إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عيد الربيع عند العرب والمسلمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عيد الربيع عند العرب والمسلمين

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وخاتم المرسلين، المرسَل رحمة للعالمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر المنتجبين، ومَن آل إليهم بإحسان إلى يوم الدين؛ وبعد!

    سألني أخ كريم أن أنظر في بعض توهمات المُضلَّلين وافتراءات غير المدققين من سلسلة التجني والكذب على الطائفة العلوية المسلمة، المستمرة على طول الزمان.. فرأيتُ أن ألبيه لحقه عليَّ ومكانته عندي ولِما في جواب سؤاله من خير وفائدة ــ بإذن الله ــ. وكانت الحلقة من هذه السلسلة الافترائية والمسبحة الشيطانية مقال: "عيد الرابع أو الزهورية" عند العلويين[1]![2]
    وكنتُ قد نويتُ أن آتي على دراسة مستفيضة حول كل ما خص كلمة العيد والاحتفال، وعلاقة ذلك بالثقافة والتراث ثم بالدين والمعتقد.. وأن أُسهب وأُطيل، لكنني عدلتُ عن رأيي إذ رأيتُ المقال مقال لغط وكلام هراء لا يستحق أن يُرد عليه بتلك الطريقة، فأجَّلتُ تلك الدراسة لوقتها ومكانها المناسب، وقررتُ أن آتي بما يغني قليله عن كثيره..
    أبدأ وبالله المستعان:
    قال كاتب المقال:
    "بينما كانت الإذاعة والتلفاز السوريين يبثان الأغاني والبرامج الوطنية بمناسبة عيد الجلاء كان أبناء سورية من الطائفة العلوية يحتفلون بعيد الزهورية والمسمَّى عيد الرابع وهو الموافق لتاريخ الرابع الهجري من ربيع الأول".
    وإذا نظرنا بحُسن نية، وهي نظرة ساذجة في هذا المقام، إلى محاولة كاتب المقال إبراز نشوز الطائفة العلوية عن أهل وطنها بالفكر والممارسة وبأهم المفاصل والمناسبات، فإننا سنرى "أعجوبة"، أو "أضحوكة"، في مداد قلم الكاتب!
    فهو يقول: "عيد الزهورية المسمى عيد الرابع وهو الموافق لتاريخ الرابع الهجري من ربيع الأول".
    وإذا تجاوزنا اللغط والإيهام باستعمال مصطلح "عيد الزهورية"، أو: "عيد الرابع"، فسنرى أعجوبته الفريدة التي تخبرنا بأن هناك قوم يحتفلون بيومٍ يقع، لا يوافق، في الرابع من ربيع الأول حسب التقويم الهجري، وقد كان هذا اليوم موافقاً ليوم الجلاء في سوريا!
    والذي أدهشني، لا مجرّد: استوقفني، سؤالٌ:
    ألم يُكلِّف "كاتبنا" المحترم نفسه عناء النظر في "المفكرة"، أو: "الروزنامة"؟
    وهل من عاقل لا يميز بين الهجري والميلادي؟
    إن التقاويم الهجرية غير ثابتة في وقوعها مع التقاويم الميلادية وإنما موافقة!
    فشهر ربيع الأول "المنصرم" قد أتانا السنة "مصادفة" في فصل الربيع، وهو شهرٌ دوَّار لا يعرف فصلاً ثابتاً إذ السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية مما يجعل الشهور القمرية "تدور" في فصول السنة الشمسية.. ولعمري، متى كان يوم الرابع من ربيع الأول لهذا العام، وما علاقته بالسابع عشر من نيسان عامنا الحالي؟!
    وأُصحح لأستاذنا المتفضِّل علينا بتحفته بأن السبب في تسمية "العيد" بـ: "الرابع" هو وقوعه في الرابع من شهر نيسان (الشمسي: الميلادي)، أما مساءبته للسابع عشر من نيسان حسب تقاويمنا الغربية فهو الفارق المعروف بين التقويمين الشرقي والغربي (13 يوماً)!
    ولو نظر في روزنامته لَرأى التقويم الشرقي والغربي، ولَعرف أن يوم الرابع من شهر نيسان على الحساب الشرقي هو نفسه يوم السابع عشر على الحساب الغربي، وبأن شهر ربيع الأول (الشماعة التي علَّق عليها اجتهاده) قد أذن بالأفول!!
    قال الأستاذ منير الشريف:
    يقع عيد الزهور في يوم 4 نيسان شرقي، وهو يقابل عيد النيروز في العجم ولعله جاء من العجم في زمن بني بويه ــ الأعاجم ــ.[3]

