إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دواعي وضع الحديث

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دواعي وضع الحديث

    الرجاء من الأخوة تقييم المشاركة وعذرا على طول الموضوع. مع تحياتي لكم
    - أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري
    دواعي وضع الحديث :
    في عصر معاوية انتشر أصحاب الرسول - المستضعفون في الأرض الذين كانوا قد التفوا حول علي في عصره ( 246 ) في البلاد بعد عام الجماعة ، والتف
    ( 246 ) في تاريخ الإسلام للذهبي ( 2 / 149 ) : كان مع علي يوم الجمل ثمانمائة من الانصار وسبعمائة ممن شهد بيعة الرضوان ومائة وثلاثون بدريا .
    وفي تاريخ ابن خياط ( 1 / 180 ) كان مع علي صفين ثمانمائة ممن شهد بيعة الرضوان ، وفي صفين لنصر بن مزاحم ( 449 ) قال قيس بن سعد بن عبادة لنعمان بن بشير وكان هو ومسلمة بن مخلد مع معاوية في صفين : " أنظر يا نعمان ! هل ترى مع معاوية الا طليقا أو أعرابيا أو يمانيا مستدرجا بغرور ، أنظر أين المهاجرون والأنصار والتابعون الذين رضي الله عنهم ، ثم انظر هل ترى مع معاوية غيرك وصويحبك ، ولستما والله ببدريين ، ولا عقبيين ، ولا أحديين ، ولا لكما سابقة في الإسلام ، ولا آية في القرآن ، ولعمري لئن شغبت علينا لقد شغبت علينا أبوك " يقصد من العقبيين الانصار الذين بايعوا الرسول في العقبة بمنى قبل هجرة النبي إليهم ، ويقصد من شغب أبيه عليهم ، خلافه لهم يوم سقيفة بني ساعدة وسبقه إلى بيعة أبي بكر يومذاك . ( * )
    المسلمون حولهم في كل مكان يستمعون إلى أحاديثهم ويأخذون منهم معالم دينهم ، وكان الحديث يوم ذاك يدور في أندية المسلمين عن صفين ، والجمل ، والفتنة في عصر عثمان ، وفي كله ذم لامية ، وعن الفتوح في عصر الخليفتين ، وجل ما فيه من المدح لغير أمية ، ويتبارى أصحاب الرسول في ذكر غزواته وحروبه ، وتعذيب قريش إياهم ، وهنالك تشخع النفوس ، وتستمع إلى الحديث بإجلال وإكبار .
    والحديث هذا كما ذكرنا كله مجد لهاشم ، وفي جله ذم لامية ، فإنهم كانوا يذكرون للناس ( 247 ) غزوة بدر ، وكيف قتلوا جد معاوية وخاله وأخاه وغيرهم من أفراد أسرته ، وكيف سبوا فيها من سبوا من أهله وذويه ، ويذكرون غزوة أحد ، وكيف بقرت عند عن كبد حمزة ولاكته ، وكيف نادى أبو سفيان فيها : أعل هبل ، وينشدون شعر حسان في هند ، وما هجاها به ، وما كانوا يغمزون من نسب معاوية .
    ويذكرون إسلام أبي سفيان وبنيه ، وكيف ألف النبي قلوبهم على الإسلام بالمال في حنين ، ويذكرون أن أبا سفيان لم يكن مخلصا في إسلامه ، فقد قال بعد إسلامه : لو عاودت الجمع لهذا الرجل .
