إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الى كل من يريد ان يعرف التوحيد عند الشيعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الى كل من يريد ان يعرف التوحيد عند الشيعة

    عقائدنا هي الأصول الخمسة التي يقوم عليها الدين الإسلامي الحنيف، والأركان الحقة التي (نشيّد عليها إيماننا) وفطرة الله التي فطر الناس عليها ولا يقبل عملاً بغيرها، وهي المعارف الإلهية التي تقرب إلى الله زلفى وتوجب الجنة في العقبى..

    هي (التوحيد، والعدل، والنبوة، والإمامة، والمعاد)، بمعنى إننا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نظير، له الأسماء الحسنى والصفات العليا، صفاته عين ذاته واحد أحد، فرد صمد ولا حول ولا قوة إلا به وهو على كل شيء قدير.

    ونشهد أن محمداً عبده المصطفى ورسوله المرتضى أشرف الخلق أجمعين وخاتم الرسل والنبيين جاء مصدقاً لما بين يديه من الكتب والمرسلين. وأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وأبناءهما الأئمة المعصومين (عليهم السلام) حجج الله على الخلق وأولوا الأمر الذين آتاهم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين.. بهم تتولى ومن أعدائهم نتبرأ ولهم نسلم وقد صدقوا في كل ما جاؤوا به عن الله تعالى من الأصول والفروع وغيرها في الدنيا والآخرة وما بينهما، كما حق ما أخبروا به عن المبدأ والمعاد وأمور الكون والكائنات من قبل المولى القدير. أما الدليل فهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والسنة المطهرة والعقل السليم والفطرة الخالصة.
    التوحيد _العدل_النبوة_الامامة_المعاد
    وسيتم شرح كل صفة على حدا"

  • #2
    والآن ما هي عقيدتنا في التوحيد:

    عقيدتنا هي: إن الله سبحانه هو الخالق المبدع المهيمن المكون المبدئ للكون والإنسان والوجود وهو الواحد الذي ليس كمثله شيء، قديم أزلي عليم حكيم عادل قدير حي غني باقٍ لا يزول، لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوم، بصير سميع، وغاية فكرة التوحيد انه واحد لا شريك له ولا معين له، لم يلد ولم يولد فهو الذي أوجدنا بحكمته وإبداعه لا شبيه له ولا نظير، فهو الموجِد والمميت والمحيي وهو ليس مثلنا لا بالصفات ولا بالقدرات فهو القدير والعليم لا كما نصف أحدنا بأنه قدير في أمر ما كالخطابة أو التعامل التجاري أو عارف بالنحو أو الطب فالله ليس كمثلنا ومن هنا تبدأ أزمة الإنسان في الاعتراف بوجود الله تعالى حيث أنه لا يستطيع أن يخرج من إطار شخصه فكل التصورات يتصورها شبيهة به، ونسخاً طبق أصله وكما قال الإمام الباقر (عليه السلام): (هل سمي عالماً قادراً إلا لأنه وهب العلم للعلماء والقدرة للقادرين وكلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم والبارئ تعالى واهب الحياة ومقدر الموت ولعل النمل الصغار تتوهم إن لله زبانيتين أي قرنين فإنهما كما لها وتتصور إن عدمها نقصاً له لمن لا يكونان له ولعل حال كثير من العقلاء كذلك فيما يصفون الله تعالى به سبحان ربك ربّ العزة عما يصفون..)(1).

    فيفترض الإنسان خالقه ومبدعه كشخصه فله عينان ورجلان وأجهزة داخلية وبمعنى آخر إنه يعكس مكوناته وصفاته على ما يتصور في ذهنه مثله مثل ذلك الشخص الأعمى العاجز الذي قيل له يجب أن تأكل من هذه الفواكة وقدمت له فاكهة التفاح قال: من أولدها؟ قيل له: شجرة اسمها شجرة التفاح قال: إنه إنتاج لذيذ ولكن لي أسئلة عنها قيل له: ما هي؟ قال: أين تنام هذه الشجرة؟ وكيف تسير أهي عاجزة عن السير مثلي؟ وما هو أكلها؟ وهل يمكن أن نضيّفها في بيتنا فترةً من الزمن؟ أو نهدي لها ملابس صوفية أيام البرد؟ كي تقي نفسها وهل يمكن أن نتعرف على زوجها وأقربائها؟ وهل لها أب أو أمير يحكمها؟ وهكذا..

