بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
الانسان مدني بالطبع، لا يستطيع اعتزال الناس والانفراد عنهم، لأن اعتزالهم باعث على استشعار الغربة والوحشة والاحساس بالوهن والخذلان أزاء طوارئ الاحداث وملمات الزمان.
من اجل ذلك كان الانسان توّاقاً الى اتخاذ الخلان والاصدقاء، ليكونوا له سنداً وسلواناً، يسرون عنه الهموم ويخففون عنه المتاعب، ويشاطرونه السراء والضراء.
قال بعض الحكماء:
إن إخوان الصدق هم خير مكاسب الدنيا، زينة في الرخاء، وعدة في الشدة، ومعونة على خير المعاش والمعاد.
وقيل الحكيم: أيما احب اليك، أخوك أم صديقك؟
فقال: إنما احب أخي اذا كان صديقاً لي.
قد يحسب الناس أن الصديق هو من يحسن مجاملتهم ويظهر البشاشة والتودد اليهم، ويعتبرونه خلاً وفياً وصديقاً حميماً، فاذا اختبروا في واقعة اسفر عن صديق مزيف، وخل مخادع عاطل من خلال الصداقة الحقة وواقعها الاصيل.
قال الصادق عليه السلام: «لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه الى الصداقة، ومن لم يكن فيه شيء منها، فلا تنسبه الى شيء من الصداقة:
فأولها: ان تكون سريرته وعلانيته لك واحدة.
والثانية: ان يرى زينك زينه وشينك شينه.
والثالثة: ان لا تغيره عليك ولاية ولا مال.
والرابعة: ان لا يمنعك شيئاً تناله مقدرته.
والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال ان لا يسلمك عند النكبات»
وعن أبي عبد اللّه عن ابيه عليهما السلام قال: قال لي ابي علي بن الحسين عليه السلام:
«يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم، فقلت: يا ابه من هم عرفنيهم. قال:
اياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب.
واياك ومصاحبة الفاسق فانه بايعك بأكلة او اقل من ذلك.
واياك من مصاحبة البخيل فانه يخذلك في ماله احوج ما تكون اليه.
واياك ومصاحبة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك.
واياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعوناً في كتاب اللّه عز وجل في ثلاث مواضع... الخبر»
كتاب أخلاق أهل البيت عليهم السلام
تعليق