من مفردات الغباء السياسي ، أن يروج البعض من الساسة لمصطلحات (غبية ) دون تمحيصها لأسباب تتعلق بالإندفاع النفسي أو الضغوط الإجتماعية أو السياسية ، ومن الغريب أن يروج البعض – كالببغاوات – لتسميات لا يعرف منشأها أو حاضناتها ، وبالتالي فهو يعمل –دون وعي – لخدمة القوى الخارجية وأجنداتها الخطيرة التي لم يستطع قراءة مفرداتها بدقة .
الكل يعرف إن مصطلح ( الشيعة الصفوية ) أو (الصفويين) بدأ يتصاعد كأعمدة الدخان من محاريب المعابد السياسية بعد سقوط السلطة المقبورة في العراق ، حاملاً معه روائح الحقد غير المبرر ، ولكن البعض القليل يعرف من أين نشأ هذا المصطلح ، ومن الذي دفعه للساحة العراقية ، ومن روج له ، ولأي غاية تم ترويجه .
الأعم الأغلب من القراء سيتصور – بسرعة غير محببة – إن المصطلح هو محض حقد على المسلمين الشيعة العراقيين ، وهذا صحيح الى حد ما ، ولكن تبقى أهمية وخطورة المصطلح أبعد من هذا التصور ، وأوسع من هذا المبتغى .
حين يتم إطلاق مصطلح ( الصفويين ) فالمقصود به هو المسلمين الشيعة العراقيين ، وهذا ما يذهب له الوعي العام دون تردد ، ولكن كيف نتعامل مع الشيعة الآخرين على وفق هذا المصطلح ، وخصوصاً الشيعة المنتشرين في عموم الوطن العربي ؟
من الواضح جداً إن كلمة ( الصفويين ) – بدلالتها القومية والطائفية - لا تعني هناغير معناها (السياسي) الذي يراد من وراءه تقسيم وتجزئة العراق ، والترويج لفكرة سلخ الشيعة العراقيين من هويتهم الوطنية ، ودفعهم عبر آلية الضغط النفسي الى انسلاخهم ( الذاتي ) من الهوية العربية وحصرهم في زاوية الإنزياح نحو إيران ، كرد فعل إنعكاسي على هذا الترويج ، مضافاً إليه كثرة الضغوط الناتجة عن استهداف المسلمين الشيعة بالقتل والذبح والتهجير ، وإلصاق التهمة بالشرفاء من المسلمين السنـّة ، وهذا بطبيعته سيؤدي الى نشوب أو خلق حالة من الإنفلات على واقع الإنتماء القومي ، والكفر بكل ما يمت للعروبة بصلة ، خصوصاً بعد الترويج لتصريحات الصغائر من الرؤساء والملوك والحكام والساسة والمسؤولين العرب ومشايخ التكفير من ربائب آل سعود وآل طلال وآل مبارك وغيرهم .
ومثل هذا يحدث – بشكل مقلوب تماماً ويؤدي لنفس النتائج – بالنسبة للعراقيين (التركمان) المساكين الذين يذوقون الويلات من الضغوط والقتل والتهجير على يد إخوتهم العراقيين من ( الكورد ) أو مفخخات العرب المسلمين ، أو إشاعة الموت ( البعثي الصدامي ) بينهم ، وما يتحملونه من استهتارات قوات الإحتلال ، لدفعهم نحو حياض الإنتماء لــــ ( تركيا ) كبديل عن محنتهم ، وكمتنفس لهم يبشرهم بأنهم يمكن أن يأووا الى ركن ( تركي ) شديد ، بعد أن عجز الوطن والوطنية عن حمايتهم وحقن دمائهم وحفظ كرامتهم .
إن البعض من الببغاوات العربية السياسية تروج لمصطلح ( الشيعة الصفويين ) على وفق متبنيين أساسيين لا ثالث لهما :-
1-الترويج لهذا المصطلح بناءً على توجيه من قوى خارجية تنتظر مكاسباً محسوبة من خلال هذا الترويج ، وتدفع بعملائها لنشر هذا المصطلح بعد دفوعات ( مالية ) أو معنوية .
