إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المقام الشامخ للسيدة زينب عليها السلام في دمشق..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقام الشامخ للسيدة زينب عليها السلام في دمشق..

    بسم الله وبه نستعين
    تشير بعض الروايات الى أن عبدالله بن جعفر رحل عن المدينة المنورة وأنتقل مع السيدة زينب (ع) زوجته الى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها « راوية » وقد توفيت السيدة زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف بإسمها .
    وتختلف الروايات في سبب هجرة عبدالله بن جعفر الى هذه القرية وفي تاريخ تلك الهجرة ووفاة السيدة زينب ، لكن العديد من المؤلفين ذكروا أن ذلك بسبب مجاعة حصلت في المدينة وإن ذلك كان في سنة ( 65 هـ ) وبعضهم قال إن ذلك في سنة ( 62 هـ ) .
    يقول العلامة الشيخ فرج العمران ـ خلال بحث له عن الموضوع ـ : فالأرجح عندي أنها ( عليها السلام ) توفيت في الشام في النصف من شهر رجب من العام الخامس والستين من الهجرة وهو عام المجاعة ، وذلك بمحضر زوجها الجواد عبد الله بن جعفر ، ودفنت في احدى قراه المعروفة براوية من غوطة دمشق المشتهرة الآن بقرية الست (3) .
    ويقع مقام السيدة زينب في الجهة الشرقية الجنوبية على بعد سبعة كيلو مترات من دمشق ، وقد أصبحت المنطقة تعرف كلها باسم « السيدة زينب » .
    وتبلغ مساحة المقام وملحقاته حوالي الـ ( 15000 متر مربع ) ، ويتسع لخمسة آلاف شخص .
    وقد زار هذا المشهد الرحالة الشهير ابن جبير المتوفى سنة ( 614 هـ ) ، وقال عنه في رحلته المعروفة عند ذكر المزارات عند ذكر المزارات الشامية : « ومن مشاهد أهل البيت مشهد أم كلثوم بنت علي ويقال لها زينب الصغرى وأم كلثوم كنية أوقعها عليها النبي لشبهها بابنته أم كلثوم ومشهدها الكريم قبلي البلد يعرف براوية على مقدار فرسخ وعليه مسجد كبير وخارجه أوقاف وأهل هذه الجهات يعرفونه بقبر الست
    كما زار هذا المشهد الرحالة ابن بطوطة المتوفى ( 770 هـ ) ، وقال عند ذكر مزارات دمشق : بقرية القبلي وعلى فرسخ منها مشهد أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة ، ويقال أن اسمها زينب وكناها رسول الله لشبهها بخالتها أم كلثوم بنت رسول الله وعليه مسجد كبير وله مساكن وله أوقاف ويسميه أهل دمشق قبر الست أم كلثوم (5) .
    وذكر هذا المشهد الباحث الدمشقي عثمان بن أحمد السويدي الحوراني المتوفى سنة ( 970 هـ ـ أو 1003 هـ ) في كتابه:
    ( الأشارات الى أماكان الزيارات ) قال : ومنها قرية يقال لها « راوية » بها السيدة زينب أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب توفيت بغوطة دمشق عقيب محنة أخيها الحسين ، ودفنت في هذه القرية ثم سميت القرية باسمها وهي الآن معروفة بـ « قبر الست » (6) .
    وقال العلامة السيد محسن الأمين العاملي قدست روحه الطاهرة : يوجد في قرية تسمى « راوية » على نحو فرسخ من دمشق الى جهة الشرق قبر ومشهد يسمى «قبر الست » ووجد على هذا القبر صخرة رأيتها وقرأتها كتب عليها : هذا قبر السيدة زينب المكناة بأم كلثوم بنت سيدنا علي ( رضي الله عنه ) وليس فيها تاريخ وصورة خطها تدل على أنها كتبت بعد الستمائة من الهجرة » (7) .
