مسؤول إسرائيلي: دمشق إقترحت اجتماعاً طارئاً خلال حرب تموز

اعلن مدير عام وزارة الخارجية السابق الون ليئيل، امس، انه اطلع القيادة الإسرائيلية على نتائج الاتصالات التي اجراها مع قيادات سورية، ومن بينها استعداد دمشق لـ"مغادرة" حلفها مع ايران، واكد ان السوريين اقترحوا عقد اجتماع سري طارئ في اوروبا خلال الحرب على لبنان الصيف الماضي، وان الرئيس السوري بشار الاسد "مهتم جدا" في اعادة فتح محادثات سلام مع اسرائيل. وقال ليئيل الذي اتصل بالسوريين لاكثر من سنتين، خلال مؤتمر الحوار الاستراتيجي في كلية نتانيا الاكاديمية "لقد تحدثت مع كل من يجب التحدث معه (في اسرائيل) قبل كل لقاء (مع السوريين) ولم اغادر الى لقاءات من دون الابلاغ بذلك، واعطيت تقارير مكتوبة وشفهية فور عودتي"، معربا عن اعتقاده بان لدى رجل الاعمال الاميركي من اصل سوري ابراهيم سليمان الذي اجتمع معه، قنوات مع الحكومة السورية. اضاف ليئيل انه ابلغ مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي حول رغبة سوريا في اجراء الاتصالات كما ابلغ مسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية لكنه لم يتحدث في الموضوع مع احد في وزارة الدفاع. واوضح "تحدثت مع موظفين رفيعي المستوى (في اسرائيل)، ليس واحدا ولا اثنين ولا حتى خمسة". واشار الى ان رئيس مؤسسة السلام في الشرق الاوسط في واشنطن جيفري ارونسون جمعه مع سليمان، وانه اجتمع 8 مرات مع اكثر من 5 مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، وان لقاءات عدة جرت برعاية الحكومة السويسرية. وحول رغبة سوريا بالتفاوض وعدم ممانعتها ترك ايران، قال ليئيل "من الواضح جدا لنا ان الاسد يريد محادثات.. هذا لا يضمن باي طريقة حصول اتفاق. ولكن لاسباب عديدة ليست كلها واضحة لنا، انه مهتم جدا باجراء مفاوضات. على الرغم من ذلك، فقد اوضح لنا السوريون انه لا يمكنهم الدخول الى مفاوضات من موقع عزلة ولا يمكنهم ايضا اهمال حلفهم مع ايران طالما انه لا يتم كسر العزلة التي يفرضها الغرب عليهم. السوريين لا يمانعون في مغادرة حلفهم مع ايران وهم ليسوا معنيين به، لكن لا خيار امامهم طالما انهم مرفوضون من جانب الولايات المتحدة واوروبا". واكد المسؤول السابق ان الاجتماع الاخير حصل في نهاية تموز (يوليو) الماضي خلال الحرب على لبنان بطلب من دمشق يوم كان قصف "حزب الله" على اسرائيل عنيفا، وقال "كان يوما صعبا جدا، واقترح الجانب السوري انه بما ان هناك حرب ووضع طارئ، فليتم عقد لقاء سريع جدا، على مستوى رفيع، مستوى مساعدي وزراء، بوجود اميركي في الغرفة". وقال "لقد عدت الى البلاد وابلغت مسؤولين رفيعي المستوى في اسرائيل بنية السوريين اللقاء ومارست ضغوطا لكن الجواب الذي تلقيته كان سلبيا. لقد ابلغتهم بأن ثمة فرصة الآن، وان للسوريين تأثير على حزب الله. لقد مارست ضغوطا مكثفة، وليس محادثات في الممر وكان الجواب الذي تلقيته: لا نريد اللقاء بهم". وتناول ليئيل ما اسماه التفاهمات مع السوريين وقال "لقد جربنا كل شيء بما في ذلك تبادل اراض نحافظ من خلالها على معظم مناطق هضبة الجولان، وان يحصل السوريون على مناطق بديلة من الاردن، على ان يحصل الاردن مقابل ذلك على مناطق في غور الأردن. الاتراك اوضحوا لنا ان سوريا ليست معنية (بمبادلة اراض) وقالوا لنا ان ننسى الامر ولم يعد الموضوع مطروحا على جدول البحث.. لقد شرحنا للسوريين منذ البداية ان اسرائيل لا يمكنها الانسحاب من هضبة الجولان وقطاع غزة في الوقت نفسه، فقد كانت خطة فك الارتباط على جدول الأعمال، وقلنا لهم في غرف المحادثات اننا لا نستطيع الدخول في قناة مفاوضات علنية طالما اننا منهمكين في فك الارتباط، واعتقد ان السوريين فهموا ذلك.. لكن مر نصف سنة منذ ان