إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وصايا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر رضي الله عنه

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين الى يوم الدين
    اللهم عجل لوليك الحجة ابن الحسن الفرج
    في كتاب الأمالي للطوسي ص 525
    عن أبي ذر جندب بن جنادة رضوان الله تعالى عليه، قال:
    "" دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مسجده، فلم أر في المسجد أحدا من الناس إلا رسول الله (صلى الله عليه و آله) و علي (عليه السلام) إلى جانبه جالس، فاغتنمت خلوة المسجد، فقلت يا رسول الله، بأبي أنت و أمي أوصني بوصية ينفعني الله بها. فقال نعم و أكرم بك يا أبا ذر، إنك منا أهل البيت، و إني موصيك بوصية إذا حفظتها فإنها جامعة لطرق الخير و سبله، فإنك إن حفظتها كان لك بها كفلان.
    يا أبا ذر، اعبد الله كأنك تراه، فإن كنت لا تراه فإنه (عز و جل) يراك، و اعلم أن أول عبادته المعرفة به بأنه الأول قبل كل شي‏ء فلا شي‏ء قبله، و الفرد فلا ثاني معه، و الباقي لا إلى غاية، فاطر السماوات و الأرض و ما فيهما و ما بينهما من شي‏ء، و هو الله اللطيف الخبير، و هو على كل شي‏ء قدير، ثم الإيمان بي و الإقرار بأن الله (عز و جل) أرسلني إلى كافة الناس بشيرا و نذيرا، و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا منيرا، ثم حب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. و اعلم يا أبا ذر، أن الله (تعالى) جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا، و من رغب عنها غرق، و مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخلها كان آمنا. يا أبا ذر، احفظ ما أوصيتك به تكن سعيدا في الدنيا و الآخرة. يا أبا ذر، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة، و الفراغ. يا أبا ذر، اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك، و صحتك قبل سقمك، و غناك قبل فقرك، و فراغك قبل شغلك، و حياتك قبل موتك. يا أبا ذر، إياك و التسويف بأملك، فإنك بيومك و لست بما بعده، فإن يكن غد لك تكن في الغد كما كنت في اليوم، و إن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم. يا أبا ذر، كم من مستقبل يوما لا يستكمله و منتظر غدا لا يبلغه. يا أبا ذر، لو نظرت إلى الأجل و مسيره لأبغضت الأمل و غروره. يا أبا ذر، كن في الدنيا كأنك غريبا و كعابر سبيل، و عد نفسك في أهل القبور. يا أبا ذر، إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، و إذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، و خذ من صحتك قبل سقمك، و من حياتك قبل موتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا. يا أبا ذر، إياك أن تدركك الصرعة عند الغرة فلا تمكن من الرجعة، و لا يحمدك من خلفت بما تركت، و لا يعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت. يا أبا ذر، ما رأيت كالنار نام هاربها، و لا مثل الجنة نام طالبها.
    يا أبا ذر، كن على عمرك أشح منك على درهمك و دينارك. يا أبا ذر، هل ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا، أو فقيرا منسيا، أو مرضا مضنيا، أو هرما مفندا، أو موتا محيرا أو الدجال فإنه شر غائب ينتظر، أو الساعة و الساعة أدهى و أمر. يا أبا ذر، إن شر الناس عند الله (تعالى) يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه، و من طلب علما ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة. يا أبا ذر، إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل لا أعلمه. تنج من تبعته، و لا تفت الناس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة. يا أبا ذر، يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون ما أدخلكم النار، و إنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم و تعليمكم فيقولون إنا كنا نأمركم بالخير و لا نفعله. يا أبا ذر، إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، و إن نعم الله (عز و جل) أكثر من أن يحصيها العباد، و لكن أمسوا تائبين و أصبحوا تائبين. يا أبا ذر، إنكم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و أعمال محفوظة، و الموت يأتي بغتة، فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة، و من يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة، و لكل زارع ما زرع. يا أبا ذر، لا يسبق بطي‏ء بحظه، و لا يدرك حريص ما لم يقدر له، و من أعطى خيرا فالله (عز و جل) أعطاه، و من وقى شرا فإن الله وقاه.
