ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
بكيـتُ لرسـمِ الـدار مـن عَرَفـاتِ
وفَكَّ عُرى صـبري وهاجت صَبابتي
مـدارسُ آيـاتٍ خَلَـت مـن تـلاوةٍ
لآلِ رسولِ الله بالخيـفِ مـن مِنـىً
ديـار علـيٍّ والحســينِ وجعفـرٍ
منـازل وحـيِ الله يَنــزِلُ بينَهـا
منـازل قـومٍ يُهتــدى بهداهــمُ
منـازل كانـت للصــلاةِ وللتُّقـى
منـازلُ جِبريـلُ الأميــنُ يَحِلُّهـا
منـازل وحـيِ الله مَعـدِن علمـِه
ديـارٌ عفاهـا جـورُ كـلِّ مُنابـذٍ
قِفا نسـألِ الدارَ التـي خَفَّ أهلهـا
وأين الأُلى شَطّت بهم غربةُ النـوى
همُ أهلُ ميـراثِ النبيِّ إذا اعتـزَوا
وما النـاسُ إلاّ غاصـبٌ ومكـذِّبٌ
فكيـف يُحبّـون النبـيَّ ورهطَـهُ
أفاطـمُ قُومي يا ابنةَ الخير واندُبي
قبـورٌ بكوفـان وأخـرى بطيبـةٍ
وقبـرٌ بأرضِ الجَوزَجـانِ مَحِلُّـهُ
وقبـر ببغـدادٍ لنفــسٍ زكيّــةٍ
وقبرٌ بطوسٍ يا لَها مـن مُصـيبةٍ
إلى الحشـرِ حتّـى يبعثَ اللهُ قائماً
فأمّا المُمِضّـاتُ التي لسـتُ بالغاً
قبورٌ بجنبِ النهرِ من أرضِ كربلا
تُوفُّـوا عُطاشـى بالفراتِ فليتَنـي
إلى اللهِ أشـكو لَوعةً عند ذِكرِهـم
أخـافُ بأن أزدارَهـُم فتَشـوقَني
تَقسّمَهُم رَيبُ المَنونِ فمـا تَـرى
سـوى أنّ منهم بالمدينة عُصـبةً
قليلـة زُوّارٍ سـوى بعـضِ زُوَّرٍ
لهـم كلَّ يـومٍ نَومـةٌ بمَضـاجِعٍ
سـأبكيهـمُ مـا حَـجَّ للهِ راكـبٌ
وإنّـي لمَولاهـم وقـالٍ عدوَّهـم
أُحبُّ قَصـيَّ الرحم من أجل حبّكم
وأكتـمُ حُبِّيكُـم مخافـةَ كاشـحٍ
فيا عيـنُ بَكِّيهـم وجودي بعَبـرةٍ
لقد خِفتُ في الدنيا وأيـامِ سـعيها
ألَم تَرَ أنّـي مـذ ثلاثيـنَ حجّـةً
أرى فَيأهُـم في غيرهم مُتَقسَّـماً
سأبكيهمُ ما ذَرَّ في الأرضِ شارقٌ
وما طَلَعت شمسٌ وحانَ غُروبُهـا
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غدٍ
خروجُ إمـامٍ لا مَحالـةَ خـارجٌ
اهدى الى محبي اهل البيت خادمكم جعفر داهي الربيعي
تعليق