بسم الله الرحمن الرحيم
عرب و لكن بلا غيرة
معظمكم سمع عن حادثة جامعة Virginia Tech و إطلاق النار الذي حصل من قبل طالب، و راح ضحية تلك الجريمة ثلاثين و نيف شخص بين طلبة و مدرسين، الطالب الذي ارتكب هذه الجريمة اطلق النار على نفسه بعدها ليموت هو أيضا. حصلت أحد وكالات الأخبار الأمريكية على بريد مُرسل من الطالب نفسه بعثه عبر البريد قبل ارتكاب الجريمة، و يحتوي على صور له يحمل فيها أسلحة و أدوات حادة يصوبها للكاميرا و على نفسه، و عدة مقاطع مرئية تحمل عدة عبارات خالية من الأدب. منذ حصول الجريمة إلى الآن، الإعلام الأمريكي بكل وسائله يتحدث عن تلك الحادثة، و من المستحيل أن ترى عبر التلفزيون الأمريكي شيئا آخر غير الحديث عن هذه الجريمة. تابعنا ردود الشارع الأمريكي أيضا، و كلهم نددوا بتلك الجريمة و أصدروا بيانات، مؤسسات، منظمات، جامعات، و بلا شك، طلبة. جريمة بشعة جدا و محزنة أيضا. بالإضافة لذلك، تابعنا ردود أفعال عوائل و أصدقاء الضحايا و كان ما رأيناه أمرا محزنا حقيقة. أدعو من باب أني إنسان، و أسأل الله أن يلهم أهل الضحايا و أصدقاءهم الصبر و السلوان.
قبل حصول هذه الحادثة بيومين فقط، حصل انفجار لمفخخة في مدينة كربلاء المقدسة على مسافة لا تتجاوز الـ 200 مترا من مرقد سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة و السلام، و راح ضحيته أكثر من 60 شخص، و إصابة أكثر من 70 شخص، بما فيهم نساء و أطفال، و تذكر مصادر مطلعة بأن بعض النساء و الأطفال احترقوا تماما اثر هذا الإنفجار. تابعت الإعلام العربي فالقضية تخصه قبل أن تخص أي إعلام آخر، و لم أجد أي تعليق على القضية أو تعزية لأهالي الضحايا الأبرياء، أو على الأقل بيان استنكار. ما وجدته كان فقط ذكر الخبر باختصار بمساحة لا تتجاوز الأسطر. أما بقية الأخبار فكانت، و أنقلها بطريقة الإعلام العربي، "أسرة الرئيس الراحل صدام حسين تنفي نبش قبره"، طبعا الخبر مدعّم بصور لقبر الهالك صدام المغطى بالورود و العلم العراقي! أما الخبر الآخر فكان، المخاطر التي تهدد المقاومة في العراق، و غيرها من الحماقات. أما بالنسبة للشارع العربي، فهو مشغول بأمور أخرى.
هؤلاء مدعي العروبة يثبتون يوما بعد يوم بأنهم عرب منسلخون عن عروبتهم، أمة بلا غيرة. أمة لا تملك حمية على دماء مئات الأبرياء، يقتلون بين الحين و الآخر في العراق، بما فيهم كهول و نساء و أطفال، شهداء و قتلى مغيبون عن الإعلام الذين يمثل هويتهم بصورة تكاد كلية، أمام عندما تصل القضية إلى إعدام الطاغية الهالك صدام، فتجد الإعلام و الشارع العربي ينهض و يستنفر، معللين ذلك بأن الإعدام جرح مشاعرهم كمسلمين لتزامنه مع أحد أعيادهم!
و إن أراد أن يتفضل إعلامنا العربي بتعليق حول ما يجري من انفجارات و قتل و إرهاب في العراق، فسيقول بأن كل ذلك خطة صهيوأميريكية. العضو "الباحث" في منتديات "يا حسين" يتساءل عن انتماء الإرهابي الذي يقتل و يفجر في العراق، فيقول:-
"فربما كان (الإرهابي) نصرانيا وأراد أن يتقرب الى الله تعالى ويتغدى بعد صلاة الجمعة مع السيد المسيح. و قد جاء من ولاية تكساس لينتقم من الشيعة. أعداء الانسانية. و لربما كان يهوديا متعصبا ممن يلبسون القبعات و جاء من تل أبيب لينتقم من الشيعة. و يتناول العشاء مع النبي موسى. و ربما كان مبعوثنا من اجهزة الاستخبارات ، الامبريالية ، والصهيونية ، والاستعمارية ، والتيتوليتارية .. وربما الماوية ، والماركسية .. الخ المنظومة."
القضية واضحة وضوح الشمس ، الإرهابيون الذين يمارسون جرائمهم في العراق هم عرب و يقومون بكل ذلك باسم الإسلام و الجميع يعرف إلى من ينتمون و من أين يأتون و على فتوى من يقتلون. أما ما يقوم به الإعلام العربي لتبرئة المتهم من الجريمة و من يسانده فيها ليس إلا كمحاولة إخراج شعرة من قطعة عجين.
لا أعلم ما هي انتماءات أصحاب الإعلام الأمريكي و الجمور الهائل الذي شارك في استنكار الجريمة التي حصلت في جامعة Virginia Tech، و لكن سواء كانوا يهود أو مسيح أو بوذ أو سيخ، لبرايين أو ديمقراطيين، بيض أو سود، مهما كانت ديانات أو سياسات أو لون هؤلاء، فهم يمتلكون من الغيرة ما لا يمتلكه هذا النوع من العرب.
