إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالتنا وواقع الأمة الإسلامية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالتنا وواقع الأمة الإسلامية

    رسالتنا وواقع الأمة الإسلامية
    { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}
    للأمة الإسلامية ملامح تفردت بها بين سائر الأمم التي صنعت تاريخ كوكبنا هذا .فهي أمة لا تقوم على وحدة العنصر والدم لأنها تحتضن كل العناصر والسلالات . ولا تقوم على وحدة الموقع الجغرافي لأفرادها فقد كان أفرادها ولا يزالون من جميع الأوطان . ولا تقوم على وحدة اللغة فقد ضمنت صنوفاً من الناس ذوي لغات شتى .
    إنها لا تستمد مقومات وجودها من أكثر ما تواضع الناس على إدخاله في معنى الأمة، واعتبارها مقوماً لها، وركناً أصيلاً فيها، وإنما تقوم على اصل واحد كبير هو وحدة العقيدة ووحدة الإيمان، وحدة العقيدة الشاملة الجامعة لما عظم وهان من شؤون الإنسان في الدنيا والآخرة جميعاً، ووحدة الإيمان بهذه العقيدة، الإيمان الذي يقرب بين البعيد والبعيد حتى لكأنهما أخوان لأن وحدة الوسائل والغايات، ووحدة المطامح والآمال، ووحدة السلوك هي التي آخت بين القلب والقلب وواشجت بين الروح والروح .
    وهذا ما جعلها أمة فريدة في التاريخ. فهي أمة {أخرجت للناس} فلم تكن (في) الناس ككثير من الأمم، همها أن تصون ذاتها من الأخطار، وأن تكسب لنفسها الرخاء والدعة والأمن، وإن حاق بالعالم الدمار .
    ولم تكن أمة أخرجت {على الناس} بلاءاً، وسوط عذاب، تهلك الحرث والنسل ولا تؤمن بشريعة الغاب وإنما هي أمة {أخرجت للناس} رحمة، وبشير خلاص، وعامل إزدهار للبشرية جمعاء. ومن هنا كانت خير أمة أخرجت للناس وستكون خير أمة أخرجت للناس ما أخذت نفسها بالسير وفق الإسلام العقيدة التي صاغت وجودها بعد أن لم يكن لها وجود .
    وإذن فكونها خير أمة نابع من رسالتها إلى سائر الامم، رسالتها التي هي مصدر عظمتها وشقائها . مصدر عظمتها حين تضطلع بمهمتها الكبرى فتعمل – وفق أحكام الله – لأداء هذه الرسالة، ومصدر شقائها حين تنحرف وتزيغ، وتمزقها الأهواء، فتقعد عن القيام بدورها، وبذلك تفقد مبرر وجودها الوحيد .
    وفي عالمنا أمم كثيرة تدعي أن لها رسالة، ولكن شتان بين رسالة ورسالة .
    كان الإنسان الأوروبي في عصر الإستعمار يدعي انه إنسان ذو رسالة، هي ( عبء الرجل الأبيض )، وقد مارس الإنسان الأوروبي رسالته، فاسترق وجوّع، وسد منافذ العلم والحضارة عمن تسلّط عليهم من الناس، وخلف عالماً يئن من الجور والطغيان والعذاب، عالماً تمزقه البغضاء والحروب وأخطار الحروب .
    أما رسالة الأمة الإسلامية فهي نموذج آخر من الرسالات، نموذج فذ لم يقدر لأمة من أمم الأرض أن تضطلع بمثله، ذلك لأن رسالة الأمة المسلمة إلى العالم هي رسالة الإسلام إليه.
    وهي في كلمات: رسالة الحرية، والعلم، والحضارة، والرخاء إلى كل إنسان.
    وقد حمل المسلمون الأوائل رسالة الإسلام هذه إلى عالم الأمس الذي إنحلّت فيه القيم وضمرت، واستبدت فيه الغرائز بالناس وعملت عملها الخطير في تقويض الإجتماع الإنساني فأحالته إلى معترك تناحري فظيع، فحققوا-في حدود ما استطاعوا- رسالة الإسلام، وقدموا نموذجاً للإنسان جديداً، إنساناً متكامل الشخصية، مفعماً بالأمل النير الخير، ماضياً في السبيل الذي يحقق له السمو والنبل، وقدموا نموذجاً للمجتمع رائعاً (( ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم،وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )) .
    والإسلام مدعو لأن يؤدي رسالته العظمى في عالم اليوم فالإسلام وحده هو الكفيل بإخراج الإنسان المعاصر من أزمته التي تقوده إلى الدمار، وهو الكفيل بصياغته من جديد وإخلال التوازن في كيانه الذي مزقته الدعوات والفلسفات المجافية لفطرة الله، والمعاندة لكلمة الله، وهو الكفيل بتحريره من جميع عبودياته: الفكرية والإجتماعية والمادية.
    ولكن المسلمين لا يستطيعون أن يؤدوا رسالة الإسلام إلى عالم اليوم كما أدوها إلى عالم الأمس ، فأنقذوا، وحرروا وصنعوا المعجزات .
    لأن القائم بأداء رسالة يجب أن يحياها، وقد حمل المسلون الأولون رسالة الإسلام وأدوها ما أسعفتهم قواهم وكانوا جديرين بحملها وأدائها لأنهم كانوا يحيون الإسلام أفراداً وجماعات، وكان كل فرد منهم إسلاماً حياً يسعى .
    أما مسلمو اليوم فإن الدعوات الضالة المضلة قد استبعدت عقولهم وأرواحهم، وصرفتهم عن الإسلام إلى نهج في الحياة لا يلتقي مع الإسلام على صعيد، وتحول الإسلام في أنفسهم إلى شعور فردي مقطوع الصلة بالحياة، لا يبنيها، ولا يقوم ما اعوج منها. وهم، وهذا حالهم غير جديرين بحمل رسالة الإسلام إلى الإنسانية الضالة المعذبة، وإن عليهم لكي يكزنزا خير أمة أخرجت للناس حقاً أن يحققوا رسالة الإسلام في انفسهم، في واقع حياتهم وسلوكهم، وحينئذ يقوون على حمل الرسالة وأدائها، ويوكونا شهداء على الناس كما وعدهم الله، وحينئذ يكونون خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله، ويحققون رسالة الإسلام .
    ورسالتنا:
    هي أن ندعوا المسلمين إلى الله مولاهم الحق، وتنفتح أعينهم على واقعهم السيء وأسباب ترديه، ونرسم لهم سبيل النهوض من كبوتهم بشرح مبادئ الإسلام لهم، ورائدنا في كل ذلك قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأؤلئك هم المفلحون } .

    مفال للمقدس آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين - رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان -

  • #2

    تعليق


    • #3
      ورسالتنا:
      هي أن ندعوا المسلمين إلى الله مولاهم الحق، وتنفتح أعينهم على واقعهم السيء وأسباب ترديه، ونرسم لهم سبيل النهوض من كبوتهم بشرح مبادئ الإسلام لهم، ورائدنا في كل ذلك قوله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأؤلئك هم المفلحون } .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X