لقد كثر الجدل والحديث أخيرا حول المظاهرات والمسيرات والإحتجاجات التي يقوم بها بعض أبناء البحرين الغيارى وكل أبنائها غيارى من يتظاهرون ومن لايتظاهرون، ولا أستثني أحدا منهم لأننا جميعا نركب السفينة لنصل إلى الشاطئ بسلام وأمان حتى لو اختلفنا في وجهات النظر، فليس فينا من يريد أن يخرق السفينة لتغرق ويغرق من فيها.
لابد من الحديث بروية حول مايجري فلايجوز الحكم قبل معرفة الحقائق من أية جهات من الجهات من أبناء شعب البحرين الأبي على الجهة الأخرى، فنحن جميعا إخوة في سبيل الله تعالى ومثل هذه الإخوة لايمكن أن تضيع.
فهل يمكننا أن نناقش الأمور بهدوء أكبر؟ وعلى طاولة حوارية أخوية؟
أعتقد أننا أبناء الحوار الهادئ العقلاني الذي يقودنا في الأخير إلى الحقائق والأخذ بها!
التسمية:
أنا لن أتفق بأي حال من الأحوال على تسمية المتظاهرين والمحتجين سلميا بكلمة " المخربين " على الإطلاق مهما اختلف البعض معهم! وإنني أظن وأعتقد بأن هناك من يلعب دورا في نشر هذه الكلمة حول تلك المظاهرات والمسيرات السلمية، وقد نجحت وزارة الداخلية في تسميم الأجواء بنقل هذه الكلمة في صحافتنا وعلى ألسن بعض أبناء الشعب المظلوم.
وعليه فلايجوز بأي حال من الأحوال أن نأخذ ماتقوله الحكومة ونطبقه على أنفسنا لنفرق بين بعضنا البعض.
وهنا أدعو الصحافة ومواقع الإنترنت وكل وسائل الإعلام الأخرى التي تنقل الأحداث أن تكون نزيهة في نقلها لا أن تضع البهارات التي تناسب ذوقها!
ماهي قصة حرق الإطارات وغيرها:
لاأظن أن أحدا نسي الأيادي الملطخة بالدماء لوزارة الداخلية أيام الإنتفاضة المباركة في التسعينيات والتي راح ضحيتها عددا من أبناء الوطن الغيوين على الوطن.
شعب البحرين لايعرف حرق الإطارات إلا بسبب العنف الذي يظهر من قبل قوات الشغب التي تهجم على مناطقنا وتقض مضاجعها دون أي احترام أو تقدير.
وهنا أدعو الجميع ومن دون استثناء أن يستذكر ولو قليلا ليرى بأن أبناء هذا البلد وفي فترة ليست قصيرة لم يحرق فيها ولا إطار واحد على الإطلاق لأن الداخلية لم تكن تتدخل في فرض هيمنتها وسيطرتها على المسيرات والمظاهرات بل أنها ابتعدت عن طريق أبناء الشعب ولذلك لم يحتج الشعب على الإطلاق إلى حرق إطار واحد!
ولكنها بطريقة متعمدة أطلقت القوانين المجحفة بحق أبناء الشعب فجاء قانون التجمعات السئ والذي لايقبله عاقل كائنا من كان، وهنا رفض أبناء الشعب التعامل مع هذا القرار الفاشل والذي سيزداد فشله يوما بعد يوم!
ولأن الشعب صاحب نوايا حسنة فإنه بطريقة سلمية أيضا خرج رافضا كافة القوانين المقيدة للحريات إلا أن التعامل السئ من قبل وزارة الداخلية في معالجة الأمر اضطر البعض أن يدافع عن نفسه بهذه الطريقة، والجميع يعلم بأن الإحتجاج بهذه الطريقة هو احتجاج حضاري وليس احتجاجا خارجا عن الحضارة التي تتشدق بها الحكومة.
هذه فرنسا وقد شاهدتم ماجرى في فرنسا من حرق للسيارات وتخريب للمدراس وغيرها ومع ذلك لم تتخذ الحكومة هناك ذريعة للضرب بل عملت على حل المشكلة حلا عقلائيا، فهل يمكن لهذه الحكومة أن تكون عاقلة لتحل المشكلة من جذورها بحل كافة المشاكل وعلى رأسها حق المواطن في أرضه وعدم العبث بمقدراته وخيراته التي وهبه الله إياها؟!
