تمر على شعبنا العراقي ومعه الامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها ذكرى زيارة الاربعين الى قبر سيد الشهداء الامام الحسين(ع). وقد توافدت مئات الالاف بل الملايين من العراقيين الى مدينة كربلاء المقدسة لاداء مناسك الزيارة في اجواء وطقوس مؤثرة حيث اتشحت المدينة التي غصت بالجموع الغفيرة المؤمنة بالسواد واللافتات المعبرة عن عظم هذا المصاب، ولا يقتصر الامر عند هذا الحد بل يتعداه الى كل مدن العراق وقراه وقصباته وازقته ومدنه المقدسة الاخرى استذكارا لهذه الذكرى الاليمة. (الفتح المبين) تسلط الضوء على ماهية هذا الاصرار على التوجه الى كربلاء لاداء مراسم زيارة الاربعين، على الرغم مايتعرض له الزائرون من الوان المشقة اثناء المسير الى كربلاء، ناهيك عن اساليب القتل والتفجير التي يمارسها اعداء اهل البيت ضد الزائرين ولسنوات خلت واخرها هذه الايام في الحله ومناطق اخرى متفرقة في العراق،حيث راح ضحيتها قرابة(500) زائر. في السابق كان الزائرين يصلون كربلاء تحت عيون العسس والمخابرات والأجهزة الأمنية دون أن يجدوا مكانا لإراحة أجسادهم أو يجدون المواطنين وقد استقبلوهم بالدعاء والأهازيج الحسينية..كانت الزيارة أشبه ما تكون صامتة. المواكب معطلة منذ ثمانينيات القرن الماضي حين اعتبر النظام السابق إن مثل هذه الشعائر قد تضر بأمنه وقد تكون موطئ قدم لانبثاق المعارضة..أو إنها طريقا لتقليل الولاء الذي يريده أن يكون أكبر من أي ولاء آخر.كان الزوار من كبار السن فقط..في حين كان الذين يأتون إلى كربلاء مشيا على الأقدام مصيرهم أما القتل أو الاعتقال..لم يكن هناك شيء اسمه الأمان لكل زائر قد يأتي إلى كربلاء لممارسة طقوسه الدينية. وللوقوف على سر هذا التواصل الروحي والوجداني كانت لنا هذه الومضة الطارئة مع بعض الزائرين.. حيث اكد احد الزائرين قائلا تعتبر مراسم زيارة الاربعين الى الامام الحسين(ع) صرخة مدوية ضد الظالمين والطغاة وتحفز الزائرين على المجىء الى كربلاء من اجل تجديد البيعة للامام الحسين (ع)وبالمقابل هي نداء واضح لكل المشككين باننا لن نقطع درب الحسين(ع)الى ظهور الامام الحجة(عج) وكل هولاء الزوار يقدمون الغالي والنفيس من الأموال الى الأرواح من اجل نصرة قضية الحسين(ع) ونحن مستمرين على هذا المنوال نحن وأبناءنا،ولن تثنينا كل أدوات الإرهاب من تفجيير الى تفخيخ بل على العكس هي تزيدنا إصرارا على الذهاب الى كربلاء من اجل نيل الشهادة في سبيل الإمام الحسين وفي دربه. وأضاف: مجيئي إلى كربلاء في زيارة الأربعين له دلالات كثيرة ومعاني وهي رسالة واضحة المعالم إلى كل الطغاة بان تواصلنا مع الحسين(ع)هي قضية مبدأ... كربلاء نقطة الفتح العالمي قال الامام الحسين عليه السلام يوم الطف :في هذه الارض مصرعي ومن هنا الفتح سيكون لكربلاء الشأن الرفيع والمكانة السامية والخصوصية العمرانية , المادية والمعنوية في ظل النهضة والفكر المقدس للإمام القائم (عليه السلام) ودولته العالمية العادلة , فستكون مختلف الملائكة والمؤمنين وستكون فيها البركات واستجابة الدعوات , وسيكون فيها العمران وشق الأنهار وغرس الأشجار , ويشير لهذا المعنى : 1- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... كأني انظر القائم على ظهر النجف .... ويبني فيظهر الكوفة مسجداً .... ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة .... ويأمر (عليه السلام) من يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهراً يجري إلى الغري حتى ينزل الماء في النجف ويعمل عليها القناطر والارحاء ....) . 2- عن الإمام الصادق (عليه السلام) في وصف بعض أحوال عصر الظهور المقدس حيث قال (عليه السلام) : (وليصيرن الكوفة أربعة وخمسين ولتجاوزن قصورها قصور كربلاء , وليصيرن الله كربلاء , معقلاً ومقاماً تختلف إليه الملائكة والمؤمنون وليكونن لها شأن من شأن وليكونن فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل الدنيا ألف مرة ... ) . الملائكة تزور كربلاء هذه ملائكة الله في كربلاء المقدسة كما هي دائماً مع الحسين (عليه السلام) منذ بدأ الخليقة , فاختلاف الملائكة وزيارتها لكربلاء متكرر ودائم , حتى ان جبرائيل وميكائيل يزورانه في كل ليلة , ويشهد لهذا : 1- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (.... وليصيرن الله كربلاء معقلاً ومقاماً تختلف فيه الملائكة والمؤمنون ....) . 2- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (زوروا كربلاء ولا تقطعوا , فإن خير أولاد الأنبياء ضمته , إلا وان الملائكة زارت كربلاء ألف عام من قبل ان يسكنه جدي الحسين (عليه السلام) .... وما من ليلة تمضي إلا وجبرائيل وميكائيل فاجتهد ان لا تفقد من ذلك الموطن) .
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق