نتعرض للتطبيقات الأخلاقية لشرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . فإنها بمعناها الأوسع ينبغي انطباقها على المستوى الأخلاقي ، بل على كل مستوى من مستويات التويجه والتعليم . الشرط الأول: معرفة المعروف والمنكر ولو إجمالاً ، فلا يجبان ( أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) على الجاهل بالمعروف والمنكر. أقول : وهذا الجهل إما أن يكون متعلقاً بالكبرى أو أن يكون متعلقاً بالصغرى، كما عليه لغة المنطقين . أو بتعبير لآخر : إما أن يتعلق بالآمر وإما أن يتعلق بالمأمور . وكلاهما في الحقيقة شرط مستقل دمجوه في شرط واحد خطأ . أما تعلقه بالمأمور فهو الذي يقصد به الفقهاء : بأن يعلم الآمر أن الفعل الذي يراه أمامه محرم فينهى عنه ، وأما إذا احتمل كونه جائزاً لم يكن مورد النهي متحققاً. وهذا معنى شامل لكل العلوم العقلية والروحية معاً . ويمكن أن نعبر عنه بإمكان التأثير فيه من حيث التعليم والتربية . وأما إذا لم يكن من المحتمل تأثير التعليم فيه فلا مجال لتعليمه . سواء كان من الناحية العقلية أو الروحية . وذلك على أحد قسمين : القسم الأول : أن يكون الفرد قاصراً على التربية بالمرة كما لو كان قاصر العقل أو سفيهاً . ومن الناحية الأخلاقية يصل الفرد إلى الداء الذي لا دواء له ولا شفاء له من حيث إمكان التوبة والتدارك . فلا يحتمل أن يسمع الموعظة ولا يحتمل أن يوفق إلى التوبة . وهذا ممكن التحقق في مختلف مراتب الكمال . ومع حصوله ينسدّ التكامل ويعجز المعلم عن التوجيه . فلا يبقى معه مجال للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . القسم الثاني : أن يكون الفرد عارفاً بالأمر الذي أريد أن أقوله له أو المرتبة التي أريد أن أوصله إليها . والحكمة تقول : العارف لا يعرف . وذلك لاستحالة تحصيل الحاصل ، فلا يكون معه مجال للأمر بالمعروف أيضاً. هذا من حيث تعقله بالمأمور . وأما من حيث تعلقه بالآمر . فقد يكون الآمر ناقصاً قاصراً عن التوجيه والتعليم، وإن حسب نفسه أو حسبه الآخرون متكاملاً . وهذا النقص يكون على مستويات ، أهمها قسمان يقابلان القسمين اللذين ذكرناهما في المأمور : القسم الأول : قصوره من حيث المادة والاطلاع . لوضوح أن من لا يعرف المادة لا يستطيع تعليمها . وهذا ثابت على كل المستويات . القسم الثاني : قصوره من حيث إمكان إيصال المادة إلى الغير . وإن كان الفرد فاهماً عالماً في نفسه . غير ان طريقته في إيصال علمه إلى الآخرين وبيانه لهم ، ومن ثم قدرته على توجيه غيره وتكامله لا تخلو من قصور قليل أو كثير . وهذا في العلوم العقلية يسمى قصور البيان أو عدم التمكن من التفهيم . وفي العلوم الروحية هي حالة ملازمة لعدم معرفة الداء أو عدم معرفة الدواء ، أقصد داء النفس ودواءها لدى الطالب . ومعه فليس من حقه أن يكون موجهاً أو آمراً بالمعروف أو ناهياً عن المنكر .
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
الشيخ السني أحمد الغرباوي تصدق علي بخاتمه على الفقير في الصلاة ونزلت فيه آية الولاية
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, اليوم, 03:25 AM
|
ردود 0
2 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
اليوم, 03:25 AM
|
||
الشيخ السني أحمد الغرباوي تصدق علي بخاتمه على الفقير في الصلاة ونزلت فيه آية الولاية
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, اليوم, 03:23 AM
|
ردود 0
2 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
اليوم, 03:23 AM
|
||
أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
|
ردود 13
2,150 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
![]()
بواسطة مروان1400
17-06-2025, 09:17 PM
|
||
المحقق الشيخ السني الزعبي يصحح روايات تصدق الإمام علي راكعآ والولاية وباب مدينة العلم وغيرها
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-06-2024, 10:47 PM
|
ردود 0
79 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
19-06-2025, 10:02 PM
|
||
تصحيح الشيخ السني د. عيادة الكبيسي سند ابن ابي حاتم نزول آية الولاية في علي لتصدقه في صلاته راكعآ ونحوه عن ابن جرير
بواسطة وهج الإيمان
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 14-07-2023, 11:53 AM
|
استجابة 1
111 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة وهج الإيمان
19-06-2025, 04:53 AM
|
تعليق