في الحديث الصحيح عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : كان علي بن الحسين (عليهما السلام ) يقول : أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي ( عليهما السلام ) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا ، و أيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فينا لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله بها في الجنة مبوأ صدق ، و أيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله ، عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار [1] .
الأحاديث في الحث على البكاء على الإمام الحسين – عليه السلام – و ثواب ذلك مستفيضة بل لا يبعد دعوى التواتر فيها . و قد وقع ذلك محل بحث و سؤال إذ كيف يكون ثواب دمعة على الإمام الحسين – عليه السلام – هو دخول الجنة ؟! . و حتى يتضح الجواب نذكره في نقاط :
النقطة الأولى : ثواب البكاء من خشية الله – تعالى - :
روى الشيعة و السنة في ثواب البكاء من خشية الله تعالى أحاديث كثيرة و لا بأس بنقل بعضها لنرى ثواب الدمعة و أثرها .
أ – من روايات أهل البيت – عليهم السلام - :
1- في الحديث الصحيح إلى محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن القطرة تطفئ بحارا من نار ، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجها قتر و لا ذلة فإذا فاضت حرمه الله على النار , ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا [2].
2- في الحديث المعتبر قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) إن لم تكن بك بكاء فتباك [3].
3- في الحديث الموثق قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء ؟ قال : نعم ولو مثل رأس الذباب [4].
ب- من روايات أهل السنة :
1- في صحيح البخاري و صحيح مسلم – و اللفظ للبخاري - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله , إمام عدل , و شاب نشأ في عبادة الله , و رجل قلبه معلق في المساجد , و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , و رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه [5].
2- روى الترمذي بسنده قال رسول الله صلى الله عليه [ و آله ] وسلم : لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح [6].
و هكذا نجد الأحاديث الشريفة تعطي هذا الثواب الجزيل للبكاء من خشية الله , و تحث على البكاء و لو بمقدار رأس الذباب , كما تحث على التباكي إن لم يستطع الإنسان البكاء , فما هو السر في هذا الثواب الجزيل للدموع ؟!.
النقطة الثانية : طينة الشيعة :
جاء في الروايات المستفيضة أن الشيعة – أو أرواح الشيعة - خلقوا من طينة أهل البيت – عليهم السلام - [7] , لذا فالشيعة يفرحون لفرح أهل البيت – عليهم السلام – ويحزنون لحزنهم , و حيث أن أهل البيت – عليهم السلام – يعيشون الحزن و المأساة في هذه الأيام فالشيعة يعيشون الحزن من الداخل . فحالة البكاء التي تعتري الشيعة نتيجة لما يعيشونه في داخلهم من حرقة و ألم على مصاب الحسين – عليه السلام - .
النقطة الثالثة : عبرة كل مؤمن :
استفاضت الروايات في أن الإمام الحسين – عليه السلام – عبرة كل مؤمن , فلا يذكر عند مؤمن إلا و استعبر [8]. و هذه الروايات توضح أحد العلامات للمؤمنين إضافة لما ورد في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة من علامات و صفات للمؤمنين . فإن لم تكن هذه الصفة و العلامة موجودة عند الإنسان فعليه أن يسعى لاكتسابها و التحلي بها , لذا ورد الأمر بالتباكي . فالتباكي يساهم في الوصول إلى البكاء .
النقطة الرابعة : أجر الرسالة :
قال الله تعالى { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} سورة الشورى – 23 .
فأجر الرسالة في المنظور القرآني هو المودة في القربى . و ذلك لأن المودة الحقيقية لا تكون إلا مع الاتباع و الاقتداء . فالمودة الحقيقية تفضي إلى الاتباع , أما الاتباع بدون مودة و حب فإنه لا يكون كما ينبغي و يراد . و قد اتفق المسلمون جميعاً على وجوب مودة آل البيت – عليهم السلام – و إن اختلفوا في تفسير الآية المتقدمة و في تحديد من هم آل البيت – عليهم السلام - .
قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية( و يحبون أهل بيت رسول الله – ص – و يتولونهم , و يحفظون فيهم وصية رسول الله – ص- حيث قال يوم غدير خم ( أذكركم الله في أهل بيتي ) و قال أيضاً للعباس عمه – و قد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم – فقال ( و الذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله و لقرابتي ) و قال ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة , و اصطفى من كنانة قريشاً , و اصطفى من قريش بني هاشم , و اصطفاني من بني هاشم ) ... ) انتهى موضع الحاجة من كلامه . و قال ابن تيمية أيضاً في مجموع فتاواه ( 28 / 491 ) : ( و كذلك أهل بيت رسول الله – ص – تجب محبتهم و موالاتهم و رعاية حقهم ) انتهى موضع الحاجة من كلامه .
إلا أن لهذا للحب و المودة و الموالاة و رعاية الحق علامات , و ليس مجرد إدعاء بدون دليل , و لا يكفي مدحهم ببضعة أسطر في التراجم . و من علامات المحب أن يبكي لبكاء حبيبه و يحزن لحزنه و يذكر مصائبه و يكثر من ذكره و يقتدي به .
النقطة الخامسة : تعظيم شعائر الله – تعالى - :
قال الله تعالى { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } سورة الحـج – 32 , و لا شك أن ذكر أهل البيت – عليهم السلام – و ما جرى عليهم من مصائب و البكاء عليهم و المشاركة في مجالس و مواكب العزاء و ذكر مناقبهم و فضائلهم و تعاليمهم و فكرهم و أحاديثهم من أبرز مصاديق تعظيم شعائر الله تعالى .
النقطة السادسة : التشبه بالأنبياء و الأوصياء :
ذكر في بعض الروايات بكاء أنبياء – و على رأسهم خاتم الأنبياء و المرسلين - على الإمام الحسين – عليه السلام – . و من سيرة الأئمة الأطهار البكاء عليه . و لا شك أن التشبه بهؤلاء و الاقتداء بفعلهم أمر مطلوب و مرغوب و فيه الأجر الجزيل .
الأحاديث في الحث على البكاء على الإمام الحسين – عليه السلام – و ثواب ذلك مستفيضة بل لا يبعد دعوى التواتر فيها . و قد وقع ذلك محل بحث و سؤال إذ كيف يكون ثواب دمعة على الإمام الحسين – عليه السلام – هو دخول الجنة ؟! . و حتى يتضح الجواب نذكره في نقاط :
النقطة الأولى : ثواب البكاء من خشية الله – تعالى - :
روى الشيعة و السنة في ثواب البكاء من خشية الله تعالى أحاديث كثيرة و لا بأس بنقل بعضها لنرى ثواب الدمعة و أثرها .
أ – من روايات أهل البيت – عليهم السلام - :
1- في الحديث الصحيح إلى محمد بن مروان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : ما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدموع فإن القطرة تطفئ بحارا من نار ، فإذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق وجها قتر و لا ذلة فإذا فاضت حرمه الله على النار , ولو أن باكيا بكى في أمة لرحموا [2].
2- في الحديث المعتبر قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) إن لم تكن بك بكاء فتباك [3].
3- في الحديث الموثق قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إني أتباكى في الدعاء وليس لي بكاء ؟ قال : نعم ولو مثل رأس الذباب [4].
ب- من روايات أهل السنة :
1- في صحيح البخاري و صحيح مسلم – و اللفظ للبخاري - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله , إمام عدل , و شاب نشأ في عبادة الله , و رجل قلبه معلق في المساجد , و رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه , و رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه , و رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه [5].
2- روى الترمذي بسنده قال رسول الله صلى الله عليه [ و آله ] وسلم : لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم .
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح [6].
و هكذا نجد الأحاديث الشريفة تعطي هذا الثواب الجزيل للبكاء من خشية الله , و تحث على البكاء و لو بمقدار رأس الذباب , كما تحث على التباكي إن لم يستطع الإنسان البكاء , فما هو السر في هذا الثواب الجزيل للدموع ؟!.