    وقال في حنين : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر . وقال يوم اليرموك حين رأى فرار المسلمين : إيه بني الاصفر ! وعندما ركبهم المسلمون : ويح بني الاصفر ! وأنشد :
    وبنو الاصفر الكرام ملوك ال‍ * روم لم يبق منهم مذكور
    كل هذا يجري في سلطان معاوية والعربي في الجزيرة كان لا يعنى بشئ عنايته بالتغني بأمجاد القبيلة ، ينفق ما عز وغلا في سبيل نشر مآثرها ، وهذا ما لم يمح أثره الإسلام ، وإنما خففه في نفوس النزر اليسير من معتنقيه ، ولم يكن معاوية من ذلك النزر اليسير ، فإنه لم يتطبع بالخلق الإسلامي في مدة مكثه
    ( 247 ) ولولا تحديثهم بكل ذلك لما انهت الينا أخبار تلك الغزوات بتفاصيلها . ( * )
    القصيرة ، بالمدينة ، وكيف يكون غير هذا وقد رأيناه في أيام إمارته بالشام يأكل الربا ، ويحمل إليه روايا الخمر ، ويتلاعب بأموال المسلمين ، ويقوم الخطيب ويمدحه في وجهه ، ويعقد المجالس للمفاخرة ، ويقول في بعضها : قد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه ( ص ) فإنه انتخبه وأكرمه ، وإني لاظن أبا سفيان لو ولد الناس كلهم لم يلد إلا حازما ( 248 ) .
    أرأيت مفاخرة أبعد من هذه في التيه ! يرى أن أباه لو ولد الناس كلهم لم يلد إلا حازما .
    وان أباه كان أكرمها وابن أكرمها لولا نبوة النبي ! كان هذا حد مفاخرته في أيام إمارته ، أما في عصر خلافته فقد كان حدود مفاخرته أبعد مدى من هذه وأشد ، فقد اجتمعت لديه يومذاك إلى داعي المفاخرة دواع أخرى ، كانت في حسابه أهم من دواعي التغني بأمجاد القبيلة ، فإنه قد أصبح ملكا يبذل قصارى جهده في تثبيت ملكه وترسيخ أساسه ، وكيف يتم له ذلك وفي المسلمين من يقول له في وجهه مقال صعصعة بن صوحان العبدي : ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلب على رسول الله صلى الله عليه وآله إنما أنت طليق وابن طليق أطلقكما رسول الله ، فأنى تصح الخلافة لطليق ( 249 ) ؟
    ومقال عبد الرحمن بن غنم الأشعري لأبي هريرة وأبي الدرداء عندما أرسلهما معاوية إلى علي : وأي مدخل لمعاوية في الشورى ! ؟ وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة ! وهو وأبوه من رؤوس الأحزاب ( 250 ) ، وكيف يستقر له الأمر بعد قول عمر :
    هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد ، ثم في أهل أحد ، ثم في كذا وكذا ، وليس فيها لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح ( 251 ) .
    وقول علي فيه : وخلاف معاوية إياي الذي لم يجعل الله له سابقة في الدين ، ولا سلف صدق في الإسلام ، طليق ابن طليق ، وحزب من الاحزاب ، لم يزل لله ولرسوله وللمسلمين عدوا هو وأبوه ، حتى دخلا في الإسلام كارهين مكرهين ( 252 ) .
    وقال له : واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعقد معهم الإمامة ولا يدخلون في الشورى ( 253 ) .
    ومقالة عبد الله بن بديل يوم صفين فيه : ان معاوية ادعى ما ليس له ، ونازع الامر أهله ، ومن ليس مثله . . . إلى قوله : قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الامر أهله ، وقد قاتلتهم مع النبي صلى الله عليه وآله ، والله ما هم في هذه بأزكى ولا أتقى ، ولا أبر منها ، قوموا إلى عدو الله ، وعدوكم ، رحمكم الله ( 254 ) .
    ومقال عمار فيه : يا أهل الإسلام ! أتريدون أن تنظروا إلى من عادى الله ورسوله وجاهدهما ، وبغي على المسلمين ، وظاهر المشركين ، فلما أراد الله أن يظهر دينه ، وينصر رسوله ، أتى النبي فأسلم ، وهو والله فيما يرى راهب غير راغب ، وقبض الله رسوله صلى الله عليه وآله وإنا والله لنعرفه بعداوة المسلم ، ومودة المجرم ؟ ألا وإنه معاوية ، فالعنوه ، لعنه الله ، وقاتلوه فإنه ممن يطفئ نور الله ،
    ويظاهر أعداء الله ( 255 ) .
