المستضعفون
ومن حيث تتبع تأريخي يوصلنا لما نودّه ، نرى إن الإسلام والعرب بالخصوص قد احتلوا الصدارة في قاموس المستضعفين (أو بالأصح) المستهدفين ، ابتداءً من العرب أنفسهم كعداء قريش لهذه القلة القليلة (المؤمنة من العرب) وكذلك بني أمية وبني العباس ، والروم وما شابههم ، وبالتالي توجهت حملات عسكرية هي اقتصادية بحتة لكن كانت تترك أثراً واضحاً من الناحية العدوانية للدين الإسلامي كغزو الفرنسيين للمغرب والشام والبرتغاليين لمنطقة الخليج والغزو الذي قام به نابليون على مصر ، كلها لو دققنا في حقيقة النتائج المتروكة آنذاك ، نرى إن الإسلام أشد من عانى وأكثر من خلخلته (كتوازن نفسي وبناء اجتماعي) تلك الغزوات . وبالتالي فإن المراد فعلاً من هذه الكلمات هي الوصول الى هدف وحَل عاجل نتوخى من خلاله الحفاظ على الدين الحق لكوننا كمثقفين قد أدركنا (ولو مؤخراً) عملياً حقيقة ما يجري ويُحاك وراء الكواليس ممن يريد بالإسلام والمسلين المحو من تأريخ البشرية , وبصراحة نحن على وشك ان نحقق أحلامهم فنكون على وشك ان نجعل زماننا هذا ينطبق عليه كلام المعصومين(عليهم السلام) بوصفه آخر الزمان والذي فيه ((لا يبقى من الإسلام إلا أسمه .....))
من هو المستهدف
إذن فالعراق مسرح الحديث والشيعة هم طرف ثاني ورئيس في الحرب سواء كانت فكرية أو ميدانية , والطرف الآخر (وهو المهم) يتمثل بعدة جنسيات .
ببساطة شديدة دعونا نحصر كلامنا في حقبات قليلة سابقة من الزمن الماضي ونترك ما قبلها لأن الآثار السلبية والإيجابية لما قبل ذلك ليس لها الصدى والدور الكبير في ما نحن نعيشه الآن .
ولا بد من لفت النظر الى أن العدو مجهول نسبياً , لكن الوسائل الفاعلة في خططه والأيديولوجية التي تبناها تسير وتشير في مسيرها الى جهات وإن كانت ضخمة العناوين إلا أن الحقيقة هي ما نحن إليه وما تشير له الدلائل :
الوسائل
إذن وبعد هذا التسليم عاش المجتمع العراقي مُتخلفاً عن أقرانه آملاً إن السعادة آتية من ناحية الغرب أو الشرق وليس من داخله مطلقاً. وبعد رسوخ المفهوم الثاني (العجز عن الإلمام بطرق السعادة وان الدول المتقدمة هي التي تهبها له) وتوفر الشرط الأول (استقطاب نماذج خالية من العقيدة التامة وغير مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالرموز الدينية) وهو خلق النماذج المتذمرة خُرقت الحصانة الفكرية والعقيدة الإسلامية بعناوين مُغرية حقاً مثل الديمقراطية والتحرر والمجتمع الرأسمالي أو الاشتراكي ........... الخ ، ولا ننسى الدور الذي انتهجه مبعوثوا العدو (ومنهم العرب) في الضغط على الشيعة ومُحاربتهم من الداخل ، والذين (العملاء) الذين مثلوا السلطة على مرّ أكثر من (40) أو (50) عاماً مضت ، وخلالها بدأت حربٌ باردة استهدفت العقول ووسائل تذليلها واستعبادها وتسريب الفكر المناوئ للإسلام لتبدأ الحرب فعلاً منتظرة النتائج التي كانت تتحقق وتزداد نسبتها حيناً بعد حين جرّاء ازدياد الضغط السلطوي والفكري والإعلامي ، مما دعا القيادة الشيعية الدينية الواعية الصادقة للتصدي لهذه اللعبة الكبيرة وكشفها ومحاولة هدم الأهداف وتسهيل فهمها للناس لكي يتقبلوا الإسلام كما هو ودون اللجوء لدعوى الحرية المفتعلة والديمقراطية الكاذبة .