نسبه الشريف
هو السيد موسى بنُ السيد صدر الدين بنُ السيد إسماعيل بن السيد صدر الدين بنُ السيد صالح شرف الدين، وينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم، الإمام السابع من أئمة الشيعة الإثني عشرية.
مولده منشأته
ولد الإمام السيد موسى الصدر في عام 1928 ميلادية في مدينة قم الإيرانية. له سبع أخوات، منهن: السيدة فاطمة، حرم آية الله السيد محمد باقر الصدر (قُدِسَ سرّه) والسيدة صديقة، حرم آية الله السيد سلطاني الطباطبائي، أحد أبرز أساتذة الحوزة العلمية في قُم. هو أصغر إخوانه وهم: السيد رضا والسيد علي. وفي قم نشأ، وبدأ دراسته في مدرسة (باقريه) الابتدائية والمتوسطة، وأنهى المرحلة الثانوية وهو في سن مبكرة جداً في مدرسة (سنائي).
تلقى علومه الدينية بشكل طبيعي على يد شقيقه السيد رضا، وتركز منهجه في اللغة والأصول على يد والده الذي كان يريد له اتجاهاً معيناً بعدما رأى منه ذكاء ورغبة في العلم، فنصحه بسلوك طريقة الدعوة الى الله، وبالتالي إكمال دراسته في العلوم الإلهية.
لذلك، انتسب الإمام الصدر إلى جامعة قم الدينية ليأخذ العلم على يد أشهر المراجع، منهم: الإمام الخميني في الفلسفة، والسيد سلطاني الطباطبائي، وآية الله شريعتمداري في الدراسة المعمقة؛ ومنهم: السيد الداماد. وجمعته مقاعد الدراسة مع كل من الدكتور بهشتي، ومرتضى مطهري، والسيد الأردبيلي. فاشتهر الإمام الصدر بأنه كان مُحَقِقاً، باحثاً، متحدثاً ومناقشاً مميزاً، يعرض الإشكالات العلمية بطلاقة، ويوجد لها المخارج بقناعة ومنطق. وانتهت هذه المرحلة بحصوله على درجة الاجتهاد وإتمامه لمراحله وأصوله.
يقول عنه آية الله المشكيني:
"السيد موسى الصدر كان من تلامذة المرحوم الداماد النُّجَبَاء... وقد حرص كل الفضلاء المشهود لهم بالخبرة والدراية والحنكة، على حضور دروسه ومحاضراته؛ وكان الإمام موسى الصدر، أحد أعلام هذه الصفوة. أثناء ساعات الدرس، كان ماهراً، محققاً، باحثاً، متحدثاً ومناقشاً. مجموعته كانت تضم نخبة من الطلبة المميزين من أمثال بهشتي، كان سماحته معروفاً في فترة دراسته في الحوزة، حيث كان يشار إليه بالبّنان في أوساط الطلاب الذين نال احترامهم وتقديرهم. ومن الناحية العلمية، كان بارزاً في المجموعة التي ضمت زملاء الدرس والتحصيل. وإذا لم نرد القول إنه تفوق على الجميع، فإن أحداً لم يتقدمه على أي حال... كان يحتل مكانة علمية مرموقة. وأما النقطة الأخرى التي ميزته من البقية، فهي أنه كان يتابع الدراسة الجامعية أيضاً في جامعة طهران... كان من الفضلاء الكبار حقاً. ومنذ تلك الفترة، كنت واثقاً من أنه يتمتع بالقدرة على استنباط الأحكام".
ولكن دراسته للعلوم الدينية لم تبعده عن متابعة الدروس الأكاديمية، فالتحق بجامعة طهران ـ كلية الحقوق ـ وتخرج منها حاملاً إجازة في العلوم الإقتصادية، فكان بذلك أول رجل دين يدخل الجامعة في إيران ويحصل على شهادة جامعية في غير العلوم الدينية.
