هل أعطيتم الإذن الشرعي في تأسيس وعمل حزب الولاء الإسلامي؟ يقال : إن قبول العمل وترتب الأجر والثواب عليه متوقف على الإذن الشرعي وقد أشرنا في مناسبات عديدة أن الإذن في العمل السياسي عموماً وفي تشكيل ((الولاء الإسلامي)) مشروط ومتوقف على التزام جميع كوادر الحزب صدقاً وعدلاً بمفتاح سياسة أمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله عليه السلام {{ لا أداهن في ديني ولا أُعطي الدنيّة في أمري }} سياسة العدل والإنصاف والرفق وقوام الناس لا سياسة الجور والظلم والمكر والكيد والخداع . وكذلك مشروط ومتوقف على أن نستذكر ونستحضر ونتعض ونعتبر دائما وأبدا مما صدر عن النبي المصطفى الأمين وأمير المؤمنين وأولاده المعصومين (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين) من أقوال وأفعال ومواقف وما صدر بحقهم وعن حقيقتهم ، نذكر منها : 1) قال الصادق الأمين صلى الله عليه واله وسلم : من رضي بعمل قوم كان منهم . 2) وقال خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه واله وسلم : من رضي بعمل قوم أشرك معهم . 3) وقال صلى الله عليه واله وسلم : من أحب قوماً حشر معهم . 4) وقالصلى الله عليه واله وسلم: من أحب عمل قوم أشرك في عملهم. 5) قال أمير المؤمنين صلى الله عليه واله وسلم : إياك أن تحب أعداء الله وتصفي ودّك لغير أولياء الله ، فإن من أحب قوماً حشر معهم . 6) من رسالة للإمام زين العابدين صلى الله عليه واله وسلم إلى الزهري (وهو من العلماء الذين عملوا مع بني أمية وكان الزهري يُكرم أهل البيت ويودّهم ويبجلهم) ، قال صلى الله عليه واله وسلم : وأعلم أن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوّك منه حين دنوت ، وأجابتك له حين دعيت ، فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غداً مع الخونة ، وأن تُسأل عما أخذت ما ليس لك ممن أعطاك ، ودنوت ممن لا يرد على أحد حقا ، ولم ترد باطلاً حين أدناك ، وأجبت من حادّ الله سبحانه ، أوليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسراً يعبرون عليك الى بلاياهم ، وسلّماً الى ضلالتهم ، داعيا الى غيهم ، سالكاً سبيلهم ، يُدخلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهّال اليهم ، فلم يبلغ أخص وزرائهم ولا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم ، وأختلاف الخاصة والعامة اليهم ، فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك . 7) وعن إمام الموحدين صلى الله عليه واله وسلم : أ- بئس السياسة الجور . ب- آفة الزعماء ضعف السياسة . 8) وعنه صلى الله عليه واله وسلم : أ- جمال السياسة العدل في الإمرة ، والعفو مع المقدرة . ب - حسن السياسة قوام الرعية جـ- حسن التدبير وتجنب التبذير من حسن السياسة . د- رأس السياسة استعمال الرفق . هـ- ملاك السياسة العدل . و- سياسة الدين بحسن اليقين . ز- سياسة الدين ثلاث : رقة في حزم ، واستقصاء في عدل ، وأفضال في قصد . ح- سياسة النفس أفضل سياسة . 9) وعن أمير المؤمنين صلى الله عليه واله وسلم بأنه قال : أ- لولا الدين لكنت أدهى العرب . ب- والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهة الغدر لكنت من أدهى الناس ، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة ، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ، والله ما أستغْفِل بالمكيدة ولا استغْمِز بالشديدة . جـ-إياك والخديعة فإن الخديعة من أخلاق اللئام ، إياك والغدر فإنه أقبح الخيانة فإن الغدور لمهان عند الله بغدره . 10) أشار البعض الى أمير المؤمنين صلى الله عليه واله وسلم بأن يكتب لإبن طلحة بولاية البصرة ولإبن الزبير بولاية الكوفة ولمعاوية بإقراره في ولاية الشام، حتى تسكن القلوب وتتم بيعة الناس وتلقى الخلافة بوانيها ، قال عليه السلام : لا أفسد ديني بدنيا غيري ، ولك أن تشير عليّ وأرى ، فإن عصيتك فأطعني . 11) روي أن أبا سفيان نادى بأعلى صوته : يا بني هاشم يا بني عبد مناف أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل ، أما والله لو شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجلا ، فناداه أمير المؤمنين عليه السلام : أرجع يا أبا سفيان ، فو الله ما تريد الله بما تقول ، وما زلت تكيد الإسلام وأهله ، ونحن مشاغيل برسول اللهصلى الله عليه واله وسلم ، وعلى كل أمريء ما أكتسب وهو ولي ما احتقب . 12) عندما عُرض على مسلم قتل عبيد الله بن زياد في أحدى زياراته قال مسلم عليه السلام : إنّا أهل بيت نكره الغدر . 13) قال جرج جرداق : ان الذين قالوا ، علي لا يعرف السياسة ، يريدون من علي أن يكون معاوية بن أبي سفيان ، ويأبى علي إلا أن يكون ابن أبي طالب . 14) قال الدكتور طه حسين : أن الفرق بين علي ومعاوية في السيرة والسياسة كان عظيماً بعيد المدى .... كان الفرق بين الرجلين عظيماً في السيرة والخلافة .... كان علي مؤمناً بالخلافة .... يرى أن من الحق عليه أن يقيم العدل بأوسع معانيه بين الناس ، لا يُؤْثر منهم أحداً على أحد ، ويرى أن من الحق عليه أن يحفظ على المسلمين مالهم ، لا ينفقُه إلا بحقه ، فهو لا يستبيح لنفسه أن يصل الناس من بيت المال ، بل هو لا يستبيح لنفسه أن يأخذ من بيت المال لنفسه وأهله إلا ما يقيم الأود لا يزيد عليه ،... أما معاوية .... لا يجد في ذلك بأساً ولا جناحاً ، فكان الطامعون يجدون عنده ما يريدون ، وكان الزاهدون يجدون عند علي ما يحبون ، وعلي لا يداهن في الدين ولم يكن يبغض شيئاً كما يبغض وضع الدرهم من بيت مال المسلمين في غيـر موضعه أو إنفاقه في غير حقـه ، كما يبغض المكر والكيد وكل ما يتصل بسبب من أسباب الجاهلية الأولى .
مقتبس من كتاب الامر بالمعروف لسماحة السيد الحسني (احد حلقات السلسلةالوافيه)
مقتبس من كتاب الامر بالمعروف لسماحة السيد الحسني (احد حلقات السلسلةالوافيه)
تعليق