إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ظلم الزهراء عليه السلام في الاحتجاجات المذهبية عبر الأجيال

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظلم الزهراء عليه السلام في الاحتجاجات المذهبية عبر الأجيال

    بسمه تعالى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ظلم الزهراء عليه السلام في الاحتجاجات المذهبية عبر الأجيال
    1 - القاضي عبد الجبار ( ت 415 ه‍ ) .
    قال القاضي عبد الجبار ، وهو من أعاظم المعتزلة ، ردا على الشيعة : " . . . ومن جملة ما ذكروه من الطعن ادعاؤهم : أن فاطمة ( ع ) لغضبها على أبي بكر وعمر أوصت أن لا يصليا عليها ، وأن تدفن سرا منهما ، فدفنت ليلا وادعوا برواية رووها عن جعفر بن محمد وغيره : أن عمر ضرب فاطمة بسوط ، وضرب الزبير بالسيف . وذكروا : أن عمر قصد منزلها ، وعلي ، والزبير ، والمقداد ، وجماعة ممن تخلف عن أبي بكر يجتمعون هناك ، فقال لها : ما أجد بعد أبيك أحب إلي منك . وأيم الله ، لئن اجتمع هؤلاء النفر عندك ليحرقن عليهم ، فمنعت القوم من الاجتماع ، ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر إلى غير ذلك من الروايات البعيدة . الجواب : إنا لا نصدق بذلك . . . " ( 1 ) . وقال : " . . فأما ما ذكروه من حديث عمر في باب الإحراق ، فلو صح لم يكن طعنا على عمر ، لأن له أن يهدد من امتنع عن المبايعة ( 2 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) المغني للقاضي عبد الجبار : ج 20 ق 1 ص 335 ، وراجع : الشافي للسيد المرتضى : ج 4 ص 110 ، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي : ج 16 ص 271 .
    ( 2 ) المغني : ج 2 ق 1 ص 337 ، والشافي ج 4 ص 112 و 119 .

    2 - السيد المرتضى علم الهدى ( ت 436 ه‍ ) .
    وقال السيد المرتضى علم الهدى ، ردا على كلام القاضي : " قد بينا : أن خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممن لا يتهم على القوم " . إلى أن قال : " والذي اعتذر به من حديث الإحراق إذا صح طريف ، وأي عذر لمن أراد أن يحرق على أمير المؤمنين ، وفاطمة ( ع ) منزلهما ؟ ! ( 1 ) " . وقال : ردا على إنكار عبد الجبار ضرب فاطمة ( ع ) والهجوم على دارها ، والتهديد بالإحراق ، وقوله : لا نصدق ذلك ولا نجوزه : " فإنك لم تسند إنكارك إلى حجة أو شبهة فنتكلم عليها . والدفع لما يروى بغير حجة لا يلتفت إليه " ( 2 ) .
    وحين ادعى عبد الجبار : إن أخبار ضرب فاطمة ( ع ) كروايات الحلول ، أجابه السيد المرتضى رحمه الله بقوله : " ألست تعلم : أن هذا المذهب يذهب إليه أصحاب الحلول ، والعقل دال على بطلان قولهم ؟ ! فهل العقل دال على استحالة ما روي من ضرب فاطمة ( ع ) ؟ ! فإن قال : هما سيان . قيل له : فبين استحالة ذلك في العقل ، كما بينت استحالة الحلول ، وقد ثبت مرادك . ومعلوم عجزك عن ذلك " (3 ) .
    وقال : " . . . وبعد ، فلا فرق بين أن يهدد بالإحراق للعلة التي ذكرها ، وبين ضرب فاطمة لمثل هذه العلة ، فإن إحراق المنازل أعظم من ضربة بالسوط . . . فلا وجه لامتعاض صاحب الكتاب من ضربة سوط ، وتكذيب ناقلها " ( 4 ) .

