إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عقاب من كتم شيئا من فضائلهم (عليهم السلام): ـ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عقاب من كتم شيئا من فضائلهم (عليهم السلام): ـ

    ـ في عقاب من كتم شيئا من فضائلهم (عليهم السلام): ـ


    المصدر\ تفسير الإمام العسكري ع :

    قال الامام (عليهالسلام): قال الله عزوجل في صفة الكاتمين لفضلنا أهل البيت:

    (
    إن الذينيكتمون ما أنزل الله من الكتاب) المشتمل على ذكر فضل محمد (صلى الله عليه وآله) علىجميع النبيين، وفضل علي (عليه السلام) على جميع الوصيين (ويشترون به ـ بالكتمان ـثمنا قليلا) يكتمونه ليأخذوا عليه عرضا من الدنيا يسيرا، وينالوا به في الدنيا عندجهال عباد الله رياسة.

    قال الله تعالى: " اولئك ما يأكلون في بطونهم ـ يومالقيامة ـ الا النار " بدلا من ـ إصابتهم ـ اليسير من الدنيالكتمانهم الحق.

    (
    ولا يكلمهم الله يوم القيامة) بكلام خير بل يكلمهم بأنيلعنهم ويخزيهم ويقول:

    بئس العباد أنتم، غيرتمترتيبي، وأخرتم من قدمته، وقدمتم من أخرته وواليتم من عاديته، وعاديتم منواليته.

    (
    ولا يزكيهم) من ذنوبهم، لان الذنوب إنما تذوب وتضمحل إذاقرن بها موالاة محمد وعلي وآلهما الطيبين (عليهم السلام) فأما ما يقرن بها الزوالعن موالاة محمد وآله، فتلك ذنوب تتضاعف، وأجرام تتزايد، وعقوباتهاتتعاظم.

    (
    ولهم عذاب أليم) موجع في النار.

    (
    اولئك الذين اشترواالضلالة بالهدى) أخذوا الضلالة عوضا عن الهدى والردى في دار البوار بدلا من السعادةفي دار القرار ومحل الابرار.

    (
    والعذاب بالمغفرة) اشتروا العذاب الذي استحقوهبموالاتهم لاعداء الله بدلا من المغفرة التي كانت تكون لهم لو والوا أولياء الله (فما أصبرهم على النار) ما أجرأهم على عمل يوجب عليهم عذاب النار.

    (
    ذلك) يعني ذلك العذاب الذي وجب على هولاء بآثامهم وإجرامهم لمخالفتهم لامامهم، وزوالهمعن موالاة سيد خلق الله بعد محمد نبيه، أخيه وصفيه.

    (
    بأن الله نزل الكتاببالحق) نزل الكتاب الذي توعد فيه من مخالف المحقين وجانب الصادقين، وشرع في طاعةالفاسقين، نزل الكتاب بالحق أن ما يوعدون به يصيبهم ولا يخطئهم.

    (
    وإن الذيناختلفوا في الكتاب) فلم يؤمنوا به، قال بعضهم: إنه سحر. وبعضهم: إنه شعر، وبعضهم: إنه كهانة (لفي شقاق بعيد) مخالفة بعيدة عن الحق، كأن الحق في شق وهم في شق غيرهيخالفه.

    قال على بن الحسين (عليهما السلام): هذه أحوال من كتم فضائلنا، وجحدحقوقنا وسمى بأسمائنا، ولقب بألقابنا وأعان ظالمنا على غضب حقوقنا، ومالا عليناأعداءنا، والتقية ـ عليكم ـ لا تزعجه، والمخافة على نفسه وماله وحاله لا تبعثهفاتقوا الله معاشر شيعتنا، لا تستعملوا الهوينا ولا تقية عليكم، ولا تستعملواالمهاجرة والتقية تمنعكم، وساحدثكم في ذلك بما يردعكم ويعظكم:

    دخل على أميرالمؤمنين (عليه السلام) رجلان من أصحابه، فوطئ أحدهما على حية فلدغته، ووقع علىالآخر في طريقه من حائط عقرب فلسعته وسقطا جميعا فكأنهما لما بهما يتضرعان ويبكيان،فقيل لامير المؤمنين (عليه السلام).

    فقال: دعوهما فانه لم يحن حينهما، ولمتتم محنتهما، فحملا إلى منزليهما، فبقيا عليلين أليمين في عذاب شديدشهرين.

    ثم إن أمير المؤمنين (عليه السلام) بعث إليهما، فحملا إليه، والناسيقولون: سيموتان على أيدي الحاملين لهما.

    فقال لهما: كيف حالكما؟ قالا: نحنبألم عظيم، وفي عذاب شديد.

    قال لهما: استغفرا الله من ـ كل ـ ذنب أداكما إلىهذا، وتعوذا بالله مما يحبط أجركما، ويعظم وزركما. قالا: وكيف ذلك يا أميرالمؤمنين؟

    فقال ـ علي ـ (عليه السلام): ما اصيب واحد منكماإلا بذنبه: أما أنت يا فلان ـ وأقبل على أجدهما ـ فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسيـ رحمه الله ـ فلان وطعن عليه لموالاته لنا، فلم يمنعك من الرد والاستخفاف به خوفعلى نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك، أكثر من أنك استحييته، فلذلكأصابك.