    يا أبا ذر، المتقون سادة، و الفقهاء قادة، و مجالستهم زيادة. يا أبا ذر، إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، و الكافر يرى ذنبه كأنه ذباب مر على أنفه. يا أبا ذر، إن الله إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب بين عينيه ممثلة.
    يا أبا ذر، لا تنظر إلى صغر الخطيئة و لكن انظر إلى من عصيت. يا أبا ذر، إن نفس المؤمن أشد تقلبا و خيفة من العصفور حين يقذف به في شرك. يا أبا ذر، من وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه، و من خالف قوله فعله فذلك المرء إنما يوبخ نفسه. يا أبا ذر، إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. يا أبا ذر، إنك إذا طلبت شيئا من الآخرة و اتبعته تيسر لك، و إذا رأيت شيئا من أمر الدنيا و اتبعته عسر عليك، فإنك على حال خشيته. يا أبا ذر، لا تنطق فيما لا يعنيك فإنك لست منه في شي‏ء، و احرز لسانك كما تحرز رزقك. يا أبا ذر، إن الله (جل ثناؤه) ليدخل قوما الجنة فيعطيهم حتى تنتهي أمانيهم، و فوقهم قوم في الدرجات العلى، فإذا نظروا إليهم عرفوهم فيقولون ربنا إخواننا كنا معهم في الدنيا، فبم فضلتهم علينا فيقال هيهات، إنهم كانوا يجوعون حين تشبعون، و يظمئون حين تروون، و يقومون حين تنامون، و يشخصون حين تخفضون. يا أبا ذر، إن الله (تعالى) جعل قرة عيني في الصلاة و حببها إلي كما حبب إلى الجائع الطعام، و إلى الظمآن الماء، فإن الجائع إذا أكل الطعام شبع، و إذا شرب الماء روي، و أنا لا أشبع من الصلاة.
    يا أبا ذر، إن الله (تعالى) بعث عيسى ابن مريم بالرهبانية، و بعثت بالحنيفية السمحة، و حببت إلي النساء و الطيب، و جعلت في الصلاة قرة عيني. يا أبا ذر، أيما رجل تطوع في يوم اثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، كان له حقا واجبا بيت في الجنة. يا أبا ذر، صلاة في مسجدي هذا تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام، و صلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة في غيره، و أفضل من هذا كله صلاة يصليها الرجل في بيته حيث لا يراه إلا الله (عز و جل) يطلب بها
    وجه الله (تعالى).
    يا أبا ذر، إنك ما دمت في الصلاة فإنك تقرع باب الملك، و من يكثر قرع باب الملك يفتح. يا أبا ذر، ما من مؤمن يقوم إلى الصلاة إلا تناثر عليه البر ما بينه و بين العرش، و وكل به ملك ينادي يا ابن آدم، لو تعلم ما لك في صلاتك و من تناجي ما سئمت و لا التفت. يا أبا ذر، طوبى لأصحاب الألوية يوم القيامة، يحملونها فيسبقون الناس إلى الجنة، ألا و هم السابقون إلى المساجد بالأسحار و غيرها. يا أبا ذر، لا تجعل بيتك قبرا، و اجعل فيه من صلاتك يضي‏ء بها قبرك. يا أبا ذر، الصلاة عمود الدين و اللسان أكبر، و الصدقة تمحو الخطيئة و اللسان أكبر. يا أبا ذر، الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء و الأرض، و إن العبد ليرفع بصره فيلمع له نور يكاد يخطف بصره، فيفرح فيقول ما هذا فيقال هذا نور أخيك المؤمن. فيقول هذا أخي فلان، كنا نعمل جميعا في الدنيا، و قد فضل علي هكذا فيقال إنه كان أفضل منك عملا، ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى.