عرب و لكن بلا غيرة
معظمكم سمع عن حادثة جامعة Virginia Tech و إطلاق النار الذي حصل من قبل طالب، و راح ضحية تلك الجريمة ثلاثين و نيف شخص بين طلبة و مدرسين، الطالب الذي ارتكب هذه الجريمة اطلق النار على نفسه بعدها ليموت هو أيضا. حصلت أحد وكالات الأخبار الأمريكية على بريد مُرسل من الطالب نفسه بعثه عبر البريد قبل ارتكاب الجريمة، و يحتوي على صور له يحمل فيها أسلحة و أدوات حادة يصوبها للكاميرا و على نفسه، و عدة مقاطع مرئية تحمل عدة عبارات خالية من الأدب. منذ حصول الجريمة إلى الآن، الإعلام الأمريكي بكل وسائله يتحدث عن تلك الحادثة، و من المستحيل أن ترى عبر التلفزيون الأمريكي شيئا آخر غير الحديث عن هذه الجريمة. تابعنا ردود الشارع الأمريكي أيضا، و كلهم نددوا بتلك الجريمة و أصدروا بيانات، مؤسسات، منظمات، جامعات، و بلا شك، طلبة. جريمة بشعة جدا و محزنة أيضا. بالإضافة لذلك، تابعنا ردود أفعال عوائل و أصدقاء الضحايا و كان ما رأيناه أمرا محزنا حقيقة. أدعو من باب أني إنسان، و أسأل الله أن يلهم أهل الضحايا و أصدقاءهم الصبر و السلوان.
قبل حصول هذه الحادثة بيومين فقط، حصل انفجار لمفخخة في مدينة كربلاء المقدسة على مسافة لا تتجاوز الـ 200 مترا من مرقد سيد الشهداء عليه أفضل الصلاة و السلام، و راح ضحيته أكثر من 60 شخص، و إصابة أكثر من 70 شخص، بما فيهم نساء و أطفال، و تذكر مصادر مطلعة بأن بعض النساء و الأطفال احترقوا تماما اثر هذا الإنفجار. تابعت الإعلام العربي فالقضية تخصه قبل أن تخص أي إعلام آخر، و لم أجد أي تعليق على القضية أو تعزية لأهالي الضحايا الأبرياء، أو على الأقل بيان استنكار. ما وجدته كان فقط ذكر الخبر باختصار بمساحة لا تتجاوز الأسطر. أما بقية الأخبار فكانت، و أنقلها بطريقة الإعلام العربي، "أسرة الرئيس الراحل صدام حسين تنفي نبش قبره"، طبعا الخبر مدعّم بصور لقبر الهالك صدام المغطى بالورود و العلم العراقي! أما الخبر الآخر فكان، المخاطر التي تهدد المقاومة في العراق، و غيرها من الحماقات. أما بالنسبة للشارع العربي، فهو مشغول بأمور أخرى.
هؤلاء مدعي العروبة يثبتون يوما بعد يوم بأنهم عرب منسلخون عن عروبتهم، أمة بلا غيرة. أمة لا تملك حمية على دماء مئات الأبرياء، يقتلون بين الحين و الآخر في العراق، بما فيهم كهول و نساء و أطفال، شهداء و قتلى مغيبون عن الإعلام الذين يمثل هويتهم بصورة تكاد كلية، أمام عندما تصل القضية إلى إعدام الطاغية الهالك صدام، فتجد الإعلام و الشارع العربي ينهض و يستنفر، معللين ذلك بأن الإعدام جرح مشاعرهم كمسلمين لتزامنه مع أحد أعيادهم!
و إن أراد أن يتفضل إعلامنا العربي بتعليق حول ما يجري من انفجارات و قتل و إرهاب في العراق، فسيقول بأن كل ذلك خطة صهيوأميريكية. العضو "الباحث" في منتديات "يا حسين" يتساءل عن انتماء الإرهابي الذي يقتل و يفجر في العراق، فيقول:-
"فربما كان (الإرهابي) نصرانيا وأراد أن يتقرب الى الله تعالى ويتغدى بعد صلاة الجمعة مع السيد المسيح. و قد جاء من ولاية تكساس لينتقم من الشيعة. أعداء الانسانية. و لربما كان يهوديا متعصبا ممن يلبسون القبعات و جاء من تل أبيب لينتقم من الشيعة. و يتناول العشاء مع النبي موسى. و ربما كان مبعوثنا من اجهزة الاستخبارات ، الامبريالية ، والصهيونية ، والاستعمارية ، والتيتوليتارية .. وربما الماوية ، والماركسية .. الخ المنظومة."
القضية واضحة وضوح الشمس ، الإرهابيون الذين يمارسون جرائمهم في العراق هم عرب و يقومون بكل ذلك باسم الإسلام و الجميع يعرف إلى من ينتمون و من أين يأتون و على فتوى من يقتلون. أما ما يقوم به الإعلام العربي لتبرئة المتهم من الجريمة و من يسانده فيها ليس إلا كمحاولة إخراج شعرة من قطعة عجين.
لا أعلم ما هي انتماءات أصحاب الإعلام الأمريكي و الجمور الهائل الذي شارك في استنكار الجريمة التي حصلت في جامعة Virginia Tech، و لكن سواء كانوا يهود أو مسيح أو بوذ أو سيخ، لبرايين أو ديمقراطيين، بيض أو سود، مهما كانت ديانات أو سياسات أو لون هؤلاء، فهم يمتلكون من الغيرة ما لا يمتلكه هذا النوع من العرب.
تعليق