    فان أردت أن يزيل الله مابك، فاعتقد أن لا ترى مزرئا على ولي لناتقدرعلى نصرته بظهر الغيب إلا نصرته، إلا أن تخاف على نفسك أو أهلك أو ولدك أومالك.

    وقال للاخر: فأنت، أفتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال: لا.

    قال أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي ، فقمت إجلالاله لا جلالك لي؟ فقال لك: وتقوم لهذا بحضرتي؟! فقلت له: ومابالي لا أقوم وملائكةالله تضع له أجنحتها في طريقه، فعليها يمشي.

    فلما قلت هذا له، قام إلى قنبروضربه، وشتمه، وآذاه، وتهدده وتهددني، وألزمني الاغضاء على قذى ، فلهذا سقطت عليكهذه الحية.

    فان، أردت أن يعافيك الله تعالى من هذا، فاعتقد أن لاتفعل بنا،ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه.

    اما ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم ليعن مجلسه إذا حضرته كما ـ كان ـ يفعله ببعض من لايعشر معشار جزء من مائة ألف جزء منإيجابه لي لانه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه، ويغمني، ويغمالمؤمنين، وقد كان يقوم لقوم لايخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خاف علي لو فعل ذلكبي. قوله عزوجل: " ليس البران تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمنبالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربىواليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفى الرقاب وأقام الصلوة وآتى الزكوةوالموفون بعهدهم اذا عاهدوا والصابرين في الباساء والضراء وحين الباس اولئك الذينصدقوا واولئك هم المتقون ": 177.

    353
    ـ قال الامام (عليه السلام): قال علي بن الحيسن (عليهما السلام): (ليس البر أن تولوا) الآية قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما فضل عليا (عليه السلام) وأخبر عن جلالته عند ربه عزوجل،وأبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته، ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم، وكتمانهم لذكرمحمد وعلي وآلهما (عليهم السلام) في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم، فخرت اليهود والنصارىعليهم.

    فقالت اليهود ": قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة، وفينا منيحيي الليل صلاة إليها، وهي قبلة موسى التي أمرنا بها.

    وقالت النصارى: قدصلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة، وفينا من يحيي الليل صلاة إليها، وهي قبلةعيسى التي أمرنا بها.

    وقال كل واحد من الفريقين: أترى ربنا يبطل أعمالنا هذهالكثيرة، وصلواتنا إلى قبلتنا لانا لانتبع محمدا على هواه في نفسه وأخيه؟!


    فأنزل الله تعالى: قل يا محمد (صلى الله عليه وآله) (ليس البر) الطاعةالتي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان.

    (
    أن تولوا وجوهكم) بصلاتكم (قبل المشرق) أيها النصارى، (و) قبل (المغرب) أيها اليهود، وأنتم لامر اللهمخالفون وعلى ولي الله مغتاظون.

    (
    ولكن البر من آمن بالله) بأنه الواحدالاحد، الفرد الصمد، يعظم من يشاء ويكرم من يشاء، ويهين من يشاء ويذله، لا رادلامره، ولا معقب لحكمه وآمن ب (اليوم الآخر) يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمدسيد المرسلين وبعده علي أخوه ووصيه سيد الوصيين، والتي لا يحضرها من شيعة محمد أحدإلا أضاءت فيها أنواره، فسار فيها إلى جنات النعيم، هو وإخوانه وأزواجه وذرياتهوالمحسنون إليه، والدافعون في الدنيا عنه، ولا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيتهظلماتها فيسير فيها إلى العذاب الاليم هو وشركاؤه في عقده ودينه ومذهبه، والمتقربونكانوا في الدنيا إليه لغير تقية لحقتهم ـ منه ـ.

    والتي تنادي الجنان فيها: إلينا، إلينا أولياء محمد وعلي وشيعتهما، وعنا عنا أعداء محمد وعلي وأهلمخالفتهما.

    وتنادي النيران: عنا عنا أولياء محمد وعلي وشيعتهما، وإليناإلينا أعداء محمد وعلي وشيتهما.

    يوم تقول الجنان: يا محمد ويا علي إن اللهتعالى أمرنا بطاعتكما، وأن تأذنا في الدخول إلينا من تدخلانه، فاملا انا بشيعتكما،مرحبا بهم وأهلا وسهلا.

    وتقول النيران: يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنابطاعتكما، وأن يحرق بنا من تأمراننا بحرقه، فاملا انابأعدائكما.

    (
    والملائكة) ومن آمن بالملائكة بأنهم عباد معصومون، لا يعصونالله عزوجل ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، وإن أشرف أعمالهم في مراتبهم التي قدرتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين، واستدعاء رحمة اللهورضوانه لشيعتهم المتقين، واللعن للمتابعين لاعدائهم المجاهرينوالمنافقين.

    (
    والكتاب) ويؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله، مشتملا على ذكر فضلمحمد وعلي (عليهما السلام) سيد (المسلمين والوصيين) والمخصوصين بمالم يخص به أحدامن العالمين، وعلى ذكر فضل من تبعهما وأطاعهما من المؤمنين، وبغض من خالفهما منالمعاندين والمنافقين.

