و مـا شـأنـي بـالـعِـظـام يـا أُسـتـاذه ، أنـا أبـحـث عـن الـعُـظـمـاء الـذيـن
صـنـعـهـم جـعـفـر الـصَّـادق - ع - ، ثـم لا أدري مـا عـلاقـة الـفِـكـرة الـمـطروحـة
بـطـريـقـة الـكِـتـابـة ! ، .. عـلـى كُـلٍ سـأُجـاريـكِ فـي هـذا ، و أجـزم بـأنـكِ
قـرأتِ مـا قُـلـتُـه سـابـقـاً جُـلَّـهُ أو كُـلَّـه ! ، .. لأن الـرد جـاء تـحـديـداً عـلـى مـا
قـلـتـه فـيـمـا بـعـد الـسَّـطـر الأوَّل ، ..
إنَّـنـا لـم نـقـل بـأنَّ إمـامـنـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع - يـسـتـحـق الـعـذاب لأنَّـه
مُـذنـب أو مُـقـصِّـر أو مُـخـطـئ ! ، بـل إنَّـنـا قُـلـنـا إنَّ إمـامـنـا - ع - فـي دُعـائـه
لـم يـكُـن يُـقـارنُ عـمـلـه بـرحـمـة الله تـعـالـى ، و لـم يُـرجِّـح عـمـلـه عـلـى حـاجـتـه
لله تـعـالـى ، فـهـو كـمـا كـان فـي الـدُّنـيـا مُـحـتـاجـاً لـرحـمـة الله و فـضـلـه ، فـهـو
فـي الآخـرة كـذلـك ، لأنَّـه لـم يـعـبـد الله تـعـالـى طـمـعـاً فـي جـنَّـةٍ ، و لا خـوفـاً
مـن نـار ، إنَّـمـا وجـده أهـلًا لـلـعـبـادة ، بـالـتالـي لا يـصـح خـصـوصـاً بـعـد الإطِّـلاع
عـلـى دُعـاء كُـمـيْـل أن نـقـول بـأنَّ أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع - قـد أصـبـح مُـكـتـفـيـاً
بـعـمـلـه فـي الـدُّنـيـا عـن حـاجـتـه لـرحـمـة الله تـعـالـى فـي الآخـرة ، أمَّـا الـقـوْل
بـأنَّ هـذا الـدُّعـاء لا يُـمـثِّـل فـي مـعـانـيـه شـخـص الإمـام أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع - ،
فـأقـول لـكِ إن كـان لـديـكِ نـصٌّ واضـحٌ و صـريـح يـضـع الإمـام الـمـعـصـوم - ع - فـوْق
الـحـاجـة لله تـعـالـى فـي الآخـرة بـعـد أن كـان مُـحـتـاجـاً إلـيْـه فـي الـدُّنـيـا فـلـيـكُـن
بـيْـنـنـا و بـيْـنـك الـدَّلـيـل ، مـع أنَّـنـا قُـلـنـا مِـراراً و تِـكـراراً إنَّ أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع -
مـيـزانُ أعـمـالـنـا ، و هـو قـسـيـم الـجـنَّـة و الـنَّـار ، إذا مـا كـان الـحـديـث عـن مـقـامـه - ع -
بـالـنِّـسـبـة لـلـخـلـق ، لـكـن أعـمـالـه - ع - بـالـنِّـسـبـة لـلـخـالـق لا تُـقـارن ، إذ لا أظـن
أنَّ أحـداً مـنـكـم يـسـتـطـيـع أن يـقـول إنَّ أعـمـال أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع - أكـبـر مـن رحـمـة
الله تـعـالـى بـالإمـام - ع - و مـن فـضـل الله تـعـالـى عـلـى الإمـام - ع - ، و مـن إحـسـان
الله تـعـالـى إلـى الإمـام - ع - ، و مـن نِـعَـم الله تـعـالـى عـلـى الإمـام - ع - ، و مـع ذلـك
فـأنـتـم تُـصـرُّون عـلـى الإلـتـزام بـمـا تـأوَّل كـبـاركـم الـعِـظـام ، و تُـريـدون بـذلـك الإنـتـصـار
لـلـفـتـوى الـتـي حـكـمـت بـضـلال مـرجـعـنـا و إن بـالـبـاطـل ، و هـذا واضـح حـتَّـى أنَّـكِ تـحـديـداً
أردتِ إسـقـاط فـتـوى الـمـرجـع الـنـجـفـي عـلـى صـنـدوق الـعـمـل ، فـلـعـنـتِ و ضـلَّـلـتِ دون عـلـم
بـمـا قـالـه صـنـدوق الـعـمـل ، فـقـط كـان الإعـتـمـاد عـلـى الـتَّـأوُّل ! ، ..
أتـمـنَّـى أن تـفـهـمـي مـا قُـلـت ، و إن كـان طـويـلًا أو مُـطـوَّلًا ، ..