2-الأكثر الأغلب من الآخرين يروج لهذا المصطلح كنوع من أنواع التعبير عن الحقد النفسي المتأزم ، وكرد فعل طبيعي لأفكار المدارس ( الشيخية التغييبية التكفيرية ) التي تشيع الحقد وثقافة المصادرة ، أو كنوع من أنواع رد الفعل على تصرفات البعض من متطرفي الشيعة .
ومن المهم أن نعرف بأن اتهام إيران بالتشيع الصفوي ليس من المنطق في شئ ، فالمفترض إن السيد الخميني ( قده ) جاء بثقافة هدم الشيعة الصفوية ، لأن معنى الشيعة الصفوية هو معنى مجازي يستخدم مطلقاً على كل رجال الدين من حاشية السلطان ووعاظ السلاطين ، ممن يروجون لفتاوى ( المصالح الدنيوية ) التي تخدم سلاطينهم وأرباب نعمهم وتوطد لهم الحكم ، وتوطن لهم رقاب المسلمين ، وهذا ما جهدت الثورة الإسلامية في إيران على تقويضه ، وخلق أنوذج لرجل الدين المنفلت عن سلطة الحكم ، والعودة الى مدارس أهل البيت (ع) في التعاطي مع الحاكم .
وهو كمصطلح بدأ بخصوصية التسمية ، ثم بدأ بالشيوع والعموم ، كما حدث مع الجندي الفرنسي ( شوفان) والذي أخذ العالم عنه مصطلح ( الشوفينية ) .
وللدقة في التعاطي مع المصطلحات ، لا يمكن حصر( الصفوية ) بالشيعة فقط ، ولا يمكن حصره بالصفويين فقط ، بل هناك وعاظ سلاطين ورجالات دين يحيطون بالملوك والرؤساء في كل زمان ومكان ، وقريب من وعاظ السلاطين الشيعة الصفويين ، يوجد وعاظ سلاطين من ( السنة السلجوقيين ) وهم أكثر نمواً وانتشاراً على طول الأمة الإسلامية وعرضها ، ما زالوا ، فلكل رئيس عربي – حالياً – وعاظه ورجالات (دينه) الذي يؤمن به .
وقد يذهب البعض الى استخدام مصطلح ( السنة السلاجقة ) حالياً ، ويروج له ، خصوصاً بعد شدة الإلحاح الذي تبديه الدولة الصديقة الشقيقة العميقة ( تركيا ) لإستضافة رجال الدين ومؤتمرات المقاومة والمصالحة والشتائم والنمائم على أراضيها التي ما زالت تتنفس رائحة الحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية ، وبين حلم الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الكوردية والإمبراطورية العثمانية ضاعت الهوية العربية أو توشك أن تضيع .
إن الأغبياء الذين يروجون لمصطلح ( الشيعة الصفوية ) يحاولون أن يُفهموا العالم الإسلامي السني عموماً والعربي خصوصاً بأن المسلمين الشيعة ينتمون الى إيران بشكل أو بآخر ، متناسين بأن إيران هي من تتشرف بالإنتماء الى المذهب الشيعي ( العربي ) المتأتي من سلالة أهل البيت ( عليهم السلام ) وهم من العرب الأقحاح ، ومغمضة عن أن الذي يحكم إيران – الآن – هم أهل العمائم السوداء ، وهذا يعني أصالة عروبتهم وانتمائهم الى سلالة النبي العربي (صلى الله عليه وآله ) ، مضافاً لذلك إن إيران – على سعة مساحتها ووفرة تربتها – تسجد كل يوم (34) مرة على تربة ( كربلاء المقدسة ) كلما قال المؤذن ( حي على خير العمل ) .
