
بسم الله الرحمن الرحيم
حوار معاصر مع عبد الله الرضيع (عليه السلام)
(الحلقة الثانية المنقحة)
الكاتب : الدكتور عماد الخزعلي
((رأى أحد المؤمنين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فشكى اليه همومه وآلامه والبلاء الذي أحاط بالمؤمنين فقال له رسول الله (ص) : عليكم بالدعاء والتوسل بأشد المظلومين . فقال : يا رسول الله : ومن أشد المظلومين ؟ فقال (ص) : علي الأصغر رضيع ولدي الحسين عليه السلام)).
{عادوا لعراقك من جديد ... وحاصره مليون ذئب ... ويزيد ... كما حاصرك سبعون ألفا ........... ويزيد. ففي العراق فر الموت من موته وأجهش بالبكاء على الرضيع ... وعلى أجنة غادروا الأرض بلا وريد ... وغطوا قباب الله والسماوات يا سيدي لن أزيد ... لن أزيد} .
سيدي يا علي الأصغر ..... أسعف فمي ليقول في حقكم الجميل جميلا ... فأنتم النور والجمال والطريق السالك الى الله سبحانه وتعالى ... وأنتم الحق الذي يرعب الباطل ويهز عروش المستكبرين والظلاميين ...
سيدي كلما وقعت عيني على طفل رضيع في مهده خنقتني العبرة ... فصورة السهم اللعين الذي إخترق نحرك الشريف تتمثل أمامي اللحظة، وكأنها صورة أزلية لاتمحيها العصور والأماكن من مخيلة محبيك ...
أيها الوديع المظلوم ، لقد قدر الله لشعاع نور وجهك البهي أن يملأ الدنيا ضياءا فيمزق الظلمة ... ظلمة أيامنا التي حاول أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء الاسلام فرضها علينا ... ونور وجهك هو نور وجه أبيك قبطان سفينة النجاة الأوسع والأسرع الى الله سبحانه وتعالى حسب قول الإمام الصادق (ع): ((كلنا سفن النجاة وسفينة جدي الحسين (عليه السلام) أوسع وفي لجج البحار أسرع)).
نعم سيدي إن نورك هو نور أبيك الحسين الذي يفضح أفعال خفافيش الظلام ... ويفضح أفعال لصوص الأحلام ... سراق البراءة والجمال ... سراق الأمنيات البريئة...
سيدي .. وحقك وشأنك ومقامك ومنزلتك عند الله سبحانه وتعالى .. هؤلاء يسرقون كل شيء نبيل وطاهر لأنه يفضح قبحهم ...
يا سيدي ... يا عبد الله الرضيع
كم من إمام وولي صالح قبلك ذبحوا وتنكروا من جديد بوجوه وأسماء ومسميات وملابس أخرى ليعيدوا الكرة وها هم يبحثون عن ضحية ، وسيستمرون يلجون دماء الأبرياء دون هوادة.
سيدي .. كم من إمام بعدك ذبحوا وما زالوا يبحثون عن ضحية ... فدماء الطف لم تجف بعد وهي تزخرف حروف القرآن في السماء ، وكفي عمك العباس (ع) ما زالت تطرق أبواب الظمائر الحية طالبة النصرة لأبي عبد الله الحسين من جديد ... وما زالت تلك الكفين المشعتين بالنور الإلهي والنور العلوي تضرب بقوة على الرؤوس الخاوية التي تختبىء خلف ظل يزيد ... وتريد أن تعيد ... كرة الماضي ... من جديــد ...
يا سيدي .. لا زال أحفاد الظلام يبحثون عن ضحية ... وما زالوا يذبحون على الهوية ... وما زالوا يستهدفون الأطفال الرضع ، ويحرقون المصاحف بأفعالهم ويفجروا صوت الأذان !!! ...
يا سيدي حبنا لكم يزعجهم ... ويثير إنفعالاتهم ... لكننا قبلنا أن نكون الضحية ... وأن نقتل على الهوية طالما ذلك سيجمعنا معكم وسيجعلنا من أتباعكم ... فشهادتنا معكم سيدي بقاء ... وبقاؤنا من غيركم فناء ...
تاريخنا كله محنة ... وأيامنا كلها كربلاء ...
بلاء يتبعه بلاء ... وبكاء الأطفال ... ما عاد بكاء !!!