    المصدر
    (1) الشافي للسيد المرتضى : ج 4 ص 119 و 120 .
    (2)
    الشافي للسيد المرتضى : ج 4 ص 110 - 113 . ونقول هنا للسيد المرتضى رحمه الله : ما أشبه الليلة بالبارحة ! !
    (3) الشافي : ج 4 ص 117 . (4) الشافي : ج 4 ص 120 .
    3 - الشيخ الطوسي ( ت 460 ه‍ ) .
    وقال شيخ الطائفة ، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله تعالى . " ومما أنكر عليه : ضربهم لفاطمة ( ع ) ، وقد روي : أنهم ضربوها بالسياط ، والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة : أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت ، فسمي السقط ( محسنا ) . والرواية بذلك مشهورة عندهم . وما أرادوا من إحراق البيت عليها - حين التجأ إليها قوم ، وامتنعوا من بيعته . وليس لأحد أن ينكر الرواية بذلك ، لأنا قد بينا الرواية الواردة من جهة العامة من طريق البلاذري وغيره ، ورواية الشيعة مستفيضة به ، لا يختلفون في ذلك . وليس لأحد أن يقول : إنه لو صح ذلك لم يكن طعنا ، لأن للإمام أن يهدد من امتنع من بيعته إرادة للخلاف على المسلمين . وذلك : أنه لا يجوز أن يقوم عذر في إحراق الدار على فاطمة ( ع ) وأمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهما السلام ) . وهل في مثل ذلك عذر يسمع ؟ وإنما يكون مخالفا للمسلمين وخارقا لإجماعهم إذا كان الإجماع قد تقرر وثبت ، وإنما يصح ذلك ويثبت متى كان أمير المؤمنين ومن قعد عن بيعته ممن انحاز إلى بيت فاطمة ( ع ) داخلا فيه غير خارج عنه . وأي إجماع يصح مع خلاف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - وحده ، فضلا عن أن يبايعه على ذلك غيره . ؟ ومن قال هذا من الجبائي وغيره - بانت عداوته ، وعصبيته ، لأن قصة الإحراق جرت قبل مبايعة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والجماعة الذين كانوا معه في منزله ، وهم إنما يدعون الإجماع - فيما بعد - لما بايع الممتنعون . . . فبان : أن الذي أنكرناه منكر ( 1 ) " .
    وقال الشيخ الطوسي أيضا : وقد روى البلاذري ، عن المدائني ، عن مسلمة بن محارب ، عن سليمان التميمي عن أبي عون : أن أبا بكر أرسل إلى علي ( عليه السلام ) يريده على البيعة ، فلم يبايع - ومعه قبس - فتلقه فاطمة ( عليها السلام ) على الباب ، فقالت : يا ابن الخطاب ، أتراك محرقا علي بابي ؟ قال : نعم ( 2 ) وذلك أقوى فيما جاء به أبوك . وجاء علي ( ع ) ، فبايع .
    قال الشيخ الطوسي : وهذا الخبر قد روته الشيعة من طرق كثيرة ، وإنما الطريف أن يرويه شيوخ محدثي العامة ، لكنهم كانوا يروون ما سمعوا بالسلامة . وربما تنبهوا على ما في بعض ما يروونه عليهم ، فكفوا منه ، وأي اختيار لمن يحرق عليه بابه حتى يبايع ؟ ( 3 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) تلخيص الشافي : ج 3 ص 156 و 157 .
    ( 2 ) تلخيص الشافي : ج 3 ص 76 ، والشافي للسيد المرتضى : ج 3 ص 261 . وراجع : البحار : ج 28 ص 389 و 411 ، وهامش ص 268 ، وأنساب الأشراف : ج 1 ص 586 . وراجع : المصادر التالية ، فإن بعضها أبدل كلمة : بابي ، بكلمة : بيتي : العقد الفريد : ج 4 ص 259 و 260 ، وكنز العمال : ج 3 ص 149 ، والرياض النضرة : ج 1 ص 167 ، والمختصر في أخبار البشر : ج 1 ص 156 ، والطرائف : ص 239 ، وتاريخ الخميس : ج 1 ص 178 ، ونهج الحق : ص 271 ، ونفحات اللاهوت ، ص 79 ، وراجع : العوالم ج 11 ص 602 و 408 ، والشافي لابن حمزة : ج 4 ص 174 .
    ( 3 ) تلخيص الشافي : ج 3 ص 76 .
    4 - أبو الصلاح الحلبي ( ت 474 ه‍ ) .
    قال الفقيه الكبير والمتكلم النحرير الشيخ أبو الصلاح الحلبي رحمه الله : " وقصدهم عليا ( ع ) بالأذى ، لتخلفه عنهم ، والإغلاظ له في الخطاب ، والمبالغة في الوعيد ، وإحضار الحطب لتحريق منزله ، والهجوم عليه ، بالرجال من غير إذنه ، والإتيان به ملببا ، واضطرارهم بذلك زوجته وبناته ، ونساءه ، وحامته من بنات هاشم وغيرهم إلى الخروج من بيوتهم ، وتجريد السيوف من حوله ، وتوعده بالقتل إن امتنع من بيعتهم " ( 1 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) تقريب المعارف : ص 233 .
    5 - عبد الجليل القزويني ( ت حدود 560 ه‍ ) .
    وقال عبد الجليل القزويني ، في كتابه الذي رد فيه على كتاب " بعض فضائح الروافض " ، ما ترجمته : " . . يقولون : إن عمر ضرب على بطن فاطمة ، وقتل جنينا في بطنها كان الرسول سماه محسنا . . . " فجوابه : " . . إن هذا الخبر صحيح . وقد نقله الشيعة وأهل السنة في كتبهم . ولكن قد روي عن المصطفى ( ص ) قوله : " إنما الأعمال بالنيات " ، فإن كان قصد عمر هو أخذ علي للبيعة ، ولم يقصد إسقاط الجنين ، ولعل عمر لم يكن يعلم أن فاطمة كانت خلف الباب ، فيكون قتله للجنين خطأ لا عن عمد .
    وحتى لو كان قد قتله عمدا ، فإنه لم يكن معصوما . والله هو الذي يحكم فيه ، وليس لنا نحن ذلك ، ولا يمكن أن يقال ، أكثر من ذلك هنا . والله أعلم بأعمال عباده وبضمائرهم ، وسرائرهم " . وقال : " يقولون : إن عمر وعثمان منعا فاطمة الزهراء من البكاء على أبيها الخ . . . " ( 1 ) . ويقول في موضع آخر : " إن عمر مزق صحيفة فاطمة حول فدك ، وضربها على بطنها ، ثم منعوها من البكاء على أبيها " ( 2 ) .
    ونقول : إن الاعتذار المذكور عن قتل المحسن غريب وعجيب ، أمام هذا السيل الهائل من الروايات المصرحة بمعرفته بوجودها خلف الباب ، حتى لقد جاء في بعضها أنه قد ضرب أصابعها حين أمسكت الباب لتمنعهم من فتحه ، وأخبرته أنها حاسرة حتى لا يدخل عليها بيتها . ثم هو قد رفسها ، ولطمها ، وضربها هو وقنفذ وغيرهما . فما ندري ! كيف يمكن اعتبار قتل المحسن خطأ ، إلا أن يكون للخطأ مفهوم ومعنى آخر ، لا يدركه غير كاتب تلك الكلمات ، ومنشئها . ومهما يكن من أمر ، فإننا إنما نقلنا عنه هذه الفقرات ، لدلالتها بوضوح على أن ضربها ، وإهانتها ، وكسر الباب ، والدخول عليها في بيتها عنوة ، وإسقاط جنينها كان أمرا مسلما ، يحتج به فريق ، ويتمحل له المبررات والتوجيهات مهما كانت تافهة وباردة فريق آخر . ونحن لو أردنا أن نعتمد هذا النوع من التبريرات ، فلن نعثر بعد هذا على وجه الأرض على مجرم يدان بجريمته ، ويستحق العقوبة . ولربما تمكن البعض من إيجاد العذر لإبليس ، الذي حاول الغزالي التخفيف عنه ، وصرف الناس عن لعنه ، حين قال : " ولا بأس بالسكوت عن لعنه " ( 3 ) . نعم ، لقد قال ذلك ، وهو يحاول تبرئة يزيد الخمور والفجور من جريمة قتل الحسين ( عليه السلام ) . فاقرأ ، وأعجب ، فما عشت أراك الدهر عجبا .
    المصدر :