    أما قول كاتب المقال ــ هداه الله وأصلحه ــ:
    "ورغم الأمطار الربيعية لم تتوقف الطبول والدبكات والرقصات الشعبية في المزارات المخصصة لهذه المناسبة..".
    فهو أطرف ما خطّه!
    فليت شعري، أَيُبنى مسجدٌ بجوارِ قبرٍ قد بُنيتْ عليه قبة "دينية" كالتي تُبنى على أماكن العبادات عند سائر الشعوب والملل ثم يُتخذ ذاك المكان للرقص واللهو؟
    ولئن سألني ــ أستاذي ــ عن سبب رقص الناس هناك فسأجيبه بأن سبب الرقص احتفال، وقد قُصدتْ المزارات للتبرُّك أولاً ثم للقاء والاجتماع ثانياً..
    وأسأله بكل ود واحترام: هل تقيمون الزفاف في كنائسكم "الموقَّرة"؟
    وهل تجتمعون، بأبهى الزينات، وباختلاط الجنسين، في حفل الزفاف، وهل ثمة قُبلة للعريسين تحت قبة ذاك المكان المقدَّس؟
    ألا يعتبر ذلك بتمامه شرعياً وطبيعياً، بل: ومفضلاً ومحبباً..؟!
    فلماذا يَنظر إخوانكم في الإنسانية، المسلمون العلويون، إلى سائر شعائركم وأماكنكم المقدسة بكل احترام، ويتفهَّمون حريتكم، أو خصوصيتكم، في أداء مناسككم وشعائركم.. وتبادلونهم بعكس ذلك؟

    أما قوله:
    "وتعد الطائفة العلوية من الطوائف الباطنية.." [4].[5]
    فكلام غير مسؤول!
    فإذا اعتبرنا أن كل مَن اكتنز سراً، بمعنى: احتفظ بشيء له يعتبره خاصاً أو موجِباً للعناية الفائقة، "باطنيٌّ" فعلى الدنيا السلام!
    أباطنيون، يُقال عن العلويين، وهم مسلمون حقيقيون: يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة..
    أتحاسَب طائفةٌ برمتها على أفعال بعض المستهترين أو أقوال بعض الجاهلين من أبنائها؟![6]

    أما عن عيد الرابع بحد ذاته فهو بالحقيقة[7]:
    الرابع "الأول" من شهر نيسان على الحساب الشرقي، الواقع في السابع عشر من نيسان على الحساب الغربي!
    {ولفظة "العيد" هي اسم لِما يعود من الاجتماع العام على وجهٍ معتادٍ على رأي علماء اللغة. وهو بالمعنى المعروف الذي يخص الاحتفالات الدينية من الألفاظ المعرَّبة المأخوذة عن لغة بني إرم على رأي المستشرقين. فـ: "عيدا" في الإرمية هي "العيد" في العربية.}[8]
    أما عيد الربيع، أو: "الرابع"، فهو عيد قديم جداً عند العرب وغيرهم!
    قال الأستاذ الباحث "فراس سواح":
    {يُشكِّل عيد الربيع السنوي البابلي اختصاراً لعيدين قديمين تم دمجهما في عيد واحد، هما: عيد الحصاد الذي كان يتم في شهر يوليو ــ وهو الشهر الذي ما زال المشرق العربي يطلق عليه اسم تموز ــ، حيث كانت تقام طقوس ندب تموز القتيل روح القمح، وعيد الربيع الذي كان يتم مع الانقلاب الربيعي، حيث كانت تُقام طقوس الاحتفالات بعودة روح القمح القتيل إلى الحياة..}[9]
    أما ذاك العيد عند العرب، في القِدم، فيقول البحاثة الألمعي د. "جواد علي":
    {وللربيع مكانة خاصة في نفوس العرب، حتى صار في منزلة العيد عندهم.. ولا يفرح العربي بشيء فرحه بالغيث وظهور الربيع، أي موسم اخضرار الأرض واكتسائها ببساط سندسي يبهر العين ويؤثر في النفس فيجعلها فرحة مستبشرة، فيخرج السادات إلى المرابع، يتلذذون هناك بمنظر الربيع..}[10]
    وقال:
    {وقد كان لأهل يثرب يومان يعيّدون فيهما، ويلعبون فيهما[11] ويستأنسون، هما: النيروز والمهرجان.. والظاهر أن اليثربيين أخذوا عيديهما المذكورين من الفرس، فـ: "النيروز" عيد شهير من أعياد الفرس من أصل "نو" بمعنى جديد، و: "روز" بمعنى يوم، أي أول يوم من السنة الإيرانية الشمسية.}[12]

