السلام عليكم و رحمة الله ةو بركاته ..
اللهم صلى على محمداً و آل محمد .حقاً إن شخصية الإمام العظيمة لا يمكن مقارتنها بعد الأنبياء و الأولياء المعصومين بأية شخصية أخرى , فهو وديعة الله وحجة الله علينا ومظهر من مظاهر عظمتة , وعندما كان يراه الإنسان كان يدرك عظمة عظماء الدين , فنحن لايمكننا إدراك أو تصور عظمة الرسول (ص) وعظمة أمير المؤمنين (ع) وبقية الأولياء , فذهننا أعجز من أن يدرك شخصية هؤلاء العظماء و المعصومين .
وعندما يواجه الإنسان شخصية بعظمة الإمام الخميني وما تمتاز به من الإيمان القوي و العقل الكامل والذهن الحاذق النابه , والصبر والحكمة والصدق و الصفاء والزهد , ويقف على حقيقة تواضعة إزاء الشموس المشرقة في سماء الولاية وحين ذالك يدرك الإنسان عظمة هؤلاء الأنبياء و الأولياء المعصومين و سمو مقامهم .
إمامنا الرحل شخصية بارزة لا توجد عندنا شخصية في زماننا هذا و لافي الأزمان الماضية – فيما عدا الأنبياء والأولياء عليهم السلام – تناظر شخصية قائدنا الكبير الذي كان من ألمع الشخصيات وأبر الوجوه في هذا العالم .
والدي يقين بأنه لو توفرت كل هذه الخصائص الإيجابية في شخصية الإمام كالعلم والحزم والنبوغ والشجاعة و كان يفتقد الإخلاص و الارتباط بالله تعالي و التنزه عن الشرك وتجنب أهواءه وأهواء الآخرين لما كان توصل إلى ماتوصل إليه من النجاح المحقق , فلقد حقق الإمام نصراً ونجاحاً في زمن كان يعتبر فيه الدين أمراً بالياً , في زمان سيطرت الأفكار والأخلاق المادية على المجتمع الإنساني .
تميزت شخصية الإمام بقوة الإيمان والعمل الصالح والإرادة الفذة والعزيمة , والشجاعة والحزم و الصراحة والوضوح في الكلام والصدق و الطهارة الروح والمعنويات العالية , وكان أيضاً بصيراً و شديد الذكاء ورعاً وحازماً ونافذاً في قيادته . ومن صفاته أيضاً الرقة و العطف , وبصورة عامة كان جامعاً للصفات الحميدة والفريدة , ومن النادر أن تجتمع هذه الصفات في شخص مرة واحدة , و في الحيقية شخصية الإمام كانت شخصية أسطورية ذات مقام رفيع لايمكن تخيلها .
فهو عاقل – حازم - حكيم – حاذق – حليم – صبور- راسخ – متبصر , ومن النادر أن نجد بين الناس من تتوفر فيهم مزايا الإمام , بل إن اجتماع مزايا الإمام في الأشخاص العاديين ليس نادراً فحسب , و إنما لو كانت إحدى مزاياه موجودة في شخص آخر , فإنه يكون إنسان عظيماً .
إن كل صفة من هذة الصفات تكفي لأن تجعل من الإنسان شخصياً عظيماً يحترمه الجميع . إن ثبات وصبر وحلم الإمام كان بحيث أنه لو تحدث مئة شخص في مجلس ولم يكن موافقاً لما يقولونه , كان يلتزم الصمت و لايتفوه بكلمة طالما يرى ذلك ضرورياً , في حين أنه لو قيلت كلمة واحدة أمام أناس بسطاء تخلبف عقيدتهم كان يشب في نفسه طوفان يدفعه ليتصدى لذلك .
إن من عوامل نجاح قائد الثورة العظيم الذي لانظير له , هو أنه أستطاع أن يحرك هذا البحر والمحيط الساكن , واستطاع أن يجعل الملايين من الناس يلجأون إلى الله , وأيضاً أن يجعل من الاسلام منهجاً للحياة , ومنها أيضاً استطاع أن يعز الاسلام الذي طالما وقع ضحية عداء القوى الظالمة , واستطاع أيضاً أن يحيي المعنويات والقيم التي ظلت منزوية ومهجورة حقباً من الزمان .
لقد أدرك أصحاب البصيرة لمعات تقربه من الله تعالى , وشعر الجميع بالبر الإلهي الذي كان ينزا عليه خلال حياته ومماته , واستجيبت دعوته , حيث كان يدعو قائلاً : ألهي لم يزل برك علي أيام حياتي فلا تقطع برك عني في مماتي , فبرحيله أحدث ثورة أخرى , حيث اجتمعت عشرة ملايين قلباً مضرباً حول جنازته , واشترك في عزائه مئات الملايين في أرجاء العالم , فخلال حياته الكريمة استطاع أن يهدد العروش الفرعونية , وبموته حرم الأعداء من النوم الهنيئ والتوقعات الخاطئة .
من كلام قائد الثورة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله ).
تعليق