    ومقال الاسود بن يزيد لعائشة : ألا تعجبين من رجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله في الخلافة ! ؟ قالت : وما تعجب من ذلك ! ؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر ، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة ، وكذلك غيره من الكفار ( 256 ) .
    وكتب إليه الحسن : فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية ! على أمر لست من أهله ، لا بفضل في الدين معروف ، ولا أثر في الإسلام محمود ، وأنت ابن حزب من الأحزاب ، وابن اعدى قريش لرسول الله ، ولكتابه ( 257 ) . .
    وقال له شعبة بن غريض : انك كنت ميت الحق في الجاهلية ، وميته في الإسلام . اما في الجاهلية ، فقاتلت النبي والوحي حتى جعل الله كيدك المردود ، وأما في الإسلام ، فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه وآله الخلافة ، وما أنت وهي ! وأنت طليق ابن طليق ! ؟ ( 258 ) .
    كيف يستقر له الملك وهذه أقوال أئمة المسلمين فيه ! ؟ حتى ان أم المؤمنين لم تستطع أن تدافع عنه بأكثر من قولها : إن ذلك سلطان الله يؤتيه البر والفاجر . كيف يستقر له الملك ، ويتم له ما يريد من جعل الخلافة وراثة في عقبه ؟ وهذه أقوال أئمة المسلمين فيه ! ، وفي المسلمين الحسن والحسين ، وارثا مجد
    هاشم ، وسبطا الرسول ، وقد خصهما المسلمون بالحب والاكبار ! ؟ إذن لابد لمعاوية في ما يريد من توطيد ملكه ، وتوريثه لعقبه من أن يصرف المسلمين عن بيت علي خاصة إلى بيته ، بيت أمية ، فأعلن على هذا البيت وأشياعه وتابعيه حربا يشيب من هولها الوليد ، وبذل في سبيل هذه الحرب ما ملك من مكر ودهاء ، ومال وقوة ، ولما لم تكن له سابقة حسنة في الإسلام ليتشبث بها فيما يريد ، لم يكن له بد من التذرع بدم عثمان للوصول إلى ما يروم .
    روى الطبري ( 259 ) وقال : استعمل معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين ، فلما أمره عليها دعاه وقال له : . . وقد أردت ايصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتمادا على بصرك ، ولست تارك إيصاءك بخصلة ، لا تترك شتم علي وذمه ، والترحم على عثمان والاستغفار له ، والعيب لاصحاب علي والاقصاء لهم ، والاطراء لشيعة عثمان ، والادناء لهم ، فقال له المغيرة : قد جربت وجربت ، وعملت قبلك لغيرك ، فلم يذممني ، وستبلو فتحمد أو تذم ، فقال : بل نحمد إن شاء الله .
    وروى المدائني في كتاب الاحداث وقال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته ، وكان أشد البلاء حينئذ أهل الكوفة .
    وكتب معاوية ( 260 ) إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لاحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة ، وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ، وأهل ولايته ، والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقربوهم ، وأكرموهم ، واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم ، واسمه ، واسم أبيه ، وعشيرته ، ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات ، والكساء والحباء ، والقطايع ، ويفضيه في العرب
    منهم والموالي ، فكثر ذلك في كل مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا ، فليس يجئ أحد مردود من الناس عاملا من عمال معاوية ، فيروي في عثمان فضيلة أو منقبة إلا كتب اسمه وقربه وشفعه ، فلبثوا بذلك حينا ، ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر ، وفشا في كل مصر ، وفي كل وجه وناحية ، فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ، ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلي وأقر إلى عيني ، وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته ، وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله فقرئت كتبه على الناس ، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، وألقي إلى معلمي الكتاتيب ، فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير والواسع ، حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن ، وحتى علموه بناتهم ونساءهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله . . ، فظهرت أحاديث كثيرة موضوعة ، وبهتان منتشر ، ومضى على ذلك الفقهاء ، والقضاءة والولاة . . . الحديث ( 261 )
    وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال : إن أكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم ( 262 ) .