    ( 1 ) الفقرات المتقدمة مترجمة من كتاب النقض لعبد الجليل القزويني : ص 298 . ( 2 ) المصدر السابق : ص 302 . ( 3 ) إحياء علوم الدين : ج 3 ص 125 ( ط دار المعرفة ) .
    6 - يحيى بن محمد العلوي البصري .
    قال المعتزلي ( المتوفى سنة 656 ه‍ ) نقلا عن أستاذه أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري : " فإن قلتم : إن بيت فاطمة إنما دخل ، وسترها إنما كشف حفظا لنظام الإسلام ، وكي لا ينتشر الأمر ، ويخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة ، ولزوم الجماعة . . قيل لكم : وكذلك ستر عائشة إنما كشف ، وهودجها إنما هتك لأنها نشرت حبل الطاعة ، وشقت عصا المسلمين ، وأراقت دماء المسلمين . . إلى أن قال : فكيف صار هتك عائشة من الكبائر ، التي يجب معها التخليد في النار ، والبراءة من فاعله ، من أوكد عرى الإيمان . وصار كشف بيت فاطمة والدخول عليها منزلها ، وجمع حطب ببابها ، وتهددها بالتحريق من أوكد عرى الدين ، وأثبت دعائم الإسلام ، ومما أعز الله به المسلمين ، وأطفأ نار الفتنة ، والحرمتان واحدة ، والستران واحد ؟ . وما نحب أن نقول لكم : إن حرمة فاطمة أعظم ، ومكانها أرفع ، وصيانتها لأجل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أولى ، فإنها بضعة منه ، وجزء من لحمه ودمه ، وليست كالزوجة الأجنبية ، التي لا نسب بينها وبين الزوج .
    إلى أن قال : وكيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة ، وقد أجمع المسلمون كلهم - من يحبها ، ومن لا يحبها منهم - : أنها سيدة نساء العالمين ؟ ! قال : وكيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله ( ص ) في زوجته ، وحفظ أم حبيبة في أخيها ، ولم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله ( ص ) في أهل بيته ( 1 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد المعتزلي الشافعي : ج 20 ص 16 و 17 .
    7 - السيد ابن طاووس ( ت 664 ه‍ ).
    ويحتج العالم العابد الزاهد صاحب الكرامات الباهرة السيد رضي الدين علي بن طاووس على أهل المذاهب الأخرى بما جرى على الزهراء ( عليها السلام ) ، ويروي لهم رواياتهم التي أثبتوها في مصادرهم - حسبما أشرنا إليه في مواضعه - فكان مما ألزمهم به قوله : " وقد تقدم ذكر بعض ذلك من صحاحهم عند ذكر تأخرهم مع علي ( ع ) عن بيعة أبي بكر ، وعند ذكر اجتماعهم ، لما أراد أبو بكر وعمر تحريق علي والعباس بالنار " ( 1 ) .
    ويقول : ومن طرائف الأحاديث المذكورة ما ذكره الطبري ، والواقدي ، وصاحب الغرر المقدم ذكرهم من القصد إلى بيت فاطمة ، وعلي ، والحسن والحسين ( ع ) بالإحراق . أين هذه الأفعال المنكرة من تلك الوصايا المتكررة من نبيهم محمد ( ص ) . . . " ( 2 ) .
    إلى أن قال : ومن أطرف الطرائف قصدهم لإحراق علي والعباس بالنار في قوله : " فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهما ، وقد كان في البيت فاطمة " .
    وفي رواية أخرى : أنه كان معهم في البيت الزبير ، والحسن ، والحسين ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم ، لأجل تأخرهم عن بيعة أبي بكر ، وطعنهم فيها . أما ينظر أهل العقول الصحيحة من المسلمين : أن محمدا ( ص ) كان أفضل الخلائق عندهم ، ونبوته أهم النبوات ، ومبايعته أوجب المبايعات . ومع هذا فإنه بعث إلى قوم يعبدون الأصنام والأحجار ، وغيرهم من أصناف الملحدين والكفار ، وما سمعناه أنه استحل ، ولا استجاز ، ولا رضي أن يأمر بإحراق من تأخر عن نبوته وبيعته . فكيف بلغت العداوة لأهل بيته والحسد لهم ، والإهمال لوصيتهبهم إلى أن يواجهوا ويتهددوا أن يحرقوا بالنار ؟ وقد شهدت العقول أن بيعته كانت على هذه الصفات ، وأن إكراه الناس عليها بخلاف الشرائع والنبوات ، والعادات " .
    ثم يذكر رواية ابن مسعود قال : " كنا مع رسول الله ( ص ) فمررنا بقرية نمل ، فأحرقت ، فقال النبي : لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله تعالى . " قال عبد المحمود " : وكيف كان أهل بيت النبوة أهون من النمل ؟ ! وكيف ذكروا : أنهم يعذبونهم بعذاب الله تعالى من الحريق بالنار ؟ ! والله ، إن هذه الأمور من أعظم عجائب الدهور " ( 3 ) .
    وقال رحمه الله : " . . فأما علي ( ع ) ، فقد عرفت ما جرى عليه من الدفع عن خلافته ومنزلته . وما بلغوا إليه من القصد لإحراقه بالنار ، وكسر حرمته " ( 4 ) .
    وقال السيد ابن طاووس أيضا : " أقول : وما كفاه ذلك حتى بعث عمر إلى باب أبيك علي وأمك فاطمة وعندهما العباس وجماعة من بني هاشم ، وهم مشغولون بموت جدك محمد ( ص ) والمأتم ، فأمر أن يحرقوا بالنار إن لم يخرجوا للبيعة على ما ذكره صاحب كتاب العقد في الجزء الرابع منه وجماعة
    ممن لا يتهم في روايتهم . وهو شئ لم يبلغه إليه أحد فيما أعلم قبله ولا بعده من الأنبياء والأوصياء ، ولا الملوك المعروفين بالقسوة والجفاء ، ولا ملوك الكفار ، أنهم بعثوا من يحرقوا الذين تأخروا عن بيعتهم بحريق النار ، مضافا إلى تهديد القتل والضرب .
    أقول : ولا بلغنا أن أحدا من الملوك كان لهم نبي أو ملك ، كان لهم سلطان قد أغناهم بعد الفقر وخلصهم من الذل والضر ، ودلهم على سعادة الدنيا والآخرة ، وفتح عليهم بنبوته بلاد الجبابرة ، ثم مات وخلف فيهم بنتا واحدة من ظهره ، وقال لهم : " إنها سيدة نساء العالمين " وطفلين معها منها لهما دون سبع سنين أو قريب من ذلك ، فتكون مجازات ذلك النبي أو الملك من رعيته أنهم ينفدون نارا ليحرقوا ولديه ، ونفس ابنته ، وهما في مقام روحه ومهجته " ( 5 ) .
    وقال أيضا وهو يحتج على الآخرين : " وذكر الواقدي : أن عمر جاء إلى علي في عصابة منهم أسيد بن الحصين ( الصحيح : حضير ) ، وسلمة بن سلامة الأشهلي ، فقال : أخرجوا ، أو لنحرقنها عليكم . . " ( 6 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) الطرائف : ص 274 . ( 2 ) الطرائف : ص 245 .
    ( 3 ) الطرائف : ص 245 و 246 . ( 4 ) الطرائف ص 195 .
    ( 5 ) كشف المحجة : ص 120 و 121 . ( 6 ) الطرائف : ص 238 و 239 وإحقاق الحق للتستري : ج 2 ص 370 .
    8 - القوشجي ( ت 879 ه‍ . ق . ) .
    قال الإمام المحقق نصير الدين الطوسي محمد بن محمد بن الحسن رحمه الله : " وبعث إلى بيت أمير المؤمنين لما امتنع عن البيعة ، فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم " ( 1 ) .
    وزاد العلامة الحلي قوله : " وأخرجوا عليا عليه السلام كرها وكان معه الزبير في البيت ، فكسروا سيفه ، وأخرجوا من الدار من أخرجوا ، وضربت فاطمة ، وألقت جنينا اسمه محسن " ( 2 ) .
