الشيخ بهائي (ره) والحمامي
يقال أنَّ الشيخ البهائي (ره) دخل بلداً ,فلم يكرم فيه, لآنهم لم يعرفوه ,وكان الشيخ البهائي صغير الجسم ,فذهب الحمام,فرأي فيه خادماًحسن الجسم ,عظيم اللّحية والبدن, فسأله:
كم تنتفع في اليوم؟
فقال :كذا درهم.
فقال:أنا أُعطيك هذا المبلغ وزيادة مع أكل طيب وراحة تامة, بشرط أن توافقني على ما أُريد.
فقال له: طوع أمرك…
فذهب , وأحضر له بزة جيدة تناسب أهل العلم والفضل, فألبسه إياها,وقال له:
الآن ينادي المنادي جاء الشيخ البهائي فتتقدّم أنت , وأكون معك, كأنّني ولدك, فكلما قال لك قائل شيئاً,لاتجب عليه, بل التفت إليَّ , وقل:
قل ياولدي…
ففرح الحمامي بذلك,ثم خرج الشيخ البهائي الى خارج البلد واستأجر منادياً ينادي بمجيئه فهرع السواد والخواص لاستقباله , فلما رأوا الحمامي, وعظمة شكله, لم يشكو أنّه هو الشيخ البهائي فجعلوا يسلّمون عليه, وهو ساكت لايتكلم,فيظن الناس به الظنون من خير أوشر, أقلها أنَّ مقامه لايساعده على التنـزّل للرّد عليهم.
فلما وصل واستقر به المقام,زاره العلماء والاعيان,وجعلوا يوجهون إليه الاسئلة , وكلما سأل سائل ,التفت إلى الشيخ البهائي وقال له:قل ياولدي,فيتكلّم الشيخ بأبرع كلام, وأحسن بيان من تحقيق وتدقيق وبراعة وبلاغة ,فيعجب به الناس,ويقولون:إذا كان ولده كذلك ,فكيف يكون هو.
واتفق أن الشيخ البهائي ذهب للإستراحة وبقي الحمامي في الغرفة وحده,فاقترح العلماء على أعظمهم أن يكلّمه بأدب واحترام ,فدخل عليه وسلم, وأومى بيده إلى السماء ,فأومى الحمامي بيده مغضباًإلى الأرض.
فأخرج له العالم بيضة, ودفعها إليه,فأخرج له الحمامي الرَّغيف والبصلة,فخرج العالم معجباً بفطنته واقتداره.
قالوا له:ماذا سألته؟
قال:قلت له :من خلق السَّماء ؟ فغضب وأشار إلى الأرض،فعلمت أنَّه يريد أن يقول :الذي خلق الارض.
فقلت له بأخراجي البيضة: هل الارض كروية كالبيضة؟ فقال لي بإخراج الرَّغيف :أنَّها مسطَّحة, بأخراجه البصلة إنَّها طبقات.
فأعظموا فلسفته ,وآرائه وذكائه ,فانتبه الشيخ البهائي , ودخل على الحمامي , وقال له :ماذا جرى آنفاً؟
قال: جاءني شيخ خرف يهدَّدني , ويقول لي:أنا أُعلِّقك في المشنقة ,مشيراًبيده إلى السقف.
فقلت له: أحفرلك قبراً وأدفنك في الارض قبل أن تفعل , فخاف منِّي,ورشاني ببيضة ,ظناً منه أنني جائع.
فقلت له: أنا لست في حاجة , عندي رغيف وبصلة ولاحاجة لي في البيضة.


يقال أنَّ الشيخ البهائي (ره) دخل بلداً ,فلم يكرم فيه, لآنهم لم يعرفوه ,وكان الشيخ البهائي صغير الجسم ,فذهب الحمام,فرأي فيه خادماًحسن الجسم ,عظيم اللّحية والبدن, فسأله:
كم تنتفع في اليوم؟
فقال :كذا درهم.
فقال:أنا أُعطيك هذا المبلغ وزيادة مع أكل طيب وراحة تامة, بشرط أن توافقني على ما أُريد.
فقال له: طوع أمرك…
فذهب , وأحضر له بزة جيدة تناسب أهل العلم والفضل, فألبسه إياها,وقال له:
الآن ينادي المنادي جاء الشيخ البهائي فتتقدّم أنت , وأكون معك, كأنّني ولدك, فكلما قال لك قائل شيئاً,لاتجب عليه, بل التفت إليَّ , وقل:
قل ياولدي…
ففرح الحمامي بذلك,ثم خرج الشيخ البهائي الى خارج البلد واستأجر منادياً ينادي بمجيئه فهرع السواد والخواص لاستقباله , فلما رأوا الحمامي, وعظمة شكله, لم يشكو أنّه هو الشيخ البهائي فجعلوا يسلّمون عليه, وهو ساكت لايتكلم,فيظن الناس به الظنون من خير أوشر, أقلها أنَّ مقامه لايساعده على التنـزّل للرّد عليهم.
فلما وصل واستقر به المقام,زاره العلماء والاعيان,وجعلوا يوجهون إليه الاسئلة , وكلما سأل سائل ,التفت إلى الشيخ البهائي وقال له:قل ياولدي,فيتكلّم الشيخ بأبرع كلام, وأحسن بيان من تحقيق وتدقيق وبراعة وبلاغة ,فيعجب به الناس,ويقولون:إذا كان ولده كذلك ,فكيف يكون هو.
واتفق أن الشيخ البهائي ذهب للإستراحة وبقي الحمامي في الغرفة وحده,فاقترح العلماء على أعظمهم أن يكلّمه بأدب واحترام ,فدخل عليه وسلم, وأومى بيده إلى السماء ,فأومى الحمامي بيده مغضباًإلى الأرض.
فأخرج له العالم بيضة, ودفعها إليه,فأخرج له الحمامي الرَّغيف والبصلة,فخرج العالم معجباً بفطنته واقتداره.
قالوا له:ماذا سألته؟
قال:قلت له :من خلق السَّماء ؟ فغضب وأشار إلى الأرض،فعلمت أنَّه يريد أن يقول :الذي خلق الارض.
فقلت له بأخراجي البيضة: هل الارض كروية كالبيضة؟ فقال لي بإخراج الرَّغيف :أنَّها مسطَّحة, بأخراجه البصلة إنَّها طبقات.
فأعظموا فلسفته ,وآرائه وذكائه ,فانتبه الشيخ البهائي , ودخل على الحمامي , وقال له :ماذا جرى آنفاً؟
قال: جاءني شيخ خرف يهدَّدني , ويقول لي:أنا أُعلِّقك في المشنقة ,مشيراًبيده إلى السقف.
فقلت له: أحفرلك قبراً وأدفنك في الارض قبل أن تفعل , فخاف منِّي,ورشاني ببيضة ,ظناً منه أنني جائع.
فقلت له: أنا لست في حاجة , عندي رغيف وبصلة ولاحاجة لي في البيضة.