    ومن حقنا أن نتساءل - هنا -: لماذا يسأل هذا الإنسان الأعمى والعاجز كل هذه الأسئلة التي تبدو لنا في غير محلها؟ والجواب: لأنه لا يستطيع أن يتصور نظاماً غير النظام الذي يعيشه هو وأقرانه، ولا يمكن أن يتصور وجوداً مختلفاً عنه.

    إذن إن الذي أوجدنا ليس مثلنا بالمكونات والصفات وصحيح قد تكون اللغة قاصرة لا تستطيع أن تجسد لنا ما نعتقد به ولكن علينا أن نميز بين قولين، فحينما نقول زيد عالم وخالقنا عالم، صحيح أن اللفظين بالشكل والصورة مشتركان في أمر واحد وهو العلم وبصيغة لفظية واحدة ولكنهما يختلفان بالمضمون قطعاً، وصحيح قولنا هذا سميع وهذا بصير ولكن ليس بنفس المفهوم الذي نطلقه على ذات الخالق سبحانه وتعالى.

    فهو المنزه عن التشبيه وعن النقص ولذا يقول الإمام الباقر (عليه السلام): (بل كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم) كما مر معنا آنفاً.

    وأما الآيات الكريمة التي تجسد الله تعالى فهي من باب تقريب المعنى لذهن الإنسان ولا يمكنُ أن نؤمن بها بظواهرها مطلقاً فمثلاً قوله تعالى:

    (وجوه يومئذٍ ناضرة، إلى ربها ناظرة). [سورة القيامة: الآية 22 - 23].

    فهل يمكن أن يذهب البعض إلى أن المسلم يوم القيامة بإمكانه أن يرى الله سبحانه بعينه؟ فهذا أمر مستحيل إذ لو كان كذلك فيكون الله جسماً مركباً محتاجاً وحادثاً وغير أزلي وهذا ليس ربّنا والحقيقة أننا ننظر وننتظر رحمته وعطفه وثوابه يوم القيامة وهذا أمر مستساغ في اللغة العربية فهو لا يقصد النظر الحسي بالتأكيد، وكذلك في الآية الكريمة (يد الله فوق أيديهم) فلا يجوز التجسيم لذاته المقدسة وإنما المسألة معنوية تدل على أن قوة الله وقدرته فوق قوتهم وقدرتهم وهكذا بقية الآيات الكريمة الظاهرة في ذلك.

    قال سيدنا أمير المؤمنين (عليه السلام): (من وصف الله فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جهله) يعني من وصف الله تعالى بصفة مغايرة لذاته فقد جعله مقارناً لغيره بالصفة ومن جعله مقارناً لغيره بصفته فقد ثناه إذ الموصوف وهو الله شيء والوصف شيء آخر ومن ثناه فقد جزأه أي جعله مركباً من ذات وصفه ومن قال بأنه ذا جزء لم يعرفه لأن الله واحد أحد.

    وقال (عليه السلام) أيضاً: (أول الدين معرفته وكمال معرفته توحيده وكمال توحيده نفي الصفات عنه) وروى الصدوق في (التوحيد) عن عروة قال: قلت للرضا (عليه السلام): خلق الله الأشياء بقدرة أم بغير قدرة، فقال: لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة لأنك إذا قلت خلق الأشياء بالقدرة فكأنك قد جعلت القدرة شيئاً غيره وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك وإذا قلت خلق الأشياء بقدرة فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره.

    وبإسناده عن الباقر (عليه السلام) إنه قال: (سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع...)(2).

    هذا هو ربنا وهذه هي عقيدتنا به.



    1 - حق اليقين، للسيد شبر: ج 1 ص 47.

    2 - حق اليقين: ج 1 ص 36.

    تعليق


    • #3
      العدل:
      عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه). العدل صفة من الصفات الثبوتية - المارة الذكر - ولكن لكثرة الحديث عن هذه الصفة والاشكالات الواردة عليها كان لزاماً علينا توضيح معنى العدل وبيان اعتقادنا فيه.