    يا أبا ذر، الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر، و ما أصبح فيها مؤمن إلا و هو حزين، و كيف لا يحزن المؤمن و قد أوعده الله أنه وارد جهنم و لم يعده أنه صادر عنها يا أبا ذر، و من أوتي من العلم ما لا يعمل به لحقيق أن يكون أوتي علما لا ينفعه الله (عز و جل) به، لأن الله (جل ثناؤه) نعت العلماء فقال »إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ سُجَّداً« إلى قوله »يَبْكُونَ«.
    يا أبا ذر، من استطاع أن يبكي قلبه فليبك، و من لم يستطع فليشعر قلبه الحزن و ليتباك.
    يا أبا ذر، إن القلب القاسي بعيد من الله و لكن لا تشعرون. يا أبا ذر، ما من خطيب إلا عرضت عليه خطبته يوم القيامة و ما أراد بها. يا أبا ذر، إن صلاة النافلة في السر تفضل على العلانية كفضل الفريضة على النافلة. يا أبا ذر، ما يتقرب العبد إلى الله بشي‏ء أفضل من السجود.
    يا أبا ذر، اذكر الله ذكرا خاملا. قلت يا رسول الله، و ما الذكر الخامل قال الذكر الخفي. يا أبا ذر، يقول الله (عز و جل) لا أجمع على عبدي خوفين، و لا أجمع له أمنين، فإذا أمنني أخفته يوم القيامة، و إذا خافني أمنته يوم القيامة.
    يا أبا ذر، لو أن رجلا كان له مثل عمل سبعين نبيا لاحتقره و خشي أن لا ينجو من شر يوم القيامة. يا أبا ذر، إن العبد لتعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيقول أما إني قد كنت منك مشفقا، فيغفر له. يا أبا ذر، إن الرجل ليعمل الحسنة فيتكل عليها، و يعمل المحقرات فيأتي الله (عز و جل) و هو من الأشقياء، و إن الرجل ليعمل السيئة فيفرق منها فيأتي الله (عز و جل) آمنا يوم القيامة.
    يا أبا ذر، إن العبد ليذنب فيدخل إلى الله بذنبه ذلك الجنة. فقلت و كيف ذلك، يا رسول الله قال يكون ذلك الذنب نصب عينه تائبا منه فارا إلى الله حتى يدخل الجنة. يا أبا ذر، إن الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت، و العاجز من اتبع نفسه و هواها، و تمنى على الله (عز و جل) الأماني. يا أبا ذر، إن أول شي‏ء يرفع من هذه الأمة الأمانة و الخشوع حتى لا تكاد ترى خاشعا.
    يا أبا ذر، و الذي نفس محمد بيده لو أن الدنيا كانت تعدل عند الله (عز و جل) جناح بعوضة ما سقى الكافر و الفاجر منها شربة من ماء. يا أبا ذر، إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ما ابتغى به وجه الله (عز و جل).
    يا أبا ذر، ما من شي‏ء أبغض إلى الله من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها فلم ينظر إليها، و لا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، و ما من شي‏ء أحب إلى الله (تعالى) من الإيمان به و ترك ما أمر أن يترك.
    يا أبا ذر، إن الله (تعالى) أوحى إلى أخي عيسى (عليه السلام) يا عيسى، لا تحب الدنيا فإني لست أحبها، و أحب الآخرة فإنها دار المعاد.
    يا أبا ذر، إن جبرئيل (عليه السلام) أتاني بخزائن الدنيا على بغلة شهباء، فقال يا محمد، إن هذه خزائن الأرض و لا تنقصك من حظك عند ربك (تعالى)، فقلت حبيبي جبرئيل، لا حاجة لي فيها، إذا شبعت شكرت ربي، و إذا جعت سألته.
    يا أبا ذر، إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، و زهده في الدنيا، و بصره بعيوب نفسه.
    يا أبا ذر، ما زهد عبد في الدنيا إلا أثبت الله الحكمة في قلبه، و أنطق بها لسانه، و بصره عيوب الدنيا و داءها و دواءها، و أخرجه منها سالما إلى دار السلام. يا أبا ذر، إذا رأيت أخاك قد زهد في الدنيا فاستمع منه، فإنه يلقي إليك الحكمة. فقلت يا رسول الله، من أزهد الناس قال من لم ينس المقابر و البلى، و ترك ما يفنى لما يبقى، و من لم يعد غدا من أيامه، و عد نفسه في الموتى. يا أبا ذر، إن الله (تعالى) لم يوح إلي أن أجمع المال، لكن أوحى إلي أن سبح بحمد ربك و كن من الساجدين، و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
    يا أبا ذر، إني ألبس الغليظ، و أجلس على الأرض، و أركب الحمار بغير سرج، و أردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني.
