
يتكون مفهوم الدولة من الشعب والأرض والنظام السياسي بينما يفترق مفهوم الأمة عن الدولة بعدم وجود النظام السياسي وكذا الأمة العربية لم ترتقي إلى مفهوم الدولة العربية بالرغم من السعي لتشكيلها ابتداءاً على شكل ثلاثي أو ثنائي املاً في تحقيق النظام العربي السياسي الواحد بجمع الدول العربية في بودقة واحدة تمثل الطموح القومي السياسي وانما انتهت الى انشاء منظمة الدول العربية الذي اقتصر دورها على العمل البروتوكولي والخطاب الاعلامي دون أي مؤشر على ترابط اقتصادي او امني كما يجري في منظومة الدول الاوربية .
النظام السياسي العربي ظل في واقعه تحت تاثير الامراء والملوك ونظام الحزب الواحد ويعود السبب في هذا الجمود السياسي الى تعرض الشعب العربي على مدار تاريخه السياسي الطويل إلى ممارسات أنظمة شمولية مستبدة وصلت الى الحكم بقوة السلاح او المال وتسلطت على الشعوب باللا شرعية وحافظت على طغيانها ووجودها بالعنف والقمع والاستبداد.
إن الجماهير العربية التي وجدت نفسها في دوامة الفساد السياسي الحكومي وتاثيرها بالحركات السياسية والثقافية العالمية وانطوائها تحت تنظيمات جماهيرية بدئت تطالب بالتغير والنهوض من واقع متردي وتقليدي متخلف الى واقع حضاري ومتقدم كما حصل في سقوط دولة النظام البعثي البائد في العراق وتشكيل حكومة منتخبة ودستور دائم الأمر الذي شكل صدمة وردة فعل تجاه ذلك عبرت عنه الدول العربية بتوحيد الخطاب بذريعة الاضطهاد الطائفي لسنة العراق والدفاع عن إعادة البعثيين إلى الحكومة ظناً منها في تمرير امتدادها الاستبدادي والدكتاتوري على شعوبها تحت اهداف يميزها الشارع العربي الواعي والذي كان الضحية الجاهزة للنظام السياسي العربي الواقعي والبعيد عن الذوق الحضاري وحقوق الانسان والدولة الديمقراطية.
ماجد القيسي
15/4/2007
تعليق