    (
    والنبيين) ـ ومن ـ آمن بالنبيين أنهم أفضل خلق اللهأجمعين، وأنهم كلهم دلوا على فضل محمد سيد المرسلين، وفضل علي سيد الوصيين، وفضلشيعتهما على سائر المؤمنين بالنبيين؟ وبأنهم كانوا بفضل محمد وعلي معترفين ولهمابما خصهما ـ الله ـ به مسلمين، وإن الله تعالى أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) منالشرف والفضل مالم تسم إليه نفس أحد من النبيين إلا نهاه الله تعالى عن ذلك وزجرهوأمره أن يسلم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين فضلهم، وأن الله قد فضل محمدا بفاتحةالكتاب على جميع النبيين، وما أعطاها أحدا قبله إلا ما أعطى سليمان بن داود (عليهالسلام) منها " بسم الله الرحمن الرحيم " فرآها أشرف من جميع ممالكه التيأعطيها.

    فقال: يارب ما أشرفها من كلمات إنها لآثر عندي من جميع ممالكي التيوهبتها لي. قال الله تعالى:

    يا سليمان وكيف لا يكون كذلك وما من عبد ولاأمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجب لمن تصدق بألف ضعفممالكك.

    يا سليمان، هذه سبع ما أهبه لمحمد سيد النبيين، تمام فاتحة الكتابإلى آخرها.

    فقال: يا رب أتأذن لي أن أسألك تمامها؟ قال الله تعالى: ياسليمان اقنع بما أعطيتك، فلن تبلغ شرف محمد، وإياك أن تقترح علي درجة محمد وفضلهوجلاله، فاخرجك عن ملكك كما أخرجت آدم عن تلك الجنان لما اقترح درجة محمد في الشجرةالتي أمرته أن لا يقربها، يروم أن يكون له فضلهما، وهي شجرة أصلها محمد، وأكبرأغصانها علي، وسائر أغصانها آل محمد على قدر مراتبهم، وقضبانها شيعته وأمته على ـقدر ـ مراتبهم وأحوالهم، إنه ليس لاحد (يا سليمان من درجات الفضائل عندي ما لمحمد) .

    فعند ذلك قال سليمان: يا رب قنعني بما رزقتني. فأقنعه.

    فقال: يا ربسلمت ورضيت، وقنعت وعلمت أن ليس لاحد مثل درجات محمد.

    (
    وآتى المال على حبه) أعطى في الله المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه، يأمل الحياةويخشى الفقر، لانه صحيح شحيح.

    (
    ذوي القربى) أعطى لقرابة النبي الفقراء هديةأوبرا لا صدقة، فان الله عزوجل قد أجلهم عن الصدقة، وآتى قرابة نفسه صدقة وبرا وعلىأي سبيل أراد.

    (
    واليتامى) وآتى اليتامى من بني هاشم الفقراء برا، لا صدقة،وآتى يتامى غيرهم صدقة وصلة.

    (
    والمساكين) مساكين الناس.

    (
    وابنالسبيل) المجتاز المنقطع به لا نفقة معه.

    (
    والسائلين) الذين يتكففون ويسألونالصدقات.(وفى الرقاب) المكاتبين يعينهم ليؤدوا فيعتقوا. قال: فان لم يكن له ماليحتمل المواساة، فليجدد الاقرار بتوحيد الله، ونبوة محمد رسول الله (صلى الله عليهوآله)، وليجهر بتفضيلنا، والاعتراف بواجب حقوقنا أهل البيت وبتفضيلنا على سائر ـ آلـ النبيين وتفضيل محمد على سائر النبيين، وموالاة أوليائنا، ومعاداة أعدائنا،والبراءة منهم كائنا من كان، آباءهم وأمهاتهم وذوي قراباتهم وموداتهم، فان ولايةالله لا تنال إلا بولاية أوليائه ومعاداة أعدائه.

    (
    وأقام الصلوة) قال: والبر، بر من أقام الصلاة بحدودها، وعلم أن أكبر حدودها الدخول فيها، والخروج منهامعترفا بفضل محمد (صلى الله عليه وآله) سيد عبيده وإمائه والموالاة لسيد الاوصياءوأفضل الاتقياء علي سيد الابرار، وقائد الاخيار، وأفضل أهل دار القرار بعد النبيالزكي المختار.

    (
    وآتى الزكوة) الواجبة عليه لا خوانه المؤمنين، فان لم يكنله مال يزكيه فزكاة بدنه وعقله، وهو أن يجهر بفضل علي والطيبين من آله إذا قدر،ويستعمل التقية عند البلايا إذا عمت، والمحن إذا نزلت، والاعداء إذا غلبوا، ويعاشرعباد الله بما لا يثلم دينه، ولا يقدح في عرضه. وبما يسلم معه دينه ودنياه، فهوباستعمال التقية يوفر نفسه على طاعة مولاه، ويصون عرضه الذي فرض الله ـ عليه ـصيانته، ويحفظ على نفسه أمواله التي قد جعلها الله له قياما، ولدينه وعرضه وبدنهقواما، ولعن المغضوب عليهم الآخذين من الخصال بأرذلها، ومن الخلال بأسخطها لدفعهمالحقوق عن أهلها وتسليمهم الولايات إلى غير مستحقها.