اهمل اولمرت خطة التجميع التي بادر اليها، واعتقدنا ان الآن هو الوقت المناسب للموضوع السوري، واعتقد انه خلال نصف السنة الماضية ثار جدل شعبي حول هذا الموضوع" في إسرائيل. واكد المسؤول انه اقترح على مفاوضيه السوريين ان يطلق مسؤولون سوريون تصريحات مؤيدة للمفاوضات مع اسرائيل على امل ان تلقى صدى في اسرائيل، وهو ما لم يحدث. وتحدث الوسيط الاميركي ارونسون في المؤتمر، واكد اقوال ليئيل بشأن جدية سوريا للدخول في مفاوضات، وقال "لا ننفي احتمال ان تكون المحادثات معنا تكتيك (سوري) لنيل اعجاب واشنطن، لكن بالاستناد الى الجهود الشخصية التي بذلها الطرفان، فإنني اعتقد ان ثمة سبب جدي ايضا لوجود رغبة في الجلوس الى طاولة مفاوضات حقيقية". وشار ارونسون الى ان احد المواضيع التي تم بحثها خلال المفاوضات السرية كان انشاء "محمية سورية" حول بحيرة طبرية مع تمكين الاسرائيليين من الابحار فيها واعطاء تصاريح صيد للسوريين في البحيرة. وقال "في اطار المحادثات مع السوريين، تحدثنا ايضا عن (الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدم في دمشق) ايلي كوهين وعن اعطاء إجازات للسوريين في السجن الإسرائيلي، وعن زيارات الإسرائيليين الى سوريا". واشار الى انه لم تجر خلال المحادثات مداولات حول حدود عسكرية او عن ترسيم حدود اقليمية باستثناء المداولات حول المحمية السورية في الجولان، وتم رسم خرائط لها. وقال ان "المواضيع الامنية كانت فوق قدرتنا المهنية واختصاصنا، كما ان طواقم اخرى بحثت فيها، ولذلك لم نتطرق اليها. كانت الفكرة السماح للاسرائيليين بالدخول الى المحمية واجزاء في هضبة الجولان في حال كان هناك اتفاق وانتقلت هضبة الجولان الى ايدي السوريين، وطلب السوريون انه في حال التوصل الى اتفاق واستعادة هضبة الجولان ان تبقى الموارد الطبيعية في المنطقة كما هي، واصروا بشكل خاص على ابقاء معامل صنع النبيذ كما هي اليوم".
المصدر

اعلن مدير عام وزارة الخارجية السابق الون ليئيل، امس، انه اطلع القيادة الإسرائيلية على نتائج الاتصالات التي اجراها مع قيادات سورية، ومن بينها استعداد دمشق لـ"مغادرة" حلفها مع ايران، واكد ان السوريين اقترحوا عقد اجتماع سري طارئ في اوروبا خلال الحرب على لبنان الصيف الماضي، وان الرئيس السوري بشار الاسد "مهتم جدا" في اعادة فتح محادثات سلام مع اسرائيل. وقال ليئيل الذي اتصل بالسوريين لاكثر من سنتين، خلال مؤتمر الحوار الاستراتيجي في كلية نتانيا الاكاديمية "لقد تحدثت مع كل من يجب التحدث معه (في اسرائيل) قبل كل لقاء (مع السوريين) ولم اغادر الى لقاءات من دون الابلاغ بذلك، واعطيت تقارير مكتوبة وشفهية فور عودتي"، معربا عن اعتقاده بان لدى رجل الاعمال الاميركي من اصل سوري ابراهيم سليمان الذي اجتمع معه، قنوات مع الحكومة السورية. اضاف ليئيل انه ابلغ مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي حول رغبة سوريا في اجراء الاتصالات كما ابلغ مسؤولين في وزارة الخارجية الاسرائيلية لكنه لم يتحدث في الموضوع مع احد في وزارة الدفاع. واوضح "تحدثت مع موظفين رفيعي المستوى (في اسرائيل)، ليس واحدا ولا اثنين ولا حتى خمسة". واشار الى ان رئيس مؤسسة السلام في الشرق الاوسط في واشنطن جيفري ارونسون جمعه مع سليمان، وانه اجتمع 8 مرات مع اكثر من 5 مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، وان لقاءات عدة جرت برعاية الحكومة السويسرية. وحول رغبة سوريا بالتفاوض وعدم ممانعتها ترك ايران، قال ليئيل "من الواضح جدا لنا ان الاسد يريد محادثات.. هذا لا يضمن باي طريقة حصول اتفاق. ولكن لاسباب عديدة ليست كلها واضحة لنا، انه مهتم جدا باجراء مفاوضات. على الرغم من ذلك، فقد اوضح لنا السوريون انه لا يمكنهم