بسم الله الرحمن الرحيم
كنت في الأثناء أتصفح بعض المواقع الإسلامية لأهل السنة والجماعة وكنت دائما من عشاق المكتبات والكتب، فكنت غالبا حين ادخل للموقع يشدني إليه ما يحتويه من كتب نفيسة، سواء كانت عقائدية أم تاريخية أم فقهية أم غيرها.
تصفحت بالصدفة أحد مواقعهم وكعادتي ذهبت إلى قسم الكتب فوجدت قسما قد كان عنوانه ما كتب حول الرافضة.
وفي الإثناء شدني كتاب وهو حوار مع الدكتور القزويني ، وهو من تأليف احد اساتذة الفكر الوهابي الدكتور الغامدي.
ولقد كنت قد سمعت شيئا عن هذا الدكتور وانه احد الأساتذة في قسم الدراسات العليا بجامعة أم القرى في السعودية.
حمّلت الكتاب وبدأت أتصفحه ، لكني لم أتجاوز الصفحة الأولى والثانية، لأني وجدت أن الرجل ينهج منهجا علميا ويريد أن يصل إلى الحقيقة وينتصر لمذهبه بشكل علمي من جهة، لكن مع الأسف ومن جهة أخرى وجدت أن أدلته كانت تبتني على مقدمات جلها فاسدة وغير صحيحة.
فلم استطع إكمال الكتاب بسبب إن أول ما بدأ به كان مزيفا وغير صحيح.
وسوف انقل بعض كلامه ليتبين كم اعتمد على مقدمات فاسدة، وأنا أقول: إما أن يكون قد تعمد مثل هذه المقدمات أو انه جاهل بها ، وكلا الأمرين قبيح.
قال في بداية كتابه الذي سماه الحوار الهادئ:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمـة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وبعد:
ففي شهر رمضان المبارك من عام (1423هـ) زارني في منزلي الدكتور أبو مهدي محمد الحسيني القزويني «أستاذ في إحدى جامعات إيران -بل يدرس في ثمان جامعات كما أخبرني بعد ذلك-» راغباً في إجراء حوار بيني وبينه في القضايا الخلافية بين أهل السنَّة والشيعة الإمامية، فأبديت موافقتي، وافتتحت اللقاء بكلمة بين يدي الحوار، لا أذكرها بتفاصيلها الآن؛ لأنَّني لم أكن أظن أنَّ الاتصال سيستمر بيني وبينه، وأنا أسجل هذا الكلام بعد مرور سنتين تقريباً من اللقاء.
وملخص الكلمة التي ذكرتها بين يدي الحوار ما يلي:
ذكرت أنَّ الله عز وجل يبعث الرسل ليقيم بهم الحجة على الخلق، كما قال تعالى: ((رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)) [النساء:165]، ثمَّ ختمهم بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهو آخر الرسل، ولم يعد بعده رسول يأتي ليصحح للناس أو يجدد لهم؛ ما عدا عيسى عليه السلام؛ فإنه سيأتي في آخر الزمان متبعاً لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولهذا فلا بد أن يهيئ الله عز وجل لهذا النبي الكريم من أسباب النجاح وإقامة الحجة، ما يقطع به عذر الناس إلى قيام الساعة.
ولا يتم ذلك إلَّا إذا توافرت عدة أمور، منها:
أولاً: أن يكون كتابه الذي ينزله عليه شاملاً لكل حاجات الناس الدينية.
ثانياً: أن يحفظه من كل نقص أو زيادة حتَّى تقوم به الحجة.
ثالثاً: أن يهيئ رجالاً يحفظون هذا الدين ويبلغونه للناس.
فهل تحققت هذه الأمور في دعوته أم لا؟
عند السنة: تحققت.
وعند الشيعة الإمامية: لم تتحقق.
فأهل السنَّة يقولون: إنَّ الله عز وجل قد أنزل كتاباً كافياً، عاصماً للأمَّة، يكفيها في معرفة دينها، ولا تحتاج معه إلى غيره، فإنَّ الله تعالى قد بيَّن ذلك وأكده في غير ما آية.
قال تعالى: ((إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ))[الإسراء:9].
وقال تعالى: ((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)) [محمد:24].
وقال تعالى: ((فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)) [ق:45].
وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)) [النساء:59].
والقرآن قد تعهد الله عز وجل بحفظه، فلا يزاد فيه ولا ينقص منه.