    ثم قال: (والموفونبعهدهم إذا عاهدوا) قال: ومن أعظم عهودهم أن لا يستروا ما يعلمون من شرف من شرفهالله، وفضل من فضله الله، وأن لا يضعوا الاسماء الشريفة على من لا يستحقها منالمقصرين والمسرفين الضالين الذين ضلوا عمن دل الله

    عليه بدلالته واختصهبكراماته، الواصفين له بخلاف صفاته، والمنكرين لما عرفوا من دلالاته وعلاماته،الذين سموا بأسمائهم من ليسوا بأكفائهم من المقصرين المتمردين.

    ثم قال: (والصابرين في البأساء) يعني في محاربة الاعداء، ولا عدو يحاربه أعدى من إبليسومردته، يهتف به، ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين (عليهمالسلام).

    (
    والضراء) الفقر والشدة، ولا فقر أشد من فقر المؤمن، يلجأ إلىالتكفف من أعداء آل محمد، يصبر على ذلك، ويرى ما يأخذه من ماله مغنما يلعنهم به،ويستعين بما يأخذه على تجدد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين.

    (
    وحين البأس) عندشدة القتال يذكر الله، ويصلى على محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى علي وليالله، ويوالي بقلبه ولسانه أولياء الله، ويعادي كذلك أعداء الله.

    قال اللهعزوجل: (اولئك) أهل هذه الصفات التي ذكرها، والموصوفون بها الذين صدقوا) في إيمانهمفصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم.

    (
    وأولئك هم المتقون) لما أمروا باتقائه من عذابالنار، ولما أمروا باتقائه من شرور النواصب الكفار .

    قوله عزوجل: " يا أيهاالذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثىفمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمةفمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ولكم في القصاص حيوة يا اولى الالباب لعلكم تتقون ": 178 ـ 179
    354
    ـ قال الامام (عليه السلام): قال على بن الحسين (عليهماالسلام).

    (
    يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى) يعني المساواة،وأن يسلك بالقاتل طريق المقتول الذي سلكه به لما قتله (الحر بالحر والعبد بالعبدوالاثنى بالانثى) تقتل المرأة بالمرأة إذا قتلتها.

    (
    فمن عفي له من أخيه شئ) فمن عفى له ـ القاتل ـ ورضي هو وولي المقتول أن يدفع الدية وعفى عنه بها (فاتباع) من الولي (المطالبة، و) تقاص (بالمعروف وأداء) من (المعفو له) القاتل (باحسان) لايضاره ولا يماطله ـ لقضائها ـ (ذلك تخفيف من ربكم ورحمة) إذا أجاز أن يعفو وليالمقتول عن القاتل على دية يأخذها، فانه لو لم يكن له إلا القتل أو العفو لقلما طابنفس ولي المقتول بالعفو بلا عوض يأخذه فكان قلما يسلم القاتل من القتل.

    (
    فمناعتدى بعد ذلك) من اعتدى بعد العفو عن القتل بما يأخذه من الدية فقتل القاتل بعدعفوه عنه بالدية التي بذلها ورضي هو بها (فله عذاب أليم) في الآخرة عند الله عزوجل،وفي الدنيا القتل بالقصاص لقتله من لا يحل له قتله.

    قال الله عزوجل: (ولكم) يا أمة محمد (في القصاص حيوة) لان من هم بالقتل فعرف أنه يقتص منه، فكف لذلك عنالقتل كان حياة للذي ـ كان ـ هم بقتله، وحياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل، وحياةلغيرهما من الناس، إذا علموا أن القصاص واجب لا يجرأون على القتل مخافة القصاص (ياأولي الالباب) أولي العقول " لعلكم تتقون " .

  • #2
    الجزء الثاني


    355
    ـ قال على الحسين (عليهماالسلام): عباد الله هذا قصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنياوتفنون روحه، أولا أنبئكمبأعظم من هذا القتل، وما يوجب ـ الله ـ على قاتله مما هو أعظم من هذا القصاص؟قالوا: بلى يابن رسول الله.

    قال: أعظم من هذا القتل أن تقتله قتلا لا ينجبر،ولا يحيى بعده أبدا.

    قالوا: ما هو؟ قال: أن تضله عن نبوة محمد وعن ولاية عليبن أبي طالب صلوات الله عليهما وتسلك به غير سبيل الله، وتغريه باتباع طريق أعداءعلي (عليه السلام) والقول بامامتهم ودفع علي عن حقه، وجحد فضله، ولا تبالي باعطائهواجب تعظيمه.

    فهذا هو القتل الذي هو تخليد هذا المقتول في نار جهنم، خالدامخلدا أبدا فجزاء هذا القتل مثل ذلك الخلود في نار جهنم. 356 ـ ولقد جاء رجل يوماإلى علي بن الحسين (عليهما السلام) برجل يزعم أنه قاتل أبيه فاعترف، فأوجب عليهالقصاص، وسأله أن يعفو عنه ليعظم الله ثوابه، فكأن نفسه لم تطب بذلك.

    فقالعلي بن الحسين (عليه السلام) للمدعي ولي الدم المستحق للقصاص: إن كنت تذكر لهذاالرجل عليك حقا فهب له هذه الجناية، واغفر له هذا الذنب. قال: يابن رسول الله (صلىالله عليه وآله) له علي حق ولكن لم يبلغ ـ به ـ أن أعفو له عن قتلوالدي.

