الشوال الأخير
تنظرُ للشوال الرابع..وما توقفت جوقة أمعائك الخاوية..يرتد طرْفك حسيرا..حانقا..فهو الشوال الأخير..
الكل حولك ..يُسقط سخطه أسفل قدميه..ويغِلُّ يديه مجبرا..كلهم..حتى من أطلق يديه تعبثان بشعره الأجعد..أو بثقوب أسماله البالية..كلهم يغِلُّ يديه..
بالأمس بكيتَ كثيرا..حتى بللت الملائة الغبناء المحشوة رملا..والتي كابدت أمك باناملها المتشققة أن تصنعها لك..بكيتَ كثيرا..حتى فاق نشيجك غطيطَ إخوتك المحشورين معك في وكرك..عضضتَ شفتك السفلى..وأنت تتذكر وجه صاحب المقهى العابس..صوته الأجش..وكفه الحارقة التي ألهبت صفحة خدك وأنت تسترق النظر إلى التلفاز المنصوب في مقهاه..نفس الكف التي أخذت بتلالبيب قميصك لتدفعك بعيداعن فضاء البوابة..دون أن يشفع لك ظهورك في تلك الشاشة..
ثمة نشوة كانت تداعب قلبك قبل أن تئدها صرخاته الناهرة..فها أنت وأترابك البؤساء تتحلقون حول المذيع الانيق الذي تذكر منه رائحة عطره المميز تقتحم أنفك الذي زكمته زُهمة أكداس القمامة ..
وها أنت تتقدم من بينهم لتتحدث عن وكرك الغاص بك وبأسرتك و لتري عدسة التصوير الفضائية كسرةَ الخبز العفنة التي عثرت عليها بعد ساعتين من البحث بين المخلفات..وكم كنت ترجو أن تكمل المشاهدة لتراك وأنت تنشد:
"وطني يا أرض الأشواق.."
ولكن كفه سبقت ذلك!
نعم..بكيت كثيرا ..ولكن ليس أكثر من أمك يوم ألقى عليها الضابط جثة أبيك مفقوءة العين..وأجبرها لتهتف:
" بالروح..بالدم ..نفديك يا صدام"!!
تطيل النظر للشوال..ثم ترمق السيارة البيضاء وهي تنهب الطريق..تاركتك في العراء وألف فاه يتشرع
لا تدري..لماذا تذكرت جدتك الطيبة..وبِشر وجهها الذي كان يضيء لياليكم في زمن مضى..وتذكرت أنها كانت تغني دوما..لشمس تشرق من بين السحاب.
تنظرُ للشوال الرابع..وما توقفت جوقة أمعائك الخاوية..يرتد طرْفك حسيرا..حانقا..فهو الشوال الأخير..
الكل حولك ..يُسقط سخطه أسفل قدميه..ويغِلُّ يديه مجبرا..كلهم..حتى من أطلق يديه تعبثان بشعره الأجعد..أو بثقوب أسماله البالية..كلهم يغِلُّ يديه..
بالأمس بكيتَ كثيرا..حتى بللت الملائة الغبناء المحشوة رملا..والتي كابدت أمك باناملها المتشققة أن تصنعها لك..بكيتَ كثيرا..حتى فاق نشيجك غطيطَ إخوتك المحشورين معك في وكرك..عضضتَ شفتك السفلى..وأنت تتذكر وجه صاحب المقهى العابس..صوته الأجش..وكفه الحارقة التي ألهبت صفحة خدك وأنت تسترق النظر إلى التلفاز المنصوب في مقهاه..نفس الكف التي أخذت بتلالبيب قميصك لتدفعك بعيداعن فضاء البوابة..دون أن يشفع لك ظهورك في تلك الشاشة..
ثمة نشوة كانت تداعب قلبك قبل أن تئدها صرخاته الناهرة..فها أنت وأترابك البؤساء تتحلقون حول المذيع الانيق الذي تذكر منه رائحة عطره المميز تقتحم أنفك الذي زكمته زُهمة أكداس القمامة ..
وها أنت تتقدم من بينهم لتتحدث عن وكرك الغاص بك وبأسرتك و لتري عدسة التصوير الفضائية كسرةَ الخبز العفنة التي عثرت عليها بعد ساعتين من البحث بين المخلفات..وكم كنت ترجو أن تكمل المشاهدة لتراك وأنت تنشد:
"وطني يا أرض الأشواق.."
ولكن كفه سبقت ذلك!
نعم..بكيت كثيرا ..ولكن ليس أكثر من أمك يوم ألقى عليها الضابط جثة أبيك مفقوءة العين..وأجبرها لتهتف:
" بالروح..بالدم ..نفديك يا صدام"!!
تطيل النظر للشوال..ثم ترمق السيارة البيضاء وهي تنهب الطريق..تاركتك في العراء وألف فاه يتشرع
لا تدري..لماذا تذكرت جدتك الطيبة..وبِشر وجهها الذي كان يضيء لياليكم في زمن مضى..وتذكرت أنها كانت تغني دوما..لشمس تشرق من بين السحاب.
تعليق