قبل عشرات السنين ظهرت مرجعية الشهيد محمد باقر الصدر (قدس) لتنتشر في المجتمع الإسلامي كافة . هذه المرجعية لم تكن وليدة عصرها وإنما هي ناتجة من عوامل نسَبية وتكوينية:العوامل النسبية معروفة عند الجميع بان السيد يرجع إلى النسب الهاشمي الموسوي , وان جميع أبائه و اجدادة إلا وان كانوا علماء أو مراجع , وحسب قول السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس).إما العامل التكويني ممكن إدراجها بالبيئة التي عاشها الشهيد الأول والتي فرضت علية الابتعاد عن الدنيا وزينتها والدخول في معترك السلطة الظالمة ليس فرضا وإنما لإحساسه بوطنيته تجاه المجتمع الذي عانى ما عاناه إخوانه في المدينة والريف .إن حركة الشهيد لا تمثل حركة ظاهرية ولا زمانية بل هي حركة مستمرة بدا من سقيفة بني ساعده مرورا بثورة ابا الأحرار الحسين ( عليه السلام ) وحتى ظهور قائم آل محمد (عج) .هذه الحركة لا تعتبر فريدة أو وحيدة لو صح التعبير لأنها صاحبت ثورات وحركات كانت بأزمان متقاربة وبقيادات قد تكون عاصرت السيد الشهيد كثورة ألحبوبي أو ثورة السيد الشيرازي , مقاومة السيد عبد الحسين شرف الدين , وحركة أمل بقيادة القائد المغيب موسى الصدر ( رضوان الله عليهم ).إن هذه الذخيرة من المقدمات والتي عجز وقصر قلمي عن سردها جعلت هذا الشخص يؤسس قاعدة حوزوية قيادية علمية من جهة وشعبية من جهة أخرى, لكي تقبض ألامه بزمام أمورها وتعبر إلى بر الأمان مبتعدا عن ما يسمى بالحوزة التقليدية ( مع احترامنا لها ولأصحابها) وتأسيس الحوزة الموضوعية والتي أطلقت فيما بعد عليها بالحوزة الناطقة المجاهدة .إن الحوزة الموضوعية وقاعدتها لم تستطع في وقتها باحتواء كل الأزمة والقائمة على ظلم السلطة ليس عجزا منها وإنما الطوق الشائك حولها من الداخل والخارج (من العدو والصديق), وهذا أدى إلى مقتل زعيما الروحي آنذاك المتمثل بالسيد الشهيد الصدر الأول (قدس) وأخته العلوية. إلا أن هذه الحوزة استطاعت وبمشيئة الباري ان تظهر بنتاج أبعدت عيون الكفر عنه والذي ممكن وصفه ما حل بالإمام السجاد (عليه السلام) عندما شاءت الحكمة الإلهية إن يبقى حيا بعد معركة ألطف الأليمة , هذا النتاج تمثل بطلبه حوزة مجاهدين نطقوا عندما طلبت الظروف منهم وأمام صمت الجميع .هذا لا يعني أن هولاء الناطقين تأسسوا نتيجة تتلمذهم عند الشهيد الأول على الرغم ان بعضهم ترك هذه الحوزة وابتعد عنها وسلك سلوك الحوزة الأخرى وإنما هولاء(الناطقين) تعلموا أن محمد ( صلى الله عليه واله) و ألائمه الأطهار هم من الحوزة المجاهدة الناطقة وليس مع الاتجاهات الأخرى.وبعد شهادة الشهيد الأول عانت هذه القادة وما يطلق عليها ألان بالتيار الظلم والجور , لكن سرعان ما لبث بزوغ النور من جديد ومن آل الصدر وابن عم الشهيد الأول برجل معه (( رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا)).النور هو محمد محمد صادق الصدر الولي المقدس الذي لم يترك ساكنا حتى صاح ومن على منبر جده أمير المؤمنين بمسجد الكوفة المعظم بمضمونه إنا معطي يدي للجميع ضد الكفر والطاغوت , وتحت منبره الملايين من الناس لينقذهم من سبات ما يقارب عشرون سنة ويكون قائد المرحلة الجديدة لهذه القاعدة الجماهيرية ( والتي أطلقنا عليها التيار في الوقت الحالي) فيربط جأشهم وينزع الخوف منهم ويهيئهم بان يكونوا قاعدة شعبية وجيشا لنصره قائدهم المهدي المنتظر (عج).