الوقت - علي الصايغ:
رأى خطيب جامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى أحمد قاسم أن مشاركة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية في التجربة النيابية لم يكن قراراً جزافياً، ولا نابعا عن سوء نية.
وقال أمس في خطبة الجمعة ‘’وما استهدفت الوفاق ولن تستهدف أن يكون لها دور تخريبي مفسد، ولن ترضى بأن يكون دورها تابعاً للإمضاء والموافقة على رغبات الحكومة واتجاهاتها السياسية صواباً كانت أو خطأ’’.
وأضاف ‘’الموقف ليس موقفاً معانداً، وليس موقفاً تبعياً لا يراعي مصلحة الشعب، لكن المستهدف هو إنجاح التجربة النيابية، ولا نجاح لهذه التجربة إلا بأن تثبت جدارتها وكفاءتها في خدمة الشعب’’. وأوضح قاسم ‘’ولا تتم خدمة الشعب بتيسير لقمة العيش بصورة مؤقتة’’، معتبراً أن خدمة الشعب في ‘’أن يكون هناك قوانين عادلة تقوم عليها علاقات متوازنة وعادلة، وأن تكون هناك رقابة وملاحقة للخطأ الإداري والخطأ المالي والخطأ السياسي وكل الأخطاء من الحكومة’’، على حد قوله.
وقال قاسم ‘’الكتلة الانتخابية الضخمة من الشعب التي انتخبت الوفاق، لا ترضى لها أن تتخاذل، ولا ترضى لها أن تعيش حالة التبعية غير المسؤولة، وأيضاً لا تتطلع منها أن تكون عنصر مشاكسة، وهي لم ترشحها ولم تنتخبها من أجل أن تتربص بالحكومة’’.
وأضاف ‘’وما كان ينبغي للحكومة أو غيرها أن تطمع في دور تمريري تبعي تمارسه الوفاق لسياسات لا يوافق الشعب عليها، ولا تتلاءم مع مصلحته (...) إن من يطمع في مثل هذا الدور من الوفاق يخطئ الظن كثيراً، ولو لم تنجح في إبطال هذا الظن فإنها ستستحق منا المواجهة’’.
وتابع ‘’ويأتي الدور الرقابي الأمين والمحاسبة الدقيقة دوراً رئيساً تسأل عنها الوفاق وغيرها من نواب المجلس (...) الجهد لابد أن ينصب على هذين البعدين، بُعد التشريع العادل، وبُعد الرقابة الأمينة والمحاسبة الدقيقة’’.
وقال قاسم ‘’لو خصصت 10 ملايين لتحسين الوضع المعيشي فإن ذلك لن يصلح الوضع بصورة مقبولة ما دام القانون فاسداً، وما دام الوضع المالي والإداري وضعاً فاسدا’’.
وأكد أنه ‘’لا بد من إصلاح الأرضية بأساس متين تتم عليه عملية الإصلاح الفوقية في كل المجالات (...) إن مجلساً يمكن أن يقنع الشعب لاستمرار المشاركة فيه يحتاج إلى صلاحيات تشريعية بابها، وإلى دور رقابي وقدرة على الاستجواب وإسقاط الثقة في موارد الضرورة بل حتى في مورد الشك المبرر في كفاءة أي وزير وأمانته أو في كفاءة الحكومة كلها وأمانتها’’.
مطر: الظلم من أكبر الشرور
من جهته، اعتبر خطيب جامع أبي بكر الصديق بالحورة الشيخ علي مطر أن الظلم من أكبر الشرور المنتشرة في المجتمع، مشيراً بقوله إلى ظلم بعض المسؤولين لموظفيهم في مسائل الترقيات والمكافآت وغيرهما.
وأضاف مطر ‘’ومن ذلك، ظلم العمال والخدم والضعفاء من الناس، وبخس حقوقهم وتكليفهم بأمور تكون فوق طاقاتهم (...) ومن الظلم، أكل حقوق الناس وعدم إنصافهم، ظلم الزوج لزوجته وأولاده، ظلم الإنسان لجيرانه وزملائه، الظلم الواقع على الناس بسبب الافتراء والكذب والاتهام من دون دليل’’.
وأضاف ‘’والظلم الحاصل بسبب سوء فهم الديمقراطية والحرية والأحزاب والتجمعات السياسية، وما يحصل بينهم من اتهامات وإثارة قضايا لخدمة الحزب والتوجه، وإن لحق بظلم الآخرين (...) ومن الظلم معاونة الظالم وتشجيعه، مثل ما يفعله من يتقرب إلى الظلمة من المنافقين والوصوليين فيثنون على أعمالهم ويسوغون الظلم الواقع منهم’’.
وانتهى مطر بالقول ‘’ينبغي الحذر من كل أنواع الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإن الله سوف ينتصر للمظلوم ولو بعد حين، ولنا في التاريخ القديم والحديث العبرة بما حصل للظلمة، وكيف كانت نهاية الظالمين’’.