    قال: فتريد ماذا؟ قال: أريد القود فان أراد لحقه علي أن أصالحه علىالدية صالحته وعفوت عنه.قال علي بن الحسين (عليهما السلام): فماذا حقه عليك؟ قال: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقنني توحيد الله ونبوة رسول الله، وإمامة عليبن أبي طالب والائمة (عليهم السلام).

    فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): فهذا لا يفى بدم أبيك؟! بلى والله، هذا يفي بدماء أهل الارض كلهم من الاولينوالآخرين سوى ـ الانبياء و ـ الائمة (عليهم السلام) إن قتلوا فانه لا يفي بدمائهمشئ، أو تقنع منه بالدية؟ قال: بلى.

    قال علي بن الحسين (عليه السلام) للقاتل: أفتجعل لي ثواب تلقينك له حتى أبذل لك الدية فتنجو بها من القتل؟ قال يابن رسولالله (صلى الله عليه وآله) أنا محتاج إليها، وأنت مستغن عنها فان ذنوبي عظيمة،وذنبي إلى هذا المقتول أيضا بيني وبينه، ولا بيني وبين وليه هذا.

    قال على بنالحسين (عليهما السلام): فتستسلم للقتل أحب إليك من نزولك عن ثواب هذا التلقين؟قال: بلى يابن رسول الله.

    فقال على بن الحسين (عليه السلام) لولي المقتول: يا عبدالله قابل بين ذنبه هذا إليك، وبين تطوله عليك، قتل أباك فحرمه لذة الدنيا،وحرمك التمتع به فيها، على أنك إن صبرت وسلمت فرفيق أبيك في الجنان، ولقنك إلايمانفأوجب لك به جنة الله الدائمة، وأنقذك من عذابه الدائم، فاحسانه إليك أضعاف ـ أضعافـ جنايته عليك فاما أن تعفو عنه جزاءا على إحسانه إليك (3)؟! لاحدثكما بحديث من فضلرسول الله (صلى الله عليه وآله) خير لكما من الدنيا بما فيها، وإما أن تأبى أن تعفوعنه حتى أبذل لك الدية لتصالحه عليها، ثم أحدثه بالحديث دونك، ولما يفوتك من ذلكالحديث خير من الدنيا بما فيها لو اعتبرت به.

    فقال الفتى: يابن رسول الله: قد عفوت عنه بلا دية، ولا شئ إلا ابتغاء وجه الله ولمسألتك في أمره، فحدثنا يابنرسول الله بالحديث.

    قال على بن الحسين (عليهما السلام): إن رسول الله (صلىالله عليه وآله) لما بعث إلى الناس كافة بالحق بشيرا ونذيرا، وداعيا إلى الله باذنهوسراجا منيرا، جعلت الوفود ترد عليه، والمنازعون يكثرون لديه، فمن مريد قاصد للحقمنصف متبين مايورده عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من آياته ويظهر له منمعجزاته، فلا يلبث أن يصير أحب خلق الله تعالى إليه وأكرمهم عليه، ومن معاند يجحدما يعلم ويكابره فيما يفهم، فيبوء باللعنة على اللعنة قد صوره عناده وهو منالعالمين في صورة الجاهلين.

    فكان ممن قصد رسول الله لمحاجته ومنازعته طوائففيهم معاندون مكابرون وفيهم منصفون متبينون متفهمون، فكان منهم سبعة نفر يهود وخمسةنصارى وأربعة صابئون وعشرة مجوس وعشرة ثنوية وعشرة براهمة وعشرة دهرية معطلة وعشرونمن مشركي العرب جمعهم منزل قبل ورودهم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيالمنزل من خيار المسلمين نفر منهم: عمار بن ياسر، وخباب بن الارت ، والمقداد بنالاسود، وبلال.

    فاجتمع أصناف الكافرين يتحدثون عن رسول الله (صلى الله عليهوآله) وما يدعيه من الآيات، ويذكر في نفسه من المعجزات، فقال بعضهم:

    إنمعنا في هذا المنزل نفرا من أصحابه، وهلموا بنا إليهم نسألهم عنه قبل مشاهدته،فلعلنا أن نقف من جهتهم على بعض أحواله في صدقه وكذبه، فجاءوا إليهم، فرحبوا بهموقالوا: أنتم من أصحاب محمد؟ قالوا: بلى، نحن من أصحاب محمد سيد الاولين والآخرين،والمخصوص بأفضل الشفاعات في يوم الدين، ومن لو نشر الله تعالى جميع أنبيائه، فحضروهلم يلقوه إلا مستفيدين من علومه، آخذين من حكمته، ختم الله تعالى به النبيين،وتممبه المكارم، وكمل به المحاسن، فقالوا: فبما ذا أمركم محمد؟ فقالوا: أمرنا أن نعبدالله وحده لا نشرك به شيئا، وأن نقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونصل الارحام، وننصفللانام، ولا نأتي إلى عباد الله بما لا نحب أن يأتوا به إلينا، وأن نعتقد ونعترف أنمحمدا سيد الاولين والآخرين، وأن عليا (عليه السلام) أخاه سيد الوصيين، وأن الطيبينمن ذريته المخصوصين بالامامة هم الائمة على جميع المكلفين الذين أوجب الله تعالىطاعتهم وألزم متابعتهم وموالاتهم.