    وإن كان السيد الأمين يرجّح أن القبر لزينب الصغرى أخت السيدة زينب الكبرى .
    وورد أن السيدة نفيسة صاحبة المقام المعروف في القاهرة بنت حسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب قد زارت هذا المشهد في قرية « راوية » سنة ( 193 هـ ) (8) .
    وقرب سنة (500 هـ ) شيد رجل قرقوبي من أهل حلب بمشهدها جامعاً كبيراً من أشهر جوامع دمشق (9) .
    وزار هذا المشهد الرحالة أبو بكر الهروي المتوفى ( 611 هـ ) وذكره في كتابه المعروف بـ ( الأشارات الى معرفة الزيارات ) (10) .
    وفي سنة ( 768 هـ ) أوقف على هذا المشهد ـ باعتباره مرقداً للسيدة زينب الكبرى ـ نقيب الأشراف السيد حسين الموسوي من كبار أعلام دمشق في زمانه جميع ما كان يملكه من البساتين والأراضي وكتب صكاً طويلاً عليه شهادات سبعة من قضاة دمشق الكبار في زمانهم ، ونسخة هذا الصك محفوظة عند سدنة المقام ومذكور نصه في بعض المؤلفات (11) .
    وقد جدد السيد حسين الموسوي عمارة هذا المشهد سنة ( 768 هـ ) وفي سنة ( 1302 هـ ) جدد القبة الكريمة السلطان عبد العزيز خان العثماني باعانة التجار والأثرياء . وفي سنة ( 1354 هـ ) أنشأ سادة آل نظام غرفاً كثيرة حول المقام لاراحة الزائرين وجددوا المدخل الشريف بنفقتهم .
    وفي سنة ( 1370 هـ ) شكل الإمام السيد محسن الأمين العاملي لجنة من خيار التجار وأهل الثروة لتعميرالحرم والصحن والأروقة برئاسته ( رحمه الله ) (12) .
    وكان للحاج محمد مهدي البهبهاني ( رحمه الله ) دور أساسي في هذه العمارة والتجديد .
    وفي سنة ( 1370 هـ ) أهدى التاجر الباكستاني محمد علي حبيب مؤسس المصرف المعروف باسمه « حبيب بنك » أهدى قفصاً ثميناً وزنه اثنا عشر طنا لينصب على قبرها لأن الله قد شفا ولده الوحيد من الشلل بعد أن عجز عنه الأطباء ببركة السيدة زينب ، وقد نصب هذا القفص الفضي المذهب المحلى بالجواهر الكريمة النادرة في احتفال رسمي وشعبي .
    وأرخه الخطيب الشيخ علي البازي النجفي بقوله :
    هـذا ضريح زيـنب قف عنـده * واستغفـر الله لـكل مذنب
    ترى الملا طراً وأملاك السما * ارخ « وقوفاً في ضريح زينب »
    ( 1370 هـ ) (13) .
    وفي سنة ( 1373 هـ ) أهدى جماعة من التجار الأيرانيين صندوقاً ثميناً من أورع أمثلة الصناعة الأيرانية المعروفة ، ومن صنع الفنان الأيراني الحاج محمد سميع ، والذي بقي في صنع هذا الصندوق ثلاثين شهراً ، وقدر ثمنه بمآءتي ألف ليرة سورية آنذاك ، وعليه غطاء من البلور أحضرته بعثة ايرانية برئاسة ضابط ايراني كبير ، وأقيم يوم وصوله ونصبه على قبرالسيدة زينب احتفال مهيب ترأسه السيد صبري العسلي رئيس وزارة سوريا .
    وارخه الشاعر النجفي السيد محمد الحلي بقوله :

    صندوق زينب قد بدت * للفن فيه علائم
    صنعته أيدي المخلصين * فحار فيه العالم
    حيث احتوى جثمانها * ارّخت راق الخاتم


    (1373 هـ ) (14) .
    وأهدى بعض تجار ايران سنة ( 1380 هـ ) لمشهدها باباً ذهبياً رائعاً (15) .