السيد الأردبيلي يقول عن الإمام الصدر:
"يعود تاريخ تعرفي الى سماحته، الى سنة 1321 ش (1942م). في أواخر تلك السنة، أي الفترة التي أتيت فيها الى قم... تعرفت اليه بعد مضي عدت أيام على وجودي هناك. ذلك ان دروس الحوزة العلمية، كانت تستوجب حضور حلقات مشتركة، واقتناء كتب واحدة. في تلك الفترة، كان سماحته يتابع دراسة مرحلة السطوح في الرسائل والمكاسب. ومن خلال مشاركتي في تلك الدروس تعرفت إليه. كان يتمتع بسمات خاصة للغاية لناحية الكفاءات والأهلية. وقد أهلته صفات الدراية، والذكاء الحاد، وسرعة الفهم والبديهة، والدقة والتأمل العميق في المسائل العلمية، الى تصدّر كلّ أصدقائه وزملائه في الأوساط العلمية.......
فإن خصائصه الأخلاقية القويمة كانت تحتم وجود هالة اجتماعية مميزة من حوله. كانت لديه معلومات متنوعة حول الشؤون الإجتماعية... الأمر الذي كان يفتقده طلبة الحوزات العلمية في تلك الأيام، نظراً لاستغراقهم في المسائل العلمية البحتة.
كان إنساناً محبوباً وجذاباً وقريباً من القلب. صداقاته عديدة ومتنوعة. الكل كان يفتخر بوجود صلة تربطه بسماحته... كي يستفيد من أدبه، وأخلاقه، ودرايته، وفهمه، وذكائه وشخصيته الفذة. وكلما انضم الى إحدى حلقات الدرس والبحث، أصبح من المتفوقين بسرعة ملحوظة، وقد تابع دراسته العلمية في الحوزة حتى مرحلة الاجتهاد... الى أن أصبح أحد المدرسين المجلين في الحوزة العلمية".
يقول عنه الدكتور صادرقي:
"وكما كان طالباً جيداً كان معلماً جيداً، وفي الحالين كان الطلبة يرغبون بالحضور حيث يكون، فهو مُشَوِّق في تدريسه، وملفت في تساؤلاته عن تلقيه الدرس؛ وهو بمجرد أن يتعلم مطلباً يمتلك القدرة على تدريسه فوراً، ولذلك اعتُبر أستاذاً وهو لا يزال بعهد الطلب".
وقد لمس الإمام الصدر مع مجموعة من رفاقه من علماء الدين مدى النشاط اليساري في إيران، فعمد الى مواجهة هذا المد بأسلوب علمي جديد.
تزوج الإمام السيد الصدر من كريمة الشيخ عزيز الله خليلي سنة 1955، وهي ابنة أخت آية الله الكاشاني، ورزق منها أربعة أولاد هم صدر الدين (1956) وحميد (1959) وحوراء (1962) ومليحة (1971).
الى جانب القليل من الصفات التي ذكرت، تميزّ سلوك الإمام بالخروج على التقاليد التي تفرض نظاماً على المراجع وأولادهم، حيث أنه كان يحضر مباريات كرة القدم، ويحمل ابنه صدري خارج المنزل.
قدومه إلى لبنان
في إحدى زياراته الى إيران التقى الإمام عبد الحسين شرف الدين بالإمام السيد موسى الصدر، وقد لفت انتباهه شخصية الإمام وعلمه وأدبه؛ ونظراً لصلة القربى بين العائلتين، فقد بقية الصلة مستمرة بين الاثنين.
في عام (1955) قد الإمام الصدر الى لبنان للمرة الأولى، فتعرف الى انسبائه في صور ومعركة، وشحور، وحلّ ضيفاً في دارة الإمام عبد الحسين شرف الدين (ق.س)، فزادت معرفة هذا الأخير بمزايا الإمام الصدر وبمواهبه، وأصبحت مدار حديثه في مجالسه بما يؤكد جدارته لأن يخلفه في مركزه بعد وفاته.
في سنة 1958 توفى الإمام عبد الحسين شرف الدين (ق.س)، فكتب أبناؤه رسائل عدة الى الإمام موسى الصدر في قم، يدعونه فيها للمجيء الى لبنان، وتسلّم مسؤولية المرجعية فيه. وقد حثّه وشجعه على ذلك الإمام السيد البروجردي، وكان من كبار مراجع الشيعة في إيران.
وفي أواخر سنة 1959 قَدِمَ الإمام موسى الصدر الى لبنان، وأقام في مدينة صور في منزل السيد عبد الحسين شرف الدين، وهو المسجد المعروف بمسجد الإمام الصادق. ولكن الإمام لم يبقَ أسير جدرانه بل تخطى الحدود ...