    أما "عيد الربيع" في الإسلام فهاك حديث معتبر عند سائر أهل الشيعة!
    روى المعلى بن خنيس قال: دخلتُ على الصادق ــ عليه السلام ــ في صبيحة يوم النيروز فقال:
    يا معلى أتعرف هذا اليوم.
    قلتُ: لا، ولكنه يوم تعظّمه العجم وتتبارك فيه. قال:
    كلا والبيت العتيق الذي ببطن مكة، ما هذا اليوم إلا لأمر قديم أفسِّره لك حتى تعلمه.
    قلتُ: لعلمي هذا من عندك أحب إلى من أن يعيش أترابي ويهلك الله أعداءكم. قال:
    يا معلى، يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله في ميثاق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وأن يدينوا لرسله..[13]

    فهل بعد هذا البيان لبس؟
    ما أجمل الحرية وما أحلى ممارستها على أصولها!
    حرية الفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخَر.. فتعالوا إلى أن نحترم بعضنا وحرياتنا، ونتفهَّم..

    وأختم هذه العجالة بالطرح العلمي القائل:
    إن المادة التي تبدو لنا صلبة ليست في الواقع صلبة أبداً! وما نراه حين ننظر إلى منضدة أو كرسي مثلاً إنما هو اهتزازات عدد من الإلكترونات وهي تدور بسرعة هائلة حول مركز يسمى النواة.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الفقير لله تعالى
    سام محمد الحامد علي
    www.alaweenonline.com
    www.safwaweb.com
    www.freemoslem.com



    [1]بقلم عصام خوري 18/4/2007. نشرة "كلنا شركاء".

    [2] نلفتُ عناية السادة القراء بأنه لا علاقة لنا شخصياً بذاك العيد، كما لا علاقة لموقع العلويين الأحرار به، وإنما نقوم بما نقوم به من أجل التصحيح والتصويب؛ والله من وراء القصد.

    [3] المسلمون العلويون: مَن هم وأين هم، منير الشريف، مؤسسة البلاغ، ص188.

    [4] ذكَّرني هذا القول بممثلي "الله" على الأرض! ما تلك اللغة "التكفيرية" وما ذاك الأسلوب "الإرهابي"!
    [يرجى مرجعة كتاب: "الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية" للعالم العلامة النحرير، الفهامة الشيخ، سليمان بن عبد الوهاب في الرد على أخيه محمد بن عبد الوهاب النجدي وأتباعه. (انظر نسخة من تحقيق بسام عمقية، دار حراء، ط5، 2000)]

    [5] انظر ردنا بعنوان: "رد على ما جاء عن العلويين في بعض المواقع المتطرفة"؛ على الرابط التالي: http://www.alaweenonline.com/site/modules/news/article.php?storyid=15 .

    [6]راجع صفحات موقعنا الأساسية ففيها غنى عما سواها!

    [7]نذكِّر السادة القراء بأن هذا العيد، وما شاكله، لا يعنينا من قريب أو بعيد، وللأمانة العلمية والخدمة الإنسانية.. نقوم بواجبنا الذي نراه حقاً وفرضاً!

    [8]المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، د. جواد علي، منشورات الشريف الرضي، مج6، ص397.

    [9]لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة، فراس السواح، ط5/1993، ص298-299.

    [10]المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، مج5، ص133.

    [11] قال الأستاذ الدكتور جواد علي نقلاً عن القسطلاني في إرشاد الساري وغيره:
    ومما كان يتلهى به المعيّدون ويتسلّون به، الغناء، واللعب بمختلف أنواعه.. وإن أهل يثرب كانوا أهل طرب وكانوا يحبون الغناء، وأنهم استخدموا "الحبش" للضرب على الدف والغناء في الأعياد. وقد كانوا يلعبون في المسجد بالدرق والحراب ولم ينههم الرسول (ص) عن ذلك، لأن اللعب كان في أيام العيد..
    [المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، مج5، ص105]

    [12]المفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، مج5، ص101.

    [13]دائرة المعارف الشيعية العامة، العلامة الشيخ محمد حسين الأعلمي الحائري، منشورات الأعلمي، ط2/1993، مج18، ص244.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X