للفائده نتناول مواقف ابي ذر (رض) في عصره ونستخلص ونتعرف أكثر على شخصية أبي ذر (رض) .
وفي هذا العصر عصر عثمان - كان لمعاوية مع أبي ذر قصص يطول شرحها ، ونحن نوردها هاهنا بإيجاز .
مع أبي ذر :
كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول : لا إله إلا الله ، ولا يعبد الأصنام فلما بلغه خبر النبي بمكة ذهب إليها ، وأسلم رابعا أو خامسا وأجهر
بإسلامه في مكة ، فضرب حتى غشي عليه ، ثم أمره النبي بالرجوع إلى قومه ودعوتهم إلى الإسلام ، وأنه يأتيه إذا بلغه نبأ ظهوره ، فرجع أبو ذر إلى قومه يدعونهم إلى الإسلام .
وهاجر إلى المدينة بعد غزوة الخندق . وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله في أحاديث صحيحة وردت عنه مثل قوله : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر .
وفي غزوة تبوك تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره، فحمل متاعه على ظهره وتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وآله ماشيا حتى لحق به ، فلما رآه رسول الله قال : " رحم الله أبا ذر ! يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده .
ولما ولي عثمان ، وأعطى مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم ثلاثمائة ألف درهم ، وزيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم ، جعل أبو ذر يتلو : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) وجرى بينه وبين عثمان في ذلك محاورات ، فأمره أن يلتحق بالشام ، فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها ، وبعث إليه معاوية بثلاث مائة دينار ، فقال : إن كان من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها .
وبنى معاوية قصره الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ! إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهذا الاسراف ، فسكت معاوية .
وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه ، والله اني لارى حقا يطفأ وباطلا يحيى ، وصادقا يكذب ، وأثره بغير تقى ، وصالحا
مستأثرا عليه وكان الناس يجتمعون عليه ، فنادى منادي معاوية ألا يجالسه أحد .
وفي رواية أن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح ، دعا رسوله فقال : اذهب إلى أبي ذر ، فقل : أنقذ جسدي من عذاب معاوية ، فإني أخطأت . قال : يا بني ، قل له : يقول لك أبو ذر : والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك ، فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله ، كتب إلى عثمان : أما بعد ، فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله ، فابعث إلى أبي ذر فإنه وغل صدور الناس ... الحديث ( 81 ).
وفي أنساب الاشراف : فكتب عثمان إلى معاوية . أما بعد فاحمل جندبا على أغلظ مركب وأوعره . فوجه معاوية من سار به الليل والنهار ( 82 ) .
وفي اليعقوبي ( 83 ) : فكتب إليه أن احمله على قتب بغير وطاء ، فقدم به إلى المدينة وقد ذهب لحم فخذيه .
وفي مروج الذهب ( 84 ) : فحمله على بعير عليه قتب يابس معه خمس من الصقالبة يطيرون به حتى أتوا به المدينة وقد تسلخت أفخاذه وكاد أن يتلف .
وفي الانساب : فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول : تستعمل الصبيان ، وتحمي الحمى ، وتقرب أولاد الطلقاء ! ؟ فسيره إلى الربذة ، فلم يزل بها حتى مات .
وكان مكث أبي ذر في الشام سنة واحدة ، فقد ذكر المؤرخون أن تسفيره من المدينة إلى الشام كان سنة تسع وعشرين ، وفي سنة ثلاثين شكاه معاوية إلى عثمان ، فجلبه إلى المدينة ، ثم نفاه إلى الربذة ، فتوفي بها سنة إحدى وثلاثين ، أو اثنتين وثلاثين .
وما أوردنا من أسباب إبعاد أبي ذر إلى الشام ، ثم جلبه إلى المدينة ، ونفيه إلى الربذة هو الصحيح .
وفي هذا العصر عصر عثمان - كان لمعاوية مع أبي ذر قصص يطول شرحها ، ونحن نوردها هاهنا بإيجاز .