ثمَّ إنَّ الله عز وجل قد هيَّأ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أشراف الناس وخيارهم، فآمنوا به، ونصروه، ثمَّ حملوا الراية من بعده جهاداً ودعوةً وتعليماً، وها هو الدين يغطي قرابة ربع المعمورة، ولا زال غضاً طرياً يهتدي به كل من أراد الحق.
هذا معتقد أهل السنة.
أمَّا الشيعة الإمامية: فإنَّها تزعم أنَّ القرآن غير كافٍ، فلا بد من (إمام) يبينه للناس، وأنَّ هذا الإمام لم يُمكَّن، أي: إمام مع إيقاف التنفيذ!
وغالبية علماء الشيعة الإمامية القدماء يزعمون أنَّ القرآن ناقص، فانتهت الثقة به؛ لأنَّا لا ندري ما نقص منه، وإذا قَبل النقص قَبل الزيادة.
وكل الشيعة الإمامية تزعم أنَّ الصحابة الذين يقدر عدد من وردت أسماؤهم في الكتب بعشرة آلاف -كلهم قد ارتدوا وخانوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلَّا أربعة أشخاص.
وبهذا فقد حكموا على هذا الدين بالفشل منذ اللحظة الأولى:
- فشل القرآن في التأثير.
- وفشل الرسول في التربية.
هذا معنى ما افتتحت به اللقاء، ثمَّ جرى حوار لا أذكر بقية تفاصيله.
لكن الأستاذ أبا مهدي كان مؤدباً أثناء الحوار، ويترضَّى عن الصحابة، ويدعي أنَّه لا يسبهم.. ونحو ذلك من الكلام.
ثمَّ جرى حديث عن تصحيح الأحاديث، وهل إذا صحح أحد علماء السنة حديثاً يُقبل؟
فقلت: إنَّ علماء الحديث من أهل السنَّة قد وضعوا ضوابط لقبول الحديث أو رده، فإذا توافرت في الحديث قُبل، وإذا اختلفت تلك الضوابط حكم على الحديث على ضوئها.
فإذا خالف أحد العلماء هذه الضوابط فصحح حديثاً، رُدَّ إلى تلك الضوابط، ولهذا نرى العالم يصحح حديثاً ويرد عليه عالم آخر، منبهاً إلى اختلال شروط الصحة في ذلك الحديث.
وقد يوثق العالم راوياً، ويطلع عالم آخر على نقص شروط التوثيق فيه، فيرد على العالم الذي وثقه.
فأهل السنَّة أهل منهج يحكم لهم وعليهم.
وتفرع الحديث في أمور أخرى...
وانتهى اللقاء، ثمَّ أرسل إليَّ قبل مغادرته مكة المكرمة برسالة مكونة من صفحتين، يستفسر فيها عن بعض الأحاديث ومسائل أخرى.
وقد أجبته إجابات مختصرة ركزت فيها على الجانب العقلي؛ لأنَّ أقوال أهل السنَّة غير مقنعة عندهم.
.................................................. ........................
الى هنا فعلا قرأت من كتابه:
ولنبدأ بمناقشة كلامه مقطعاً مقطعاً في مسالة اعتقادات الشيعة:
قال: أما الشيعة الإمامية فإنَّها تزعم أنَّ القرآن غير كافٍ، فلا بد من (إمام) يبينه للناس، وأنَّ هذا الإمام لم يُمكَّن، أي: إمام مع إيقاف التنفيذ!وغالبية علماء الشيعة الإمامية القدماء يزعمون أنَّ القرآن ناقص، فانتهت الثقة به؛ لأنَّا لا ندري ما نقص منه، وإذا قَبل النقص قَبل الزيادة.
أقول: متى زعمت الشيعة الإمامية أن القران غير كافي في معرفة الأحكام و الدين وانه بحاجة إلى إمام يبينه؟
لم يعطنا الدكتور الغامدي الدليل على ذلك؟ وان هذا الدليل هل هو معتبر عند الشيعة أم لا؟
القران فيه المتشابه وفيه المحكم وفيه الناسخ وفيه المنسوخ وفيه الخاص وفيه العام وفيه المطلق والمقيد ونحوه.
وبلا شك سنحتاج إلى فهم من نقطع بصحة كلامه في ما التبس علينا من متشابهه مثلاً أو في ظاهره ، لان مسالة الأحكام الشرعية مسائل عظيمة فحين نستند إلى القران فيها لاستخراج الحكم فلابد أن نقطع بفهمنا لآياته .