وتستمر هذه الجماهير بقوة روحانية من قائده الصدر الثاني بمنجزات وبحله تستحل معظم المدن وجميع الأطياف بعد أن كانت مقتصرة على بعض رجال الدين والمثقفين ولتشمل خطاباته موظفي ألدوله والسدنة والرياضيين وعوام الناس فضلا عن المنحرفين كالغجر.الشهيد الثاني أصبح رمزا للقيادات وبكافة جوانبها نتيجة ارتباطه بكافة الناس بصورة مباشرة وبدون حواجز عن طريق أدائه لصلاة الجمعة التي كانت معطلة ردحا من الزمن وبحجج واهية عند الإخوان في الحوزة التقليدية واستطاع أن يبرهن بان سلوك الحوزة الناطقة المجاهدة يجب أن لاتكف عن الإبداع والإنتاج في كافة مجالاتها .ولنتيجة ذلك بدأت القاعدة من جديد بقيادة بقائد مكمل للقائد الشهيد وبقاعدة جماهيرية شاملة لا تحتاج ألا إشارة لتقلب الأمور على عاقبها المتمثل بحكم الطاغية.لكن لم تشأ الظروف إلا أن يلحق الصدر المقدس بربه شهيدا ناطقا مجاهدا مع نجليه مثل ما حصل لإبائه و أجداده , وهنا تبدا فترة جديدة من الظلم والمعاناة للقواعد الشعبية من قتل وإبادة جماعية وتدمير البيوت والتشريد منتظرة قائم آل محمد (عج) او ان يرسل الباري لها قائد ثالث ليكمل ما خطاه السابقون , ولا يطول الأمر حتى تأتي تنبؤات الصدر بسقوط حكم الطاغية وبمشيئة الله.فيظهر ابنهم الثالث وعلى خطاهم وبحله جديدة اختلفت فيها الأسماء فقط اكتسبت ميزات الماضي والحاضر وان كان البعض يجدها غير ضرورية في الوقت الحاضر كتشكيل الجناح العسكري للقواعد الشعبية والمعروف بجيش الأمام المهدي (عج) ودخوله بمعركة مصيريه مع المحتل , والذل لولا هذا الجيش لألحق العار في بيوت كل العراقيين ولأصبحت بغداد مأوى لأبناء ابن تيميه وابن لادن لعائن الله عليهم, ولأصبح مذهب أمير المؤمنين مذهب الساكتين عن الحق والنائمين والصائدين بالماء العكر.فعلى الرغم من قلة الناصر والعدد والعده لهذا الجيش العقائدي فانه دخل بمعركه جبارة ضد اقوى واجبر دول العلم المتمثله بامريك وحلفاها فانه اعطاهم درسا لم ينسوه وباعترافهم لا لمنصب ارادوه او جاه وانما وقفوا مع قائدهم الصدر الذي راى الحق حقا فاتبعة والباطل باطل فاجتنبه .ان هذا الجيش هو حصيله دماء وانجازات انطلقت من الشهداء الاوائل ابتداءٍ من معركة بدر وحتى يومنا هذا , وهذا يتطلب منا الى تماسك الجميع برص الصفوف والابتعاد عن الفتنه الطائفيه والانضمام تحت هذا الجيش تمهيدا لدوله الامام (عج).وكما تكلمنا عن الجناح العسكري لهذه القواعد , فان هذا القائد (السيد مقتدى الصدر) لم يترك الجانب السياسي على حدة لذا عمل السيد (دام ظله) على ترجمه سنين المحنه التي سلكها إبائه الى جناح سياسي مكافح يهدف الى رفع الواقع الحالي الى مستوى يستحقه الجميع وبدون محاصصة طائفية واطلق عليها الشارع بالتيار الصدري.أي ان التيار الصدري هو قاعدة جماهريه شعبيه سمي بالصدري لان اكثر قادته (قادة المرحلة) هم من ال الصدر . خلاصة كتابتي وان كانت وجيزة يجب ان نعرف بان التيار الصدري لم يكن وليد اللحظة وانما هو خلاصة سنين محن العراق ولجميع السنين .زنحن نتمنى للجميع بان لاينضروا للجزئيات وانما النظر الى القائد الرسالي الميداني الذي قلما ما تتوفر فيه معظم القادة, وادعوا الله ان يمد بعمر كل عراقي شريف كما ادعوا لاخواني في هذا الموقع بسداد الرؤيا.السلام على الحسين والشهداءالسلام على الصدر والعلماء