ومن أقواله
مكاني بينكم .....عرشي قلبكم ......قوتي يدكم .....حارسي عيونكم ......مجدي اجتماعكم
هو السيد موسى بنُ السيد صدر الدين بنُ السيد إسماعيل بن السيد صدر الدين بنُ السيد صالح شرف الدين، وينتهي نسبه إلى الإمام موسى بن جعفر الكاظم، الإمام السابع من أئمة الشيعة الإثني عشرية.
مولده منشأته

تلقى علومه الدينية بشكل طبيعي على يد شقيقه السيد رضا، وتركز منهجه في اللغة والأصول على يد والده الذي كان يريد له اتجاهاً معيناً بعدما رأى منه ذكاء ورغبة في العلم، فنصحه بسلوك طريقة الدعوة الى الله، وبالتالي إكمال دراسته في العلوم الإلهية.

لذلك، انتسب الإمام الصدر إلى جامعة قم الدينية ليأخذ العلم على يد أشهر المراجع، منهم: الإمام الخميني في الفلسفة، والسيد سلطاني الطباطبائي، وآية الله شريعتمداري في الدراسة المعمقة؛ ومنهم: السيد الداماد. وجمعته مقاعد الدراسة مع كل من الدكتور بهشتي، ومرتضى مطهري، والسيد الأردبيلي. فاشتهر الإمام الصدر بأنه كان مُحَقِقاً، باحثاً، متحدثاً ومناقشاً مميزاً، يعرض الإشكالات العلمية بطلاقة، ويوجد لها المخارج بقناعة ومنطق. وانتهت هذه المرحلة بحصوله على درجة الاجتهاد وإتمامه لمراحله وأصوله.
يقول عنه آية الله المشكيني:
"السيد موسى الصدر كان من تلامذة المرحوم الداماد النُّجَبَاء... وقد حرص كل الفضلاء المشهود لهم بالخبرة والدراية والحنكة، على حضور دروسه ومحاضراته؛ وكان الإمام موسى الصدر، أحد أعلام هذه الصفوة. أثناء ساعات الدرس، كان ماهراً، محققاً، باحثاً، متحدثاً ومناقشاً. مجموعته كانت تضم نخبة من الطلبة المميزين من أمثال بهشتي، كان سماحته معروفاً في فترة دراسته في الحوزة، حيث كان يشار إليه بالبّنان في أوساط الطلاب الذين نال احترامهم وتقديرهم. ومن الناحية العلمية، كان بارزاً في المجموعة التي ضمت زملاء الدرس والتحصيل. وإذا لم نرد القول إنه تفوق على الجميع، فإن أحداً لم يتقدمه على أي حال... كان يحتل مكانة علمية مرموقة. وأما النقطة الأخرى التي ميزته من البقية، فهي أنه كان يتابع الدراسة الجامعية أيضاً في جامعة طهران... كان من الفضلاء الكبار حقاً. ومنذ تلك الفترة، كنت واثقاً من أنه يتمتع بالقدرة على استنباط الأحكام".
ولكن دراسته للعلوم الدينية لم تبعده عن متابعة الدروس الأكاديمية، فالتحق بجامعة طهران ـ كلية الحقوق ـ وتخرج منها حاملاً إجازة في العلوم الإقتصادية، فكان بذلك أول رجل دين يدخل الجامعة في إيران ويحصل على شهادة جامعية في غير العلوم الدينية.
السيد الأردبيلي يقول عن الإمام الصدر:
"يعود تاريخ تعرفي الى سماحته، الى سنة 1321 ش (1942م). في أواخر تلك السنة، أي الفترة التي أتيت فيها الى قم... تعرفت اليه بعد مضي عدت أيام على وجودي هناك. ذلك ان دروس الحوزة العلمية، كانت تستوجب حضور حلقات مشتركة، واقتناء كتب واحدة. في تلك الفترة، كان سماحته يتابع دراسة مرحلة السطوح في الرسائل والمكاسب. ومن خلال مشاركتي في تلك الدروس تعرفت إليه. كان يتمتع بسمات خاصة للغاية لناحية الكفاءات والأهلية. وقد أهلته صفات الدراية، والذكاء الحاد، وسرعة الفهم والبديهة، والدقة والتأمل العميق في المسائل العلمية، الى تصدّر كلّ أصدقائه وزملائه في الأوساط العلمية.......