      العدل هو ضد الظلم وعدل الله هو تنزيه الله عن الظلم (والظلم هو التعدي ووضع الشيء في غير موضعه الذي يليق به وهذا نقصٌ بالضرورة والمفروض أنه تعالى مسلوب عن جميع النقائص فهو عادل فالعدل هو تنزيهه تعالى على النقائص الفعلية)(6) وأنه لا يتصف بصفات الظالم فلا يفعل القبيح ولا يجبر العباد على الطاعة أو العصيان وسيجزيهم بما عملوه ثواباً أو عقاباً. فلا جور في قضائه ولا حيف في حكمه ولا يكلف عباده بما لا يطيقون ويعاقبهم على ما يستحقون فهو عادل في حكمه وخلقه وأفعاله.

      فإذن معنى العدل هو رعاية الحقوق كاملة على عكس الظلم الذي يعني عدم احترام الحقوق أو عدم رعاية حقوق الناس فبالعدل توزع الحقوق على الناس حسب الأولويات الطبيعية بينما الظلم يعني سحق تلك الأولويات وبالتالي اضاعة حقوق الآخرين ويجدر بنا أن نشير إلى أنه تعالى غير مدين أو مطلوب لأي إنسان بل لأي كائن في الوجود فما يعطينا سبحانه من نعمه وبركاته وفيضه ورحمته فكلّ عطائه ليس مقابل طلب ماضٍ نطلبه منه سبحانه!! بل هو من مننه وعطفه ونقرأ في الدعاء (يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة...) وهذا التوزيع العادل هو الذي يجعلنا نكبر عظمة الخالق الكريم في كل صنوف الطبيعية فجعل للإنسان عقلاً مخططاً مبدعاً دون الحيوان وجعل الإنسان يمشي على قدميه دون الحيوان وجعل للسمك القدرة على العيش في الماء وهكذا... وحتماً إن هذه الأمثلة لا تثير الفضول والتساؤل في صفوفنا لأنها هادئة ونستوعبها ولكن بالتأكيد هنالك إثارة كبيرة لو تناولنا خصوصيات البشر واختلافاتهم الواضحة في الرزق والجمال والحياة وهذا نحيله لموضوع الشبهات - الذي سيأتي - هذا من جهة ومن جهة أخرى نلاحظ أن الموجودات تختلف بعضها عن بعض في قدرتها على اكتساب الكمية المعينة من الفيض الإلهي وذلك لأن الله خير محض وكمال محض فهو يفيض على المخلوقات من الخير المطلق والكمال المطلق فالمسألة متعلقة بالأرضية المتوفرة لدى الموجودات فباختلاف القدرات في استلام روح الفيض الإلهي اختلفت الموجودات فيما بينها وتفاوتت الخصوصيات من كائن لكائن ومن جنس لجنس بل من إنسان لإنسان في رزقه وجماله وبيئته وهكذا.. ومع هذا نلاحظ أن الفرص موزعة بشكل متساوٍ للجميع أي حالة التساوي التي نسميها بالعدالة في توزيع العطاءات بالذات من هذا الفيض الكريم.

      ويمكن أن تبرز أمامنا مساءلة، فلو حصرنا السبب إلى اختلاف القابليات والقدرات في استقبال التوزيع الإلهي المطلق نقول لماذا الاختلاف في هذه القدرات أيضا؟ ولماذا التفاوت في هذه القابليات؟ وتبقى المساءلة شاخصة وتبحث عن الإجابة الوافية ونحيل ذلك أيضا إلى موضوع الشبهات والردود عليها - بإذنه تعالى - والآن لماذا الظلم والقبح في المجتمع ولمن ينسب ذلك؟ هل يمكن أن ينسب إلى الله عز وجل كما يفعل البعض -؟

      يجيب شيخنا المظفر بقوله: (فلو كان يفعل الظلم والقبح - تعالى عن ذلك - فإن الأمر في ذلك لا يخلو عن أربع صور:

      1- أن يكون جاهلاً بالأمر فلا يدري أنه قبيح.

      2- أن يكون عالماً به ولكنه مجبور على فعله وعاجز عن تركه.

      3- أن يكون عالماً به وغير مجبور عليه ولكنه محتاج إلى فعله.

      4- أن يكون عالماً به وغير مجبور عليه ولا يحتاج إليه فينحصر في أن يكون فعله له تشهياً وعبثاً ولهواً.