هذا هو تفسير حاجة الشيعة إلى الإمام ، ولا نعني بغير هذا ، فمن قال من الشيعة بان القران لا يمكن فهمه إلا بإمام فهو يقصد هذا المعنى ، لا انه يقصد إننا نعطل القران عن الفهم وانه غير صالح للفهم ما دام لم يقترن بحضور وتفسير المعصوم، كيف وقد ورد الكثير من الروايات التي ترجعنا إلى القران في حالت التعارض وان الرواية تكون صحيحة إذا وافقت القران وتكون ساقطة فيما لو خالفته.
ثم كيف نفسر فتاوى علمائنا الذين استندوا إلى فهم القران في كثير من فتاويهم بل كيف نفسر التفاسير العديدة للشيعة والتي لم تكن روائية وبالمأثور؟؟
واغلب الظن أن الغامدي اعتمد في كلامه هذا على ما ينقله بعض علماء الطائفة الشيعية فقد صرح البعض منهم أن القران لا يمكن فهمه جميعه[لاحظ قيد جميعه] إلا من شخص معصوم ، لان القران عميق الفهم ويحتاج لكي نستوعبه بكل مفرداته وكل مطالبه العالية إلى شخص بمثابة النبي صلوات الله عليه لكي يبين لنا ما خفي منه فنحتاج إلى إمام يبين لنا ما كان منه غامضاً.
وهذا النحو من الاعتقاد تعبير آخر عن القول باحتياج فهم القران للسنة النبوية وان القران لا يفهم إلا بالسنة، والشيعة لم يقصدوا من الإمام إلا قول الإمام وفعله وتقريره.
وهذا الاعتقاد لم يخلو منه الفكر السني في جميع فتراته، فقد صرح الكثير من علمائهم بان القران بحاجة ماسة إلى السنة :
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن مكحول قال القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن قال وقال يحيى بن أبي كثير السنة قاضية على الكتاب ليس الكتاب قاضيا على السنة [الكفاية في علم الرواية - الخطيب البغدادي - ص 30].
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب أن رجلا قال لمطرف بن عبد الله ابن الشخير لا تحدثونا إلا بالقرآن فقال له مطرف والله ما نريد بالقرآن بدلا ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا.[ جامع بيان العلم وفضله - ابن عبد البر - ج 2 - ص 191]
وكذا ورد عن الإمام أبي حنيفة مثل ذلك، حيث دخل رجل مرة عليه من أهل الكوفة والحديث يقرأ عنده قال الرجل: (دعونا من هذه الأحاديث) فزجره الإمام أشد الزجر وقال له: «لو لا السنة ما فهم ِأحدنا القرآن»[قواعد التحديث من منزه الحديث، محمد جمال الدين القاسمي: ج1 ص52، دار النشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت 1399، ط1.]
وقد كان الألباني يقول: (فحذار أيها المسلم أن تحاول فهم القرآن مستقلاً عن السنة فإنك لن تستطيع ولو كنت في اللغة سيبويه زمانه) [كتاب صفة صلاة النبي، الألباني: ص134ـ 135.]
فهل يقود هذا إلى الاعتقاد بان القران بمفرده غير كاف في فهم الأحكام والدين؟!
وهل يشنع على من يعتقد أننا بحاجة الى إمام لكي يبين لنا القران، وهذا الامام هو السنة المفسرة؟!
بالطبع ستجيب وتقول: ليس الامر هكذا فانتم سنتكم غير سنة النبي لان سنتكم هي ماخوذة من غير النبي- كما قال استاذك القفاري في كتابه اصول مذهب الشيعة.
سنقول حتما ان هذا يدخلنا في اشكالية اخرى وهي السنة وماذا يقصد بها عند الشيعة، وهل فعلا ان سنتهم تختلف عن سنة النبي ، ام كل مايرونه فهو عن النبي وان المعصوم لا ينقل عن نفسه بل كل ما يرويه فهو عن النبي، غاية ما في الامر الشيعة يختلفون مع السنة في الطريق الموصل الى هذه السنة، فاهل السنة والجماعة يعتمدون على الاصحاب ويعتقدون بعدالتهم جميعا، بعكس الشيعة فلا يعتقدون بذلك، وان السنة لا بد ان يكون طريقها ما صح عندهم من أهل البيت عليهم السلام لانهم هم العدول جميعاً وهم أدرى بالبيت من غيرهم وهم المعصون عن الخطا ً وهم من امرنا ان نتبعهم وهم عدل القران والثقل الاصغر، من تمسك بهم فلن يضل ابداً.