إن أخشى الخشية أن ينجح هذا المصطلح في أن يخلق شعوراً لدى الشيعة في العالم بأن ( إيران ) هي راعية مصالحهم ، وإنها ( عرّاب ) ولادتهم ، وأخطر ما يمكن أن نتصوره من نتائج أن يبدأ الشيعي بالإنسلاخ من هويته الوطنية والقومية بعد أن يعرف إنه غير مرغوب به في قبيلته .
الكل يعرف إن مصطلح ( الشيعة الصفوية ) أو (الصفويين) بدأ يتصاعد كأعمدة الدخان من محاريب المعابد السياسية بعد سقوط السلطة المقبورة في العراق ، حاملاً معه روائح الحقد غير المبرر ، ولكن البعض القليل يعرف من أين نشأ هذا المصطلح ، ومن الذي دفعه للساحة العراقية ، ومن روج له ، ولأي غاية تم ترويجه .
الأعم الأغلب من القراء سيتصور – بسرعة غير محببة – إن المصطلح هو محض حقد على المسلمين الشيعة العراقيين ، وهذا صحيح الى حد ما ، ولكن تبقى أهمية وخطورة المصطلح أبعد من هذا التصور ، وأوسع من هذا المبتغى .
حين يتم إطلاق مصطلح ( الصفويين ) فالمقصود به هو المسلمين الشيعة العراقيين ، وهذا ما يذهب له الوعي العام دون تردد ، ولكن كيف نتعامل مع الشيعة الآخرين على وفق هذا المصطلح ، وخصوصاً الشيعة المنتشرين في عموم الوطن العربي ؟
من الواضح جداً إن كلمة ( الصفويين ) – بدلالتها القومية والطائفية - لا تعني هناغير معناها (السياسي) الذي يراد من وراءه تقسيم وتجزئة العراق ، والترويج لفكرة سلخ الشيعة العراقيين من هويتهم الوطنية ، ودفعهم عبر آلية الضغط النفسي الى انسلاخهم ( الذاتي ) من الهوية العربية وحصرهم في زاوية الإنزياح نحو إيران ، كرد فعل إنعكاسي على هذا الترويج ، مضافاً إليه كثرة الضغوط الناتجة عن استهداف المسلمين الشيعة بالقتل والذبح والتهجير ، وإلصاق التهمة بالشرفاء من المسلمين السنـّة ، وهذا بطبيعته سيؤدي الى نشوب أو خلق حالة من الإنفلات على واقع الإنتماء القومي ، والكفر بكل ما يمت للعروبة بصلة ، خصوصاً بعد الترويج لتصريحات الصغائر من الرؤساء والملوك والحكام والساسة والمسؤولين العرب ومشايخ التكفير من ربائب آل سعود وآل طلال وآل مبارك وغيرهم .
ومثل هذا يحدث – بشكل مقلوب تماماً ويؤدي لنفس النتائج – بالنسبة للعراقيين (التركمان) المساكين الذين يذوقون الويلات من الضغوط والقتل والتهجير على يد إخوتهم العراقيين من ( الكورد ) أو مفخخات العرب المسلمين ، أو إشاعة الموت ( البعثي الصدامي ) بينهم ، وما يتحملونه من استهتارات قوات الإحتلال ، لدفعهم نحو حياض الإنتماء لــــ ( تركيا ) كبديل عن محنتهم ، وكمتنفس لهم يبشرهم بأنهم يمكن أن يأووا الى ركن ( تركي ) شديد ، بعد أن عجز الوطن والوطنية عن حمايتهم وحقن دمائهم وحفظ كرامتهم .
إن البعض من الببغاوات العربية السياسية تروج لمصطلح ( الشيعة الصفويين ) على وفق متبنيين أساسيين لا ثالث لهما :-
1-الترويج لهذا المصطلح بناءً على توجيه من قوى خارجية تنتظر مكاسباً محسوبة من خلال هذا الترويج ، وتدفع بعملائها لنشر هذا المصطلح بعد دفوعات ( مالية ) أو معنوية .