      وكل هذه الصور محال على الله تعالى وتستلزم النقص فيه وهو محض الكمال فيجب أن نحكم انه منزه عن الظلم وفعل ما هو قبيح)(7).

      والأدلة كثيرة على عقيدة - عدل الله - منها عقلية ومنها شرعية نقلية ويمكن أن نذكر بعضها:

      أ - قد ذكرنا في نقلنا عن الشيخ المظفر - رحمه الله - كيف أنه حصر المسألة بالصور الأربع وجعل المسألة مستحيلة عقلاً.

      ب - قال سبحانه في كتابه العظيم: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) كيف أنه يأمر بالعدل وهو لا يفعله - والعياذ بالله -.

      ج - نزّه الله عز وجل ذاته المقدسة عن الظلم واللهو والعبث، بقوله تعالى:

      (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلام للعبيد). [سورة فصلت، الآية 46].

      (ولا يظلم ربك أحداً) [سورة الكهف، الآية 49].

      (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) [سورة النساء، الآية 40].

      وبقية الآيات الكريمة والأحاديث والروايات الدالة على العدل الهي وخاصة رواية أمير المؤمنين (عليه السلام) التي ذكرناها في بداية بحثنا عن العدل حيث ردّ على أولئك الذين شككوا بعدل الله.

      6 - الزنجاني، عقائد، ص29.

      7 - المظفر، عقائد الإمامية، ص41

      تعليق


      • #4
        النبوةلقد كان لكم في رسول الله أُسوة حسنة). [سورة الأحزاب: الآية 21
        (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل). [سورة النساء: الآية: 165].

        و(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين). [سورة الأحزاب الآية: 40].

        و(يا داود إنّا جعلناك خليفة في الأرض). [سورة ص: الآية 26].

        و(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). [سورة الأنبياء: الآية: 107].

        (وما ينطق عن الهوى ,إن هو إلا وحي يوحى). [سورة النجم: الآيتان 3،4].

        و(ما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً). [سورة الفرقان: الآية 56].

        ما هي ضرورة النبي:

        أما ضرورة النبي (صلى الله عليه وآله) فنتحدث عنها فيما يلي:

        (أ) الضرورة العقلية.

        (ب) الضرورة التكوينية.

        (ج) الضرورة الشرعية.

        (د) الضرورة النفسية.

        (هـ) اللطف الإلهي.

        فضرورات بعثة النبي للبشرية كمنقذ وموجّه ضرورات عديدة فالنبي (صلى الله عليه وآله) هو حلقة الوصل الطبيعية والشرعية بين الخالق والخلق بين الرب


        القوانين الإلهية وتشريعات الحلال والحرام في المسائل الشخصية والمعاملات العامة الاجتماعية والاقتصادية والآداب والعلاقات العامة والأخلاق والسياسة وما يتصل بهذه القوانين من أمور فرعية كل ذلك بحاجة إلى تبيانه وتطبيقه وهذا ما يقوم به النبي المرسل لتوضيح رسالة السماء فإذن هنالك ضرورة شرعية في بعث النبي والرسالة فالنبي المرسل يعتبر المبلغ لإرادة الله الشرعية وعن طريقه يتم التبليغ بأحكام الله الشرعية ولولاه لما استطعنا أن نحرز رضا الخالق الكريم عبر تطبيق دساتيره فقد قال سبحانه:

        (قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين , أُبلّغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين). [سورة الأعراف: الآيتان 67،68].

        ومن ناحية ثانية نحن كبشر لا ندرك سوى هذا العالم المحيط بنا بنسب معينة من العلم به فنحن بحاجة إلى معرفة أبعاد خلق الله عز وجل وما أعد للإنسان في الآخرة من ثواب وعقاب وكيف نعتقد بالعودة يوم القيامة حيث الحساب وقبل يوم الحساب عالم البرزخ وما الذي يجري في عالم البرزخ وكيف يكون القبر إما روضة من رياض الجنة وإما حفرة من حفر النيران.. هذه الأمور وضحها الأنبياء (عليهم السلام) لنا فالإنسان وحده لا يمكنه أن يتعرف على هذا المستقبل المبهم بوحي نفسه لذلك نحن نحتاج إلى من يرفع عنا هذا الإبهام ويعطينا أسس الاعتقاد والإيمان بالمعاد والبرزخ والجنة والنار والنعيم والعذاب فمن مهمات الرسالة السماوية والنبي المرسل توضيح هذا المستقبل المرتقب.