قال: أما الشيعة الإمامية فإنَّها تزعم أنَّ القرآن غير كافٍ، فلا بد من (إمام) يبينه للناس، وأنَّ هذا الإمام لم يُمكَّن، أي: إمام مع إيقاف التنفيذ!
لاحظ : أولا: انه نسب إن القران غير كاف، نسب ذلك الاعتقاد لكل الشيعة، وثانياً : انه يدعي أن الإمام لم يمكن!!
وبهذا يحرم الشيعة أنفسهم من فهم القران!!!!
أي منطق هذا ؟! هل يمكن صدور هذا من أستاذ جامعي؟! فما علاقة عدم تمكين الإمام من الخلافة في تفسيره وبيانه للقران؟!
هب أن الإمام لم يمكّن وانه قد اغتصب حقه في الخلافة، فهل يمنعه ذلك من تفسير القران وشرح كل آياته وبيان أحكامه لشيعته حكما بعد حكم؟!
ثم يسخر قائلاً : أي إمام مع وقف التنفيذ؟!!!!
نسال الله حسن العاقبة .
وقال: وغالبية علماء الشيعة الإمامية القدماء يزعمون أنَّ القرآن ناقص، فانتهت الثقة به؛ لأنَّا لا ندري ما نقص منه، وإذا قَبل النقص قَبل الزيادة.
فهل يقود هذا إلى الاعتقاد بان القران بمفرده غير كاف في فهم الأحكام والدين؟!
وهل يشنع على من يعتقد أننا بحاجة الى إمام لكي يبين لنا القران، وهذا الامام هو السنة المفسرة؟!
بالطبع ستجيب وتقول: ليس الامر هكذا فانتم سنتكم غير سنة النبي لان سنتكم هي ماخوذة من غير النبي- كما قال استاذك القفاري في كتابه اصول مذهب الشيعة.
سنقول حتما ان هذا يدخلنا في اشكالية اخرى وهي السنة وماذا يقصد بها عند الشيعة، وهل فعلا ان سنتهم تختلف عن سنة النبي ، ام كل مايرونه فهو عن النبي وان المعصوم لا ينقل عن نفسه بل كل ما يرويه فهو عن النبي، غاية ما في الامر الشيعة يختلفون مع السنة في الطريق الموصل الى هذه السنة، فاهل السنة والجماعة يعتمدون على الاصحاب ويعتقدون بعدالتهم جميعا، بعكس الشيعة فلا يعتقدون بذلك، وان السنة لا بد ان يكون طريقها ما صح عندهم من أهل البيت عليهم السلام لانهم هم العدول جميعاً وهم أدرى بالبيت من غيرهم وهم المعصون عن الخطا ً وهم من امرنا ان نتبعهم وهم عدل القران والثقل الاصغر، من تمسك بهم فلن يضل ابداً.
قال: أما الشيعة الإمامية فإنَّها تزعم أنَّ القرآن غير كافٍ، فلا بد من (إمام) يبينه للناس، وأنَّ هذا الإمام لم يُمكَّن، أي: إمام مع إيقاف التنفيذ!
لاحظ : أولا: انه نسب إن القران غير كاف، نسب ذلك الاعتقاد لكل الشيعة، وثانياً : انه يدعي أن الإمام لم يمكن!!
وبهذا يحرم الشيعة أنفسهم من فهم القران!!!!
أي منطق هذا ؟! هل يمكن صدور هذا من أستاذ جامعي؟! فما علاقة عدم تمكين الإمام من الخلافة في تفسيره وبيانه للقران؟!
هب أن الإمام لم يمكّن وانه قد اغتصب حقه في الخلافة، فهل يمنعه ذلك من تفسير القران وشرح كل آياته وبيان أحكامه لشيعته حكما بعد حكم؟!
ثم يسخر قائلاً : أي إمام مع وقف التنفيذ؟!!!!
نسال الله حسن العاقبة .
وقال: وغالبية علماء الشيعة الإمامية القدماء يزعمون أنَّ القرآن ناقص، فانتهت الثقة به؛ لأنَّا لا ندري ما نقص منه، وإذا قَبل النقص قَبل الزيادة.
