نماذج رباها النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
* يحدِّث أحدهم أنه في معركة القادسية سمع جريحاً يئِنُّ ويطلب الماء، وقد أعياه نزف الدم، فلما قُرِّب وعاء الماء إليه سمع جريحاً آخر يطلب الماء فأبى أن يشرب،وقال: إسقِ أخي، لئلا يموت؛ فقام إلى الثاني ليسقيه، فسمع ثالثاً يطلب الماء، فأمر بسقيه أولاً، فلما وصل إليه لم يدركه وفارقته الحياة، فعاد إلى الثاني فوجده كذلك، فعاد إلى الأول فوجده كذلك؛ فتراهم يؤثرون غيرهم على أنفسهم ولو كلفهم ذلك الحياة؛ إنه غاية السمو والرفعة.
* كان لإمرأة وزوجها ولد وحيد، مرض هذا الولد فاشفقا عليه، وهو وحيدهما، ولما حان وقت الصلاة خرج الأب إلى المسجد فمات الولد في غيبته، فلم تجزع الأم ولم يتغير حالها، بعد أن استوعبت القرآن، وعلمت منه ما أعدَّ الله للصابرين، وأن الله سيوفيهم أجورهم بغير حساب، وأنّ هذا الولد فَرْطٌ لهم على الحوض، لا يدخل الجنة حتى يدخل أبواه، مثلت كل هذه المعاني أمامها، فغطّت الوليد وجعلته في إحدى غرف الدار، وتزّينت، فلما جاء الزوج استقبلته بعواطف جياشة، ملأت عليه كيانه، وقدَّمت له الطعام، فسألها عن ولدها، فقالت: إنه بأهدأ حال، ولما أتمَّ طعامه مَكَّنته من نفسها، فلما قضى حاجته، وعلمت من قوله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)أن الله لا يخذل المتقين، وسيهبها ولداً بدلاً منه، أخبرت الزوج المفجوع بولده باسلوب ذكي، حيث قالت له: لو أن أحداً استودع عندك أمانة ثم إستردها ماذا كنتَ تصنع ؟ قال: إنها حقه واخذه، فقالت: فاعلم أن الله تعالى قد استودع الولد عندنا ثم استرده. فاسترجع واحتسبه عند الله تعالى، ولما خرج إلى المسجد والتقى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هنأه على زوجته، وبارك له فيها، وأخبره أن الله تعالى أوحى إليه: بأنه قضى لهما من ذلك الجماع ولداً صالحاً، هو هدية معجَّلة لهذا الموقف النبيل، وما عند الله خيرٌ وأبقى.
*كان حنظلة بن أبي عامر في ليلة زفافه حينما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين للخروج إلى أحد فأخذ عدة الحرب وترك عروسه التي لم ينفعها تشبثها به، وخرج مسرعاً لتلبية نداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقاتل ببسالة حتى استشهد، ولما عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة عزَّى زوجته وحدَّثها بشيء غريب حصل بعد المعركة، إذ إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى الملائكة تغسل حنظلة، فسألها عن السبب، فقالت: لأنه كان في ليلة عرسه وخرج مسرعاً، حتى إنه لم يغتسل من الجنابة، فسُمِّي غسيل الملائكة، وظل هذا اللقب شرفاً له ولذريته.
*كان جويبر إنساناً معدماً، ومن الطبقة المسحوقة في المجتمع، كما يعبرون، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً: أليست لك رغبة، يا جويبر، بامرأة تلطف حياتك، وتعينك على دنياك وآخرتك ؟، فقال جويبر: ومَنْ تقبل بالزواج مني، وأنا معدم وأسود، (وكان يوصف بأنه من قباح السودان)، فبعثه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إمرأة ثرية من أسرة وجيهة إجتماعياً، وعزيزة في قومها، وقال له: قل لأبيها: إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليك، أخطب إليك إبنتك، وفعل جويبر ذلك، ولم يستطع وليها الجواب، ودخل عليها عارضاً الأمر، فلما علمت أنها رغبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وافقت وأطاعت، لتعطينا درساً عملياً في تطبيق الحديث الشريف: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ دَنِيّاً فِي نَسَبِهِ؟، قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِنَّكُمْ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ)، وكانت مصداقاً للآية الشريفة (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً).
