إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بيان الاربعين لسماحة اية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدّس الغريفي (دام ظله )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيان الاربعين لسماحة اية الله الفقيه السيد ابو الحسن حميد المقدّس الغريفي (دام ظله )

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين . السلام على المعصومين الأربعة عشر ورحمة الله وبركاته .
    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين السلام على أبي الفضل العباس ، السلام على زينب الحوراء ورحمة الله وبركاته .

    السلام عليكم يا أنصار الحجة (عج) في كل مكان ورحمة الله وبركاته
    (( بيان الأربعين ))
    إنَّ رقم الأربعين له خصوصيات وسنن معهودة تُلفت النظر لكونها تعني للإنسان بلوغ الأشُدْ في سن الأربعين ، وهو أيضاً الميقات الذي واعد الله سبحانه موسى (ع) لكي ينقطع عن جميع الخلائق ويتوجه إلى مناجاة ربِّه ويأخذ عنه التوراة وتشريعاته فتمَّ ميقات ربِّه أربعين ليلة ، وهو الرقم الذي نجى بنو إسرائيل من التيه والضياع باكتمال أربعين سنة ، ثُمَّ أنَّه نزلت رسالة الإسلام على نبينا محمد (ص) وهو في عمر الأربعين ، وقد بشّر الرسول (ص) المسلمين بأنَّه من حفظ عنّي أربعين حديثاً بعثه الله عالماً فقيهاً وفي رواية دخل الجنَّة ، ويلحظ الإمام علي (ع) في خطابه لأبناء الأربعين جانب الإبتعاد عن الغفلة واللهو واللعب والعمل على الإعداد الكامل والتزود والإقدام على الله تعالى بقوله (ع) : ( يا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربِّكم ) ، وأما الدعاء للمؤمنين في وتر صلاة الليل فإنَّه يُستحب تعداد أربعين منهم بأسمائهم ، وكذا شهادة أربعين من المؤمنين للميت تُكتب على جريد النخل الرطب وتُوضع مع الميت كما هو وارد ، ومن السنن المستحبَّة أيضاً زيارة الأموات في يوم الأربعين من تاريخ وفاتهم وهو ما قام به الإمام السجاد (ع) لزيارة أبيه الشهيد الحسين (ع) والتي أعاد الرؤوس إلى مكان دفن الجسد كما في الأثر والتي هي أيضاً نضج وتكامل ثورة الحسين (ع) وبلوغها الأشد بالدور الذي قام به السجاد (ع) وعمته زينب الحوراء ، والأربعين يكون ملتقى الأحبَّة لتحصل المواساة وتتجدد الموالاة والبيعة والنصرة ، حتى عدَّ الإمام الحسن العسكري (ع) زيارة الحسين (ع) في يوم الأربعين من علامات المؤمن ، ومن خلال استعمال الباري جلَّ وعلا في سننه التشريعية هذا الرقم في عدَّة موارد فإنَّه يكشف عن وجود اهتمام وخصوصية وسر في هذا الرقم نستدل بذلك كلِّه على قوَّته ونضجه وتأثيره في مسارات انبعاث الحياة الكريمة للأمم والشعوب ونهوضها ويُساعد على تجدد مسيرتها وفق صياغة رسالية هادفة تدرك الطبيعة الحركية الإصلاحية في بني البشر بنضج ووعي ورشاد ، وإن لم ندرك العلّة الحقيقة في هذا الرقم إلاّ أننا نتعامل معه من جهة التعبد لإدراك المصالح المكنونة فيه ولذا ورد هذا الرقم في الكتاب والسُنّة في موارد عديدة كما ذكرنا ، وحيث قال تعالى (( حتى إذا بلغ أشدُّه وبلغ أربعين سَنَةً قال ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك )) الأحقاف / 15 وقال تعالى (( فتّم ميقات ربِّه أربعين ليلة )) الأعراف / 142 ، وقال تعالى : (( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلةً ثمَّ اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون )) البقرة / 51 ، وقال تعالى : (( قال فإنَّها محرمة عليهم أربعين سنةً يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين )) المائدة / 26 ، وما ورد عن الإمام الحسن العسكري (ع) أنه قال : (( علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم )) وببركة هذا الرقم الذي يحمل سِرَّ الحياة الكريمة والتشريع والصلاح والعهد والخلاص من التيه والضياع ، والذي يتفاعل ذلك كلِّه في واقع الأمر بشرط توفر الأرضية الخصبة من الإعداد النفسي والإقدام الحقيقي نحو التغيير والإصلاح ، وهذا من مصاديق الإحياء الذي يؤكد عليه الإمام الصادق (ع) بقوله : ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) ، لنفهم أنَّ زيارة الحسين (ع) في يوم الأربعين تعني حياة للمعصومين (ع) لأنَّ أمرهم واحد ، وبالتالي فهو حياة للإسلام ورحمة ونجاة للعاملين لأنَّه سبيل الى يقظتهم ونهوضهم وتماسكهم وقوتهم وكذا تحمل دعوة للشعوب إلى التحرر من الطاغوت والاستكبار الشيطاني والتمسك بالعروة الوثقى التي تجمع الناس على الألفة والمحبّة والوحدة وهذه من الأهداف