    وللمقام مئذنتان شامختان بارتفاع ( 54 متراً ) .
    وفي عام ( 1380 هـ ) أهدي للحرم باب ذهبي للمدخل الغربي وبابان مذهبان بالميناء للمدخل الشمالي والقبلي كما تم في هذا العام ( 1413 هـ ) اكساء قبة المقام من الخارج بالذهب



  • #2
    اثبات ان المقام الشريف في دمشق دون القاهرة

    بين القاهرة ودمشق
    توجد روايات ونصوص تاريخية يستدلّ بها أنصار كلّ من الرأيين ، كما يتعالى في سماء القاهرة ودمشق مقامان شامخان ينسبان للسيدة زينب ، وتؤمّهما جماهير المؤمنين ويقصدهما الزائرون .
    لكنّ المطالعة الدقيقة والبحث الموضوعي في أدلّة الطرفين يرجّح كفّة الأطمئنان إلى أنّ مشهد الراوية في دمشق هو الأقرب إلى الصحّة والواقع .
    وذلك لتظافر الأدّلة في كتب المؤرخين والرحّالة والسّائحين منذ القرون السابقة وإلى الآن .
    ولضعف مستند القائلين بسفر السيدة زينب الكبرى إلى مصر وموتها فيها ، وللإحتمال الكبير في أن يكون المقام في مصر لزينب أخرى من أهل البيت .
    وقد أفرد بعض العلماء كتباً ورسائل لتحقيق هذا الموضوع ، ومن أبرزهم العلامة المرحوم الشيخ فرج العمران القطيفي ( 1321 هـ ) والذي ألّف رسالة تحت عنوان ( المرقد الزينبي ) سنة ( 1377 هـ ) وطبعها في النجف الأشرف ـ العراف ) وكانت نتيجة البحث التي انتهى إليها في رسالته هو ترجيح المقام الزينبي في مشق ، وأنّه للسيدة زينب الكبرى .
    والبحث الآخر والأعمق هو للبحّاثة الباكستاني الشيخ محمد حسنين السّابقي ، ويقع في أكثر من (240 صفحة ) وقد طبع في بيروت سنة ( 1399 هـ 1979 م ) .
    ونقتبس منه الفقرات التالية بشيء من التصرّف والاختصار إنّ رحلة السيدة العقلية إلى مصر واقامتها هناك وتليبتها لداعي حماها وحديث مدفنها بها قضية من أهمّ القضايا التي لا يفوت ذكرها كلّ مؤرخ يقظان .
    ولا أقلّ من أن يذكره والمؤرّخين الذين نشأوا في مصر خان ولكنهم بأجمعهم لم يشيروا اليه أدنى اشارة .
    وتتجلى هذه الحقيقة بعدما نرى اهتمام المصريين باحاطة الأخبار وضبط الحوادث المتعلقة ببلادهم .
    فأول مدوّن لتاريخ مصر في الإسلام هو عبد الرحمن بن عبد الحكم المصري المتوفى ( 257 هـ ) له في تاريخ مصر كتاب حافل سماه « منهج السالك في أخبار مصر والقرى والممالك » ذكر فيه تراجم كثير من الصحابة ممن دخل مصر .
    وتبعه أبو عمرو محمد بن يوسف الكندي المتوفى ( 354 هـ ) وله عدة تأليفات في تاريخ مصر .
    ثم برع في تدوين أخبار مصر والأحاطة بحوادثها أبو محمد حسن بن إبراهيم بن ذولاق الليثي المصري المتوفى ( 387 هـ ) .
    ثم تلاه في هذا الموضوع عز الملك محمد بن عبدالله بن أحمد الحراني المسبحي المتوفى سنة ( 420 هـ ) .