    وقال أيضا : وهو يعدد المؤاخذات على الخليفة الثاني : " . . قصد بيت النبوة بالإحراق " ( 3 ) .
    ونلاحظ : أن شمس الدين الاسفراييني في كتابه تسديد العقائد في شرح تجريد القواعد ويعرف بالشرح القديم ، والقوشجي في شرحه للتجريد لم ينكرا كلام المحقق الطوسي . ولا شككا في صحة الرواية كما هو دأبهما في الموارد الأخرى ، بل اكتفى بتوجيه تأخر علي عن بيعة أبي بكر ، بدعوى طرو عذر ونحو ذلك ، فراجع ( 4 ) .
    مع أن القوشجي مشهود له بالتعصب حتى وصفه بعض كبار علماء الإمامية : " بالمتعصب العنود اللدود " ( 5 ) . وقال عنه في مورد آخر : " وهذا منه مكابرة محضة ، صرفة بحتة ، لأن تخلفهم عن جيشه ( 6 ) وولايته مشهور في الطرفين ، مذكور في الطريقين ، غير قابل للمنع ، والشريف لما كان منصفا فسلمه وأوله . والقوشجي لما كان مكابرا عنودا ، لجوجا لدودا منعه . كما هو دأبه في المواضع جلها ، بل كلها ، حيث يعجز عن الجواب " ( 7 ) . وثمة موارد أخرى يحدث فيها عن خصوصية القوشجي هذه ( 8 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) شرح تجريد الاعتقاد ( مطبوع ضمن كشف المراد ) ص 402 ، ونهج الحق ص 271 و 272 .
    ( 2 ) كشف المراد : ص 402 ، و 403 .
    ( 3 ) نهج الحق : ص 275 و 276 . ( 4 ) شرح التجريد للقوشجي ، ص 482 و 483 ( ط حجرية ) .
    ( 5 ) الرسائل الاعتقادية للخواجوئي ، ص 409. ( 6 ) أي جيش أسامة .
    (7)الرسائل الاعتقاديةللخواجوئي : ص 412 (8)راجعالمصدر السابق ص 473 و 471 .
    9 - الفاضل المقداد ( ت 826 ه‍ ).
    وقال الفقيه المتكلم المحقق الشيخ المقداد السيوري : " إن عليا ( عليه السلام ) وجماعة لما امتنعوا عن البيعة ، والتجأوا إلى بيت فاطمة ( ع ) منكرين بيعته بعث إليها عمر حتى ضربها على بطنها ، وأسقطت سقطا اسمه محسن ، وأضرم النار ليحرق عليهم البيت ، وفيه فاطمة ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم ، فأخرجوا عليا ( ع ) قهرا بحمائل سيفه يقاد . لا يقال : هذا الخبر يختص الشيعة بروايته ، فيجوز أن يكون موضوعا للتشنيع .
    لأنا نقول : ورد أيضا من طريق الخصم ، رواه البلاذري ، وابن عبد البر ، وغيرهما . ويؤيده قوله عند موته : ليتني تركت بيت فاطمة لم أكشفه " ( 1 ) .
    ونقول : إن إصرار كبار علماء المذهب وأساطينه حسبما ظهر مما نقلناه عنهم على الاستدلال في علم الكلام على خصومهم بهذا الأمر ، وإرساله إرسال المسلمات . وعدم قدرة الآخرين على التخلص والتملص منه ، يدل دلالة ظاهرة على أن إنكار هذا الأمر أو التشكيك فيه من البعض غير مقبول بل غير معقول . ولا سيما مع هذا الكم الهائل من النصوص ومع تواتر الروايات عن المعصومين ، الأمر الذي يقطع كل عذر ، ويمنع أي تعلل أو تبرير .
    المصدر:
    ( 1 ) اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية : ص 302 .
    10 - البياضي العاملي ( ت 877 ه‍ ) .
    وقال العلامة الفقيه ، والمتكلم النبيه ، الشيخ زين الدين البياضي : ومنها ما رواه البلاذري ، واشتهر في الشيعة : أنه حصر فاطمة في الباب ، حتى أسقطت محسنا ، مع علم كل أحد بقول أبيها لها : فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني ( 1 ) . " قالوا : عائشة لم تكن ابنة محمد ، وحين عقر جملها حمتالمسلمين لحرمة زوجها ، فتطايرت الرؤوس والأكف حولها . وما فعل بفاطمة من النكير أعظم من عقر البعير ، فكيف لم يتحم المسلمون لها " ( 2 ) .
    وقال : " طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين ( ع ) لما امتنع هو وجماعة من البيعة . ذكره الواقدي في روايته ، والطبري في تاريخه ، ونحوه ذكر ابن عبد ربه " ( 3 ) .
    المصدر:
    (1) الصراط المستقيم : ج 3 ص 12 ، والمطبوع من كتاب البلاذري يبدأ بما بعد الشورى ، ولم يطبع كاملا .
    (2)
    الصراط المستقيم : ج 3 ص 13 .
    (3) الصراط المستقيم : ج 2 ص 301 .
    11 - الغروي والهروي .
    وقال الفقيه المتكلم ، محمد بن علي ابن أبي جمهور الأحسائي في مناظرته مع الفاضل الهروي ، والتي جرت سنة 878 ه‍ . وهي مناظرة مشهورة بين الطائفة ( 1 ) . " وأراد إحراق بيت فاطمة لما امتنع علي ، وبعض بني هاشم من البيعة ، وضغطها بالباب حتى أجهضت جنينا . وضربها قنفذ بالسيف عن أمره حتى أنها ماتت ، وألم السياط وأثرها بجنبها ، وغير ذلك من الأشياء المنكرة . فقال : إن ذلك من رواياتكم وطرقكم ، فلا يقوم بها حجة على غيركم . فقلت : أما الإرث . . . إلى أن قال : وأما حديث الإحراق ، والضرب ، وإجهاض الجنين ، فبعضه مروي عنكم ، وهو العزم على الإحراق ، رواه الطبري ، والواقدي ، وابن قتيبة " ( 2 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) راجع : الذريعة : ج 22 ص 285 و 286 . وروضات الجنات : ج 7 ص 27 ، ولؤلؤ البحرين : ص 166 .
    ( 2 ) مناظرة الغروي والهروي : ص 47 و 48 ط سنة 1397 ه‍ .
    12 - المحقق الكركي ( ت 940 ه‍ ) .
    وقال المحقق الكركي : " والطلب إلى البيعة بالإهانة والتهديد بتحريق البيت ، وجمع الحطب عند الباب ، وإسقاط فاطمة محسنا ، ولذا ذكروا - كما رواه أصحابنا - إغراء للباقين بالظلم لهم والانتقام منهم ( 1 ) .
    وقال : " فضلا عن الزامهم له ( ع ) بها ، والتشديد عليه ، والتهديد بتحريق البيت ، وجمع الحطب عند الباب ، كما رواه المحدثون والمؤرخون ، مثل الواقدي وغيره " ( 2 ) .
    وقال أيضا : " إنه قد روى نقلة الأخبار ، ومدونوا التواريخ ، ومن تصفح كتب السير علم صحة ذلك : أن عمر لما بايع صاحبه ، وتخلف علي ( ع ) عن البيعة جاء إلى بيت فاطمة ( ع ) لطلب علي إلى البيعة ، وتكلم بكلمات غليظة ، وأمر بالحطب ليحرق البيت على من فيه ، وقد كان فيه أمير المؤمنين ( ع ) وزوجته وأبناؤه وممن انحاز إليهم الزبير ، وجماعة من بني هاشم " ( 3 ) .
    وقال : " ولو أن رسول الله أوصى لهما بالأمر ، ونص عليهما بالإمامة لما جاز لهما عقوبة الممتنع من البيعة بالتحريق ، وكان من أداني القوم وأصاغرهم ، فكيف وهما إنما يدعيان الخلافة الخ . . " ( 4 ) .
    المصدر :
    ( 1 ) نفحات اللاهوت : ص 130 . ( 2 ) المصدر السابق : ص 65 . ( 3 ) المصدر السابق : ص 78 . ( 4 ) المصدر السابق .
    13 - ابن مخدوم ( ت 976 ه‍ ) .
    وقال العالم الخبير أبو الفتح ابن مخدوم العربشاهي في شرحه للباب الحادي عشر في مقام الإيراد على خلافة أبي بكر : " . . وأيضا بعث إلى بيت أمير المؤمنين ( ع ) لما امتنع عن البيعة ، فأضرم فيه النار ، وفيه سيدة نساء العالمين " ( 1 ) .
    المصدر:
    (1) مفتاح الباب : ص 199 ، تحقيق الدكتور مهدي محقق .