    فقالوا: يا هؤلاء هذه أمور لا تعرف إلابحجج ظاهرة، ودلائل باهرة، وأمور بينة ليس لاحد أن يلزمها أحدا بلا أمارة تدلعليها، ولا علامة صحيحة تهدي إليها، أفرأيتم له آيات بهرتكم، وعلامات ألزمتكم؟قالوا: بلى والله، لقد رأينا ما لامحيص عنه، ولا معدل ولا ملجأ، ولا منجا لجاحده منعذاب الله، ولا موئل فعلمنا أنه المخصوص برسالات الله المؤيد بآيات الله، المشرفبما اختصه الله به من علم الله، قالوا: فما الذي رأيتموه؟ قال عمار بن ياسر: أماالذي رأيته أنا، فاني قصدته وأنا فيه شاك، فقلت: يا محمد لا سبيل إلى التصديق بك معاستيلاء الشك فيك على قلبي، فهل من دلالة؟ قال: بلى. قلت: ما هي؟ قال: إذا رجعت إلىمنزلك فاسأل عني ما لقيت من الاحجار والاشجار تصدقني برسالتي، وتشهد عندكبنبوتي.

    فرجعت فما من حجر لقيته، ولا شجر رأيته إلا ناديته: يا أيها الحجر،يا أيها الشجر، إن محمدا يدعي شهادتك بنبوته، وتصديقك له برسالته، فبماذا تشهد له؟
    فنطق الحجر والشجر: أشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله) رسول ربنا. ـ هذا آخرما وجد من هذا التفسير في هذا الموضع، ونرجو من الله أن يرزقنا تمام هذا التفسير،وجملة ذلك الكتاب الكبير سيما هذا الحديث الشريف المشتمل على المعجزات الظاهرةوالآيات الباهرة الشاهدة على حقية نبوة البشير النذير والسراج المنير، عليه وعلىآله صلوات الله الملك الكبير ـ

    تعليق


    • #3
      الجزء الثالث /


      357 ـ قال (صلى الله عليه وآله): فكيف تجدقلبك لا خوانك المؤمنين الموافقين لك في محبتهما وعداوة أعدائهما؟ قال: أراهمكنفسي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويسرني ما يسرهم، ويهمني ما يهمهم.

      فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فأنت إذا ولي الله لا تبال، فانك قد توفر عليك ما ذكرت ماأعلم أحدا من خلق الله له ربح كربحك إلا من كان على مثل حالك، فليكن لك ما أنت عليهبدلا من الاموال فافرح به، وبدلا من الولد والعيال فأبشر به، فانك من أغنىالاغنياء، وأحي أوقاتك بالصلاة على محمد وعلى وآلهما الطيبين.

      ففرح الرجلوجعل يقولها.

      فقال ابن أبي هقاقم ـ وقد رآه ـ: يا فلان قد زودك محمد الجوعوالعطش.

      وقال له أبوالشرور: قد زودك محمد الاماني الباطلة، ما أكثر ماتقولها ولا يجئ بطائل .

      وقد حضر الرجل السوق في غدو، وقد حضرا، فقال أحدهماللاخر: هلم نطنز بهذا المغرور بمحمد.

      فقال له أبوالشرور: يا عبدالله قد اتجرالناس اليوم وربحوا، فماذا كانت تجارتك؟ قال الرجل: كنت من النظارة، ولم يكن لي ماأشتري ولا ما أبيع، لكني كنت أصلي على محمد وعلي وآلهما الطيبين.

      فقال لهأبوالشرور: قد ربحت الخيبة، واكتسبت الخرقة والحرمان، وسبقك إلى منزلك مائدة الجوععليها طعام من التمني وإدام وألوان من أطعمة الخيبة التي تتخذها لك الملائكة الذينينزلون على أصحاب محمد بالخيبة والجوع والعطش والعري والذلة.

      فقال الرجل: كلا والله إن محمدا رسول الله، وإن من آمن به فمن المحقين السعيدين، سيوفر الله منآمن به بما يشاء من سعة يكون بها متفضلا، ومن ضيق يكون به عادلا ومحسنا للنظر له،وأفضلهم عنده أحسنهم تسليما لحكمه.

      فلم يلبث الرجل أن مر بهم رجل بيده سمكةقد أراحت ، فقال، أبوالشرور وهو يطنز: بع هذه السمكة من صاحبنا هذا. يعني صاحب رسولالله (صلى الله عليه وآله) فقال الرجل: اشترها مني فقد بارت علي. فقال: لا شئمعي.

      فقال أبوالشرور: اشترها ليؤدي ثمنها رسول الله ـ وهو يطنز ـ ألست تثقبرسول الله؟ أفلا تبسط إليه في هذا القدر؟ فقال: نعم بعنيها. فقال الرجل: قدبعتكها بدانق . فاشتراها بدانقين على أن يحيله على رسول الله (صلى الله عليهوآله).

      فبعث به إلى رسول الله، فأمر رسول الله اسامة ـ بن حارث ـ أن يعطيهدرهما.

      فجاء الرجل فرحا مسرورا بالدرهم وقال: إنه أضعاف قيمهسمكتي.