حالة تعاقدية أم إلغاء:
كنت أتحدث مع أحد الإخوة حول التجمعات والمسيرات فقال لي بأن القانون يفرض الأمر في التجمعات! فتعجبت وقلت سبحان الله!! قانون باطل وعلينا أن نأخذ به؟ حاشا لله!! ثم أن الدولة قد خانت الشعب خيانة عظمى، فأين التعاقد بين الدولة وبين الشعب؟
الشعب لم يلغ الدولة ولكن الدولة هي من ألغت الشعب فلماذا تطالبنا الدولة ومن يتكلم باسمها أو من يتحدثون حول القوانين بأن علينا الإلتزام، وهي أصلا غير ملتزمة بعقد شرعي مع الشعب!!
لقد ألغت الحكومة فعليا الشعب من حساباتها وعليه فإنه لايجوز لها أن تطالب الشعب بقوانين ظالمة صادرة من جهتها وحدها هي فقط!
وماكانت الحكومة في يوم من الأيام تحفظ أمن الشعب، بل الشعب نفسه هو الذي يحفظ أمنه، ويحافظ على قراه وبيئته، وماضاع الأمن إلا بسبب الدولة الحالية إن كان من التجنيس العشوائي الفاجر، أو بالقوانين الجائرة المتعاقبة.
لن نقبل ونحن أبناء هذه الأرض أن نشطب من خريطتها! ولن نرضى ونحن أبناء هذه الأرض أن نخرج منها إلى غيرها، بل سنبقى على ظهرها نأكل من بركاتها ونعيش من خيرها! فالأرض أرضنا وكل حبة ترابة هي عزيزة على نفوسنا.
القمع ومزيد من القمع:
إن الداخلية تتعمد في كل مسيرة وفي كل مظاهرة سلمية أن تحولها إلى مسيرة مقاومة للشغب المتعجرف الذي لايحفظ أمن الناس! كما أننا نجد بأن معظم الذين يدخلون قرانا من الشغب هم من الأجانب " المجنسين " وما أجمل أن تكون " مجنسا " وتضرب أبناء الأرض الأصليين الذين تمتد جذورهم في الأرض، في نخلها وبحرها وسواحلها!
الحكومة في كل مسيرة ومظاهرة تستخدم العنف الشديد فتضرب المتظاهرين بمسيلات الدموع وبالرصاص المطاطي، وتكسر السيارات وغير ذلك من الأفعال العشوائية، ولا أبالغ إذا قلت بأن طلقات مسيلات الدموع، والرصاص المطاطي قد بلغت نسبة كبيرة في السنابس على سبيل المثال!
ولن أنسى تلك اللقطة حيث أنني كنت واقفا أشتري بعض الحاجيات وإذا بطلقة مسيلات الدموع تقع بين الناس وعند محلاتهم!! فأين كرامة الإنسان؟ وأين حق الإنسان؟ ولماذا العقاب الجماعي وبهذه الصورة السيئة؟!
ولذلك يجب أن يوجه اللوم الشديد والمعارضة الشديدة إلى وزارة الداخلية لا إلى المتظاهرين والمحتجين سلميا! فليس من الذوق السليم عندنا أن نوجه اللوم لهؤلاء ونترك الحكومة تعيث فسادا في قرانا الآمنة.
دعوات وزير الداخلية المتكررة:
لعل وزارة الداخلية ومنذ تم دعوتها للقاء الأهالي في جريدة الوسط تظن بأنها استطاعت أن تدخل في أوساط الناس وتتحدث باسمهم، وقد لعبت في الآونة الأخيرة دورا خبيثا في تشتيت وتفريق الناس، واستعداء الناس على بعضهم البعض!
وفي سياق أحاديثه الأخيرة فقد دعا وزير الداخلية وبصراحة لم يسبق لها مثيل على الإطلاق، دعا إلى الشراكة المجتمعية بين الوزارة وبين الناس!
لعل الوزير نسي أننا بعد لم نأخذ بحق أبنائنا الضحايا والمعذبين وهم آلاف مازال الكثير يعاني منهم بسبب سطوة وبطش الجائرين في العهد السابق!
ولعل الوزير أيضا ظن أننا فعلا سنضع أيدينا بيد من يضرب قرانا وأهلنا بمسيلات الدموع وبالرصاص المطاطي دون أي احترام أو تقدير لهذه القرى!!