        تعليق


        • #5
          الامامة:
          أمام هذه التساؤلات وأمام عدم الأدلة بشرعية اختيار الأمة نلاحظ النصوص المتواترة في تفسير القرآن الكريم وكذلك وجود أحاديث النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) بأن الإسلام وضع الحل الطبيعي الشرعي لهذه المعضلة فقد نصب – بأمر الله عز وجل – النبي محمد الإمام علياً إماماً ووصياً وخليفة من بعده فمن جملة ما قاله(صلى الله عليه وآله) حينما آخاه بعد الهجرة إلى المدينة المنورة حيث المشروع المتكامل في مؤاخاة المهاجرين والأنصار قال له: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي).

          وقال(صلى الله عليه وآله): (إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم – أو من بعدي على اختلاف النصوص – فاسمعوا له وأطيعوا)(14).

          فضحك القوم واستهزأوا بهذا القرار وقالوا لأبي طالب قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام – يعنون ابنه –

          وحديث الغدير في حجة الوداع لا ينكره أحد على الإطلاق حيث قال(صلى الله عليه وآله) (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. . ).

          هذا الإجراء النبوي في حجة الوداع جاء استجابة للنداء الإلهي حينما نزلت الآية المباركة:

          (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس. . ). [سورة المائدة: الآية 67].

          وحينما بلغ الرسالة في تعيين الخليفة من بعده وهو الإمام علي(عليه السلام) في ذلك الهجير نزلت الآية المباركة:

          (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). [سورة المائدة: الآية 3].

          وفي رواية يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد الله الصادق جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين. . وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب فقال أبو عبد الله: (يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته. . فأجاب إنه دخل عليه بالبصرة وهو في مجلس كبير فبدأ يسأله بعد أن عرف نفسه بأنه رجل غريب، قلت ألك عين فقال نعم. قلت فما تصنع بها قال أرى بها الألوان والأشخاص. قلت فلك أنف قال نعم قلت فما تصنع به قال أشم به الرائحة قلت فلك فم قال نعم قلت فما تصنع به قال أذوق به الطعم قلت فلك أذن قال نعم قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الصوت قلت ألك قلب قال نعم، قلت فما تصنع به قال أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح والحواس قلت أو ليس في هذه الجوارح غنى عن القلب قال لا، فقلت وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فتستيقن اليقين ويبطل الشك قال هشام فقلت له فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح قال نعم قلت لا بد من القلب وإلا لم تستيقن الجوارح قال نعم فقلت له يا أبا مروان فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماماً يصحح لها الصحيح وتستيقن به ما شكت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً يردون إليه شكهم وحيرتهم ويقيم لك إماماً لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك قال فسكت ولم يقل لي شيئاً. . . )(15).

          فبالنتيجة إن المتوقع الطبيعي لدى النبي(صلى الله عليه وآله) من بعده سيكون الخلاف فلذلك بينه ووضع له الحل الإلهي قبل أن نأخذ المسألة أبعاداً نفسية وسياسية فلكي نؤمن بأكملية الرسالة الإسلامية وأنها شاملة لكل نواحي الحياة وأنها دائمة حتى تقوم الساعة لا بد إذن من الإيمان القطعي بأن الإسلام قد حسم مسألة الخلافة دون أن يتركها تتفاعل سلبياً داخل الأمة بل حلها حلا جذرياً وواقعياً.


          2 – حسم النزاع:

          ـ وكما قلنا – من مصداقية الرسالة الإسلامية بأنها كاملة وشاملة ومستمرة تقتضي الإيمان بأن الإسلام قد حسم النزاع المتوقع ببيان القيادة الشرعية فهي تمثل الخلافة الشرعية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالتعيين نصاً وقد سبق أيضاً أن الأمة أو بالتحديد أهل الحل والعقد أو الأكثرية كل ذلك لا يمكن أن نعتبره طرحاً حاسماً للنزاع المتوقع فإن حلا عائماً يصعب أن نلصقه بالشريعة الإسلامية التي لم تعودنا على الحلول العائمة والغامضة ومن العسير أن نربط هذا الحل العائم بالغيب المدبر وهكذا ننتهي بلا بدية التعيين للخلافة كما تم تعيين النبوة نصاً بأمر الله تعالى فالمسألة مرتبطة بالتعيين الإلهي والاختيار الرباني ضمن المشروع المتكامل للرسالة الإسلامية فالله سبحانه هو العارف بمصلحة الرسالة البشرية وتعين النبي والإمام بالنص هو الأنسب للطفه وعنايته – وأمر الإمامة من تمام الدين – كما قال الإمام الرضا(عليه السلام).