    يا أبا ذر، حب المال و الشرف مذهب لدين الرجل. قال قلت يا رسول الله، الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا يستبقون الناس إلى الجنة قال لا، و لكن فقراء المؤمنين، فإنهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب الناس، فيقول لهم خزنة الجنة كما أنتم حتى تحاسبوا. فيقولون بم نحاسب فو الله ما ملكنا حتى نجور و نعدل، و لا أفيض علينا فنقبض و نبسط، و لكنا عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين. يا أبا ذر، إن الدنيا مشغلة للقلب و البدن، فإن الله (عز و جل) يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها، فكيف بما نعموا في حرامها يا أبا ذر، إني قد سألت الله (عز و جل) أن يجعل رزق من أحبني الكفاف، و يعطي من أبغضني المال و البنين. يا أبا ذر، طوبى للزاهدين في الدنيا، الراغبين في الآخرة، الذين اتخذوا أرض الله بساطا، و ترابها فراشا، و ماءها طيبا، و اتخذوا الكتاب شعارا، و الدعاء لله دثارا، و قرضوا الدنيا قرضا.
    يا أبا ذر، إن حرث الآخرة العمل الصالح، و حرث الدنيا المال و البنون.
    يا أبا ذر، إن ربي (تبارك اسمه) أخبرني، فقال و عزتي و جلالي، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا، و إني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد. قال قلت يا رسول الله، أي المؤمنين أكيس قال أكثرهم للموت ذكرا، و أحسنهم له استعدادا. يا أبا ذر، إذا دخل النور القلب انفتح القلب و استوسع. قلت فما علامة ذلك، بأبي أنت و أمي يا رسول الله قال الإنابة إلى دار الخلود، و التجافي عن دار الغرور، و الاستعداد للموت قبل نزوله. يا أبا ذر، اتق الله و لا تري الناس أنك تخشى الله فيكرموك و قلبك فاجر.
    يا أبا ذر، إن لله ملائكة قياما من خيفته ما رفعوا رءوسهم حتى ينفخ في الصور النفخة الآخرة، فيقولون جميعا سبحانك و بحمدك ما عبدناك كما ينبغي لك أن تعبد، و لو كان لرجل عمل سبعين نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ، و لو أن دلوا صب من غسلين في مطلع الشمس لغلت منه جماجم من في مغربها، و لو أن زفرات جهنم زفرت لم يبق ملك مقرب و لا نبي مرسل إلا خر جاثيا على ركبتيه، يقول رب نفسي نفسي حتى ينسى إبراهيم إسحاق (عليهما السلام) يقول يا رب أنا خليلك إبراهيم لا تنسني. يا أبا ذر، لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أطلعت من سماء الدنيا في ليلة ظلماء لأضاءت لها الأرض أفضل مما يضي‏ء القمر ليلة البدر، و لوجد ريح نشرها جميع أهل الأرض، و لو أن ثوبا من ثياب أهل الجنة نشر اليوم في الدنيا لصعق من ينظر إليه و ما حملته أبصارهم. يا أبا ذر، اخفض صوتك عند الجنائز، و عند القتال، و عند القرآن.
    يا أبا ذر، إذا تبعت جنازة فليكن عقلك فيها مشغولا بالتفكر و الخشوع، و اعلم أنك لاحق به. يا أبا ذر، اعلم أن كل شي‏ء إذا فسد فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء قال الشيخ هذا المثل لعلماء السوء و اعلم أن فيكم خلتين الضحك من غير عجب، و الكسل من غير سهر. يا أبا ذر، ركعتان مقتصرتان في تفكر خير من قيام ليلة و القلب ساه. يا أبا ذر، الحق ثقيل مر، و الباطل خفيف حلو، و رب شهوة ساعة تورث حزنا طويلا. يا أبا ذر، لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس كلهم في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها. يا أبا ذر، لا يصيب الرجل حقيقة الإيمان حتى يرى الناس كلهم حمقى في دينهم عقلاء في دنياهم.
