بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على
سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
السلام على رسول الله أمين الله على وحيه وعزائم
أمره الخاتم لما سبق والفاتح لما أستقبل والمهيمن على
ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته . السلام على صاحب السكينة
السلام على المدفون بالمدينة السلام على المنصور المؤيد
السلام على أبي القاسم محمد بن عبد الله ورحمة الله وبركاته .
ذلك كلّه ورحمة الله وبركاته . السلام على صاحب السكينة
السلام على المدفون بالمدينة السلام على المنصور المؤيد
السلام على أبي القاسم محمد بن عبد الله ورحمة الله وبركاته .
السلام عليك يا صاحب العصر والزمان وعظم الله لك الأجر بهذا المصاب الجلل ذكرى وفاة رسول الإنسانية ومنقذ البشرية محمد (ص) . محمد (ص) .
السلام عليكم يا أنصار الحجة (عج) في كل مكان ورحمة الله وبركاته .
بيان {{ وفاة الرسول(ص) }}
قال تعالى:( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير.الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك / 1-2 .
الرسول محمد (ص) رجل الإنسانية الأعظم وسيّد الكائنات الذي استوعب الحياة في رسالته ومسيرته وبه قد ختمت جميع الرسالات والشرائع السماوية كما في قوله تعالى ( وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين ) الأنبياء / 107 . وقوله تعالى ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) الأحزاب / 40 ، ومن هذا المنطلق نجد أنَّ الخالق العادل وبحكمته الإلهية قد ذكر الموت وبيَّنه كنهاية لكلّ حي حتى لحبيبه وأعظم خلقه محمد (ص) وهذا البيان فيه من المقاصد والحِكَم العالية والتي من جملتها وضع الإنسان في حالة يقظة واستعداد لهذه الإنتقالة من عالم الدنيا إلى عالم الآخرة ، ولتخفيف هول الصدمة على المؤمنين عند سماعهم بموت الرسول (ص) ، ومنعاً من الإنجرار وراء ردود أفعال اعتراضية وتشكيكية من المنافقين وأرباب الديانات المُحرَّفة تُعمّق الشبهات وتُشجع على التمرد والردة والفوضى ، كما أنه يفتح باباً للسؤال فيمن سيخلف الرسول(ص) بعد وفاته ويُمهد لمرحلة التبليغ لملئ الفراغ بالنص والتعيين لكي لا يشغله من لا يملك الأهلية والمشروعية لذلك ، إضافة إلى أنّ موت العظماء يكون أسوة للباقين في عدم الاعتراض على التقدير الإلهي ويتم الرضا والتسليم لذلك رغم عظم المصيبة وشدّة الآلام والحزن على الفراق ، إذن هذا بعض ما نستفيده من هذه الآيات في قوله تعالى : ( إنَّك ميِّت وإنّهم ميِّتون ) الزمر / 30 . وقوله تعالى: (وما جعلنا لبشر من قبلك الخُلد أفإن متَّ فهم الخالدون . كل نفس ذائقة الموت ) الأنبياء / 34 -35 ، فهو خطاب للجميع كما هو ديدن القران في خطاباته على قاعدة ( إيّاك أعني واسمعي يا جارة ) . ومن هنا نفهم أنَّ الموت وجود جديد ونشأة أخرى كما في قوله تعالى (نحن قدّرنا بينكم الموت ) الواقعة / 61 ، وإن كانت تختلف هذه النشأة عن الحياة الأولى بفروق كثيرة إلا أنّ النشأتين من خلق الله وسننه الكونية وقانونه الحتمي ، وخلق الحياة والموت هو محل اختبار وامتحان كما في الآية ( ليبلوكم ) أي يظهر أعمالكم ويختبركم بالامتحان ليميز بين الناس ويعطيهم استحقاقهم من الثواب أو العقاب وكما في قوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة ) الأنبياء / 35 ، وهنا جانب آخر في التأكيد على ذكر الموت في القرآن لجميع المخلوقات لترتفع بهذا شبهات الحياة الأبدية لعظماء البشر والتي تدخل في الخرافة والمعتقدات الوهمية الموروثة من العصور القديمة والوسطى والتي قد تسبب تعطيلا للحياة في بعض الجوانب الشخصية أو العامة ، فالإسلام أسّس قاعدته في هذا الموضوع حيث أنَّ الموت نهاية كلّ حي ولا يبقى إلاّ وجه الكريم جلّت عظمته وهو الله الخالق ، إذن القرآن استعمل هذه المقدمات التمهيدية في الحديث عن الموت من أجل تثقيف البشرية في جانبي الحياة والموت ، وليمنع حدوث فراغات عقائدية وعملية يمكن أن يخترقها الضالّون الفاسدون للعبث بمصير الأمّة المسلمة وخصوصاً بعد وفاة الرسول (ص) كما ألمحنا لذلك ، ولذا حذّر القرآن من التخاذل والردة من قبل ضعاف العقول والإيمان والاستجابة لحركة المنافقين وأرباب المصالح الدنيوية في تغيير مسارات الإسلام الصحيح والانقلاب عليه بقوله تعالى




توضيح الواضحات والخوف منها من أشكل المشكلات ، ولهذا ينبغي إدراك هذا المطلب بوعي وبصيرة وتعقل متحرراً بهذا من الرواسب
الموروثة الخاطئة ، إذن الولاية هنا يُراد منها واقعاً كولاية الرسول (ص)القيادية على الأمة التي تتضمن حبَّه ومتابعته ونصرته ليكون أولى بهم من أنفسهم كما في قوله تعالى: ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) الأحزاب / 6 ، وقوله تعالى