فإن خصائصه الأخلاقية القويمة كانت تحتم وجود هالة اجتماعية مميزة من حوله. كانت لديه معلومات متنوعة حول الشؤون الإجتماعية... الأمر الذي كان يفتقده طلبة الحوزات العلمية في تلك الأيام، نظراً لاستغراقهم في المسائل العلمية البحتة.
كان إنساناً محبوباً وجذاباً وقريباً من القلب. صداقاته عديدة ومتنوعة. الكل كان يفتخر بوجود صلة تربطه بسماحته... كي يستفيد من أدبه، وأخلاقه، ودرايته، وفهمه، وذكائه وشخصيته الفذة. وكلما انضم الى إحدى حلقات الدرس والبحث، أصبح من المتفوقين بسرعة ملحوظة، وقد تابع دراسته العلمية في الحوزة حتى مرحلة الاجتهاد... الى أن أصبح أحد المدرسين المجلين في الحوزة العلمية".
يقول عنه الدكتور صادرقي:
"وكما كان طالباً جيداً كان معلماً جيداً، وفي الحالين كان الطلبة يرغبون بالحضور حيث يكون، فهو مُشَوِّق في تدريسه، وملفت في تساؤلاته عن تلقيه الدرس؛ وهو بمجرد أن يتعلم مطلباً يمتلك القدرة على تدريسه فوراً، ولذلك اعتُبر أستاذاً وهو لا يزال بعهد الطلب".
وقد لمس الإمام الصدر مع مجموعة من رفاقه من علماء الدين مدى النشاط اليساري في إيران، فعمد الى مواجهة هذا المد بأسلوب علمي جديد.
تزوج الإمام السيد الصدر من كريمة الشيخ عزيز الله خليلي سنة 1955، وهي ابنة أخت آية الله الكاشاني، ورزق منها أربعة أولاد هم صدر الدين (1956) وحميد (1959) وحوراء (1962) ومليحة (1971).
الى جانب القليل من الصفات التي ذكرت، تميزّ سلوك الإمام بالخروج على التقاليد التي تفرض نظاماً على المراجع وأولادهم، حيث أنه كان يحضر مباريات كرة القدم، ويحمل ابنه صدري خارج المنزل.
قدومه إلى لبنان
في إحدى زياراته الى إيران التقى الإمام عبد الحسين شرف الدين بالإمام السيد موسى الصدر، وقد لفت انتباهه شخصية الإمام وعلمه وأدبه؛ ونظراً لصلة القربى بين العائلتين، فقد بقية الصلة مستمرة بين الاثنين.
في عام (1955) قد الإمام الصدر الى لبنان للمرة الأولى، فتعرف الى انسبائه في صور ومعركة، وشحور، وحلّ ضيفاً في دارة الإمام عبد الحسين شرف الدين (ق.س)، فزادت معرفة هذا الأخير بمزايا الإمام الصدر وبمواهبه، وأصبحت مدار حديثه في مجالسه بما يؤكد جدارته لأن يخلفه في مركزه بعد وفاته.
في سنة 1958 توفى الإمام عبد الحسين شرف الدين (ق.س)، فكتب أبناؤه رسائل عدة الى الإمام موسى الصدر في قم، يدعونه فيها للمجيء الى لبنان، وتسلّم مسؤولية المرجعية فيه. وقد حثّه وشجعه على ذلك الإمام السيد البروجردي، وكان من كبار مراجع الشيعة في إيران.
وفي أواخر سنة 1959 قَدِمَ الإمام موسى الصدر الى لبنان، وأقام في مدينة صور في منزل السيد عبد الحسين شرف الدين، وهو المسجد المعروف بمسجد الإمام الصادق. ولكن الإمام لم يبقَ أسير جدرانه بل تخطى الحدود ...
ومن أقواله

مكاني بينكم .....عرشي قلبكم ......قوتي يدكم .....حارسي عيونكم ......مجدي اجتماعكم
تعليق