    14 - الشهيد القاضي التستري ( ت 1019 ه‍ ) .
    وبعد أن ذكر الشهيد السعيد والمتكلم النحرير القاضي نور الله التستري بعض النصوص الدالة على سقوط الجنين . وإرادة إحراق بيت الزهراء ، وغير ذلك : قال : " . . وما ظنك بأمر يدفع فيه صدور المهاجرين ، وتكسر سيوفهم ، وتشهر فيه السيوف على رؤوس المسلمين ، ويقصد إحراق بيوت ساداتهم إلى غير ذلك . وكيف لا يكون ذلك إكراها ، لولا عمى الأفئدة ، فإنها لا تعمى الأبصار ، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور الخ . . " ( 1 ) .
    المصدر :
    ( 1 ) إحقاق الحق : ج 2 ص 374 .
    15 - ابن سعد الجزائري ( ت 1021 ه‍ )) .
    وقال المحقق الجليل الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري رحمه الله وهو من أجلاء علماء عصره . " ومنها : أنه بعث إلى بيت أمير المؤمنين عليه السلام لما امتنع من البيعة ، وأمر أن تضرم فيه النار ، وكشفوه . وفيه فاطمة ، وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا . وضربوا فاطمة ( عليها السلام ) ، فألقت جنينا " ( 1 ) .
    إلى أن قال : " كيف وإنما خرج كرها ، بعد طول المجادلة ، وكثرة الاحتجاج ، والمناشدة ، وصعوبة التهديد والمجالدة . وإضرام النار في الدار ، وضرب المعصومة بنت المختار ، وإزعاج السادة الأطهار " ( 2 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) الإمامة : ص 81 . ( مخطوط ) توجد نسخة مصورة عنه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات .
    ( 2 ) المصدر السابق .
    16 - الحر العاملي ( ت 1104 ه‍ ) .
    وقال المحدث الجليل ، والفقيه المتكلم ، صاحب الموسوعة الحديثية الرائدة ، " وسائل الشيعة " ، وهو يتحدث عن أبي بكر ، وعما ينفي أهليته للخلافة : "
    ومنها : أنه طلب هو وعمر إحراق بيت أمير المؤمنين لما امتنع هو وجماعة عن البيعة .
    ذكره الواقدي في روايته ، والطبري في تاريخه ، ونحوه ذكر ابن عبد ربه . وهو من أعيانهم وكذا مصنف كتاب أنفاس الجواهر الخ . . " ( 1 ) . وله كلمات متنوعة ومتفرقة عديدة في مقام الاحتجاج والاستدلال لا نجد ضرورة لنقلها فمن أرادها فليراجعها ( 2 )
    المصدر :
    ( 1 ) إثبات الهداة : ج 2 ص 368 .
    ( 2 ) راجع : إثبات الهداة : ص 334 و 361 و 376 و 377 .
    17 - العلامة المجلسي ( ت 1110 ه‍ ) .
    وقال العلامة المتبحر شيخ الإسلام المولى الشيخ محمد باقر ( المجلسي الثاني ) في مقام الإيراد على خلافة عمر بن الخطاب : " . . الطعن السابع عشر : إنه هم بإحراق بيت فاطمة ( عليها السلام ) وكان فيه أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسنان . وهددهم ، وآذاهم " ( 1 ) .
    وقال المجلسي أيضا : " . . إذ تبين بالمتفق عليه من أخبارهم وأخبارنا : أن عمر هم بإحراق بيت فاطمة ( ع ) بأمر أبي بكر ، أو برضاه ، وقد كان فيه أمير المؤمنين ، وفاطمة ، والحسنان صلوات الله عليهم وهددهم وآذاهم . مع أن رفعة شأنهم عند الله ، وعند رسول الله مما لا ينكره إلا من خرج عن الإسلام " (2) . .
    المصدر :
    (1) البحار : ج 31 ص 59 .
    (2) البحار : ج 28 ص 408 و 409 .
    18 - أبو الحسن الفتوني ( ت 1138 ه‍ ) .
    قال الشريف أبو الحسن الفتوني ، وهو من أعاظم علماء عصره ( 1 ) : " فالآن نشرع في بيان نبذ مما جرى عليها بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، من التعدي والتفريط ، بحيث أجهرت بالشكوى ، وأظهرت الوجد والغضب على المعتدين عليها ، حتى أنها أوصت بمنعهم عن حضور جنازتها ، إذ لا يخفى حينئذ على كل منصف ، متذكر لما ذكرناه في شأنها : أن صدور مثل هذا عنهم قدح صريح فيهم ، حيث لم يبالوا - أولا - بما ورد في حقها ، ولم يخافوا - ثانيا - من غضب الله ورسوله " .
    ثم يستمر في الاستدلال . . ثم يذكر رواية عن بكاء النبي ( ص ) حين حضرته الوفاة ، فسئل عن ذلك ، فقال : أبكي لذريتي ، وما يصنع بهم شرار أمتي من بعدي ، وكأني بفاطمة وقد ظلمت من بعدي ، وهي تنادي : يا أبتاه ، يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي .
    ثم يقول : " هذا الكلام من النبي ( ص ) إشارة إلى ما سيأتي في المقالة الرابعة ، من المقصد الثاني ، مفصلا صريحا ، من بيان هجوم عمر وجماعة معه ، بأمر أبي بكر على بيت فاطمة ، لإخراج علي والزبير منه للبيعة . وكذا إلى منعها عن فدك ، والخمس ، وبقية إرثها من
    أبيها ( ص ) .
    ولا بأس إن ذكرنا مجملا من ذلك ها هنا : نقل جماعة سيأتي في الموضع المذكور ذكر أساميهم ، والكتب التي نقلوا فيها ، منهم الطبري ، والجوهري ، والقتيبي ، والسيوطي ، وابن عبد ربه ، والواقدي ، وغيرهم خلق كثير : أن عمر بن الخطاب وجماعة معه ، منهم خالد بن الوليد ، أتوا بأمر أبي بكر إلى بيت فاطمة ، وفيه علي والزبير ، وغيرهما ، فدقوا الباب ، وناداهم عمر ، فأبوا أن يخرجوا . فلما سمعت فاطمة أصواتهم نادت بأعلى صوتها باكية : يا أبتاه ، يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب ، وابن أبي قحافة .
    وفي رواية القتيبي ، وجمع غيره : أنهم لما أبوا أن يخرجوا دعا عمر بالحطب ، وقال : والذي نفس عمر بيده ، لتخرجن ، أو لأحرقنها عليكم على ما فيها . فقيل له : إن فيها فاطمة ؟ ! فقال : وإن . . وفي رواية ابن عبد ربه : أن فاطمة قالت له : يا ابن الخطاب ، أجئتنا لتحرق دارنا ؟ قال : نعم .
    وفي رواية زيد بن أسلم : أنها قالت : تحرق علي ، وعلى ولدي ؟ قال : إي والله ، أو ليخرجن ، وليبايعن . ثم إن القوم الذين كانوا مع عمر لما سمعوا صوتها وبكاءها انصرف أكثرهم باكين ، وبقي عمر وقوم معه ، فأخرجوا عليا .
    حتى في رواية أكثرهم : أن عمر دخل البيت ، وأخرج الزبير ، ثم عليا . واجتمع الناس ينظرون ، وصرخت فاطمة وولولت ، حتى خرجت إلى باب حجرتها ، وقالت : ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت نبيكم . وقد ذكر الشهرستاني في كتاب الملل والنحل : أن النظام نقل : أن عمر ضرب بطن فاطمة ذلك اليوم ، حتى ألقت المحسن من بطنها ، وكان يصيح : أحرقوها بمن فيها .