    يا أبا ذر، حاسب نفسك قبل أن تحاسب، فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن توزن، و تجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية، استح من الله، فإني و الذي نفسي بيده لا ظل حين أذهب إلى الغائط متقنعا بثوبي أستحي من الملكين اللذين معي. يا أبا ذر، أ تحب أن تدخل الجنة قلت نعم فداك أبي. قال فاقصر من الأمل، و اجعل الموت نصب عينك، و استح من الله حق الحياء. قال قلت يا رسول الله، كلنا نستحي من الله. قال ليس كذلك الحياء، و لكن الحياء من الله أن لا تنسى المقابر و البلى، و الجوف و ما وعى، و الرأس و ما حوى، فمن أراد كرامة الأجر فليدع زينة الدنيا، فإذا كنت كذلك أصبت ولاية الله. يا أبا ذر، يكفي من الدعاء مع البر ما يكفي الطعام من الملح. يا أبا ذر، مثل الذي يدعو بغير عمل، كمثل الذي يرمي بغير وتر. يا أبا ذر، إن الله يصلح بصلاح العبد ولده و ولد ولده، و يحفظه في دويرته و الدور حوله ما دام فيهم.
    يا أبا ذر، إن ربك (عز و جل) يباهي الملائكة بثلاثة نفر رجل يصبح في الأرض فردا، فيؤذن ثم يصلي، فيقول ربك للملائكة انظروا إلى عبدي يصلي و لا يراه أحد غيري، فينزل سبعون ألف ملك يصلون وراءه و يستغفرون له إلى الغد من ذلك اليوم، و رجل قام من الليل فصلى وحده فسجد و نام و هو ساجد، فيقول (تعالى) انظروا إلى عبدي روحه عندي، و جسده في طاعتي ساجد، و رجل في زحف فر أصحابه و ثبت و هو يقاتل حتى يقتل. يا أبا ذر، ما من رجل يجعل جبهته في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له بها يوم القيامة، و ما من منزل نزله قوم إلا و أصبح ذلك المنزل يصلي عليهم أو يلعنهم. يا أبا ذر، ما من صباح و لا رواح إلا و بقاع الأرض ينادي بعضها بعضا يا جارة، هل مر بك اليوم ذاكر لله (تعالى)، أو عبد وضع جبهته عليك ساجدا لله (تعالى) فمن قائلة لا. و من قائلة نعم، فإذا قالت نعم، اهتزت و انشرحت و ترى أن لها فضلا على جارتها.
    يا أبا ذر، إن الله (جل ثناؤه) لما خلق الأرض و خلق ما فيها من الشجر، لم يكن في الأرض شجرة يأتيها بنو آدم إلا أصابوا منها منفعة، فلم تزل الأرض و الشجر كذلك حتى تكلم فجرة بني آدم، و الكلمة العظيمة قولهم اتخذوا لله ولدا، فلما قالوها اقشعرت الأرض و ذهبت منفعة الأشجار. يا أبا ذر، إن الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا.
    يا أبا ذر، إذا كان العبد في أرض قفر فتوضأ أو تيمم ثم أذن و أقام و صلى، أمر الله (عز و جل) الملائكة فصفوا خلفه صفا لا يرى طرفاه، يركعون بركوعه، و يسجدون بسجوده، و يؤمنون على دعائه. يا أبا ذر، من أقام و لم يؤذن، لم يصل معه إلا الملكان اللذان معه. يا أبا ذر، ما من شاب يدع لله الدنيا و لهوها، و أهرم شبابه في طاعة الله، إلا أعطاه الله أجر اثنين و سبعين صديقا. يا أبا ذر، الذاكر في الغافلين كالمقاتل في الفارين. يا أبا ذر، الجليس الصالح خير من الوحدة، و الوحدة خير من جليس السوء، و إملاء الخير خير من السكوت، و السكوت خير من إملاء الشر.