    وكانت لمعاوية قبل هذا سابقة في الوضع والدس ، ومنها ما روى الطبري عنه ، أنه لما أيس معاوية من قيس أن يتابعه على أمره ، شق عليه ذلك ، لما يعرف من حزمه وبأسه ، وأظهر الناس قبله : أن قيس بن سعد قد تابعكم ،
    فادعوا الله له ، واختلق معاوية كتابا من قيس بن سعد ، فقرأه على أهل الشام ، وهو : " بسم الله الرحمن الرحيم : للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد : سلام عليكم ، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد : فإن قتل عثمان كان حدثا في الإسلام عظيما ، وقد نظرت لنفسي وديني ، فلم أر يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا ، فنستغفر الله عزوجل لذنوبنا ، ونسأله العصمة لديننا ، ألا وإني قد ألقيت إليكم بالسلام ( * ) وإني أجبتك إلى قتال قتلة عثمان ( رض ) ، إمام الهدى المظلوم ، فعول علي فيما أحببت من الأموال ، والرجال أعجل عليك والسلام " ( 263 ) .
    هكذا كان معاوية لا يتحرج من الكذب والاختلاق فيما فيه تأييد لسياسته ، ويوم امتد سلطانه وعم البلاد والعباد ، وازدادت حاجته إلى الوضع والاختلاق ، استمد في ذلك من غيره . وفي هذه الحرب حرب الدعاية ، ومسابقة وضع الحديث لذم جماعة ومدح آخرين استجاب لمعاوية جماعة من الصحابة نظراء المغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص ، وسمرة بن جندب ، وأبي هريرة من طلاب الامرة ، والمال ممن كان في دينه رقة ، وفي نفسه ضعف .
    روى ابن أبي الحديد ( 264 ) عن أبي جعفر الاسكافي وقال : إن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي ( ع ) تقتضي الطعن فيه والبراءة منه ، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله ، فاختلقوا ما أرضاه . . منهم أبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، والمغيرة
    بن شعبة ، ومن التابعين عروة بن الزبير
    روى الزهري : أن عروة بن الزبير حدثه قال :
    حدثتني عائشة ، قالت : كنت عند رسول الله إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة ! إن هذين يموتان على غير ملتي ، أو قال : ديني .
    وروى عبد الرزاق عن معمر قال : كان عند الزهري حديثان عن عروة عن عائشة في علي ( ع ) فسألته عنهما يوما ، فقال : ما تصنع بهما وبحديثهما ؟ الله أعلم بهما . إني لاتهمها في بني هاشم ! قال : فأما الحديث الأول ، فقد ذكرناه ، وأما الحديث الثاني فهو أن عروة زعم أن عائشة حدثته قالت : كنت عند النبي صلى الله عليه وآله إذ أقبل العباس وعلي ، فقال : يا عائشة ! إن سرك أن تنظري إلى رجلين من أهل النار فانظري إلى هذين قد طلعا ، فنظرت فإذا العباس وعلي بن أبي طالب .
    وأما عمرو بن العاص ، فقد روى فيه الحديث الذي أخرجه البخاري ( 265 ) ومسلم في صحيحيهما مسندا بعمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله يقول جهارا غير سر ( 266 ) : إن آل أبي طالب ليسوا لي بأولياء ، إنما وليي الله ، وصالح المؤمنين .
    وفي البخاري بعده بطريق آخر عنه : ولكن لهم رحم أبلها ببلاها يعني أصلهم بصلتها . انتهى .
    وأما أبو هريرة ، فقد روى الاعمش وقال : لما قدم أبو هريرة العراق مع معاوية عام الجماعة ، جاء إلى مسجد الكوفة ، فلما رأى كثرة من استقبله من الناس ، جثا على ركبتيه ، ثم ضرب صلعته مرارا ، وقال : يا أهل العراق !
    أتزعمون أني أكذب على الله وعلى رسوله وأحرق نفسي بالنار ! ؟ والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إن لكل نبي حرما وان حرمي بالمدينة ما بين عير إلى ثور ( 267 ) فمن أحدث فيها حدثا ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وأشهد بالله أن عليا أحدث فيها . فلما بلغ معاوية قوله ، أجازه ، وأكرمه ، وولاه المدينة .