    ثم المؤرخ المتتبع القاضي أبو عبدالله محمد بن سلامة القضاعي الشافعي المتوفى ( 453 هـ ) ولم يقصر همه على ضبط الحوادث التاريخية فقط بل ألف في المزارات المقصودة للزيارة والتبرك التي تشد اليها الرحال وله في هذا الموضوع كتاب ( اُنس الزائرين ) ترجم فيه للسيدة نفيسة وعين مدفنها وليس فيه لقبر زينب الكبرى عين ولا أثر .
    ثم اعطف الى المقريزي والسيوطي والقلقشندي وغيرهم لم نجد أحداً من هؤلاء أنه ذكر دخول السيدة زينب الكبرى في مصر ومدفنها بها .
    على أن هناك جماعة من مؤرخي مصر ممن أفرد تأليفه في تحقيق المزارات والقبور والمساجد كابن يونس والهتناني والقرشي صاحب ( المزارات المصرية ) وابن سعد النسابة صاحب ( مزارات الأشراف ) وابن عطايا والحموي الذي ذكر جملة من مزارات مصر ، وموفق الدين صاحب ( مرشد الزوّار ) ترى هؤلاء الإعلام يترجمون أصحاب القبور ويميزون بين المزارات الصحيحة والمزورة من العلويين وغيرهم في مصر .
    ولم يذكر أحد من هؤلاء أن العقيلة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين مدفونة في مصر (21) .
    إن كبار المؤرخين المطلعين على تاريخ مصر بدقة وتحقيق لم يصح لديهم دخول أي ولد لأمير المؤمنين لصلبه في مصر .
    قال الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي المتوفى ( 576 هـ ) : ـ لم يمت له ـ أي لعلي ـ ولد لصلبه في مصر .
    قال الحافظ المؤرخ أبو محمد حسن بن إبراهيم بن زولاق الليثي المصري المتوفى ( 387 هـ ) :
    أول من دخل مصر من ولد علي سكينة بنت علي بن الحسين .
    وبه قال السخاوي .
    وفي لفظ آخر للسخاوي : إن المنقول عن السلف انه لم يمت أحد من أولاد علي لصلبه في مصر .
    فكيف من المعقول ان تدخل العقيلة زينب مصر وتقيم هناك زهاء السنة ثم تقبر على مرأى من المحاشد الجمة ومسمع ، ولا يعرف أمرها أحد من المؤرخين الذين عهدهم قريب بتلك الحادثة المهمة .
    والإمام الشافعي كان يتجاهر بالولاء لأهل البيت ، وقد ورد في سيرته أنه كان يزور السيدة نفيسة لكن لم يرد أنه زار السيدة زينب هناك (22) .
    كما دخل مصر جملة من الرحالين كابن جبير وابن بطوطة وابن شاهين وذكروا ما شاهدوا من القبور المعروفة المقصودة للزيارة في عهدهم ولكن لا تجد أحداً منهم يذكر قبر السيدة زينب الكبرى في مصر . . اللهم الا الرحالة الكوهيني الفاسي الاندلسي الذي دخل القاهرة في ( 14 ـ محرم 369 هـ ) (23) .
    إن الاشتباه بوجود قبر العقيلة زينب نشأ لتعدد المسميات بزينب من العلويات وغيرهم المدفونات بمصر ، والذهن أسرع تبادراً عند سماع الإسم الى أشهر الأفراد وأكملها .
    ومن المعلوم أن عادة العامة والخاصة جرت أنهم ينسبون العلويين الى رسول الله وأمير المؤمنين بلا واسطة (24) .
    والظاهر أن المشهد الزينبي المعروف في القاهرة هو للسيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (25) .
    والمصدر الأساس لدعوى هجرة السيدة زينب الكبرى الى مصر وموتها ودفنها فيها رسالة ( أخبار الزينبيات ) للنسابة العبيدلي ، وحول هذه الرسالة ومؤلفها ورواتها وبالخصوص الرواية المتعلقة بهذا الموضوع حولها كلام عند أهل التحقيق سنداً ومتناً (26) .
    نسالكم الدعاء

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X