والحاصل أنَّ هذا أهم تبليغ رسالي قام به الرسول(ص) في سنة وفاته ، وكرره قبيل وفاته أيضاً ، عندما هرع المسلمون إلى عيادته وقد خيّم عليهم الأسى والذهول وازدحمت حجرته بهم فنعى(ص) إليهم نفسه ، وأوصاهم بما يضمن لهم السعادة والنجاة قائلاً(أيها الناس، يُوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي، وقدمت إليكم القول معذرة إليكم، ألا إنّي مُخلف فيكم كتاب الله عزَّ وجل وعترتي أهل بيتي) متفق عليه ، وكان من جملة وصاياه لأمير المؤمنين(ع)أنه يُطبق عليه بعض السنن حين وفاته(ص) بقوله

وأكمــل منـــــك لم تر عين وأجمــل منك لم تلد النساء
خـلـقت مبرئ مـن كـل عيب كـأنك خلـــــقت كمــا تشــاء
إذن هذا النجاح العظيم للرسول (ص) في تبليغ الرسالة وتأسيس الدولة الإسلامية الواسعة وبناء حضارة متكاملة ترفد البشرية بكل خير في مختلف جوانب الحياة التربوية والمعرفية والاقتصادية والاجتماعية والتأثير المتنامي في النفوس والعقول وإثراء الروح والبدن بالغذاء الطيب والملائم لهما وما إلى ذلك حتى انتعشت الأمم والشعوب بهذا العطاء الإسلامي الذي كان سبباً رئيسياً في إيقاظها من خلال تجربة الإسلام الصادقة ومسيرته الرائدة في عالم الإنسانية ودفاعه عن حقوق الإنسان وحريته في مجال العقيدة والحاكمية والعمل الشريف ودعوته وتشجيعه لمناهضة الجبابرة الأشرار الذين يسعون في الأرض الفساد ويصادرون الحقوق ويقمعون الناس تحت عناوين مزيفة وباطلة ما أنزل الله بها من سلطان ولذا وبمجاهدة الرسول(ص) وصحابته الكرام ولصوق هذا الدين بالفطرة الإنسانية السليمة تحرر الكثير في هذا العالم من قيود العبودية الزائفة والأرباب الوهميين والجبابرة الطواغيت لتنفتح الإنسانية على آفاق ونوافذ جديدة متحررة وجميلة تحترم فيها الإنسان وتُقنّن له دستوراً متكاملا لحقوقه وترسم له الطريق الجاد للحياة الكريمة المليئة بالحب والمودة والاحترام والتعاون والعدالة والمساواة والفكر الصحيح ، وهذه المسيرة الصادقة والهادفة كانت مدعاة لتجَنّي أرباب المصالح الدنيوية حسداً وحقداً من الملاحدة والديانات السماوية المُحَرّفة والوضعية الهزيلة وسلاطين الجور وتجار الفساد والرذيلة ليهاجموا الإسلام ويُحاربوا الرسول(ص) وأتباعه بالسيف والقلم والتي منها خلق الحروب واستعمار البلدان واستعباد الشعوب ونشر شبهات وطعون وافتراءات تضليلية لا واقع لها ضدّ الإسلام ورموزه ورسم صور كاريكاتيرية يتعمدون فيها الإساءة من شخص الرسول الأكرم(ص) والسخرية من المسلمين وضمن دراسات وآليات وممارسات ممنهجة مدفوعة الأجر سلفاً يتجاذبها المنحرفون من السياسيين والإعلاميين ورجال الدّين من الأحبار والرهبان يُضلّلوا بها الجُهّال والمُغفلّين تحت عناوين متنوعة وأساليب متعددة وبحماية واضحة من الإستكبار العالمي الذي يُحارب الإسلام اليوم على مختلف الجبهات ويقمع رموزه الرساليين ورجاله المجاهدين ويسرق خيرات شعوبه ، وعليه ضمن الوظيفة الشرعية التي هي من الخلق الإسلامي أن ننتصر للإسلام ولرسوله الكريم محمد(ص) ولرجالاته الرساليين ونذود عنهم بالغالي والنفيس ولا أقل من الوفاء لهم لما قدّموه من تضحيات لمصلحة الإنسانية لكي نعيش في حياة طيبة كريمة ، إذن مع تكالب الأعداء وكثرة المؤامرات يجب علينا جميعاً أن نُحصِّن أنفسنا وندعوا إلى الله تعالى بحكمة عالية وننشر العلوم الإسلامية والأخلاق المحمدية لأنّ الإسلام دائماً يجب أن يعلو ولا يُعلى عليه ، ومن خلالها أيضاً نُعزّي العالم الإسلامي بذكرى وفاة رسول الإنسانية محمد (ص) وندعوهم إلى تحمل رسالة الإسلام بجد وقوة وثبات والاعتصام بحبل الله جميعاً ونبذ الفرقة والتنازع والطائفية ، فإنَّ أعدائنا يتربصون بنا الدوائر ويكيدون لنا ويسرقون حقوقنا ويُضلّلون أبنائنا وهذا مما يأباه جميع المسلمين ، فالتكن مائدتنا الجامعة تعتمد على مضامين طيّبة تجمعنا وتوحدنا منها إحياء ذكر الرسول(ص) في مولده ووفاته وحب الوطن وحراسته ومصالحة أبنائه وتوحيدهم من خلال العناصر المشتركة الكثيرة بينهم ، فإنَّ هذا من الزاد الطيّب المرغوب فيه ولذا تزودوا فإنّّ خير الزاد التقوى ، ونسأل الله تعالى حسن العاقبة للجميع وتعجيل فرج صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن(عج) وأن يجعلنا من أنصاره والذابّين عنه والمستشهدين بين يديه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الختم والتوقيع الشريف