    وأما سمرة فقد قال أبو جعفر شيخ ابن أبي الحديد فيه : قد روى أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي ( ع ) ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ ) .
    استجاب لمعاوية جمع من الصحابة والتابعين ، فأصابوا من دنيا معاوية العريضة .
    وخالفه آخرون ، فأصابهم التشريد والتقتيل ، ووقعت بين الطرفين معارك ضارية كانت نتائجها آلاف الاحاديث الموضوعة التي ورثناها اليوم من جانب ، ومن جانب آخر آلاف الضحايا البريئة من خيار المسلمين . وكان سمرة هذا ممن امتثل أوامر معاوية ، فأصاب الامرة في البصرة فأسرف في قتل من خالفه .
    روى الطبري ( 270 ) وقال : سئل ابن سيرين : هل كان سمرة قتل أحدا ؟
    ( 267 ) قال ابن أبي الحديد في شرحه : الظاهر أنه غلظ من الراوي لان ثورا بمكة . . والصواب ما بين عير إلى احد .
    فقال : وهل يحصى من قتل سمرة بن جندب ! ؟ استخلفه زياد على البصرة وأتى الكوفة ، فجاء وقد قتل ثمانية آلاف من الناس ، وروى أنه قتل في غداة واحدة سبعة وأربعين كلهم قد جمع القرآن .
    وقال : مات زياد وعلى البصرة سمرة بن جندب فأقره معاوية أشهرا ثم عزله ، فقال سمرة : لعن الله معاوية ، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية ما عذبني أبدا ( 271 ) .
    وكان منهم المغيرة بن شعبة ، فإنه أقام سبع سنين وأشهرا في الكوفة لا يدع شتم علي والوقوع فيه ، والعيب لقتله عثمان ، واللعن لهم ، والدعاء لعثمان بالرحمة ، والاستغفار له ، والتزكية لأصحابه ، غير أن المغيرة كان يداري ، فيشتد مرة ، ويلين أخرى .
    روى الطبري ( 272 ) : أن المغيرة بن شعبة قال لصعصعة بن صوحان العبدي ، وكان المغيرة يومذاك أميرا على الكوفة من قبل معاوية : " إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس ، وإياك أن يبلغني عنك أنك تذكر شيئا من فضل علي علانية ، فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئا أجهله بل أنا أعلم بذلك ، ولكن هذا السلطان قد ظهر ، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس ، فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به ، ونذكر الشئ الذي لا نجد منه بدا ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية ، فإن كنت ذاكرا فضله ، فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرا ، وأما علانية في ا لمسجد ، فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا ولا يعذرنا فيه . . " الحديث .
    وأما زياد ، فإنه كان أشد من غيره من ولاة معاوية في هذا الأمر ، وقد سبق ذكر قصته مع حجر ، ومن قصصه في هذه المعركة أيضا ما وقع بينه وبين
    صيفي بن فسيل ، فإنه أمر فجئ به إليه ، فقال له : يا عدو الله ! ما تقول في أبي تراب ؟ قال : ما أعرف أبا تراب ، قال : ما أعرفك به ! قال : ما أعرفه ، قال : أما تعرف علي بن أبي طالب ؟ قال : بلى ، قال : فذاك ، وبعد محاورة بينهما قال : علي بالعصا ، فقال : ما قولك في علي ؟ قال : أحسن قول أنا قائله في عبد من عبيدالله أقوله في أمير المؤمنين ، قال : اضربوا عاتقه بالعصا حتى يلصق بالأرض ، فضرب حتى ألصق بالأرض ، ثم قال : أقلعوا عنه ، فتركوه ، فقال له : إيه ! ما قولك في علي ؟ قال : والله لو شرطتنى بالمواسي والمدى ما قلت إلا ما سمعت مني ، قال لتعلننه أو لاضربن عنقك ، قال : إذا والله تضربها قبل ذلك ، فأسعد وتشقى ، قال : ادفعوا في رقبته ، ثم قال : أوقروه حديدا واطرحوه في السجن ، ثم قتل مع حجر ( 273 ) .