<< اللهم نحن أطفال الإسلام ... أبتلينا بحقد أعداء الإسلام ... فساعدنا ... أو إستقبلنا ... وأنزل غضبك عليهم ... فهم قرروا أن يبيدوننا ... لأننا نتلو القرآن ... ونرضع الإيمان ... ونعشق الأذان>>.
فيا حسين لا زال طفلك مرفوعا على الأكف ولا زال المجرمون يرمون طفلك وأطفال محبيك بسهام الغدر والخيانة.
سيدي أبا عبد الله ... لقد صمموا على قتل الأبرياء بحجة لقاء رسول الله (ص) وكأن الرسول أمر بقتل الضعفاء والمساكين والأطفال الرضع والشيوخ الركع والشباب الخشع ، وكأن رسول الله قد أوصى بقتل شيعتك ومحبيك ...
سيدي يا ريحانة رسول الله .. هم يحرقون ببشاعة آيات التحريم في قتل الأبرياء المكتوبة في القرآن.....
كما مكتوب في القرآن سيدي أفعالهم وقباحة جرائمهم وقساوة قلوبهم ، فكم من طفل رضيع قطعوا رؤوسهم كراهة لآبائهم لأنهم كانوا يحترمون ويقدسون دم الطفل الرضيع (ع) ، ولأنهم يوالون أهل البيت (ع).
وكان أحد الظلاميين والتكفيريين والنواصب يفتخر لأصدقائه في قتل عائلة أفغانية محبة لأهل البيت (ع) وإتيانه الى الرضيع وضربه بحربة سلاحه في بطنه ثم رفعه وضربه بالحائط وهو يضحك على أن دم هذا الطفل قد إنتشر في الغرفة كلها وكأنه قد فتح حصون الكفر وإنتصر على إسرائيل ، فيا قبحا لهذه الأفكار المريضة وتعسا لهذه النفوس ، ولبئس لمستقبل هذا المجرم وأمثاله من الظلاميين والتكفيريين الذين يقتلون الطفولة والبراءة والأطفال الرضع والصغار وأمهاتهم وآبائهم في أفغانستان والعراق لمجرد إنتسابهم لأهل البيت عليهم السلام. أليس لهم نار جهنم وبئس المصير؟؟!!
هكذا فهموا الاسلام أعداء الإنسانية وأعداء الإسلام ، وحاشى للدين الإسلامي الحنيف أن يبرر لهم جرائمهم الشنيعة ، وحاشى للرسول الأكرم (ص) أن يستقبل هذه القلوب القاسية وهذه النفوس المريضة والخبيثة وهذه الأيادي الملطخة بدماء الأبرياء.
سيدي .. ورغم ما يعلنون من أوهام فإن من سيستقبلهم في نار جهنم قرناؤهم الذين أغووهم بهذه الأفكار السقيمة والعقائد السخيفة...
أجل يستقبلهم طواغيت الأرض وفراعنة الدهر الذين إرتكبوا نفس الجرائم في قتل الأبرياء والأطفال الرضع كفرعون موسى ونمرود إبراهيم وأبولهب ، وقوم عاد وثمود والمؤتفكة ((الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب إن ربك لبالمرصاد)).
يا سيدي يا عبد الله الرضيع (ع)
دماء جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) لم تجف بعد من على سجادة الصلاة .. ولن تجف أبدا ... حتى يصطف العالم بأجمعه ليصلي خلف هذه السجادة المحمدية الرسالة والعلوية التأويل والحسينية البقاء.
وسيعلم الذين ظلموا كل طفل بريء رضيع أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين
اللجنة العالمية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع (ع)
www.aliasqar.com
* نتوجه بالشكر الجزيل الى الأخوة الذين ساهموا من داخل العراق بتنقيح هذه المقالة : حوار معاصر مع عبد الله الرضيع (ع) ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل أعمالهم وجهودهم المخلصة وأن يوفقوا للمساهمة في الكتابات والبحوث حول اليوم العالمي للطفل الرضيع (ع) ، وأن يدعو المؤمنين والهيئات الحسينية وعشاق الإمام الحسين لإحياء ذكرى جمعة الطفل الرضيع علي الأصغر عليه السلام كل عام في صبيحة أول جمعة من شهر محرم الحرام .