    يا أبا ذر، لا تصاحب إلا مؤمنا، و لا يأكل طعامك إلا تقي، و لا تأكل طعام الفاسقين.
    يا أبا ذر، أطعم طعامك من تحبه في الله، و كل طعام من يحبك في الله (عز و جل).
    يا أبا ذر، إن الله (عز و جل) عند لسان كل قائل، فليتق الله امرؤ، و ليعلم ما يقول.
    يا أبا ذر، اترك فضول الكلام، و حسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك. يا أبا ذر، كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمعه. يا أبا ذر، ما من شي‏ء أحق بطول السجن من اللسان. يا أبا ذر، إن من إجلال الله إكرام العلم و العلماء، و ذي الشيبة المسلم، و إكرام حملة القرآن و أهله، و إكرام السلطان المقسط. يا أبا ذر، من فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. الأمالي‏للطوسي ص : 536يا أبا ذر، أ لا أعلمك كلمات ينفعك الله (عز و جل) بهن قلت بلى، يا رسول الله. قال احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله (عز و جل) في الرخاء يعرفك في الشدة، و إذا سألت فاسأل الله (عز و جل)، و إذا استعنت فاستعن بالله، فقد جرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، فلو أن الخلق كلهم جهدوا أن ينفعوك بشي‏ء لم يكتب لك ما قدروا عليه، و لو جهدوا أن يضروك بشي‏ء لم يكتبه الله عليك ما قدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل لله (عز و جل) بالرضا في اليقين فافعل، و إن لم تستطع فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، و إن النصر مع الصبر، و الفرج مع الكرب، و إن مع العسر يسرا. يا أبا ذر، استغن بغناء الله يغنك الله. فقلت و ما هو، يا رسول الله فقال غداء يوم و عشاء ليلة، فمن قنع بما رزقه الله فهو أغنى الناس.
    يا أبا ذر، إن الله (تبارك و تعالى) يقول إني لست كل كلام الحكيم أتقبل و لكن همه و هواه، فإن كان همه و هواه فيما أحب و أرضى جعلت صمته حمدا لي و وقارا و إن لم يتكلم.
    يا أبا ذر، إن الله (تبارك و تعالى) لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أموالكم و لكن ينظر إلى قلوبكم و أعمالكم. يا أبا ذر، التقوى التقوى هاهنا، و أشار إلى صدره. يا أبا ذر، أربع لا يصيبهن إلا مؤمن الصمت و هو أول العبادة، و التواضع لله (سبحانه و تعالى)، و ذكر الله (سبحانه و تعالى) في كل حالة، و قلة الشي‏ء، يعني قلة المال.
    يا أبا ذر، هم بالحسنة، و إن لم تعملها، لكيلا تكتب من الغافلين.
    يا أبا ذر، من ملك ما بين فخذيه و بين لحييه دخل الجنة.
    قلت يا رسول الله، إنا لنؤخذ بما تنطق به ألسنتنا؟
    قال يا أبا ذر، و هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم، إنك لا تزال سالما ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك. يا أبا ذر، إن الرجل يتكلم بالكلمة من رضوان الله (جل ثناؤه) فيكتب له بها رضوانه إلى يوم القيامة، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة في المجلس ليضحكهم بها فيهوي في
    جهنم ما بين السماء و الأرض.
    يا أبا ذر، ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له. يا أبا ذر، من صمت نجا، فعليك بالصدق، و لا تخرجن من فيك كذبة أبدا.
    قلت يا رسول الله، فما توبة الرجل الذي يكذب متعمدا؟
    قال الاستغفار، و الصلوات الخمس تغسل ذلك. يا أبا ذر، إياك و الغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا.
    قلت يا رسول الله، و ما ذاك بأبي أنت و أمي قال لأن الرجل يزني فيتوب إلى الله فيتوب الله عليه، و الغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.