    وكتب إلى معاوية في رجلين حضرميين ( * ) أنهما على دين علي ورأيه ، فأجابه : من كان على دين علي ورأيه ، فاقتله ، ومثل به ، فصلبهما على باب دارهما بالكوفة ( 274 ) .
    كما أمره بدفن الخثعمي ( الذي مدح عليا وعاب عثمان ) حيا ، فدفنه حيا ( 275 ) .
    و
    ختم حياته بما ذكره المسعودي ، وابن عساكر ، قال ابن عساكر : جمع أهل الكوفة فملا منهم المسجد والرحبة والقصر ، ليعرضهم على البراءة من علي ( 276 )
    وقال المسعودي : وكان زياد جمع الناس بالكوفة بباب قصره يحرضهم على لعن علي ، فمن أبى ذلك عرضه على السيف ثم ذكر أنه أصيب بالطاعون في تلك الساعة فأفرج عنهم .
    وكان عمرو بن الحمق الخزاعي ممن أصابه التشريد والقتل في هذه المعركة ، فإنه فر إلى البراري ، فبحثوا عنه حتى عثروا عليه ، فحزوا رأسه ، وحملوه إلى معاوية ، فأمر بنصبه في السوق ، ثم بعث برأسه إلى زوجته في السجن وكان قد سجنها في هذا السبيل فألقي في حجرها ( 277 ) .
    عمت هذه السياسة البلاد الإسلامية ، واتبعها ونفذها غير من ذكرنا من الأمراء أيضا ، كبسر بن أرطاة في ولايته البصرة ، وابن شهاب في الري ( 278 ) فقد كانت لهم قصص في ذلك ذكرها المؤرخون ، ثم أصبحت هذه سياسة بني أمية التقليدية ، ولعن علي أبي طالب على منابر الشرق والغرب ما عدا سجستان ، فإنه لم يلعن على منبرها إلا مرة ، وامتنعوا على بني أمية ، حتى زادوا في عهدهم أن لا يلعن على منبرهم أحد في حين كان يلعن على منبر الحرمين ( 279 ) .
    وقد كانوا يلعنون عليا على المنابر بمحضر من أهل بيته ، وقصصهم في ذلك كثيرة نكتفي منها بذكر واحدة أوردها ابن حجر ( 280 ) في تطهير اللسان ، وقال : إن عمرا صعد المنبر فوقع في علي ، ثم فعل مثله المغيرة بن شعبة ، فقيل للحسن : اصعد المنبر لترد عليهما ، فامتنع إلا أن يعطوه عهدا أنهم يصدقوه إن قال حقا ، ويكذبوه إن قال باطلا ، فأعطوه ذلك ، فصعد المنبر ، فحمد الله
    ( 280 ) في تطهير اللسان ص 55 ، قال : وجاء بسند رجاله رجال الصحيح إلا واحدا فمختلف فيه لكن قواه الذهبي بقوله : انه أحد الاثبات ، وما فيه جرح أصلا ، ثم أورد الحديث . ويؤيد هذا الحديث ما أوردناه في ص 296 من هذا الكتاب . راجع الهامش المرقم 71 من تلك الصفحة . ( * )
    وأثنى عليه ، ثم قال : أنشدك الله يا عمرو ! يا مغيرة ! أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن السائق والقائد أحدهما فلان ، قالا : بلى ، ثم قال : يا معاوية ! ويا مغيرة ! ألم تعلما أن النبي صلى الله عليه وآله لعن عمرا بكل قافية قالها لعنة ، قالا : اللهم بلى . . الحديث .
    ولما كان الناس لا يجلسون لاستماع خطبهم لما فيها من أحاديث لا يرتضونها خالفوا السنة وقدموا الخطبة على الصلاة .
    قال ابن حزم في المحلى ( 281 ) : أحدث بنو أمية تقديم الخطبة على الصلاة ، واعتلوا بأن الناس كانوا إذا صلوا تركوهم ، ولم يشهدوا الخطبة ، وذلك لانهم كانوا يلعنون علي ابن أبي طالب ( رض ) فكان المسلمون يفرون ، وحق لهم ذلك .