النقطة الثانية : طينة الشيعة :
جاء في الروايات المستفيضة أن الشيعة – أو أرواح الشيعة - خلقوا من طينة أهل البيت – عليهم السلام - [7] , لذا فالشيعة يفرحون لفرح أهل البيت – عليهم السلام – ويحزنون لحزنهم , و حيث أن أهل البيت – عليهم السلام – يعيشون الحزن و المأساة في هذه الأيام فالشيعة يعيشون الحزن من الداخل . فحالة البكاء التي تعتري الشيعة نتيجة لما يعيشونه في داخلهم من حرقة و ألم على مصاب الحسين – عليه السلام - .
النقطة الثالثة : عبرة كل مؤمن :
استفاضت الروايات في أن الإمام الحسين – عليه السلام – عبرة كل مؤمن , فلا يذكر عند مؤمن إلا و استعبر [8]. و هذه الروايات توضح أحد العلامات للمؤمنين إضافة لما ورد في القرآن الكريم و الأحاديث الشريفة من علامات و صفات للمؤمنين . فإن لم تكن هذه الصفة و العلامة موجودة عند الإنسان فعليه أن يسعى لاكتسابها و التحلي بها , لذا ورد الأمر بالتباكي . فالتباكي يساهم في الوصول إلى البكاء .
النقطة الرابعة : أجر الرسالة :
قال الله تعالى { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} سورة الشورى – 23 .
فأجر الرسالة في المنظور القرآني هو المودة في القربى . و ذلك لأن المودة الحقيقية لا تكون إلا مع الاتباع و الاقتداء . فالمودة الحقيقية تفضي إلى الاتباع , أما الاتباع بدون مودة و حب فإنه لا يكون كما ينبغي و يراد . و قد اتفق المسلمون جميعاً على وجوب مودة آل البيت – عليهم السلام – و إن اختلفوا في تفسير الآية المتقدمة و في تحديد من هم آل البيت – عليهم السلام - .
قال ابن تيمية في العقيدة الواسطية( و يحبون أهل بيت رسول الله – ص – و يتولونهم , و يحفظون فيهم وصية رسول الله – ص- حيث قال يوم غدير خم ( أذكركم الله في أهل بيتي ) و قال أيضاً للعباس عمه – و قد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم – فقال ( و الذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله و لقرابتي ) و قال ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة , و اصطفى من كنانة قريشاً , و اصطفى من قريش بني هاشم , و اصطفاني من بني هاشم ) ... ) انتهى موضع الحاجة من كلامه . و قال ابن تيمية أيضاً في مجموع فتاواه ( 28 / 491 ) : ( و كذلك أهل بيت رسول الله – ص – تجب محبتهم و موالاتهم و رعاية حقهم ) انتهى موضع الحاجة من كلامه .
إلا أن لهذا للحب و المودة و الموالاة و رعاية الحق علامات , و ليس مجرد إدعاء بدون دليل , و لا يكفي مدحهم ببضعة أسطر في التراجم . و من علامات المحب أن يبكي لبكاء حبيبه و يحزن لحزنه و يذكر مصائبه و يكثر من ذكره و يقتدي به .
النقطة الخامسة : تعظيم شعائر الله – تعالى - :
قال الله تعالى { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } سورة الحـج – 32 , و لا شك أن ذكر أهل البيت – عليهم السلام – و ما جرى عليهم من مصائب و البكاء عليهم و المشاركة في مجالس و مواكب العزاء و ذكر مناقبهم و فضائلهم و تعاليمهم و فكرهم و أحاديثهم من أبرز مصاديق تعظيم شعائر الله تعالى .
النقطة السادسة : التشبه بالأنبياء و الأوصياء :
ذكر في بعض الروايات بكاء أنبياء – و على رأسهم خاتم الأنبياء و المرسلين - على الإمام الحسين – عليه السلام – . و من سيرة الأئمة الأطهار البكاء عليه . و لا شك أن التشبه بهؤلاء و الاقتداء بفعلهم أمر مطلوب و مرغوب و فيه الأجر الجزيل .
تعليق