      فشقها الرجل بين أيديهم، فوجد فيها جوهرتين نفيستين قومتا مائتي ألفدرهم فعظم ذلك على أبي الشرور وابن أبي هقاقم، فسعيا إلى الرجل صاحب السمكة وقالاله: ألم تر الجوهرتين؟ إنما بعته السمكة لا ما في جوفها فخذهما منه، فتناولهماالرجل من المشتري، فأخذ إحديهما بيمينه، والآخرى بشماله، فحولهما الله عقربينلدغتاه، فأوه وصاح ورمى بهما من يده، فقال: ما أعجب سحر محمد.

      ثم أعاد الرجلنظره إلى بطن السمكة، فاذا جوهرتان أخريان، فأخذهما، فقالا لصاحب السمكة: خذهمافهما لك أيضا. فذهب يأخذهما فتحولتا حيتين، ووثبتا عليه ولسعتاه، فصاح وتأوه وصرخ،وفال للرجل: خذهما عني.

      فقال الرجل: هما لك على ما زعمت، وأنت أولى بهما. فقال الرجل: خذ والله جعلتهما لك. فتناولهما الرجل عنه، وخلصه منهما، فاذا هما قدعادتا جوهرتين وتناول العقربين فعادتا جوهرتين.

      فقال أبوالشرور لابيالدواهي: أما ترى سحر محمد ومهارته فيه وحذقه به؟ فقال الرجل المسلم: ياعدو الله أوسحرا ترى هذا؟ لئن كان هذا سحرا فالجنة والنار أيضا تكونان بالسحر؟! فالويل لكما فيمقامكما على تكذيب من يسحر بمثل الجنة والنار. فانصرف الرجل صاحب السمكة وتركالجواهر الاربعة على الرجل.

      فقال الرجل لابي الشرور ولابي الدواهي: ياويلكما آمنا بمن آثر نعم الله عليه (صلى الله عليه وآله) وعلى من يؤمن به، أمارأيتما العجب العجيب؟ ثم جاء بالجواهر الاربعة إلى رسول الله، وجاء تجار غرباء،يتجرون فاشتروها منه بأربعمائة ألف درهم.

      فقال الرجل: ما كان أعظم بركة سوقياليوم يا رسول الله! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا بتوقيرك محمدا رسولالله، وتعظميك عليا (عليه السلام)، أخا رسول الله ووصيه، وهو عاجل ثواب الله لك،وربح عملك الذي عملته، أفتحب أن أدلك على تجارة تشغل هذه الاموال بها؟ قال: بلى يارسول الله.

      قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اجعلها بذور أشجار الجنان. قال: كيف أجعلها؟ قال: واس منها إخوانك المؤمنين ـ المساوين لك في موالاتنا وموالاةأوليائنا ومعاداة أعدائنا، وآثر بها إخوانك المؤمنين ـ المقصرين عنك في رتب محبتنا،وساو فيها إخوانك المؤمنين الفاضلين عليك في المعرفة بحقنا، والتوقير لشأننا،والتعظيم لامرنا، ومعاداة أعدئنا، ليكون ذلك بذور شجر الجنان.

      أما إن كل حبةتنفقها على إخوانك المؤمنين الذين ذكرتهم لتربى لك حتى تجعل كألف ضعف أبي قبيس،وألف ضعف أحد وثور وثبير فتبنى لك بها قصور في الجنة شرفها الياقوت، وقصور الجنةشرفها الزبرجد.

      فقام رجل وقال: يا رسول الله فأنا فقير، ولم أجد مثل ما وجدهذا، فما لي؟
      فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لك منا الحب الخالص،والشفاعة النافعة المبلغة أرفع درجات العلى بموالاتك لنا أهل البيت، ومعاداتكأعداءنا. قوله عزوجل: " فاذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرامواذكروه كما هديكم وان كنتم من قبله لمن الضالين * ثم أفيضوا من حيث أفاض الناسواستغفروا الله ان الله غفور رحيم * فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكمأو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق * ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار * اولئكلهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب " 198 ـ 202 358 ـ قال الامام (عليه السلام): قال الله عزوجل للحاج: (فاذا أفضتم من عرفات) ومضيتم إلى المزدلفة (فاذكروا اللهعند المشعر الحرام) بآلائه ونعمائه، والصلاة على محمد سيد أنبيائه، وعلى علي سيدأصفيائه، واذكروا الله (كما هديكم) لدينه والايمان برسوله (وإن كنتم من قبله لمنالضالين) عن دينه من قبل أن يهديكم إلى دينه.

      (
      ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس) ارجعوا من المشعر الحرام من حيث رجع الناس من " جمع " والناس ههنا في هذا الموضعالحاج غير الحمس فان الحمس كانوا لا يفيضون من جمع.

      (
      واستغفروا الله) لذنوبكم (إن الله غفور رحيم) للتائبين.
      (
      فاذا قضيتم مناسككم) التي سنت لكم فيحجكم (فاذكروا الله كذكركم آباءكم) اذكروا الله بآلائه لديكم وإحسانه إليكم فيماوفقكم له من الايمان بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) سيد الانام واعتقاد وصيه أخيهعلي زين أهل الاسلام كذكركم آباءكم بأفعالهم ومآثرهم التي تذكرونها (أو أشد ذكرا) خيرهم بين ذلك ولم يلزمهم أن يكونوا له أشد ذكرا منهم لآبائهم وإن كانت نعم اللهعليهم أكثر وأعظم من نعم أبائهم.

