فدك
فدك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وفيها عين فوارة ونخل كثيرة .
وانها كانت تقدر ب ( 100,000 ) درهم وكل درهم يساوي مثقال من الذهب .
كانت قرية يسكنها اليهود وقد أبو الإنضواء تحت راية الإسلام في بادئ الامر
ولكنهم عندما وجدوا المسلمين احتلوا ( خيبر ) بقيادة القائد المظفر
الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
وادركوا انهم لا يستطيعون المقاومة أمام المسلمين . لهذا استسلموا الى الرسول "ص"
ومن دون ان تحصل حرباً وقبلوا الشروط بأن كل شخص يصبح مسلماً عليه ان يدفع ثلث
ماله فيكون في أمان وإذا أصبح مسلماً فأن أمواله تتعلق لرسول الله لأن التعاليم تقول :
اذا حصلتم على الغنائم في الحرب تقتسم بين الجميع
ولكن اذا حصلوا على الغنيمة من دون الحرب فستكون من نصيب رسول الله وثم تصل الى الإمام .
واذا لم تحصل أي حرب من فدك واستسلموا بأنفسهم لذلك تكون فدك من نصيب رسول الله " ص "
كانت توجدخمس قطع اراضي حول فدك ولها عوائد كثيرة تدعى ( عوالي ) وصاحب هذه الأراضي كان يدعى فخريق .
عندما بدأت معركة احد ذهب الى المدينة واستسلم ووهب امواله الى النبي " ص " ثم ذهب الى ساحة القتال واستشهد .
يقول النبي " ص " عنه ان فخريق من اهل الجنة ، مع انه لم يتوفق الى ان يصلي حتى ركعتان .
مجموع عوائد فدك كانت سبعون الف مثقال من الذهب في العام .
وفي هذه الاثناء نزلت اية من الله تبارك وتعالى بأن : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى ) " سورة الحشر ، الآية : 59 " .
سأل النبي " ص " جبرائيل : من هم اقربائي وما هو حقهم ؟
أجاب جبرائيل : ان الله تعالى يقصد فاطمة "ع" وعليك ان تعطيها فدك .
وهب النبي محمد "ص" فدك لأبنته الزهراء "ع "
هذه الأراضي كانت تحت بنت الرسول لمدة ثلاثة أعوام ، وكان قد كلفوا أناس لجمع عوائد هذه الأراضي .
مع ان الإمام علي وفاطمة الزهراء " عليهما السلام " كان لهم هذا الدخل العظيم ولكنهم كانوا يقسمونها بين الفقراء والمستضعفين ولم يبقى شيئ لهم .
لهذا السبب كان بساطهم من جلد الخروف ورداء فاطمة الزهراء كان قديماً جداً .
كانت فدك بيد الزهراء " عليها السلام " لفترة ثلاثة اعوام ولم يترك النبي " ص " أي ارث .
لهذا وهبت فدك في وصيتها لأولادها وان امير المؤمنين يتولى العناية بهذه الأراضي
ومن بعد تصل الى الإمام الحسن "ع " ومن ثم الى الامام الحسين " عليه السلام " .
بعد رحيل النبي " ص " قال عمر لأبي بكر : هذا الملك له عوائد كثيرة ولأنهم يوزعونها بين الناس
ستكون الناس من شيعتهم واتباعهم وهكذا لن تستقر وتستمر خلافتنا .
علينا ان نأخذ فدك من فاطمة الزهراء بأي طريقة
وافق ابو بكر على ما قاله عمر
لهذا بعثوا أناساً ليخرجوا عمال فاطمة الزهراء (عليها السلام ) من الأرض ويحتلوها .
فكان هذا الملك بيد ابو بكر وعمر حتى وصل الى عثمان فوهبه لأبن عمه مروان بن الحكم
وهكذا بقي بيد بني امية حتى وصل الى عمر بن عبد العزيز .
كان عمر بن عبد العزيز أميراً مؤمناً وصالحاً . وعمل أمور مفيدة أيام خلافته
احد هذه الأمور أمر بأن لا يشتموا الأمام علي ( عليه السلام ) من على المنابر
والثاني انه أعاد فدك لأولاد فاطمة الزهراء ( ع ) وودعه بيد الإمام الباقر ( ع ) .
وبعد ان تولى الخلافة يزيد بن عبد الملك غصب فدك ثانية
فأعادها السفاح لبني فاطمة ( ع )
ولكن غصبها المنصور الدوانيقي الخليفة العباسي
فأعادها المهدي العباسي لبني فاطمة ( ع )
ثم غصبها الرشيد مرة اخرى حتى وصلت الى خلافة المأمون .
وطلب في حينها المأمون من العلماء الشيعة والسنة ان يجتمعوا
في مجلس ويتباحثوا حول ملكية فدك واحقيتها لمن تعود
وفي هذا المجلس انتصر الشيعة وأعيدت فدك الى الإمام الرضا ( ع )
وصلت فدك الى الأمام محمد التقي ( ع )
فصادرها منه المتوكل العباسي الخليفة السفاك
وما زالت " فدك " مغتصبة ومحتلة حتى يومنا هذا ...
فيا لها من دنيا !!!
تعليق