العراق بلد الأنبياء والأولياء .....ارض المقدسات ومهد الحضارات..... تنتهك أرضه وتستباح مقدساته وتراق دماء أبناءه ..... لا لذنب اقترفوه او جرم فعلوه..أبناءه الوطنيون مغيّبون ، لا صوت لهم يسمع ولا رأي منهم يؤخذ...( المتحكم الوحيد هو المحتل وأذنابه ، المحتل معروف النوايا والتوجهات ، أمّا الأذناب فهم كثر ..منهم أشباه الساسة ومنهم أدعياء الدين والتدين ...وكل هؤلاء يستخدمون سياسة الكذب والنفاق والافتراء، وسياسة الدنيا والمصالح النفعية الضيقة ، ليس لهم هم سوى المناصب والأموال والواجهات ، أمّا التباكي على العراق وشعبه فهو نوع من انواع التجارة التي يجيدونها ولكنها تجارة بدماء ومشاعر ومقدرات ومقدسات العراق الجريح وشعبه المظلوم ... وكأن هؤلاء نسو ا وتناسوا إنهم أول من طبل للديمقراطية والحرية الأميركية ، وهم من اوجب الانتخابات وجعلوها فريضة اوجب من فريضتي الصوم والصلاة ، وهم الذين دخلوا البرلمان وشاركوا بالعملية السياسية ،وهم أصحاب الشعارات الرنانة وهم .... وهم .... وهم .... أمّا الآن فالبعض منهم يتباكى على العراق وأهله وكأنهم أبرياء من كل هذه المآسي والجرائم والمصائب التي نعاني منها ((كبراءة الذئب من دم يوسف (عليه السلام ) )) ... نعم لقد كثر الكذب والافتراء والنفاق ولكن الأخطر والأشد والافتك في ذلك هو إن يكون ذلك الكذب والافتراء والنفاق تحت دعاوى وادعاءات تأمين شرعي وغطاء ديني بل إن الشر والخطر والدمار يزداد ويعظّم عندما يكون ذلك الكذب والافتراء والنفاق السياسي المصلحي صادراً من شخص يمتلك العنوان الاجتماعي والديني كعنوان ( المجتهد والمرجع ونحوها ) ..ولنذكّر هؤلاء ببعض من فقرات الكتاب الذي وجهه الإمام زين العابدين (عليه السلام) الى محمد بن مسلم الزهري يعظه فيه ، وقد كان الزهري عاملاً لبني مروان متقلباً في دنياهم .. حيث قال الإمام (عليه السلام) (واعلم إن أدنى ما كتمت واخفّ ما احتملت أن أنست وحشة الظالم وسهلت له طريق الغي بدنوّك منه حين دنوت وإجابتك له حين دعيت ...اوليس بدعائه ايّاك حين دعاك جعلوك قطباً أداروا بك رحى مظالمهم وجسراً يعبرون عليك إلى بلاياهم وسلّماً الى ضلالتهم ، داعياً إلى غيّهم ، سالكاً سبيلهم ،يدخّلون بك الشك على العلماء ويقتادون بك قلوب الجهّال ...) فاتعظوا يا من تدّعون إنكم قادة لهذا الشعب المظلوم ولا تكونوا كفرعون الذي استخف بقومه فأطاعوه ..قال تعالى{فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ }الزخرف54 علماً ان فرعون لم يتفرعن لولا قومه .. ولم يستخف بهم لولا قبولهم باستخفافه وطاعتهم العمياء له ... فلا يستخفنكم فراعنة هذا الزمان بانتهاك إنسانيتكم واحتقار نفوسكم وعقولكم وأفكاركم وتحمّلوا مسؤولياتكم أمام الله سبحانه وتعالى أولاً وأمام وطنكم ثانياً ... قال الله تعالى {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }الذاريات55