مع أبي ذر :
كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول : لا إله إلا الله ، ولا يعبد الأصنام فلما بلغه خبر النبي بمكة ذهب إليها ، وأسلم رابعا أو خامسا وأجهر
بإسلامه في مكة ، فضرب حتى غشي عليه ، ثم أمره النبي بالرجوع إلى قومه ودعوتهم إلى الإسلام ، وأنه يأتيه إذا بلغه نبأ ظهوره ، فرجع أبو ذر إلى قومه يدعونهم إلى الإسلام .
وهاجر إلى المدينة بعد غزوة الخندق . وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله في أحاديث صحيحة وردت عنه مثل قوله : " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر .
وفي غزوة تبوك تخلف أبو ذر وأبطأ به بعيره، فحمل متاعه على ظهره وتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وآله ماشيا حتى لحق به ، فلما رآه رسول الله قال : " رحم الله أبا ذر ! يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده .
ولما ولي عثمان ، وأعطى مروان بن الحكم ما أعطاه ، وأعطى الحارث بن الحكم ثلاثمائة ألف درهم ، وزيد بن ثابت الأنصاري مائة ألف درهم ، جعل أبو ذر يتلو : ( وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) وجرى بينه وبين عثمان في ذلك محاورات ، فأمره أن يلتحق بالشام ، فكان أبو ذر ينكر على معاوية أشياء يفعلها ، وبعث إليه معاوية بثلاث مائة دينار ، فقال : إن كان من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا قبلتها ، وإن كانت صلة فلا حاجة لي فيها .
وبنى معاوية قصره الخضراء بدمشق ، فقال : يا معاوية ! إن كانت هذه الدار من مال الله فهي الخيانة ، وإن كانت من مالك فهذا الاسراف ، فسكت معاوية .
وكان أبو ذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها ، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه ، والله اني لارى حقا يطفأ وباطلا يحيى ، وصادقا يكذب ، وأثره بغير تقى ، وصالحا
مستأثرا عليه وكان الناس يجتمعون عليه ، فنادى منادي معاوية ألا يجالسه أحد .
وفي رواية أن معاوية بعث إليه بألف دينار في جنح الليل فأنفقها، فلما صلى معاوية الصبح ، دعا رسوله فقال : اذهب إلى أبي ذر ، فقل : أنقذ جسدي من عذاب معاوية ، فإني أخطأت . قال : يا بني ، قل له : يقول لك أبو ذر : والله ما أصبح عندنا منه دينار ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك ، فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله ، كتب إلى عثمان : أما بعد ، فإن كان لك بالشام حاجة أو بأهله ، فابعث إلى أبي ذر فإنه وغل صدور الناس ... الحديث ( 81 ).
وفي أنساب الاشراف : فكتب عثمان إلى معاوية . أما بعد فاحمل جندبا على أغلظ مركب وأوعره . فوجه معاوية من سار به الليل والنهار ( 82 ) .
وفي اليعقوبي ( 83 ) : فكتب إليه أن احمله على قتب بغير وطاء ، فقدم به إلى المدينة وقد ذهب لحم فخذيه .
وفي مروج الذهب ( 84 ) : فحمله على بعير عليه قتب يابس معه خمس من الصقالبة يطيرون به حتى أتوا به المدينة وقد تسلخت أفخاذه وكاد أن يتلف .
وفي الانساب : فلما قدم أبو ذر المدينة جعل يقول : تستعمل الصبيان ، وتحمي الحمى ، وتقرب أولاد الطلقاء ! ؟ فسيره إلى الربذة ، فلم يزل بها حتى مات .
وكان مكث أبي ذر في الشام سنة واحدة ، فقد ذكر المؤرخون أن تسفيره من المدينة إلى الشام كان سنة تسع وعشرين ، وفي سنة ثلاثين شكاه معاوية إلى عثمان ، فجلبه إلى المدينة ، ثم نفاه إلى الربذة ، فتوفي بها سنة إحدى وثلاثين ، أو اثنتين وثلاثين .
وما أوردنا من أسباب إبعاد أبي ذر إلى الشام ، ثم جلبه إلى المدينة ، ونفيه إلى الربذة هو الصحيح .
تعليق