصار بين أهله من الغرباء وأعاد تكوين شخصيته بدقائقها ونزواتها ورغباتها لتكون منصاعة لما أمر الله.
كيف بي وأنا الآن أجد نفسي بين قوم لم ينظروا لي سوى نظرة الدخيل عليهم.
أنا أعلم أنني أريد رضى الله وحده لكنني أحاول أن أكون واقعيا في طرحي وأتمنى من العلي القدير أن تزول هذه الكلمة وتحل محلها أخونا فلان هداه الله للطريق الصحيح.
فليست كلمة شيعي هي الأصل في حسن إسلام المرء بل تمثله لمذهب آل البيت عليهم السلام أجمعين