إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مقدمة كتاب فلسفتنا للشهيد باقر الصدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقدمة كتاب فلسفتنا للشهيد باقر الصدر

    يحاول المفكر الإسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر(قده) أن يجيب على السؤال الأهم بالنسبة للمجتمع: (ما النظام الذي يصلح للإنسانية وتسعد به في حياتها الاجتماعية؟). وهو في سبيل ذلك يستعرض المذاهب الاجتماعية، التي حاولت أن تقود البشرية نحو الغاية المنشودة، بأسلوب مختزل يرتكز على تأشير نقاط الخلل من وجهة نظره، ومن ثم الوصول إلى الحل الإسلامي بديلاً لابد منه عن هذه النظم الفاشلة. إن هذا التساؤل الهادف إلى تأشير المشكلة في محاولة لطرح حلها الأمثل عند السيد الشهيد مبنيٌ على عدة إفتراضات هي: 1- أن بالإمكان بصورة ما الوقوع على النظام المتكامل ـ إقتصادياً، اجتماعياً، سياسياً ـ الذي يتكفل حل إشكالية التواجد الأرضي الخالدة (إشكالية الفساد) ومن ثم يطرح الحلول التي تعد بالخلاص. 2- يُشْتَرط في هذا النظام أن ينطوي على منظومة فكرية تتكفل (تحديد نظرته منذ البداية إلى واقع الحياة التي تمون المجتمع بالمادة الاجتماعية ـ وهي العلاقات المتبادلة بين الناس ـ وطريقة فهمه لها، واكتشاف أسرارها وقيمها) ، ومن ثم فإن فقدان مثل هذه القاعدة الفكرية الفلسفية يشكل خللاً في أي نظام اجتماعي عام لأن (المسألة الاجتماعية للحياة تتصل بواقع الحياة، ولا تتبلور في شكل صحيح إلا إذا أقيمت على قاعدة مركزية، تشرح الحياة وواقعها وحدودها) ، وهذا ما توفر في النظامين الإسلامي والشيوعي، ولم يتوفر في النظام الرأسمالي، وهذا ما يشير إليه السيد الشهيد بقوله: (وهذا على عكس الديمقراطية الرأسمالية، فإنها وإن كانت نظاماً مادياً، لكنها لم تبن على أساس فلسفي محدد فالربط الصحيح بين المسألة الواقعية للحياة والمسألة الاجتماعية، آمنت به الشيوعية المادية، ولم تؤمن به الديمقراطية الرأسمالية، أو لم تحاول إيضاحه). 3- أن لا يكون هذا النظام الاجتماعي وضعياً، بل إلهي، يتكفل بتحديد الأمثل من القوانين والنظم التي تسير بالمجتمع إلى كماله، على اعتبار أن (الإنسان في هذا الكوكب ان كان من صنع قوة مدبرة مهيمنة، عالمة بأسراره وخفاياه، بظواهره ودقائقه، قائمة على تنظيمه وتوجيهه... فمن الطبيعي أن يخضع في توجيهه وتكييف حياته لتلك القوة الخالقة، لأنها أبصر بأمره وأعلم بواقعه، وأنزه قصداً وأشد اعتدالاً منه). 4- أن يتضمن النظام الاجتماعي منظومة أخلاقية تتكفل بحل إشكالية التضاد بين مصلحة الفرد ومصلحة المجموع، بالشكل الذي لا يصادر المصلحة الشخصية ويتجاهلها (الاشتراكية) ولا (يمحورها) وينطلق منها في التأسيس والبناء مفترضاً عدم التضاد بينها وبين مصلحة المجموع (الرأسمالية). ولكن عن طريق حل التعارض بين المصلحتين، بتعويض الإنسان عن خسارته المادية التي يمنى بها خلال رحلته لخدمة المجموع، بربح معنوي أكبر وأعظم وأكثر دواماً (الإسلام): (وقد أوجد الإسلام بتلك القاعدة الفكرية النظرة الصحيحة للإنسان إلى حياته، فجعله يؤمن بأن حياته منبثقة عن مبدأ مطلق الكمال، وأنها إعداد للإنسان إلى عالم لا عناء فيه ولا شقاء، ونصب له مقياساً جديداً في كل خطواته وأدواره، وهو: رضا الله تعالى). عندما نقرأ هذه الشروط الأربعة سنجد ان السيد الشهيد يريد أن يجعل منها معايير، يصل من خلال الدفاع عنها وتأكيدها، إلى نقد النُظُم الاجتماعية غير الإسلامية، وصولاً لنتيجة؛ أن النظام الذي يستطيع وحده إيصال المجتمع البشري إلى سعادته هو النظام الاجتماعي الإسلامي. ومن الطبيعي جداً أن يعمل أي ناقد يسعى لترجيح رأيه على آراء الآخرين، أن يُفَصِّل شروط نقده على وفق مقاسات أفكاره هو، جاعلاً من المناطق الأكثر ضعفاً في فكر الآخر، مرمى لسهامه التي يصنعها بدوره من المادة الأكثر قوة في فكره هو. غير أن الملاحظة المثيرة للاستغراب في النقد الذي أورده السيد الشهيد على النظامين الشيوعي والرأسمالي، أنه وجه لهما سهاماً نقدية هي في جسد النظام الإسلامي الاجتماعي أمضى منها في جسد كلا النظامين، فجميع النقاط الأربع السالفة، التي تعتبر خريطة للمساحة النقدية التي اشتغل من خلالها على الفكر الآخر، هي مناطق رخوة في الإسلام أكثر من غيره. فلا النظام الاجتماعي الإسلامي ممسوك باليد الإسلامية، الأمر الذي يبرر التلويح به للآخر، ولا النصوص الإسلامية ناهضة أو كفيلة بإيجاد نظام اجتماعي متكامل. ولا نحن قادرون في حال وجود مثل هذا النظام على نسبته للقوة الخالقة والمدبرة للكون. كما أن الأخلاق الإسلامية التي يجب أن تكون هي محور نجاح وفاعلية نظامنا، باعتبار أنها كفيلة بحد ذاتها بحل التعارض بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، التعارض الذي عجز ـ بحسب باقر الصدر ـ عن حله كلا النظامين الآخرين، هذه الأخلاق لم تفعل لنا شيئاً على صعيد حل هذا التعارض، ومنذ بواكير الإسلام الأولى. منذ اليوم الذي توفى فيه الرسول(ص) وصولاً لنهاية الامبراطورية الإسلامية، هل حلَّت أخلاقنا هذا التعارض، وجعلت من مصلحة الفرد المسلم قربانا لمصالح المجتمع المسلم؟ ماذا فعلت هذه الأخلاق إزاء عملية استيلاء الصحابة على غنائم حروب التحرير وتحولهم إلى غيلان ثروة يتخذون من عباد الله عبيداً؟ ماذا فعلت إزاء تحول الخلافة إلى ملك عضوض؟ ماذا فعلت إزاء تحول أموال الخمس والزكاة، من كونها حقاً للفقراء، إلى كونها غنيمة لقريش، ممثلة بأمرائها، يصرفونها على اقتناء الجواري والمغنين وفنون الترف والعبث؟

  • #2
    شكرا...

    تعليق


    • #3
      الشكر لله

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X