الدخول الى مفاوضات من موقع عزلة ولا يمكنهم ايضا اهمال حلفهم مع ايران طالما انه لا يتم كسر العزلة التي يفرضها الغرب عليهم. السوريين لا يمانعون في مغادرة حلفهم مع ايران وهم ليسوا معنيين به، لكن لا خيار امامهم طالما انهم مرفوضون من جانب الولايات المتحدة واوروبا". واكد المسؤول السابق ان الاجتماع الاخير حصل في نهاية تموز (يوليو) الماضي خلال الحرب على لبنان بطلب من دمشق يوم كان قصف "حزب الله" على اسرائيل عنيفا، وقال "كان يوما صعبا جدا، واقترح الجانب السوري انه بما ان هناك حرب ووضع طارئ، فليتم عقد لقاء سريع جدا، على مستوى رفيع، مستوى مساعدي وزراء، بوجود اميركي في الغرفة". وقال "لقد عدت الى البلاد وابلغت مسؤولين رفيعي المستوى في اسرائيل بنية السوريين اللقاء ومارست ضغوطا لكن الجواب الذي تلقيته كان سلبيا. لقد ابلغتهم بأن ثمة فرصة الآن، وان للسوريين تأثير على حزب الله. لقد مارست ضغوطا مكثفة، وليس محادثات في الممر وكان الجواب الذي تلقيته: لا نريد اللقاء بهم". وتناول ليئيل ما اسماه التفاهمات مع السوريين وقال "لقد جربنا كل شيء بما في ذلك تبادل اراض نحافظ من خلالها على معظم مناطق هضبة الجولان، وان يحصل السوريون على مناطق بديلة من الاردن، على ان يحصل الاردن مقابل ذلك على مناطق في غور الأردن. الاتراك اوضحوا لنا ان سوريا ليست معنية (بمبادلة اراض) وقالوا لنا ان ننسى الامر ولم يعد الموضوع مطروحا على جدول البحث.. لقد شرحنا للسوريين منذ البداية ان اسرائيل لا يمكنها الانسحاب من هضبة الجولان وقطاع غزة في الوقت نفسه، فقد كانت خطة فك الارتباط على جدول الأعمال، وقلنا لهم في غرف المحادثات اننا لا نستطيع الدخول في قناة مفاوضات علنية طالما اننا منهمكين في فك الارتباط، واعتقد ان السوريين فهموا ذلك.. لكن مر نصف سنة منذ ان اهمل اولمرت خطة التجميع التي بادر اليها، واعتقدنا ان الآن هو الوقت المناسب للموضوع السوري، واعتقد انه خلال نصف السنة الماضية ثار جدل شعبي حول هذا الموضوع" في إسرائيل. واكد المسؤول انه اقترح على مفاوضيه السوريين ان يطلق مسؤولون سوريون تصريحات مؤيدة للمفاوضات مع اسرائيل على امل ان تلقى صدى في اسرائيل، وهو ما لم يحدث. وتحدث الوسيط الاميركي ارونسون في المؤتمر، واكد اقوال ليئيل بشأن جدية سوريا للدخول في مفاوضات، وقال "لا ننفي احتمال ان تكون المحادثات معنا تكتيك (سوري) لنيل اعجاب واشنطن، لكن بالاستناد الى الجهود الشخصية التي بذلها الطرفان، فإنني اعتقد ان ثمة سبب جدي ايضا لوجود رغبة في الجلوس الى طاولة مفاوضات حقيقية". وشار ارونسون الى ان احد المواضيع التي تم بحثها خلال المفاوضات السرية كان انشاء "محمية سورية" حول بحيرة طبرية مع تمكين الاسرائيليين من الابحار فيها واعطاء تصاريح صيد للسوريين في البحيرة. وقال "في اطار المحادثات مع السوريين، تحدثنا ايضا عن (الجاسوس الإسرائيلي الذي أعدم في دمشق) ايلي كوهين وعن اعطاء إجازات للسوريين في السجن الإسرائيلي، وعن زيارات الإسرائيليين الى سوريا". واشار الى انه لم تجر خلال المحادثات مداولات حول حدود عسكرية او عن ترسيم حدود اقليمية باستثناء المداولات حول المحمية السورية في الجولان، وتم رسم خرائط لها. وقال ان "المواضيع الامنية كانت فوق قدرتنا المهنية واختصاصنا، كما ان طواقم اخرى بحثت فيها، ولذلك لم نتطرق اليها. كانت الفكرة السماح للاسرائيليين بالدخول الى المحمية واجزاء في هضبة الجولان في حال كان هناك اتفاق وانتقلت هضبة الجولان الى ايدي السوريين، وطلب السوريون انه في حال التوصل الى اتفاق واستعادة هضبة الجولان ان تبقى الموارد الطبيعية في المنطقة كما هي، واصروا بشكل خاص على ابقاء معامل صنع النبيذ كما هي اليوم".
المصدر
تعليق