    وفي روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) : أن عمر دفع باب البيت ليدخل ، وكانت فاطمة وراء الباب ، فأصابت بطنها ، فأسقطت من ذلك جنينها المسمى بالمحسن . وماتت بذلك الوجع .
    وفي بعض رواياته : أنه ضربها بالسوط على ظهرها . وفي رواية : أن قنفذ ضربها بأمره " .
    ثم يذكر رحمه الله خلاصة عما جاء في كتاب سليم بن قيس ، ويذكر أيضا قول الإمام الحسن للمغيرة بن شعبة .
    ثم يقول : " وكفى ما ذكروه في ثبوت دخول بيتها ، الذي هو من بيوت النبي ( ص ) بغير إذنها ، وفي تحقق الأذى ، لا سيما مع التهديد بالإحراق ، حتى أن في الاستيعاب ، وكتاب الغرر وغيرهما ، عن زيد بن أسلم ، أنه قال : كنت ممن حمل الحطب مع عمر إلى دار فاطمة . وسيأتي بعض الأخبار في المقالة الرابعة من المقصد الثاني ( 1 ) .
    وقال رحمه الله أيضا : " ثبوت أذية الرجلين لفاطمة غاية الأذى يوم مطالبة علي بالبيعة ، حتى الهجوم على بيتها ، ودخوله بغير إذن ، بل ضربها ، وجمع الحطب لإحراقه ، وكذا أذيتها في أخذ فدك منها ، ومنع إرثها ، وقطع الخمس ، ونحو ذلك ، ووقوع المنازعة بينها وبين من آذاها ، وتحقق غضبها ، وسخطها على من عاندها ، إلى أن ماتت على ذلك ، فمما لا شك فيه عندنا معشر الإمامية ، بحسب ما ثبت وتواتر من أخبار ذريتها الأئمة الأطهار ، والصحابة الأخيار كما هو مسطور في كتبهم ، بل باعتراف جماعة من غيرهم أيضا كما سيأتي بعض ذلك ، سوى ما مر من أخبار مخالفيهم .
    وأما المخالفون ، فأمرهم عجيب غريب في هذا الباب ، لأن عامة قدماء محدثيهم سطروا في كتبهم جميع ما نقلناه عنهم ، وأكثروا طرحها ؟ ( كذا ) . بل أكثرها موجودة في كتبهم المعتبرة ، بل صحاحهم المعتمدة عندهم ، لا سيما الصحيحين ، اللذين هما عندهم تاليا كتاب الله في الاعتماد ، كما صرحوا به . وقد عرفت ، ما فيها من الدلالة صريحا ، حتى على صريح طردها ، ومنعها عن ميراثها ، وفدكها ، وخمسها ، ودوام سخطها لذلك إلى موتها . مع موافقة مضمونها لما هو معلوم بين من دفنها سرا ، وإخفاء
    قبرها ، بحيث أنهم إلى الآن مختلفون في موضعه . . " .
    إلى أن قال رحمه الله وهو يتحدث عن بعضهم الذي لم يمكنه إنكار أصل القضية : " أسقط من بعض ما نقله ما كان صريحا في دوام غضبها . بل موه في النقل بذكر ما يشعر بعدم الغضب ، غفلة منه عن أن مثل هذا لا ينفع في مقابل تلك المعارضات القوية كثرة ، وسندا ، ودلالة . . الخ " ( 3 ) .
    وقال رحمه الله : " . . إن الذي يظهر من روايات القوم ، التي نقلناها من كتبهم ، موافقة لما روي عن ذريتها الأئمة وغيرهم هو أن أسباب الأذية لم تكن شيئا واحدا . بل كانت متعددة ، تواترت منهم عليها من حين وفاة أبيها ( صلى الله عليه وآله ) إلى أن توفيت هي : من الهجوم على بابها ، بل على داخل بيتها بغير إذنها ، وسائر ما ذكرناه ، حتى لو فرضنا أنه لم يصدر منهم غير محض إظهار الإهانة يوم مطالبة علي للبيعة الخ . . " ( 4 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) مرآة الأنوار ( المطبوع كمقدمة لتفسير البرهان للسيد هاشم البحراني ) ، ولؤلؤة البحرين : ص 107 .
    ( 2 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 60 - 64 .
    ( 3 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 96 و 97 .
    ( 4 ) ضياء العالمين ( مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 107 و 108 .
    19 - الخواجوئي المازندراني ( ت 1173 ه‍ ) .
    وقال الفاضل المحقق الخواجوئي المازندراني في رسالته " طريق الإرشاد " ، وهو من أكابر علماء الإمامية في عصره : " وأما إيذاؤهم فاطمة ( عليها السلام ) ، فمشهور ، وفي كتب الجمهور مسطور . بعث أبو بكر إلى بيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، لما امتنع عن البيعة ، فأضرم فيه النار ، وفيه فاطمة ( ع ) ، وجماعة من بني هاشم ، وأخرجوا عليا ( ع ) ، وضربوا فاطمة ( ع ) فألقت فيه جنينها .
    وأما جواب القوشجي عن هذا بأن تأخر علي عن بيعة أبي بكر لم يكن عن شقاق ومخالفة ، وإنما كان لعذر ، وطرو أمر . ففيه : أن لو كان الأمر كذلك ، فأي وجه لإضرام النار في بيته ، وإخراجه منه عنفا .
    إلى أن قال : هذا التأخر إن كان لعذر يسوغ معه التأخر عن البيعة فالأمر على ما عرفته من وجوب الإهمال والاعتذار ، وحينئذ فلا وجه لإخراجه عنفا ، وإحراق بيته بالنار . وإن لم يكن كذلك فكيف يسوغ لمثل علي ( ع ) أن يتخلف بلا عذر عن بيعة إمام يعتقد صلاحيته للإمامة ؟ ومن مات وليس في عنقه بيعة إمام مات ميتة جاهلية . كما رواه ميمون بن مهران ، الخ . . . " ( 1 ) .
    ويقول أيضا وهو يتابع مناقشة ما قاله القوشجي : " . . ثم أي تقصير في ذلك لفاطمة ( ع ) الطاهرة ؟ أو بم استحقت الضرب إلى حد ألقت جنينها ؟ ! وبعد اللتيا والتي ، ففيه تصريح في المطلوب لأنه لما سلم صحة الرواية ، ولم يقدح فيها ( 2 ) . وفيها دلالة صريحة على ضربهم فاطمة ضربا شديدا . وقد سبق أن إيذاءها إيذاء رسول الله الخ . . . " ( 3 ) .
    وقال أيضا بعد أن ذكر طائفة مما رواه الجمهور في حق أهل البيت ( ع ) وفي حق السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها : " كيف يروي الجمهور هذه الروايات ، ثم يظلمونها ، ويؤذونها ، ويأخذون حقها ، وينسبونها إلى الكذب ودعوى الباطل ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها " ( 4 ) .
    وقال أيضا : " . . فانظر أيها العاقل الرشيد ، وصاحب الرأي السديد ، كيف يروي الجمهور هذه الروايات . ثم يظلمونها ، ويأخذون حقها ، ويكسرون ضلعها ، ويجهضون ولدها من بطنها ، فليحذر المقلد . . إلى أن قال رحمه الله : هذا ، وورد في طريقنا : أنها ( ع ) كانت معصومة صديقة شهيدة رضية الخ . . . " ( 5 )
    المصدر:
    ( 1 ) الرسائل الاعتقادية : ص 444 . ( 2 ) المقصود هو القوشجي .
    ( 3 ) الرسائل الاعتقادية : ص 446 .
    ( 4 ) ( رسالة : طريق الإرشاد ) للخواجوئي المازندراني ( ضمن الرسائل الاعتقادية ) : ص 465 .
    ( 5 ) الرسائل الاعتقادية : ص 301 .