السامية والمقاصد العالية في التطبيقات الصحيحة لإقامة الشعائر الدينية واستذكار الحسين (ع) ، ولذا فإنَّ ملايين الناس يزحفون إلى قبر الحسين (ع) مشياً على الأقدام ويقطعون آلا لاف الكيلو مترات ومن كل أنحاء العالم إحياءاً لهذه الشعيرة العظيمة التي هي من رموز الولاء والنصرة للحق واتباع الإمامة الصادقة والرفض القاطع لشياطين الإنس والجن ولذا قال تعالى (( ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب )) الحج / 32 ، فرقم (الأربعين) رغم ما يحمله من تكاليف عظيمة ومسؤولية رسالية لقيادة الأمَّة وتشريع نظامها إلاّ أنَّ أسم الحسين (ع) أضاف إلى الأربعين صفةً خاصة ولوناً جديداً وحركة متميزة خالدة حيث تجد في نهضته ومناسبة أربعينيته صرخة مُدّوية وصحوة عارمة ورؤيةً آفاقية واسعة نتجت عنها بيعة دائمة وعهداً متجدداً لمواصلة الجماهير المؤمنة المسيرة على الدرب الرسالي الخالد الذي يؤدي إلى حفظ الإسلام وانتصار المسلمين والثبات على العقيدة والإلتزام بالتشريع ، فتكون مناسبته (ع) مجمعاً رئيسياً للغايات والمقاصد الحميدة ينبض بالعزَّة والكرامة والإباء والقوة والمَنعَة ليُنعِشَ الأمم المستضعفة ويستنهضها بالمدد الإيماني والدروس الإصلاحية لتجديد مسيرته الواقعية الحيََّة التي كان الحسين (ع) رمزها في جانبي القدوة والأسوة ، ولا نبالغ فيما نقول وبشهادة القرآن وبالسيرة المتجسدة على أرض الواقع أنَّ بني إسرائيل غاب عنهم موسى (ع) أربعين ليلةً وقد استخلف عليهم هارون(ع) فارتدوا على أدبارهم وعبدوا العجل من دون الله جلَّ وعلا ، وعاقبهم الله سبحانه وتعالى بالتيه والضياع أربعين سنة ، فجعل كُلَّ يومٍ عليهم بسنة ، وبالتوبة والندم وبعد إكمال الأربعين حصل لهم الفرج ، بينما نجد أتباع الحسين (ع) وقد أستشهد وهم يُجددون ذكراه في كل يوم وينصبون له العزاء في كل مكان ويسترشدون بسيرته في كل مناسبة ويتعاهدون دائماً على بيعته وبيان مظلوميته والمطالبة بثأره مع إمام مهدي موعود بالنصر وتحقيق العدالة العالمية ، وهذا شرف لا يناله إلا ذو حظٍ عظيم .
    أيها الأنصار المجاهدون الشرفاء المؤمنون في كل مكان لقد غاب المعصوم المهدي المنتظر (عج) منذ ما يزيد على الألف ومائة سنة وقد صبرتم على ذلك بعقيدة وإيمان راسخين تنتظرون خروجه ونصرته وأنتم على الإنتظار صابرون وعاملون ، تؤسسون القواعد الممهدة لخروجه واستقباله ، وهذه مسلكية إيمانية غير معهودة منذ أن خلق الله سبحانه آدم (ع) ، وبها تمتازون عن باقي الأمم والشعوب ، فقد ابتعدتم عن السُبات والكسل والرهبانية المزعومة وفسّرتم الإنتظار ( فعلاً وقوةً ) بالصبر والعمل ومتابعة منهجية القيادة المركزية الواقعية المتمثلة بالإمام المهدي الحُجة بن الحسن (عج) ، وهذا يعني الإستقامة والتطبيق الحقيقي للمنهج الشرعي للإسلام الصحيح ، الذي يرفض المفاسد والانحرافات الفكرية والسلوكية ، ويُتابع بتأكيد وضرورة منهج الإمام (عج) فيما نصَّ عليه في إرشاداته وتوجيه الأمّة بمتابعة الامتداد الطبيعي لهم من المراجع الربّانيين والعلماء الرساليين الأمناء على الدين ، و نحن من خلال هذه المنطلقات الواعية والأهداف السامية نغتنم مناسبة أربعين الحسين (ع) لإحيائها بما تستحق وإعطائها دورها الحقيقي وبعدها الإستراتيجي في تنشيط الجوانب التربوية والحركية وإيقاظ الأمّة نحو تحقيق مطالبها المشروعة ، واجتماع الأمّة في كربلاء وباقي مدن العالم لإحياء المناسبة هو للمواساة وبيان المظلومية والتعاهد على متابعة منهج أهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين ، والإقتداء بسيرتهم من الصدق في القول والعمل وحفظ الأخوّة والوفاء والإيثار والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرها مما تعني جميعها التخلق بأخلاق القرآن الذي جسَّده المعصومون (ع) في مسيرتهم ، ومبايعة صاحب الأمر والزمان (عج) الذي هو خلاصة سيرة المعصومين (ع) لتختصر في بيعته (عج) بيعة جميع المعصومين (ع) فهو الإمام القائد لهذا الزمان الذي يجب معرفته وبيعته كما قال الرسول (ص) : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ) ، وهو الذي يُحقق العدالة وينتصر للمستضعفين ويأخذ بثأر جدّه الحسين (ع) ويعم الخير في ربوع العالم ، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا من أنصاره والذّابين عنه والمستشهدين بين يديه ، والحمد لله أولاً وآخراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    الختم والتوقيع الشريف
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X