      ثم قال ـ الله ـ عزوجل (فمن الناس من يقولربنا آتنا في الدنيا) أموالها وخيراتها (وماله في الاخرة من خلاق) نصيب لانه لايعمل لها عملا ولا يطلب فيها خيرا.

      (
      ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنياحسنة) خيراتها (وفي الاخرة حسنة) من نعم جناتها (وقنا عذاب النار) نجنا من عذابالنار وهم بالله مؤمنون وبطاعته عاملون ولمعاصيه مجانبون (أولئك) الداعون بهذاالدعاء على هذا الوصف (لهم نصيب مما كسبوا) من ثواب ما كسبوا في الدنيا وفيالآخرة.

      (
      والله سريع الحساب) لانه لا يشغله شأن عن شأن، ولا محاسبة أحد منمحاسبة آخر، فاذا حاسب واحدا فهو في تلك الحال محاسب للكل، يتم حساب الكل بتمامحساب واحد، وهو كقوله (ماخلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) لا يشغله خلق واحد عن خلقآخر ـ ولا بعث واحد عن بعث آخر ـ. ـ في أن الحاج هم الموالون لمحمد وعلى (عليهماالسلام): ـ 359 ـ قال على بن الحسين (عليهما السلام) وهو واقف بعرفات للزهري:

      كم تقدر ههنا من الناس؟.

      قال: اقدر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألفكلهم حجاج قصدوا الله بأمالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم.

      ـ فقال له: يا زهري ماأكثر الضجيج وأقل الحجيج! فقال الزهري: كلهم حجاج، أفهم قليل؟ ـ.

      فقال له: يا زهري أدن لي وجهك. فأدناه إليه، فمسح بيده وجهه، ثم قال: انظر.

      ـ فنظر ـإلى الناس، قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة، لا أرى فيهم إنسانا إلا في كلعشرة آلاف واحدا من الناس.

      ثم قال لي: ادن مني يا زهري.

      فدنوت منه،فمسح بيده وجهي ثم قال: أنظر. فنظرت إلى الناس، قال الزهري:

      فرأيت اولئكالخلق كلهم ـ خنازير، ثم قال لي: ادن لي وجهك. فأدنيت منه، فمسح بيده وجهي، فاذا همكلهم ـ ذئبة إلا تلك الخصائص من الناس نفرا يسيرا.

      فقلت: بأبي وامي يابنرسول الله قد أدهشتني آياتك، وحيرتني عجائبك! قال: يا زهري ماالحجيج من هؤلاء إلاالنفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير.

      ثم قال لي: امسح يدكعلى وجهك.

      ففعلت، فعاد اولئك الخلق في عيني ناسا كما كانوا أولا.

      ثمقال لي: من حج ووالى موالينا، وهجر معادينا، ووطن نفسه على طاعتنا، ثم حضر هذاالموقف مسلما إلى الحجر الاسود ما قلده الله من أماناتنا، ووفيا بما ألزمه منعهودنا، فذلك هو الحاج، والباقون هم من قد رأيتهم.

      يا زهري حدثني أبي عن جديرسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

      ليس الحاج المنافقين المعادينلمحمد وعلي ومحبيهما الموالين لشانئهما.

      وإنما الحاج المؤمنون المخلصونالموالون لمحمد وعلي ومحبيهما،المعادون لشانئهما، إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا،المعادين لاعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهملنا.

      فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة.

      ومنهم من يسطع نوره مسيرةثلاثمائة ألف سنة وهو جميع مسافة تلك العرصات.

      ومنهم من يسطع نوره إلىمسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ومعاداة أعدائنا،يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولونوالمتبرؤون.

      يقال لكل واحد منهم: يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل منأسدى إليك في الدنيا معروفا، أو نفس عنك كربا، أو أغاثك إذ كنت ملهوفا، أو كف عنكعدوا، أو أحسن إليك في معاملته، فأنت شفيعه.

      فان كان من المؤمنين المحقينزيد بشفاعته في نعم الله عليه، وإن كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته، وإن كان منالكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه.

      وكأني بشيعتنا هولاء يطيرون في تلكالعرصات كالبزاة والصقور، فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاةوالصقور على اللحوم تتلقفها وتحفظها فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسنإليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم.

      ـ و ـ قال رجل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنا إذا وقفنا بعرفاتوبمنى، ذكرنا الله ومجدناه، وصلينا على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وذكرنا آباءناأيضا بمآثرهم ومناقبهم وشريف أعمالهم نريد بذلك قضاء حقوقهم فقال على بن الحسين (عليهما السلام): أولا أنبئكم بما هو أبلغ في قضاء الحقوق من ذلك؟ قالوا: بلى يابنرسول الله.


      قال: أفضل من ذلك أن تجددوا على أنفسكم ذكر توحيد اللهوالشهادة به، وذكر محمد (صلى الله عليه وآله) رسول الله، والشهادة له بأنه سيدالنبيين ، وذكر علي (عليه السلام) ولي الله، والشهادة له بأنه سيد الوصيين، وذكرالائمة الطاهرين من آل محمد الطيبين بأنهم عباد اللهالمخلصين.




      نسألكم الدعاء !!!!

      تعليق


      • #4
        هذا عقاب الكتم

        فما بالك بالمنكر لفضائلهم والمشكك بها ؟؟؟

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X