    20 - الشيخ يوسف البحراني ( ت 1186 ه‍ ) .
    قال الفقيه الكبير المحدث الشيخ يوسف البحراني في معرض الاحتجاج أيضا : " . . وأخرجه قهرا ، منقادا ، يساق بين جملة العالمين ، وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه ، وعلى من فيه " . وقال : " . . وضرب الزهراء ( ع ) حتى أسقطها جنينها ، ولطمها حتى خرت لوجهها ، وجبينها ، وخرجت لوعتها وحنينها " ( 1 )
    المصدر :
    ( 1 ) راجع : الحدائق الناضرة : ج 5 ص 180 .

    21 - الشيخ جعفر كاشف الغطاء ( ت 1228 ه‍ . ق ) .
    قال الإمام العلم الشيخ جعفر كاشف الغطاء الكبير ، وهو يستدل على عدم صحة خلافة أبي بكر : " . . ومنه إحراق بيت فاطمة الزهراء لما جلس فيه علي ( ع ) ، ومعه الحسنان ، وامتنع ( ع ) عن المبايعة ، نقله جماعة من أهل السنة ، منهم : الطبري ، والواقدي ، وابن حزامة ( كذا ) عن زيد بن أسلم ، وابن عبد ربه ، وهو من أعيانهم ، وروي في كتاب المحاسن وغير ذلك " ( 1 ) . وقال وهو يورد إشكالاته على الخليفة الثاني : " . . ومنه قصد بيت النبوة وذرية الرسول بالإحراق " ( 2 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) كشف الغطاء ص 18 . ( 2 ) المصدر السابق .