هنا أيضا يرتكب الكاتب المذكور نفس الخطأ المنهجي، فينسب أن غالبية الشيعة تقول بان القران ناقص؟ مع أن الشيعة ليس هذا معتقدهم ومن راجع كتبهم المعروفة يجد خلاف ذلك وأنهم يستميتون في الدفاع عن القران ويهدمون أدلة من يقول بنقصانه، نعم يظهر من كلام أحد علمائهم أو اثنين منهم من بين ألاف العلماء إلى القول بنقصانه.
ثم لا يخفى للمتتبع في الاعتقاد السني أن هناك أيضاً العديد من رواياتهم يظهر منها كون القران ناقصا او فيه الزيادة، فهل من الإنصاف أن نتهم طائفة كبيرة من أهل السنة في أنهم يعتقدون بنقصان القران ونرتب ما يترتب من نتائج ؟!
أخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم ، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد.
ثم لا يخفى للمتتبع في الاعتقاد السني أن هناك أيضاً العديد من رواياتهم يظهر منها كون القران ناقصا او فيه الزيادة، فهل من الإنصاف أن نتهم طائفة كبيرة من أهل السنة في أنهم يعتقدون بنقصان القران ونرتب ما يترتب من نتائج ؟!
أخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن عباس قال : أمر عمر بن الخطاب مناديه فنادى إن الصلاة جامعة ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس لا تجزعن من آية الرجم ، فإنها آية نزلت في كتاب الله وقرأناها ، ولكنها ذهبت في قرآن كثير ذهب مع محمد.
فلاحظ كيف يزعم أن هناك الكثير من القران قد ذهب مع محمد؟!!
وقال في الكنز:: من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد في ما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ، قال : أسقط فيما أسقط من القرآن[ كنز العمال – المتقي الهندي-ج 2 ص 567].
وقال في الكنز:: من مسند عمر رضي الله عنه ، عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد في ما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها ، قال : أسقط فيما أسقط من القرآن[ كنز العمال – المتقي الهندي-ج 2 ص 567].
لاحظ: يزعم أن هناك ما قد فقد من القران؟!!
وقال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 422 : وأخرج ابن مروديه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابرا محتسبا فله بكل حرف زوجة من الحور العين .
هل هذا صحيح؟ فكم كان القران زائدا وفق هذه الرواية؟؟!
ومن حقنا أن نسال بعد هذا - هل يمكن لنا أن نثق بالقران وان نستنبط منه أحكامنا، فلا ندري ما هو الناقص وما هو الساقط فلعله حكم مقيد لعام قراني مثلاً ؟؟
ثم ما هو الزائد الذي كان ولم نره في القران ؟ هل كان يتضمن احكاماً ؟!
ثم يقول: وكل الشيعة الإمامية تزعم أنَّ الصحابة الذين يقدر عدد من وردت أسماؤهم في الكتب بعشرة آلاف - كلهم قد ارتدوا وخانوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلَّا أربعة أشخاص.
أنى لك هذا؟ لم تذكر ما هو الدليل، هل هذا الكلام موجود في كتبهم المعتبرة ؟ هل طريقه صحيح ، أم انك تلقفته من هنا وهناك ؟
هل هذا الكلام متواتر عند الشيعة وقطعي ؟ !!
هذا مضحك جداً ، كيف تعتقد كل الشيعة مثل هذا الاعتقاد وهم ينقلون في كتبهم المدح لكثير من الصحابة باستثناء قليل منهم لم يكن لهم حظ في مدح الشيعة لهم لأنهم إما منافقون أو عاصون ؟
ثم نحن ننقل القول إلى الغامدي فنقول: ورد في كتبكم أن العرب ارتدت كافة إلا القليل، فهل تنهج منهجك معنا وتعترف وتقول أن هذا الكلام يدل على تكفير عدد كبير من جيل الصحابة؟!! فلم يكن جيل الصحابة منفصلين عن العرب بل هم أعمدة العرب.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: قال ابن إسحاق : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب إلا ثلاثة مساجد ، مسجد المدينة ، ومسجد مكة ، ومسجد جؤاثى ، وكانوا في ردتهم على قسمين : قسم نبذ الشريعة كلها وخرج عنها ، وقسم نبذ وجوب الزكاة واعترف بوجوب غيرها ، قالوا نصوم ونصلي ولا نزكي ، فقاتل الصديق جميعهم ، وبعث خالد بن الوليد إليهم بالجيوش فقاتلهم وسباهم ، على ما هو مشهور من أخبارهم .[ تفسير القرطبي - القرطبي - ج 6 - ص 219].