    وفي الصحيحين ( 282 ) وغيرهما عن أبي سعيد الخدري قال : خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى إذا منبر بناه كثير بن الصلت ، فإذا مروان يريد أن يرتقيه أن يصلي ، فجبذت بثوبه ، فجبذني ، فارتفع ، فخطب قبل الصلاة ، فقلت له : غيرتم والله . فقال : يا أبا سعيد ! قد ذهب ما تعلم . فقلت : ما أعلم والله خير مما لا أعلم ، فقال : إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة ، فجعلتها قبل الصلاة .
    وكانوا لا يكتفون بذلك ، بل يأمرون الصحابة به أيضا ، ففي صحيح مسلم ( 283 ) وغيره عن سهيل بن سعد قال :
    استعمل على المدينة رجل من آل مروان ، فدعا سهل بن سعد ، فأمره أن يشتم عليا ، فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا التراب ، فقال سهل : ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها ، فقال له : أخبرنا عن قصته ، لم سمي أبا تراب ؟ قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بيت فاطمة ، فلم يجد عليا في البيت ، فقال : أين ابن عمك ؟ فقالت : كان بيني وبينه شئ ، فغاضبني ، فخرج ، فلم يقل عندي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لإنسان : انظر أين هو ؟ فجاء ، فقال : يا رسول الله ! هو في المسجد راقد ، فجاءه وهو مضطجع ، وقد سقط رداءه عن شقه فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسحه عنه ، ويقول : قم أبا التراب ، قم أبا التراب .
    وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمر معاوية سعدا ، فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وآله فلن أسبه ، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم .
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله ! خلفتني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي ، وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، قال : فتطاولنا لها ، فقال : أدعوا لي عليا فأتي به أرمد ، فبصق في عينه ، ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه ، ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا ، وفاطمة ، وحسنا ، وحسينا ، فقال : اللهم ! هؤلاء أهلي ( 284 ) .
    ورواه المسعودي ( 285 ) عن الطبري هكذا : قال : لما حج معاوية طاف بالبيت ومعه سعد ، فلما انصرف معاوية إلى دار الندوة ، أجلسه معه على سريره ، ووقع في علي ، وشرع في سبه ، فزحف سعد ، ثم قال : أجلستني معك على سريرك ؟ ثم شرعت في سب علي ! ؟ والله لان يكون في خصلة واحدة من خصال علي أحب إلي . . ثم ساق الحديث باختلاف يسير وذكر في آخره أنه قال : وأيم الله لا دخلت لك دارا ما بقيت . ثم نهض .
    أما ابن عبد ربه فقد أورده باختصار في أخبار معاوية من العقد الفريد ( 286 ) قال : ولما مات الحسن بن علي ، حج معاوية ، فدخل المدينة ، وأراد أن يلعن عليا على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقيل له : إن ههنا سعد بن أبي وقاص : لا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخذ رأيه ، فأرسل إليه وذكر له ذلك ، فقال : إن فعلت لاخرجن من المسجد ، ثم لا أعود إليه ، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد ، فلما مات لعنه على المنبر ، وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ، ففعلوا ، فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وآله إلى معاوية إنكم تلعنون الله ورسوله على منابركم ، وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ، ومن أحبه ، وأنا أشهد الله أن الله أحبه ، ورسوله ، فلم يلتفت إلى كلامها ، انتهى .
    كان معاوية ذا نفسية معقدة بما كان يغمز عليه من نسبه ، ويعاب عليه من مواقف بيته من الإسلام وزاده تعقيدا ما كان يرى من إذلال الإسلام بيته الرفيع في الجاهلية ، وما وصمه النبي ووصم أباه وأخاه بأنهم الطلقاء ، وكان يزيده تعقيدا على تعقيد ما كان يرى من ارتفاع ذكر بني هاشم ، وخلوده عبقا أبد الدهر في حين كان يرى خمول ذكر أبيه وسائر أبناء بيته ، وكان ما ذكرناه من
    مواقف الصحابة وخيار المسلمين يزيد في نار حقده تأججا حين لا يستطيع إبراز دخيلة نفسه حتى إذا خلا بالمغيرة ذات ليلة كشف له عن سره المكتوم .