    22 - السيد عبد الله شبر ( ت 1243 ه‍ . ق . ) .
    وقال العلامة المتبحر السيد عبد الله شبر ، في جملة مؤاخذاته
    على عمر بن الخطاب : " إنه هم بإحراق بيت فاطمة ( ع ) ، وقد كان فيه أمير المؤمنين ( ع ) وفاطمة ( ع ) ، والحسنان وآذاهم الخ . . " ( 1 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) حق اليقين : ص 187 و 188 .
    23 - السيد محمد قلي الموسوي ( ت 1260 ه‍ ) .
    وللسيد محمد قلي الموسوي النيشابوري الهندي ، والد صاحب عبقات الأنوار كتاب اسمه تشييد المطاعن أورد فيه عشرات الصفحات المشتملة على النصوص الكثيرة .
    فكان منها ما ترجمته : أن عمر قد هدد فاطمة بالإحراق ، وجمع الحطب حول بيتها . كما رواه ثقاة أهل السنة ، وأعاظم معتمديهم ، وأكابر محدثيهم ، من المتقدمين والمتأخرين ، كالطبري ، والواقدي ، وعثمان بن أبي شيبة ، وابن عبد ربه ، وابن جراية ، ومصنف المحاسن وأنفاس الجواهر ، وعبد البر بن أبي شيبة ، والبلاذري ، وابن عبد البر صاحب الاستيعاب ، وأبي بكر الجوهري ، صاحب كتاب السقيفة ، والقاضي جمال الدين واصل ، وأبو الفداء : إسماعيل بن علي بن محمود صاحب كتاب : المختصر ، وابن قتيبة ، وإبراهيم بن عبد الله اليمني الشافعي صاحب كتاب الاكتفاء ، والسيوطي صاحب كتاب جمع الجوامع ، وملا علي المتقي صاحب كنز العمال ، وشاه ولي الله الدهلوي . . . " ( 1 ) . ثم ذكر كلمات هؤلاء . . وقال أيضا : وقوع إحراق بيت الزهراء ، ورد في الروايات ، وتؤيده القرائن الصادقة الموجودة في كتب أهل السنة .
    المصدر:
    (1) تشييد المطاعن : ج 1 ص 433 و 434 وقبلها وبعدها عشرات الصفحات المليئة بالاستدلالات والنصوص ، وكتاب تشييد المطاعن قد ألف ردا على كتاب : التحفة الاثني عشرية للدهلوي .
    24 - السيد محمد المهدي الحسيني القزويني ( ت 1300 ه‍ ) .
    ويقول العالم العلم والآية الكبرى السيد محمد بن المهدي بن الحسن الحسيني القزويني ، وهو من أعاظم العلماء وكبار مراجع التقليد في عصره : " فلم يكفهم ذلك كله حتى أنهم قهروا عليا وبني هاشم على البيعة ، وأضرموا النار على بيوت آل محمد . ووقفت دونها فاطمة فلم تقدر على منعهم . ولما فتحت الباب صكوا عليها الباب ، وكسروا ضلعها وأسقطوا جنينها المحسن ، وكسروا سيف الزبير في صحن الدار ، وقادوا عليا بحمائل سيفه ، كما يقاد الجمل المخشوش ، كما نص على ذلك الطبري ، والواقدي ، وابن جراية في النور ، وابن عبد ربه ، ومصنف كتاب نفائس الجواهر لابن سهلويه وهو في المدرات النظامية ببغداد وعمر بن شيبة في كتابه وغيرهم . وذلك بعد تأخر علي عن البيعة ستة أشهر . مضافا إلى منعهم فاطمة ميراث أبيها ، وغصبهم فدكا والعوالي فيها ، ورد دعواها ورد شهادة علي والحسنين وأم أيمن ، وتمزيق صكها المرسوم من النبي الأمين الذي هو بركة العالمين وغير ذلك مما صدر من المؤذيات لفاطمة ، وتحريجهم على بكائها حتى اتخاذها بيت الأحزان ، ومرضها من جهتهم ، ودفنها سرا ، وموتها وهي واجدة كما صرح البخاري وغيره ، فإذا ثبت هذا كله . . " ( 1 )
    المصدر:
    ( 1 ) الصوارم الماضية ، ص 56 ، ( مخطوط ) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت .
    25 - السيد الخونساري ( ت 1313 ه‍ . ق . ) .
    وقال العلم العلامة المتتبع السيد الخونساري رحمه الله معلقا على أحاديث : فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها : " . . فلم أدر من آذاها ، ومن أبغضها ، ومن أسقط جنينها ، ومن رفع أنينها ، ومن لطم وجهها ، ومن ضرب جنبها " ( 1 ) .
    (1 ) روضات الجنات : ج 1 ص 358 . لمصدر :
    26 - آية الله المظفر ( ت 1375 ه‍ . ق . ) .
    وقال العلامة آية الله الشيخ محمد حسن المظفر : " . . . وبالجملة ، يكفي في ثبوت قصد الإحراق رواية جملة من علمائهم له ، بل رواية الواحد منهم له ، لا سيما مع تواتره عند الشيعة ، ولا يحتاج إلى رواية البخاري ومسلم وأمثالهم ممن أجهده العداء لآل محمد ( ص ) ، والولاء لأعدائهم ، وأدام التزلف إلى ملوكهم وأمرائهم ، وحسن السمعة عند عوامهم " (1) . وقال : " من عرف سيرة عمر وغلظته مع رسول الله ( ص ) قولا وفعلا لا يستبعد منه وقوع الإحراق ، فضلا عن مقدماته " . وقال : " على أن الإحراق لو وقع ليس بأعظم من غصبالخلافة " ( 2 ) .
    المصدر:
    ( 1 ) المصدر السابق ، ص 89 و 90 . (2) دلائل الصدق : ج 3 ق 1 ص 91 .
    27 - السيد شرف الدين ( ت 1377 ه‍ . ق . )
    قدمنا في فصل سابق بعض الحديث عن احتجاجات الإمام العلم السيد عبد الحسين شرف الدين على الآخرين ، بالتهديد بالإحراق ، الثابت بالتواتر القطعي ( 1 ) . وبأن أبا بكر قد كشف بيت فاطمة ، وغير ذلك ، فلا نعيد .
    المصدر:
    (1) المراجعات : ص 357 ، ( ط سنة 1413 ه‍ ) انتشارات أسوة - قم - ايران .
    28 - الشهيد الصدر ( ت 1400 ه‍ . ق )
    وقال المفكر الإسلامي الكبير الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر تغمده الله برحمته : " . . إن عمر الذي هجم عليك في بيتك المكي ، الذي أقامه النبي مركزا لدعوته قد هجم على آل محمد ( ص ) في دارهم ، وأشعل النار فيها أو كاد " ( 1 ) .
    وقال : " سيرة الخليفة وأصحابه مع علي ، التي بلغت من الشدة : أن عمر هدد بحرق بيته ، وإن كانت فاطمة فيه . ومعنى هذا : إعلان أن فاطمة وغير فاطمة من آلها ، ليس لهم حرمة تمنعهم عن أن يتخذ معهم نفس الطريقة التي سار عليها مع سعد بن عبادة ، حين أمر الناس بقتله " ( 2 ) .
    المصدر :
    ( 1 ) فدك في التاريخ : ص 26 ( ط سنة 1987 م ) الدار العالمية للطباعة والنشر والتوزيع .
    ( 2 ) المصدر السابق ص 91 .




  • #2
    اللهم صلي على محمد واله الاطهار

    احسنت عزيزتي على هذا المجهود الطيب ، وجعله الله في ميزان حسناتك
    كما اتمنى لك المزيد من التالق والتقدم كما عودتينا دوما ..

    اختك المحبة / نهر

    تعليق


    • #3
      أجركِ الله أختاه ..
      أجرك على مولاتنا الزهراء سلام الله عليها

      تعليق


      • #4
        السلام عليكم

        بارك الله بك اختي الكريمة

        وفقك الله لخدمة الزهراء (ع) واهل البيت (ع) اجمعين

        ولعن الله ظالميها اجمعين

        ومنكري ظلمها وفضلها

        والسلام عليكم

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
        ردود 2
        12 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة ibrahim aly awaly
        بواسطة ibrahim aly awaly
         
        يعمل...
        X