وقال ابن كثير رحمه الله: (( قال سيف بن عمر: عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمَّا بُويع أبو بكر، وجمع الأنصار في الأمر الذي افترقوا فيه، قال: ليتم بعث أسامة. وقد ارتدَّت العرب إمَّا عامة وإمَّا خاصة، في كل قبيلة، ونجم النفاق واشرأبت اليهودية والنصرانية، والمسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية؛ لِفقد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقِلَّتهم وكثرة عدوّهم ...)) [ابن كثير- البداية والنهاية- ج6-304]
وعلى أية حال كان المفترض أن يقوم الغامدي بإبراز الدليل القائل بردة الصحابة لكي نرى من أي أقسام الدليل وهل هو صحيح السند أم لا ، وهل هو مستفيض أم متواتر أم ماذا؟
وبهذا أتوقف عن التعليق راجياً من الله أن يهدي الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وقال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 422 : وأخرج ابن مروديه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابرا محتسبا فله بكل حرف زوجة من الحور العين .
هل هذا صحيح؟ فكم كان القران زائدا وفق هذه الرواية؟؟!
ومن حقنا أن نسال بعد هذا - هل يمكن لنا أن نثق بالقران وان نستنبط منه أحكامنا، فلا ندري ما هو الناقص وما هو الساقط فلعله حكم مقيد لعام قراني مثلاً ؟؟
ثم ما هو الزائد الذي كان ولم نره في القران ؟ هل كان يتضمن احكاماً ؟!
ثم يقول: وكل الشيعة الإمامية تزعم أنَّ الصحابة الذين يقدر عدد من وردت أسماؤهم في الكتب بعشرة آلاف - كلهم قد ارتدوا وخانوا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، إلَّا أربعة أشخاص.
أنى لك هذا؟ لم تذكر ما هو الدليل، هل هذا الكلام موجود في كتبهم المعتبرة ؟ هل طريقه صحيح ، أم انك تلقفته من هنا وهناك ؟
هل هذا الكلام متواتر عند الشيعة وقطعي ؟ !!
هذا مضحك جداً ، كيف تعتقد كل الشيعة مثل هذا الاعتقاد وهم ينقلون في كتبهم المدح لكثير من الصحابة باستثناء قليل منهم لم يكن لهم حظ في مدح الشيعة لهم لأنهم إما منافقون أو عاصون ؟
ثم نحن ننقل القول إلى الغامدي فنقول: ورد في كتبكم أن العرب ارتدت كافة إلا القليل، فهل تنهج منهجك معنا وتعترف وتقول أن هذا الكلام يدل على تكفير عدد كبير من جيل الصحابة؟!! فلم يكن جيل الصحابة منفصلين عن العرب بل هم أعمدة العرب.
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: قال ابن إسحاق : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب إلا ثلاثة مساجد ، مسجد المدينة ، ومسجد مكة ، ومسجد جؤاثى ، وكانوا في ردتهم على قسمين : قسم نبذ الشريعة كلها وخرج عنها ، وقسم نبذ وجوب الزكاة واعترف بوجوب غيرها ، قالوا نصوم ونصلي ولا نزكي ، فقاتل الصديق جميعهم ، وبعث خالد بن الوليد إليهم بالجيوش فقاتلهم وسباهم ، على ما هو مشهور من أخبارهم .[ تفسير القرطبي - القرطبي - ج 6 - ص 219].
وقال ابن كثير رحمه الله: (( قال سيف بن عمر: عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لمَّا بُويع أبو بكر، وجمع الأنصار في الأمر الذي افترقوا فيه، قال: ليتم بعث أسامة. وقد ارتدَّت العرب إمَّا عامة وإمَّا خاصة، في كل قبيلة، ونجم النفاق واشرأبت اليهودية والنصرانية، والمسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية؛ لِفقد نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وقِلَّتهم وكثرة عدوّهم ...)) [ابن كثير- البداية والنهاية- ج6-304]
وعلى أية حال كان المفترض أن يقوم الغامدي بإبراز الدليل القائل بردة الصحابة لكي نرى من أي أقسام الدليل وهل هو صحيح السند أم لا ، وهل هو مستفيض أم متواتر أم ماذا؟
وبهذا أتوقف عن التعليق راجياً من الله أن يهدي الجميع لما فيه الخير والصلاح.
الحائر: 20 شوال 1427 هـ .
يتبع .....
تعليق