          الهوامش:

          13- نفس المصدر ج 7 ص 463.

          14- كما ورد في كنز العمال ج 6 ص 397 وغيره.

          15- حق اليقين ص 86.

          تعليق


          • #6
            المعاد:
            المعاد هو الأساس الخامس من أسس العقيدة الإسلامية، والمعاد يوم القيامة يعني الإيمان بعودتنا للحياة بعد الموت وذلك للمحاسبة على ما عملناه في حياتنا الدنيوية من أعمال صالحة أو سيئة تحددها المحكمة الإلهية الكبرى التي تمتاز بالدقة والضبط كما يقول سبحانه وتعالى:

            (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة).[سورة الأنبياء: الآية 47].

            وهنالك يأخذ كل إنسان جزاءه المناسب...

            (كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).[سورة الرحمن: الآيتان 26-27
            متى تبدأ رحلة الإنسان نحو الآخرة؟:

            يقول الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله) ما خُلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء وإنما تنقلون من دار إلى دار(2).

            قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (المعاد مضمار العمل فمغتبط بما احتقر من العمل غانم ومبتئس بما فاته من العمل نادم).

            أما الإمام علي(عليه السلام) فيقول: (حتى إذا تصرمت الأمور وتقضّت الدهور وأزف النشور أخرجهم من ضرائح القبور وأوكار الطيور وأوجرة السباع ومطارح المهالك سراعاً إلى أمره مهطعين إلى معاده)(3).

            يقول الله سبحانه: (كل نفس ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون).[سورة العنكبوت: الآية 57
            وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (المعاد مضمار العلم مغتبط بما احتقر من العمل غانم ومبتئس بما فاته من العمل نادم).

            وقال(صلى الله عليه وآله): (يا بني عبد المطلب إن الرائد لا يكذب أهله والذي بعثني بالحق لتموتن كما تنامون وتبعثن كما تستيقظون وما بعد الموت دار إلا جنة أو نار وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عز وجل كخلق نفس واحدة وبعثها، قال تعالى: ( وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة).

            وقال الإمام الباقر(عليه السلام) كان فيما وعظ به لقمان(عليه السلام) ابنه أن قال: (يا بني إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك وإن كنت في شك من البعث فارفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك)(19).

            وعن عبد الله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: أخبرني عن القيامة لم سميت القيامة؟

            قال: (لأن فيها قيام الخلق للحساب).

            ومن مواعظ علي بن الحسين(عليه السلام): (أعلم يا بن آدم أن من وراء هذا أعظم وافظع وأوجع للقلوب يوم القيامة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود يجمع الله فيه الأولين والآخرين) وقال الإمام علي(عليه السلام): (فإن الغاية أمامكم وإن وراءكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فإنما ينتظر بأولكم أخركم).

            وهكذا نجد الكثير الكثير من الأحاديث والروايات الواردة عن النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار(ع)
            توضيح ما يجري يوم المحشر وإنه حق ولا بد من يوم الحساب العدل حيث تحشر الخلائق للمحكمة الكبرى

            تعليق


            • #7
              صدقت يا بنت جنوب لبنان .. لك تحياتي وشكري .... بالفعل هذا هو التوحيد لدينا نحن الشيعة .... تسلمين على هذا الحواب الأكثر من رائع



              فنون

              تعليق


              • #8
                شكرا" لك اختي فنون :
                وانا لم اكتب موضوعي هذا الا ردا"على سعد بن المعاذ لعله يهتدي ويقرأ

                لانه سأل في موضوعه عن ما هو التوحيد عند الشيعة

                تعليق


                • #9
                  مشكوره اختي بنت جنوب لبنان كل ماقلتيه هو الحق والى الامام

                  تعليق


                  • #10
                    شكرا"على التشجيع اخي مهدي وبارك الله فيك

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                    يعمل...
                    X