2-الأكثر الأغلب من الآخرين يروج لهذا المصطلح كنوع من أنواع التعبير عن الحقد النفسي المتأزم ، وكرد فعل طبيعي لأفكار المدارس ( الشيخية التغييبية التكفيرية ) التي تشيع الحقد وثقافة المصادرة ، أو كنوع من أنواع رد الفعل على تصرفات البعض من متطرفي الشيعة .
ومن المهم أن نعرف بأن اتهام إيران بالتشيع الصفوي ليس من المنطق في شئ ، فالمفترض إن السيد الخميني ( قده ) جاء بثقافة هدم الشيعة الصفوية ، لأن معنى الشيعة الصفوية هو معنى مجازي يستخدم مطلقاً على كل رجال الدين من حاشية السلطان ووعاظ السلاطين ، ممن يروجون لفتاوى ( المصالح الدنيوية ) التي تخدم سلاطينهم وأرباب نعمهم وتوطد لهم الحكم ، وتوطن لهم رقاب المسلمين ، وهذا ما جهدت الثورة الإسلامية في إيران على تقويضه ، وخلق أنوذج لرجل الدين المنفلت عن سلطة الحكم ، والعودة الى مدارس أهل البيت (ع) في التعاطي مع الحاكم .
وهو كمصطلح بدأ بخصوصية التسمية ، ثم بدأ بالشيوع والعموم ، كما حدث مع الجندي الفرنسي ( شوفان) والذي أخذ العالم عنه مصطلح ( الشوفينية ) .
وللدقة في التعاطي مع المصطلحات ، لا يمكن حصر( الصفوية ) بالشيعة فقط ، ولا يمكن حصره بالصفويين فقط ، بل هناك وعاظ سلاطين ورجالات دين يحيطون بالملوك والرؤساء في كل زمان ومكان ، وقريب من وعاظ السلاطين الشيعة الصفويين ، يوجد وعاظ سلاطين من ( السنة السلجوقيين ) وهم أكثر نمواً وانتشاراً على طول الأمة الإسلامية وعرضها ، ما زالوا ، فلكل رئيس عربي – حالياً – وعاظه ورجالات (دينه) الذي يؤمن به .
وقد يذهب البعض الى استخدام مصطلح ( السنة السلاجقة ) حالياً ، ويروج له ، خصوصاً بعد شدة الإلحاح الذي تبديه الدولة الصديقة الشقيقة العميقة ( تركيا ) لإستضافة رجال الدين ومؤتمرات المقاومة والمصالحة والشتائم والنمائم على أراضيها التي ما زالت تتنفس رائحة الحلم بعودة الإمبراطورية العثمانية ، وبين حلم الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية الكوردية والإمبراطورية العثمانية ضاعت الهوية العربية أو توشك أن تضيع .
إن الأغبياء الذين يروجون لمصطلح ( الشيعة الصفوية ) يحاولون أن يُفهموا العالم الإسلامي السني عموماً والعربي خصوصاً بأن المسلمين الشيعة ينتمون الى إيران بشكل أو بآخر ، متناسين بأن إيران هي من تتشرف بالإنتماء الى المذهب الشيعي ( العربي ) المتأتي من سلالة أهل البيت ( عليهم السلام ) وهم من العرب الأقحاح ، ومغمضة عن أن الذي يحكم إيران – الآن – هم أهل العمائم السوداء ، وهذا يعني أصالة عروبتهم وانتمائهم الى سلالة النبي العربي (صلى الله عليه وآله ) ، مضافاً لذلك إن إيران – على سعة مساحتها ووفرة تربتها – تسجد كل يوم (34) مرة على تربة ( كربلاء المقدسة ) كلما قال المؤذن ( حي على خير العمل ) .
إن أخشى الخشية أن ينجح هذا المصطلح في أن يخلق شعوراً لدى الشيعة في العالم بأن ( إيران ) هي راعية مصالحهم ، وإنها ( عرّاب ) ولادتهم ، وأخطر ما يمكن أن نتصوره من نتائج أن يبدأ الشيعي بالإنسلاخ من هويته الوطنية والقومية بعد أن يعرف إنه غير مرغوب به في قبيلته .
تعليق