    روى الزبير بن بكار في كتابه " الموفقيات " عن مطرف بن المغيرة بن شعبة أنه قال : وفدت مع أبي المغيرة إلى معاوية فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إلي ، فيذكر معاوية ، ويذكر عقله ، ويعجب مما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة ، فأمسك عن العشاء ، فرأيته مغتما فانتظرته ساعة ، وظننت أنه لشئ حدث فينا أو في عملنا ، فقلت له : مالي أراك مغتما منذ الليلة ؟ قال : يا بني إني جئت من عند أخبث الناس ، قلت له : وما ذاك ؟ قال : قلت له ، وقد خلوت به : إنك قد بلغت يا أمير المؤمنين ! فلو أظهرت عدلا ، وبسطت خيرا ، فإنك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه . فقال لي : هيهات ! هيهات ! ملك أخو تيم فعدل ، وفعل ما فعل ، فوالله ما غدا أن هلك ، فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : أبو بكر ، ثم ملك أخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين ، فوالله ما غدا أن هلك فهلك ذكره إلا أن يقول قائل : عمر ، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه فعمل ما عمل ، وعمل به ، فوالله ما غدا أن هلك فهلك ذكره ، وذكر ما فعل ، وان أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات ، أشهد أن محمدا رسول الله ، فأي عمل يبقى مع هذا لا أم لك ! ؟ لا والله إلا دفنا دفنا ( 287 ) .
    وكان معاوية يرغب أشد الرغبة في أن لا يبقى من بني هاشم نافخ نار على ما وصفه علي في قوله : والله لود معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في بطنه
    إطفاء لنور الله ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 288 ) .
    وحيث لم يتأت له ذلك جد في إطفاء ذكرهم ، وحشر جنوده لوضع أحاديث في ذمهم ودفع ما وصم به بيته ، فان ورد عن الرسول أحاديث في لعنه ، ولعن أبيه ، ولعن آل أبيه ، وغيرهم من بني أمية ، كالحكم بن أبي العاص ، وأمثاله ، فليتحدث الناس أن الرسول قد قال : اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته، أو سببته فاجعله له زكاة وطهورا ( 289 ) .
    إن هذا الحديث وأمثال سلاح ذو حدين في صالح معاوية فإنه حين يحرض عن أسرته ما وصموا به ، يضع من رسول الله ، ويجعله في عداد من لا يملكون أنفسهم عند الغضب خلافا لقول الله فيه ، ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) وقوله فيه : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) ، وقد فات قصد معاوية عن كثير من المسلمين ، فجاروه فيما يريد ، وهو إذ لم يستطع إظهار دخيلة نفسه عن الرسول فإنه استطاع ان يعلنها صريحة سافرة في مجالات أخرى كالدفاع عن عثمان وذويه وسياسته ، والحط من علي وآله وأشياعه وسياسته ، على ما سبق منا الإشارة إليه آنفا ، وكان معاوية شديدا على من لم يجاره في هذه السياسة ، يذيقهم الهوان ، ويصلبهم ، ويدفنهم أحياء ، وقد عاصرته أم المؤمنين ، وكانت مرعية الجانبة في بادئ عهده ، وكانا على وفاق تام في حرب علي ، أما موقفها من سياسته في معركة التحديث خاصة ، فيكشفها لنا أولا قول حكيم بن افلح لسعد بن هشام عندما طلب سعد من حكيم ان يذهب معه إلى عائشة فقال حكيم : ما أنا بقاربها . اني نهيتها ان تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت هي الا مضيا . . الحديث ( 290 ) .

  • #2
    أحسنت أخي الكريم عبدالرضا

    تعليق


    • #3
      أحسنت أخي الكريم عبدالرضا

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
      استجابة 1
      10 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X