    يا أبا ذر، سباب المسلم فسوق، و قتاله كفر، و أكل لحمه من معاصي الله، و حرمة ماله كحرمة دمه. قلت يا رسول الله، ما الغيبة؟
    قال ذكرك أخاك بما يكرهه.
    قلت يا رسول الله، فإن كان فيه ذاك الذي يذكر به.
    قال اعلم إذا ذكرته بما هو فيه فقد اغتبته، و إذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته. يا أبا ذر، من ذب عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه على الله (عز و جل) أن يعتقه من النار. يا أبا ذر، من اغتيب عنده أخوه المسلم و هو يستطيع نصره فنصره، نصره الله (عز و جل) في الدنيا و الآخرة، فإن خذله و هو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا و الآخرة.
    يا أبا ذر، لا يدخل الجنة قتات.
    قلت ما القتات؟
    قال النمام. يا أبا ذر، صاحب النميمة لا يستريح من عذاب الله (عز و جل) في الآخرة. يا أبا ذر، من كان ذو وجهين و لسانين في الدنيا، فهو ذو لسانين في النار. يا أبا ذر، المجالس بالأمانة، و إفشاؤك سر أخيك خيانة فاجتنب ذلك، و اجتنب مجلس العشيرة. يا أبا ذر، تعرض أعمال أهل الدنيا على الله من الجمعة إلى الجمعة في يوم الإثنين و الخميس. يغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا كان بينه و بين أخيه شحناء، فيقال اتركوا عمل هذين حتى يصطلحا. يا أبا ذر، إياك و الهجران لأخيك المؤمن، فإن العمل لا يتقبل مع الهجران.
    يا أبا ذر، من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار.
    يا أبا ذر، من مات و في قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك. فقال رجل يا رسول الله، إني ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاقة سوطي و قبال نعلي حسن، فهل ترهب علي ذلك فقال كيف تجد قلبك قال أجده عارفا للحق مطمئنا إليه. قال ليس ذلك بالكبر، و لكن الكبر أن تترك الحق و تتجاوزه إلى غيره، و تنظر إلى الناس فلا ترى أحدا عرضه كعرضك و لا دمه كدمك.
    يا أبا ذر، أكثر من يدخل النار المستكبرون. فقال رجل و هل ينجو من الكبر أحد، يا رسول الله قال نعم، من لبس الصوف، و ركب الحمار، و حلب العنز، و جالس المساكين.
    يا أبا ذر، من حمل بضاعته، فقد برئ من الكبر، يعني ما يشتري من السوق. يا أبا ذر، من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله (تعالى) إليه يوم القيامة. يا أبا ذر، إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، و لا جناح عليه فيما بينه و بين كعبه. يا أبا ذر، من رقع ذيله، و خصف نعله، و عفر وجهه، فقد برئ من الكبر. يا أبا ذر، من كان له قميصان فليلبس أحدهما و ليكن الآخر لأخيه. يا أبا ذر، سيكون ناس من أمتي يولدون في النعيم و يغذون به، همتهم ألوان الطعام و الشراب، و يمدحون بالقول، أولئك شرار أمتي.
    يا أبا ذر، من ترك لبس الجمال، و هو يقدر عليه تواضعا لله، كساه الله حلة الكرامة.
    يا أبا ذر، طوبى لمن تواضع لله (عز و جل) في غير منقصة، و أذل نفسه في غير مسكنة، و أنفق مالا جمعه في غير معصية، و رحم أهل الذل و المسكنة، و خالط أهل الفقر و الحكمة، طوبى لمن صلحت سريرته، و حسنت علانيته، و عزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من قوله. يا أبا ذر، البس الخشن من اللباس، و الصفيق من الثياب، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا. يا أبا ذر، يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في صيفهم و شتائهم، يرون أن لهم الفضل بذلك على غيرهم، أولئك يلعنهم ملائكة السماوات و الأرض.
    يا أبا ذر، أ لا أخبرك بأهل الجنة
    قلت بلى يا رسول الله.
    قال كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به لو أقسم على الله لأبره. ""
    والحمد لله أولا وآخرًا والسلام عليكم

  • #2
    مشكور اخوي على الجهد

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X