نحب هنا أن نذكر الوزير بأننا لسنا أمة غبية وقد خلقنا الله أحرارا في فكرنا ووعينا وعليه فإنه يجب أن يفكر في طريق يحل به الهجمات المتكررة على أهالينا وعلى قرانا والتي أحدثت مآس كثيرة للناس منها تخريب السيارات من قبل الشغب، ومنها إسقاط توأم لإحدى الأمهات في السنابس، ومنها سقوط مسيلات الدموع في البيوت، ومنها إطلاق الرصاص المطاطي، وكأن الطريق مفتوح للوزير ولوزارته بضرب المناطق في أي وقت يشاء، وبأية طريقة يشاء!
وهنا يجب أن لاتقول الداخلية بأن السبب هو التظاهر والإحتجاج، فإن من حقنا ونحن أبناء أن نتظاهر وأن نخرج مطالبين بحقوقنا دون قيد أو شرط.
ولسنا ممن يخرب أرضه وبلده حين نخرج وقد ثبت ذلك عند الحكومة وعند الجميع بأن مسيراتنا سلمية منضبطة تحمل في أوساطها الوعي والإدراك.
الشكر الجزيل لكم يا أهل السنابس:
لقد أضحكني شكر وزير الداخلية لأهالي السنابس لتصديهم " للمخربين " كما يسميهم ولعمري لعله لم يعرف بعد أهل السنابس وكيف أنهم متماسكون وأنهم ليست لديهم ثقة في من يضرب منقطتهم الآمنة!
نحب أن نبلغ الجميع بأن السنابس بخير وليست بحاجة إلى شكر هدفه تصادم أبناء المنطقة، والهدف الآخر تعميم هذه التجربة على المناطق الأخرى لتصادم أكثر وتشتيت أشد!!
إن أهل مكة أدرى بشعابها! ونحن أعلم بسنابسنا الخيرة الفاعلة التي لم ترض بالظلم والجور في أي يوم من الأيام والتأريخ يشهد لها بذلك ولن ترضى " فهذا الشبل من ذاك الأسد ".
إن أهل السنابس يعيشون الوعي مع القضايا ولايبيعون دينهم ولايتعاملون أو يتعاونون مع من لايحترمهم ولايقدرهم ولايقدر الوطن ولايحترمه!
إذن من هم المخربون؟
أصل إلى النتيجة الأخيرة من كلامي حول الوضع الحالي لأقول بأن كلمة المخربين لاتناسب المتظاهرين جملة وتفصيلا فهؤلاء لديهم قضية عدالة أبوا الظلم والجور ولم يرضوه ولن يرضوه وعليه فلايجوز تسميتهم بهذه الكلمة الشاذة التي تناسب غيرهم.
إن المخربين الحقيقيين هم سراق أمن الدولة! وسراق أراضي الدولة! وسراق بحر الدولة! وهم الذين يخدعون الناس ويكذبون عليهم ويتعاملون معهم بالأكاذيب والأباطيل والأضاليل.
من أراد أن يوجه صوته وأن يرفع عقيرته فليرفعها في وجه الظالمين لافي وجه المظلومين، وليرفعها في وجه المتكبرين لافي وجه المستضعفين!
إن للناس حقوقا لايقبلون بضياعها وقد صدقت فاطمة الزهراء (ع) الثائرة الأولى بعد رسول الله (ص) حين قالت: " الساكت عن الحق شيطان أخرس "
ونحن أبناء مدرسة كربلاء .. تلامذة تعلمنا فيها دروس التضحية والإباء والصدق والفداء ولن نحيد عن تلك المدرسة قيد أنملة مابقي الدهر.
دعوة لأحبتي أبناء السنابس:
هذه ليست دعوة خاصة لفئة دون فئة من ابناء السنابس بل هي للجميع أدعوهم فيها صادقا من أعماق قلبي أن يحذروا من الفتن ماظهر منها ومابطن، وأن يتعاونوا جميعا على الخير، وأن لايأخذوا بنصيحة كاذبة هنا، أو كلمة مخادعة هناك.
إن أهل السنابس مطالبون مطالبة حقيقية لصد كل أنواع التشتيت والتفريق الذي يمارس بحق القرية الوادعة، ولابد من الوعي والحذر وأخذ الحيطة فإننا تارة لانعلم مايحاك لنا في الظلام!
وإن أجهل الأمور أن نأخذ على حين غرة ونحن نيام!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
__________________
تحياتي
ابن الغربية
ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما
تحياتي
ابن الغربية
ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما
تعليق