*من كتاب دروس في بناء الذات وسياسة الأمة مستفادة من سيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله الشريف)
* يحدِّث أحدهم أنه في معركة القادسية سمع جريحاً يئِنُّ ويطلب الماء، وقد أعياه نزف الدم، فلما قُرِّب وعاء الماء إليه سمع جريحاً آخر يطلب الماء فأبى أن يشرب،وقال: إسقِ أخي، لئلا يموت؛ فقام إلى الثاني ليسقيه، فسمع ثالثاً يطلب الماء، فأمر بسقيه أولاً، فلما وصل إليه لم يدركه وفارقته الحياة، فعاد إلى الثاني فوجده كذلك، فعاد إلى الأول فوجده كذلك؛ فتراهم يؤثرون غيرهم على أنفسهم ولو كلفهم ذلك الحياة؛ إنه غاية السمو والرفعة.
* كان لإمرأة وزوجها ولد وحيد، مرض هذا الولد فاشفقا عليه، وهو وحيدهما، ولما حان وقت الصلاة خرج الأب إلى المسجد فمات الولد في غيبته، فلم تجزع الأم ولم يتغير حالها، بعد أن استوعبت القرآن، وعلمت منه ما أعدَّ الله للصابرين، وأن الله سيوفيهم أجورهم بغير حساب، وأنّ هذا الولد فَرْطٌ لهم على الحوض، لا يدخل الجنة حتى يدخل أبواه، مثلت كل هذه المعاني أمامها، فغطّت الوليد وجعلته في إحدى غرف الدار، وتزّينت، فلما جاء الزوج استقبلته بعواطف جياشة، ملأت عليه كيانه، وقدَّمت له الطعام، فسألها عن ولدها، فقالت: إنه بأهدأ حال، ولما أتمَّ طعامه مَكَّنته من نفسها، فلما قضى حاجته، وعلمت من قوله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)أن الله لا يخذل المتقين، وسيهبها ولداً بدلاً منه، أخبرت الزوج المفجوع بولده باسلوب ذكي، حيث قالت له: لو أن أحداً استودع عندك أمانة ثم إستردها ماذا كنتَ تصنع ؟ قال: إنها حقه واخذه، فقالت: فاعلم أن الله تعالى قد استودع الولد عندنا ثم استرده. فاسترجع واحتسبه عند الله تعالى، ولما خرج إلى المسجد والتقى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هنأه على زوجته، وبارك له فيها، وأخبره أن الله تعالى أوحى إليه: بأنه قضى لهما من ذلك الجماع ولداً صالحاً، هو هدية معجَّلة لهذا الموقف النبيل، وما عند الله خيرٌ وأبقى.
*كان حنظلة بن أبي عامر في ليلة زفافه حينما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسلمين للخروج إلى أحد فأخذ عدة الحرب وترك عروسه التي لم ينفعها تشبثها به، وخرج مسرعاً لتلبية نداء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقاتل ببسالة حتى استشهد، ولما عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة عزَّى زوجته وحدَّثها بشيء غريب حصل بعد المعركة، إذ إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى الملائكة تغسل حنظلة، فسألها عن السبب، فقالت: لأنه كان في ليلة عرسه وخرج مسرعاً، حتى إنه لم يغتسل من الجنابة، فسُمِّي غسيل الملائكة، وظل هذا اللقب شرفاً له ولذريته.
*كان جويبر إنساناً معدماً، ومن الطبقة المسحوقة في المجتمع، كما يعبرون، فسأله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوماً: أليست لك رغبة، يا جويبر، بامرأة تلطف حياتك، وتعينك على دنياك وآخرتك ؟، فقال جويبر: ومَنْ تقبل بالزواج مني، وأنا معدم وأسود، (وكان يوصف بأنه من قباح السودان)، فبعثه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى إمرأة ثرية من أسرة وجيهة إجتماعياً، وعزيزة في قومها، وقال له: قل لأبيها: إني رسول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليك، أخطب إليك إبنتك، وفعل جويبر ذلك، ولم يستطع وليها الجواب، ودخل عليها عارضاً الأمر، فلما علمت أنها رغبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وافقت وأطاعت، لتعطينا درساً عملياً في تطبيق الحديث الشريف: (إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ دَنِيّاً فِي نَسَبِهِ؟، قَالَ: إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ إِنَّكُمْ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ)، وكانت مصداقاً للآية الشريفة (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً).
*من كتاب دروس في بناء الذات وسياسة الأمة مستفادة من سيرة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
لسماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله الشريف)